كنت جالسة أتدرب على كتابة رواية لم أنتهي منها وسأنشره قريباً إن شاء الله..
فلاحظت أن هذه القصة الطويلة قد أصبحت كرواية وكان قصدي فقط أن أتدرب الكتابة
بـــ(الفصحـــــى) لا أكثر ووجدت أن القصة الطويلة على أجزاء وصالحة للنشر بدل من أن أحذفها
من الوورد..لن أقول أني اخترت شخصيات لا لم أفعل ولم أحدد فقط كانت مجرد خطوات تدريبية
وأرجو أن تنــال على رضاكم...
_________________________________
الجزء الأول..
- هكذا أنا كــ ساعة تحترق.. وتحترق ساعة أخرى...
- لأعيش حياة لا نهائية...
- لا منتهية أحاول أن أنبذ اختفائي عن البشر..
- لست موجودة سوى بين هذا الركن المسمى بيتاً..
- كأني سقطت سهواً من كوكب الحياة والمجتمع..
- أووه هذا وقته..نعم نعم من المتصل !
- ريم !
- أمي!! آسفة آسفة
- أمازلتِ نائمة؟ الساعة الآن السابعة صباحاً
- أعلم ولم أشبع نوماً..
- انهضي الآن !واذهبي إلى بيت جارتنا
- خير إن شاء الله!.أمي أين أنتِ؟!
- أنا في المستشفى
- مستشفى ! لماذا؟!
- ابن جارتنا سهيل مصاب وهو الآن في غرفة العمليات
- اوه ماذا ؟! مابه !
- يعاني من كسر في الحوض
- وما ذنبي أنا لــ تيقظيني !
- ريم ! ماهذا الذي أسمعه منكِ؟!
- أمي اليوم أول يوم لي لــ انتهائي من الثانوية العامة وأريد أن أنام
- ريم اذهبي لبيت جارتنا..لأن طفليها الصغيرين لوحدهما
- لوحدهما.!!.على ما أظن معهما الخادمة
- ريم !اسمعي الكلام وانهضي للذهاب لــ بيت الجارة
- أمري لله..وماذا أفعل هناك؟!
- تجلسين معهما حتى عودتي
- لأجلكِ فقط سأذهب..
- بعد ساعتين سآتي لأخذكِ
- إن شاء الله ..
- السلام عليكم..نجمة هل الطفلين نائمين
- لا.. هما في غرفتيهما
- إذن اذهبي وجهزي لهما الفطور ريثما أحممهما وألبسهما الملابس النظيفة
- أهلاً فهد و هدى
- أخذا يجريان بفرح ومرح وكل واحد يطالب بحقه في أن أحملهما
- مهلاً مهلاً على رسلكما واحد واحد
- من الشاطر الذي يريدني أن أحممه
- هدى بفرح: أنا.. أنا الأكبر
- فهد بغضب: لا.. أنا الولد، والولد أقوى
- هههههه هيا إلى الحمام ..
- هدى تبلغ الرابعة من عمرها سمينة بعض الشيء وأكولة جداً جميلة
وأجمل مافيها أنفها المستقيم بشكل جذاب على وجهها ذات شعر أسود قصير
بيضاء البشرة بعض الشيء، وفهد يبلغ الثانية والنصف من عمره عكس أخته نحيل،
كثير الضحك والسهر أكثر بياضاً من أخته
ولكن لا يتمتع بجمال، عينان مدورتان وحاجبان رفيعان
وجبهة صغيرة وأنف كبير بعض الشيء، وكلاهما مشاغبان
- بعد الانتهاء من اللعب والفطور شاهدا التلفاز..حتى وصلت الساعة العاشرة ضحاً
- أصابني الملل والفتور..فجلستُ أقرأ الجرائد التي أمامي
- نجمة: مدام ريم
- ههههه مدام مرة واحدة! أنتِ مخطئة يا نجمة ماذا هناك؟!
- نجمه :طلال هنا!
- من طلال هذا؟!
- نجمه:خال الطفلين وأخو مدام حمدة
- قمت بهلع وكنتُ قد خلعت عباءتي وخماري منذ فترة طويلة : خير ماذا يريد؟!
- نجمه :يريد أن يرى الطفلين..
- قولي له أنهما بخير
- نجمه: ولكن يريد أن يراهما!
- هنا في الصالة !
- نجمه: نعم
- وأنا أين أذهب إن شاء الله ..مهلاً دعيني ألبس عباءتي واطلبي منه الإنتظار
ولا تدخليه حتى أخرج من الصالة أسمعتي!
- نجمه: نعم مدام ريم
- لاحول ولا قوة إلا بالله !عدنا لمدام..وهذا ماذا يريد الآن؟
- تعمد أن يقف عند عتبة باب الصالة فخرجت وقد أخفضتُ ببصري ،
وهو ينظر إلى وجهي المنخفض بوقاحة حتى أنه لم يفسح لي المجال للخروج ،
ومن حسن حظي لم ننصدم كتف بكتف بالرغم من أنه مفرط الطول
ولم أرى ملامحه فقط الثوب الأبيض والحذاء الأسود المفتوح الأطراف،
وأخذت أمشي في صحن البيت، وكلي ضيق من هذا الوضع،
ماهذا الذي اكتنفني اليوم؟!
- ولماذا يريد أن يراهما الآن..أووه الجو حار جداً..نحن في شهر سبتمر
ومازال الصيف جاثماً على مدار السنة لا يريد المغادرة بسلام ...
حتى لمحتُ نجمة تخرج حاملة معها سلة الملابس صفراء اللون لتنشره على الحبال
- نجمة انتظري.. لماذا يريد أن يراهما اليوم بالذات؟!
- نجمه: مدام ريم طلال طيار كابتن ..اليوم سيقود الطائرة و قبل أن يذهب
يمر على بيت أخته ويسلم على الجميع ويغادر
- هااااه هكذا إذن !!
ونجمة مشغولة بنشر الثياب على الحبال
- على فكرة هل سيطول؟!
- نجمه: لا أدري مدام ريم !
- نجمة ! لا داعي أن تقولي لي مدام..فأنا لم أتزوج بعد كفي عن مناداتي بهذا المدام
- نجمه: آسفة تعودت
- ولكن لا تقال للكل فقط للمتزوجات
- نجمه: عقبالكِ
- ههههه أتسخرين مني يا مدام نجمة ..
- نجمه: هههه لا
- هيا اذهبي.. واخبريني إذا ما غادر البيت، وإلا أنا سأعود إلى بيتنا الآن
- نجمه: وماذا أقول لأمكِ؟!
- قولي لها أني جئتُ ثم عدتُ إلى البيت سلام
- نجمه: سلام !
- أخذتُ أستغرب من نفسي ،لأن إلى اليوم لم أخطط هل سأدرس في الجامعة
أم أكتفي بالثانوية العامة..وأغلبية أخواتي طلبن مني أن أدرس في الجامعة
وإلا مستقبلي ضاع ...ههه ضاع كلام فارغ..كلام المعقدين!
كنت أتأمل حينا ..حي ممتلئ بالبيوت الملونة والأشكال العجيبة والفلل السامقة
والمساجد تزين الحي بشكل بديع والمآذن من كل لون وشكل
كأنهم اتفقوا على مباركة هذا الحي..بل المساجد أشبه بالسور التي تحمي الحي..
يذكرني بقصص التي قصصت علينا بأن كل مدينة تحيط بها سور عظيم
لتحميها من الغزاة..وأخذتُ أسرح في عالمي الخاص
وأتخيل بأني أعيش جو هذه المدن، كيف يمرون الناس
ويخرجون ويمشون في تلك الممرات الضيقة والطرقات المعقدة،
فلم أعي حتى سمعت صوت آلة التنبيه بشكل مزعج ومتواصل
أن أفسح الطريق، فلم أصد خلفي فأنا أعاني من رهبة النظر إلى الخلف،
فأخذتُ اتجاه آخر،ولكن سمعت صوت ضحكة رنانة،
وتورعت أن أنظر لمن هذه الضحكة الرنانة، نعم صوت رجل
ولكن من هذا الرجل..لا أدري!!!
- حتى وصلتُ إلى البيت..ولا أحد فيه سواي وجلستُ أعبثُ
بآلة التحكم حتى صدر صوت من بعيد
- ريم ريم أين أنتِ؟!!
- أنا هنا يا أمي ماذا هناك؟!
- ألم أقل لكِ أني سأمر بك لآخذكِ معي..
- بلى
- إذاً لماذا لم تنتظريني؟
- أمممم لقد جاء خال الطفلين ففضلتُ المغادرة
- هذا ليس مبرراً أن لا تنتظريني!
- أمي! ماذا تريدني أن أفعل ؟! وأين سأجلس بما أنه موجود؟!.
- في المجلس ألم تسمعي به !
- بلى يا غاليتي سمعتُ به..ولكنه مغلق ونجمة لم تفتحه لي
- لماذا لم تطلبي منها؟!!
- ربما نسيت..ربما أووه ! لا أدري غادرتُ والسلام..
- آخر مرة..عندما أطلب منكِ أمراً نفذي لا داعي أن أقلق عليكِ كثيراً
- حضنتها ثم قلت: ولا يهمكِ آخر مرة ، سأذهب للنوم
- ماذا الآن؟!
- نعم الآن لقد صليت الظهر وحان موعد النوم
- الغداء!
- لا أريد الآن بعد العصر
- ريم فكري جيداً الدور الثاني يجب أن تدرسي في الجامعة
- سأفكر سأفكر لا تقلقي علي
- إن لم أقلق عليكِ، على من سأقلق !
- هذه قبلة على رأسكِ أطلب منكِ أن لا تحملي هماً
- بالعافية هيا اذهبي
- جاءت عائشة أختي وأخذت تثرثر حتى أوشكت الشمس على المغيب
- عائشة: هاه يا ريم ماذا تقولين ؟
- وانتِ أصلاً أعطيتني فرصة لأقول ..صدعتي رأسي بثرثراتكِ السمجة
- عائشة: سمجة!! سامحكِ الله
- آمين ..الآن غادري غرفتي ولا تعودي حتى اليوم الثاني
- عائشة: أنتِ مجنونة ومتهورة..المفروض أن تقدمي أوراق صدق من قال أكل المرعى وقلة الصنعى...
- اغربي عن سماء وجهي يا عائشة، وكفي عن المواعظ المملة
- عائشة: المملة !!..ستندمين بسبب بلادتكِ
- وسأعض أصابعي ألماً عندما أرى غيري يسرحن ويمرحن بشهاداتهن هيا كفي عني واغلقي الباب وراءكِ
- عائشة: سأفعل .. ولن أنصحكِ بعد اليوم
- خيراً فعلتي يا حبي الوحيد
يتبع كل اسبوع