المنتدى :
القصص القصيرة من وحي قلم الأعضاء , قصص من وحي قلم الأعضاء
ارحموا من فى الارض يرحمكم من فى السماء
كنت عائدة الى مدينتى بعد انتهاء العام الدراسى ولذا كنت احمل كل حقائبى معى كنت انزل على السلم حتى اصل الى الرصيف بكل تلك الحقائب التى كنت اجر بعضها واحمل البعض الاخر بينما ينزل مجموعة من الشباب الطوال والضخام الذى يمكن للواحد منهم ان يحمل ضعف ما احمله من حقائب رمانى احدهم بكلمة يفترض انها مغازلة ولكنها اقبح من ذلك وضحك الاخرون باستخفاف كدت ان ارد على هؤلاء الحقراء ولكن حالتى الجسدية والنفسية لم تكن لتسمح لى بذلك فاكتفيت بلعنهم فى سرى وصلت الى الرصيف وجلست على احد الكنب الحجرية فى انتظار قطار الثانية الذى وصل فى الثالثة الا عشرة تقدمت احمل حقائبى لكى اركب القطار وبينما هو قادم كمنتدى ليلاس الثقافي
ان هو يقف بجانبى شاب فى العشرينات من عمره يرتدى بنطلون من الجينز وتى شيرت خفيف لم اتفرس فى ملامحه لانه وقتها لم يكن يعيرنى اى اهتمام به تصورته واحد من ضمن الركاب الذين ينتظرون القطار وبينما القطار يقترب ويقترب كان هو قد اختفى من جانبى وقفز ليصبح هناك على القضبان ثم تحت عجلات القطار ابعدت ناظرى عن المنظر البشع توقف القطار ونزل من نزل لرؤيته ولكن النتيجة كانت معروفة مسبقا وبينما اركب القطار رايته وقد تحول الى كومة من اللحم ملقاة على الرصيف ومغطاة بالجرائد الدامية وبمجرد ان جلست فى القطار حتى شرعت فى البكاء اسفا على ذلك الشاب الذى اضاع عمره فى لحظة جنون ما الذى يمكن ان يدفعه لهذا؟ ربما الظروف المعيشية الصعبة التى نعيش فيها كما قال البعض ربما هو متهور او مجنون كما قال البعض الاخر ولكن الجميع وافق الشيخ الذى كان يستقل القطار بان لا شىء يبيح الانتحار مهما كنت الظروف صعبة فعلى الانسان الا يقنط من رحمة الله داهم النعاس عيناى بعد البكاء وقد كان الشاب محور احلامى رايته يخرج من مكان يحيطه ويعلوه جبل وصخور يحمل كتبا ويمضى تاركا امه واخوته السبع فى غرفتهم الدقيقة التى تخلو من كل مظاهر الحياة الادمية المتعارف عليها فلا يوجد ماء ولا صرف ولا اى شىء ولسوء الحظ فانه حتى المكان الدقيق الذى لا يسيع هذا الكم من البشر تزاحمهم فيه العقارب والثعابين وعندما يعود الشاب يجد المكان ليس مكانا فقد غطى انهيار تلك الصخرة كل الغرف او الاعشاش التى كان بعيش فيها امه واخوته والكثير مثلهم ينجيهم الله من بين كل الموتى ليذهبوا الى غرفة او عشة اخرى من بين تلافيف من الغرف والعشش مثلها اراه عائدا اليها من اللا عمل خاوى الوفاض من اى شىء فلا كتب ولا شىء يسد الرمق يمشى بين متعاطى الكيف والمخدرات لكى يصل الى غرفته خائفا من ان يثبته احدهم ويضربه بالمطواة او يلقنه علقة موت عندما يجده خاوى الوفاض يصل الى حجرته فتتجه عيناه ناحيتها ينظر الى جسدها وهو يقرض شفتاه حتى يصل الى وجهها الذى يملاه شغفا اكثر بان تكون بين يديه واخذ يهيم فى تخيلاته حتى استفاق على صوت امه التى تدعوه للدخول ينظر اليها ثم ينظر الى اخوته الذين يعيشون على الكفاف وينامون ارضا فينظر اليها نظرة المتعة الاخيرة ثم يبعد ناظريه عنها ويغلق الباب ثم اراه بعد ذلك يقف فى طوابير طويلة طابور للخبز واخر للماء وثالث للعمل ورابع للعلاج واخيرا للحشيش والادمان يجلس هناك يدخن سجائره ويلعن امه التى لم تدعه يذهب معهم الى احضان الموت فى البحار للذهاب الى الخارج حيث العمل والمال والنساء ثم يمسك المطواة ليثبت بها هذا او تلك ولكنه لم يكن يضرب كان يطبق عليها ليقتنص منها ما يريد فلا يحصل الا على صراخها وفضيحته حتى رايته بعد ذلك يخرج من المقابر ليقف على الرصيف حتى ياتى القطار الذى يحمل الحل فى كل شىء تصور انه لن يجوع ولن يشقى اذا ما رمى بنفسه تحت عجلات القطار ولكنه ادرك عندما وقف فى طابور المسئولين انه سوف يجوع ويشقى لانه اضاع حياته التى ارخصوها هم من قبل بميتة ارخص منها هو من طلبها وحث السير اليها هل هو فى جهنم الان كما يقول الشيخ هل يتعذب كما كان يتعذب فى الحياة ام اكثر هل تفور جهنم من حوله كما تساقطت الصخور ام اكثر لا اعرف ما الجواب ولكنه اذا كان يتعذب فهو فى اياد رحيمة تعذبه على ذنب اقترفه اما فى الدنيا فقد كان يتعذب على اياد قاسية لم تعرف الرحمة تعاقبه على ذنب لم يقترفه ولا يعرف حتى الان ما هو منتدى ليلاس الثقافي
استيقظت على اصوات صراخ الراكبين الذين كانوا يتشاجرون مع احد العاملين على هذا الاهمال الجسيم لم اكن اعرف ما يدور ولكن كلمة الشيخ قد افهمتنى كل شىء عندما قال للعامل عبد المامور
"يا بنى ارحموا من فى الارض يرحمكم من فى السماء
|