يندر ان يجتمع الأصحاب و الزملاء من غير أي يطرق أحدهم أو كلهم موضوع الزواج من ثانية…أو ثالثة.
بل ان كثيرا من المتزوجين يجد متعة و لذة خاصة في الحديث عن نيته أو قدرته على التعدد …. انه حديث يسري عن قلب كثير من المتزوجين و يبعث الحبور و الشعور بالسعادة لدى أغلبهم…
ولأن الموضوع شيق و مسلي بالنسبة لهؤلاء فان فئة ليست قليلة ...تطرق هذا الأمر بحضور الزوجه…بمناسبة و بغير مناسبة!
لاضير و لا محظور في التحدث في هذا الأمر…
بل أحيانا يكون أمرا محمودا من باب تمهيد الطريق خصوصا اذا كان الزوج قد عزم على الزواج و أعد العدة…
لكن هناك فئة من المتزوجين – هداهم الله - لا تفتأ تتغنى و تصبح و تمسي حديثا أمام زوجاتهم عن "نيتهم" في الزواج … و أن الله أحله له… و أنه من اصلاح المجتمع زواجه بثانية… و أن الرسول – اللهم صلي و سلم عليه – كان معددا…. و انه يحتاج للزواج لكي يساعد زوجته و يخفف عنها أعباء الزوجية… و ان تعداد الزواج سنة… و ان التعداد يساهم في تحقيق وصية المصطفي –صلى الله عليه وسلم – في اكثار النسل.. و ان زواجه بثانية سوف يقلل من نسبة العنوسة بين النساء… و يساعد على اعفاف فتاة عزباء…. و أنه لا يرغب في النظر الى غير زوجاته فهو يطلب العفاف بالحلال… و .. و…
الى هؤلاء الفئة اوجه مقالي القصير:
أقول أن جميع ما ذكر من مسوغات الزواج و فوائده صحيح… بل ان بعضه منصوص عليه شرعا… و لذلك لا خلاف على صحة ما ذكر!!!!
ان المسألة المذمومة هي تكرار و اعادة هذه الأمور أمام الزوجة ليل نهار!!!!
أخي الزوج ان كنت ممن ينطبق عليهم الحديث فأنت لا تخرج من هذه الحالات الثلاث:
1- تنوي الزواج الثاني و تخطط له مع قدرتك الكاملة عليه
2- تهوى الزواج و تتمناه..لكنه ليس من ضمن خططك المسقبلية القريبة
3- لا تنوي الزواج
أخي ان كنت من الفئة الأولى:
فانني أهنئك مسبقا و أدعو لك بالتوفيق.... لكن: مالمقصود بأن تكثر الحديث أما زوجتك في هذا الأمر؟... أهو زهو و تعالي ... أم محاولة كسر كبرياء؟؟...
لا بأس ان تحدثها في الأمر من باب المفاتحة .. و تمهيد الأمور.. و جعلها مهيئة نفسيا لمثل هذا الأمر... لكن أن تجعل أمر زواجك أغنية تشدو بها في وقت خلوتك بها.. فهذا أمر فيه الكثير من النظر و الخطر!!!!!
اتق الله... و اتخذ موقفا وسطا في أمر مفاتحة زوجتك ... و اعلم... ان الزواج و ان كان حلالا فهو بغيض عند النساء المتزوجات... فكيف بك تذكر ما يغيضها في كل وقت و حين؟؟.
و ان كنت من الفئة الثانية:
انك تذكرني بكبار السن (ممن لا يقدرون على حق الفراش) حفظهم الله... فهم يكثرون الحديث عن رغبتهم في بنت صغيرة...(ترجعهم شبابا)... و تجلب الأيام الخوالي... و اذا جد الجد... قالوا: " يا وليدي انا ما بي شدة!!! .."...... و مثلهم يصنع أصحاب هذه الفئة.. ولكن بطريقة أخرى!.... فمنهم من يعلم عدم قدرته علي الزواج الثاني (لأي سبب كان)... و مع ذلك يشنف أذن الزوجة المسكينة ب"احتمالية" زواجه في أي لحظة... و أنه سوف يخطب ان سنحت له الفرصة... و ان زواجه سيريحه من مشاكل كثيرة... و انه مستعد للزواج متى ما وجد ضالته... و ان كل معظم أقاربه وصدقائه معددون,,, و لم يبق الا هو...... يقول هذا كله وهو يعلم انه لن يتزوج
وان كنت من أصحاب الفئة الثالثة:
أتحدث زوجتك بالكذب؟؟؟؟.... ولماذا؟..... أهو عادة لديك أن تحدث بما لا تعمل؟ (كبر مقتا عند الله)....... اهو نوع من العقاب أو التعذيب النفسي؟؟أم استعراض لعضلاتك و لسلطاتك الزوجية التي منحهك الله اياها؟ أم هو نقص في قوة شخصيتك تعوضه بالحديث المكرر عن قدرتك على الزواج؟!!
الى الفئتين الثانية و الثالثة أقول:
اعلم بارك الله فيك أن كل أمر زاد عن حده.. انقلب الى ضده!.... و الوسطية مطلوبة في كل الأمور... و لا تحسبن ان كثرة الدواء تعجل الشفاء!!!!!
ان النساء على اختلاف مشاربهن و ثقافتهن وتدينهن يجتمعن على أمر واحد جبلهن الله عليه: حب امتلاك الرجل و انفراده لهن!!
ان طبيعة المرأء تميل كل الميل أن تحب و تخلص لرجل واحد فقط!... و لذلك تكره أن تشاركها أخرى في زوجها ... و لا توافق الا على مضض......و تحتاج الزوجة وقتا طويلا لكي تتأقلم على و جود زوجة ثانية تشاركها في بعلها...
و في كثير من الأحيان... يكون (الزواج الثاني) نفسه أخف وطئا من (كثرة الحديث) عنه...
اتعرفون لماذا؟
لأن المرأة لم تجرب أصلا أن تأتي أخرى شريكة لها!....
الزواج الثاني بالنسبة لها هاجس مزعج...و حلم مخيف لا تريد أن يتحقق... كل ما تسمعه من صديقاتها و قريباتها عنه يجعلها تحذره و ترجو عدم حدوثه
ماذا تقول عنها صويحباتها ان هي أصبحت الزوجة الأولى و هناك ثانية؟؟... كيف ستكون معاملة زوجها لها في المستقبل؟؟...هل سيحنو عليها و يحبها كالسابق؟ ....ربما كانت الثانية أفضل منها أو أجمل أو أ كثر نضجا ... فيطلقها و يبقي الثانية؟..
كل هذه أسئلة تظل تدور في رأس الزوجة المسكينة طوال فترة "حديثك" عن "احتمال" أن تتزوج!...
مثل هذه الهواجس و غيرها.. تولد عندها احساسا داخليا بعدم الأمان و الاستقرار....و غالبا ينعكس سلبا عليك و على أولادك!....
ولذلك تذكر: انك عندما تكثر الزهو أمام زوجتك برجولتك.. و فحولتك... و قدرتك على الزواج.... فانك قد تكسر فيها ما ليس يجبر!!
و اكرر.. أن كل أمر زاد عن حده.. انقلب الى ضده!.... و الوسطية مطلوبة في كل الأمور ..
ماهو رائكم الكلام صحيح والا لا
منقول