- الجزء السادس عشر
- ريم : أمي غاليتي سأذهب إلى المكتبة العامة لربما تأخرت قليلاً فلا تقلقي
- لا بأس قودي بحذر
- ريم: ههههه مازلت خائفة بالرغم اني موظفة الآن
- ريم!! هيا مهما كنتِ فقلب الأم هكذا لن يتغير كالعصفور خائف على الرغم من أنفه
- ريم بخجل: غاليتي أعلم فقط كنتُ أمازحكِ
- المهم اذهبي ..فأنا سأذهب إلى بيت جارتنا أم سهيل
- ريم وهى تتذكر مافعلته بالصندوق ثم ابتسمت: لا بأس
سلاااااام
- بعد ساعتين خرجت ريم من المكتبة فوجدت
- اووووو هذا وقته !! يارباه أكيد أمي ستقلق علي
- جاءها اتصال: اوووه أكيد أمي
- أين أنتِ لقد تأخرتِ كثيراً
- ريم تمتص السخط من صوتها: الأمر خارج من يدي بطارية السيارة فُضتْ
- ماذا كيف؟!!
- ريم: من اهمالي سأقوم باتصال بسيارة القطر وسآتي بسيارة الأجرة
- أجننتِ
- ريم: لما..ماذا فعلت ؟!
- ستأتين بسيارة الأجرة لوحدكِ !!
- ريم وقد رفعت حاجبها: ماذا في ذلك ؟
- لا ابقي مكانكِ سأطلب من أم سهيل أن تأتي لتقلكِ
- ريم: أمي هداكِ الله..سيارات الأجرة مرتبطة بأمن الدولة وأجهزتها لا داعي للخوف وقلقكِ الزائد
- صرخت بحدة: ريييييييم كفى وابقي مكانك
- ريم: حسناً حسناً ها أنا سأعود إلى المكتبة حتى حضور أم سهيل ..المهم أعصابكِ وراحة بالكِ
- رقم غريب ربما أم سهيل : اهلاً
- : هلاااا ريمي أنا هدى هل عرفتيني
- ريم: هههه وهل يخفى القمر أين انتِ ؟!
- هدى: هيا تعالي أنتظركِ أنا و..ثم سمعت صوت يسكتها
- ريم بفضول: من معكِ !! فهد؟!
- هدى تتجاهل السؤال: لا تتأخري في الانتظار
- ريم: ما نوع السيارة ولونها ..فأخبرتها هدى بمواصفات السيارة
وكانت مظلمة جداً فغلافه أسود داكن بث الرعب في قلبها
فتحت الباب الخلفي ثم جلست دون أن تنظر لمقود السيارة: السلام عليكم أتعبتكِ معي
- لا بأس بل يسعدني أن أكون في خدمتكِ
- صدمت ريم كان صوت ساخر ورجولي فكتمت صوت الصدمة بيدها: يا إلهي طلال !!
- ترك عينيه على المرآة الأمامية ينظر إلى شحوب وجهها: أم سهيل تعتذر لكِ فابنها الصغير شغلها جداً
- غرقت في تفكير عميق وهى تنظر إلى هدى ولم تجرؤ على رفع عينيها إليه..
وأحست أن هناك شبح ابتسامه غاضبة منه لها..
فلزما الصمت ولم يكسرها سوى صوته: هل الميدالية في حوزتكِ ..هزت رأسها بنعم
بدون أن تستوعب مقصده
- طلال : اعتبريه ذكرى ..هيا انزلي فقد وصلنا
- هرولت إلى البيت أرادت أن تتكلم مع نهلة، ولكن ياحسرة بعيدة عنها..
فهى وزوجها سافرا لمدة سنتين لأجل دراسات عُليا ..احتارت من تكلم
- حتى جاءتها رساله قصيرة منه:" ألا ترين أن هدايا هى للمحبين، حطمتي قلبي برفضه"
- غضبت ريم من تصرفه:" ألا ترى أنك وضعتني في موقف مشبوه"
- جاءها الرد" أنا"! كيف تظنين بي السوء؟!
- تنفست ريم فهى تكره الرد على الرسائل القصيرة معه
فاضطرت أن تكتب له آخر رساله" نعم أنت..ماذا أقول لوالدتي أن رأتني ألبس من إحدى
هداياك ألن تتساءل وتقول لي : من أين لكِ هذا؟! وأنا لن أكذب عليها من أجلك"
ثم أغلقت جهازها معلنة إنتهاء النقاش، ياله من مناور،
لو كان يريدني لما ماطل حتى الآن..وهل يظنني فتاة شارع ليهديني هدايا
نحن عائلة لا ترضى بسخف هذه الأمور لمافيها من الشبهات..
لا أدري لماذا لم أستفزه وأقول ضع مكاني أختك هل سترضى بهذا؟!..
يا لعالم الرجال المغرورين يظنون أنهم يعيشون في كوكب خاص بهم،
ولهم الحق في التجاوزات
- أسهبت ريم في الحديث مع نفسها: أيظن أنه فارس أحلامي
أنا حتى الآن لم أحلم بحمار أحلام لأجل أن أحلم بفارس الأحلام
فقهقهت بشدة لأن لا مجال للمقارنة بين حمار وفارس هههههه
في الصباح الباكــر في مكتبهن:
- خلود بتأفف: ألا ترين أنها تأخرت كثيراً
- ريم باستفسار: مَن؟
- ندى تشارك خلود التأفف: المدام زوجة الضابط آكلة المال بالباطل
- ريم وهى تداعب القلم بأصابعها: هاااه الوقت مبكر..حتماً ستأتي ..وإلا سنرفع قضية الخصومة المالية..هيا لنصبر قليلاً
- خلود وندى: والنعم بالله لنصبر قليلاً
كان الجو في المكتب يبعث على الإكتئاب لخلو من أي إثارة فالملل بدأ يتسرب في نفوسهن ..
- ندى: أوووه من منكما تضع عطراً باسراف
- خلود وهى تشم عباءتها: لم أضع عطراً فرنسياً وهذا العطر الذي يفوح بصخب لا أحبه ريم هل هى أنتِ؟!
- ريم بصدمة: أجننتي أضع عطراً باسراف لا طبعاً لستُ أنا
ثم طرق على مسمعهن صوت ناعم أو تتصنع النعومة
- عفواً هل هذا مكتب الخليج المتحدة
- كانت أعينهن تدور كالذي رأى شيء باهظ الثمن ، راحة العطر نفاذة كأنها استحمت بدل الماء عطراً حتى الجلد والعظام..
- انتهبت ريم لوضعها: نعم الخليج المتحدة تفضلي هنا
- عفواً مرة أخرى أنتن من استدعينني
- خلود وهى تشير بأصبعها الصغير إلى صدرها: نحن!!
- نعم أنتن بشأن المزعومة الأربعة آلاف درهماً
- تذكرت ندى غرور زوجة الضابط فنظرت بسخرية: هااه أنتِ
- ريم تحاول أن تجعل الأمر يمشي بسلاسة: تفضلي هنا اسمكِ من فضلكِ
- مها
- ابتسمت ريم لا تدري لماذا تذكرت منى: أهلاً بكِ هنا..وعذراً هل تشربين حار أم بارد
- مها وهى ترفع أنفها بكبرياء: لا ما جئت لأشرب خلصنني
- ندى: الأمر بسيط وسهل جداً ردي الحق لأصحابه
- مها: ههههه أي حق وأي باطل تلك تستحق أن نأخذ مالها
- خلود بصدمة وغضب: تستحق!! تأكلين المال بالباطل لأن تلك العاملة تستحق !!
- مها: نعم هن سبب فساد الشباب
- شعرت ريم لأول مرة بحشرية: فساد الشباب !! ما شأن العاملة بفساد الشباب
- مها: هل تتجاهلن أنهن سبب بلوى ما يحصل في مجتمعاتنا
- ندى بسخرية: والحل لهذا الفساد أن نأخذ أموالهن بالباطل عجبى
- ريم: هههه مهلاً مهلاً يا ندى مدام مها ألا ترين أنكِ مجحفة
- مها: لا بهذه الطريقة ستذهب إلى بلادها بغير رجعة وبئس المصير
- خلود بتهكم: هاااه يعني بهذه الطريقة ستنظف البلاد والشباب سيكونون على طريق مستقيم ههههه تفكير أعوج
- ريم: بلى تفكير أعوج كأن شباب الإسلام مساكين مغلوبين على أمرهم..
لو كان كل شاب يفكر في مغبة تصرفاته الخارجة عن الدين لما رأينا ما رأيناه منهم
ضياع في ضياع
- استانفت ندى بتهكم أكثر: عفواً ريم على المقاطعة..شبابنا للأسف
رموا الأمر بالمعروف لأجل قضاء وطر من عبثه ومجونه،
لا يعرف من الإسلام سوى اسمه فقط أما العمل والعبادة فثقيله عليهم
- ريم: الآن هل ترين ما فعلتيه مبرر في قطع رزق العاملة ؟!
لو أرادت أن تعبث فهذا لأنها وجدت التجاوب منهم، فهى لم تغترب وتعمل
إلا لأجل لقمة العيش..وكان بإمكان شبابنا أن يشعر بغيرته على نفسه ومحارم
الله..ولكن ثقيله عليهم أليس كذلك ؟َ!
- خلود وهى تشم رائحة عطر النفاذ: ما شاء الله ماشاءالله غيرتكِ على الشباب
واضح فهن سبب انحراف الشباب والحل الأنجع أن تأكلي مالها ممتاز ممتاز..
عشنا ورأينا عجبى ههههه
- مها: زوجي قادر على أن يجعل الحق في صفي تلك العاملة كاذبة
- نهضت ندى وأتت بالوصلة: فليفعل زوجكِ لأجلكِ ما يشاء..وكل الأدلة تشير أن
العاملة هى صاحبة الحق
- ريم: وماذا بيد زوجك؟ لا تتبجحي به ..هنا فيه قانون ونعطي كل ذي حق حقه لا
نعيش في غابة
- خلود: مصيبة من اغتر بنفسه يظن أنه بمنأى عن القانون
- كتمت مها غضبها الحاد فهى ترى الأمر أتفه من الذبابة: سترين
- ندى: لا نرى ولا ترين..كل شيء واضح اقرأي
- ريم: إما نحل الأمر هنا وتعيدين المال كاملاً وإلا ...
- خلود: هههه وإلا المرمطة..والقرامطة هههه
- شعرت مها ببعض الخوف: ماذا ماذا؟
- ريم: ليس هناك ما نخسره فكل شيء موجود فلما العناد
- مها: هذا المبلغ تافه أستطيع أن أشتري به قميص حريري
- كتمت ندى غيظها: والآن هل ستعيدين المال لصاحبة الحق أو نرفع الأمر قضائياً
- ضجرت مها: لا داعي هل ينفع شيك
- خلود: ينفع بشرط أن تصرف اليوم وفي هذه الساعه
- وقعت مها على الشيك بكل غرور، ثم وضعته على الطاولة
وهى تنظر للفتيات بكل أنفة وكبرياء: مهنة متاعب الأولى أن
تكونن متزوجات وأمهات مثلي هههههه
- استشفت خلود الإهانة : قريباً إن شاء الله ولكن هذا لا يمنع أن نفعل الخير بدل
السبهللا والبطالة الفارغة
- ردت ريم بابتسامة: كما يقال تراب العمل ولا زعفران البطالة
- مها تحاول الخروج بأسرع وقت فقد شب في قلبها الحسد منهن: هل هناك أمر آخر سأنصرف
- ندى بسخرية: على فكرة أنتِ متزوجة من رجل واحد أم ماذا؟
- مها بغضب: ماذا تقصدين؟
- ندى: أيما امرأة استعطرت فمرت...اكملي الحديث يا من تنظر الدين بمفهومها الخاص
- اتصلت ريم على ريتا لتستلم المال فسمعت صوت بكاء ريتا من شدة الفرحة،
فشكرتهن جزيل الشكر
- ندى: هل تستطيع ريتا أن تسدد حقنا
- خلود: امممم لا لذا سنتصدق
- ندى بتعجب : نتصدق
- خلود تنظر لريم تحثها على تأييدها: نعم لن نأخذ منها قرشاً واحداً
- ندى بغضب: خير إن شاء الله هل فتحنا جمعية تعاونية والإيجار
- ريم: تفائلي بالخير ياندى اعتبريها فاتحة خير حتماً
ستأتينا قضايا مهمه ويدر علينا الأموال
- ندى بسخرية لاذعة: بأن نتصدق يا خوفي أن نخسر
بسبب ضعف قلوبكن والتي جرت علينا اليوم لا شيء
- ثم سمعن صوت المحامي عمر يتنحنح : ههههه هل قررتن أن تفتحن
محل للعطورات !!
- ندى: لشدة ما أبغضه
- خلود: أشارككِ ولكن هو زميل المهنة ويجب أن لا نكسبه عدواً لنا في الوقت الحالي
- هزت ريم وندى مؤيدات على كلام خلود