الجزء الثاني عشر
- ألم تحن إلى وجودي يوماً
- ألم تشتاق إلى مواعيد الليل شوقاً
- كيف مر الليل
- لا تدري ..ولا أدري
- أجوب وحدي هنا مع ذكرياتك والأماني
- أحاول أن أكتب عن هجرك لي فصولاً
- ارتعد جسدها فصوته معروف: طلال!!
- بفرح هامس: وأخيراً تنازلتي عن عنادكِ الذي يكسر الحجر
- أخذت تنظر إلى جوالها وصدى صوته يأتيها من بعيد..هو!!
- بغضب: من أين لك برقم جوالي؟!!
- هوني عليكِ أمركِ أخذته من سهيل
- كاذب..ربما الرقم القديم أما هذا الجديد لا أحد يعلمه..
ثم تذكرت فجأة أنها اتصلت مرة بـ أخته حمدة
عندما كانت تستعلم عن وجود والدتها ..
- طلال: صدقيني
- جاءه صوتها كسوط: أكرر كاذب والآن قل ما لديك لا وقت لدي
- امتص غضبه : المعذرة لم أقصد مضايقتكِ..مرة أخرى عندما تهدأين
- سيد طلال ليس هناك مرة أخرى فأنا لا أعبث..
قل ماسر إلحاحك ومطاردتك إياي..
- قهقه ضاحكاً: هههه مطاردة !
- وإلا ماذا تسمي فعلتك؟!
- لو كنتِ هادئة الأعصاب..لأخبرتكِ فعلتي فعلت محب
يريد الإقتراب من محبوبه بشتى الطرق
- بسخرية لاذعة: هاااه محب هممممم جيد جيد..
- أتشكين في أمري؟!!
- أردت رؤية أختي في بيت أختك بقصد الزواج
والثانية تواصلت معها لمدة سنة ماذا تسميه؟!
- ارتبك: هيااا لا تحكمي علي من هذا المنظار..
ربما أخطأت مع الثانية أما الأولى فخطأ أختي حمدة
- رفعت حاجبها تساؤلاً: خطأ حمدة!!
- نعم..لقد بحتُ لها برغبتي بأن تكوني لي..
ولم أكن أعرف اسمكِ فقط رأيتكِ في بيتها..
ومن سوء حظي هى خمنت لوحدها..رجع بذاكرته إلى الوراء :
حمدة تعالي ..ماذا تريد يا طلال؟ أين هى؟! لقد رأيتها..
نعم رأيتها ولكن لم تجلس معكن..
استغربت حمدة: بل تجلس معنا..لا أراها ..تلك التي تتصفح مجلة ماجد..
انصدم تلك!!هزت رأسها بلى ..لالا أخطأتي يا أختي العزيزة،
لم أقصد تلك..طلال من تقصد إذن؟ التي دخلت الصالة القصيرة.
.هههه تقصد ريم!! اسمها ريم!! بلى ولكن يا أخي العزيز
و لا تصلح لك، فتاة عنيدة دائماً والدتها ما تشتكي من عنادها..
وهى متعبة في التعامل معها
- أرى أن سكوتك قد طال سيد طلال تصبح على خير
- ابتسم لنفسه لأنه يلقبها سراً بالقصيرة الجذابة: انتظري..لا تغلقي الجوال..
- شعرت ريم بتضارب في نفسها بين الفضول والرغبة بتواصل معه..
حاولت أن تدعي أن الأمر لا يعنيها، ولكن في قرارة ذاتها تريد أن تقترب منه،
فهذا أول رجل يبوح لها بحبه،حاولت أن تنهر نفسها وتزجرها
فلم تستطع فقد شعرت بضعف و غرور
أن يكون هناك من يحبها دون الغير..
فتمالكت نفسها وتصنعت القوة واللامبالاة: سيد طلال
- هيا كفي عن قول سيد طلال..أعلم أنك تقولينه
من باب السخرية طلال وكفى
- مسكين يظن أسخر منه بل أحمي
نفسي من نفسي: دعنا من هذا الآن رقمي هذا كيف علمت برقمي الجديد
- لأكون صادقاً أخذته من جوال حمدة كنتُ عندها
عندما اتصلتي تسألين عن وجود أمكِ فسجلته عندي
- هاااه وسارة!!
- أعلم ما تقصدين ولكن هى التي بادرت بالاتصال بي لا أنا،
لأن جلّ اهتمامي بكِ لا بأحد صدقيني ..لم أعطها رقم جوالي
واسأليها من أين جلبته ؟!!
- شعرت بأنها لا تريد أن تحتك بسارة وهى تعلم بجرأتها..
ثم قالت: والآن أوشك الفجر على الإقتراب ويجب أن أذاكر
- شعر بضآلة حجمه ونفسه : مرة أخرى وآسف على مضايقتي لكِ..
ولكن لم أستطع الإنتظار..وإياكِ أن تقولي لا تتصل..فالكلام بيننا لم ينتهي
- عفواً لكل حادث حديث..مع السلامة
لم تمهله ليقولها تصبحين على حب يا أغلى من القلب ..
رغم روعة ما شعرت به،فصوته يبعث على الحبور،
ولكن أحست بغباءها، هل تصدق أول شاب يقول لها"أحبكِ"
صحيح قال فعلت "محب" هذه الكلمة تشبه أحبكِ ،ما هذا الاندفاع الحراري في
القلب،أخذت تفكر في مغزى كلامه وتقلبه في فكرها..
أهو صادق أم عابث..هل أنا جلّ اهتمامه أم صيد سهل لحبائله ..
شعرت بالغيرة من حيث لا تدري..نعم سارة ولمدة سنة..لماذا لماذا؟!!
لا تريده أن يسلب عقلها ، ويضرم النار في قلبها بكلمتين ..
على رسلك أيها القلب لا تندفع أعلم أن صوته قد اجتاحك..
آه من القلب الضعيف التواق للحب..ولكن يجب أن أتأكد من صدق مشاعره..
رمت بنفسها على السرير فالقلب يطرق بكل كل قوة يريد
أن يقترب من هذا الذي سلب دقاته بدون استإذان
حتى سمعت صوت النداء فــ فرشت سجادتها لتصلي
ثم جلست تتأمل ما دار بينهما..هل أنا بالفعل كنت جل اهتمامه!!
أين كان منذ رآني في بيت أخته لماذا لم يبادر بطرق باب بيتنا..
لو كنتُ كما يدعي محبوبته لرفض أن يتواصل مع سارة لمدة سنة..
لما لا أكون ألعوبة جديدة من ألاعيبه...وكيف أبادله مشاعره
وهو لم يفصح عن حقيقة اهتمامه بي..من منا لا ترغب أن يحبها فارس أحلامها
ولكن هذا الفارس أهملني ثلاث سنوات..لم يطرق بابي أهو جبان..
أم ملول يبحث عمن يسد ساعات فراغه..
أم يرغب أن يسمع تلك الكلمات التي تقولها أي
فتاة مطلبها الزواج "إن كنت تريدني فأنت تعلم مكان بيتي"
سأنتظر فقط مكالمة أخيرة منه حتى أستشف حقيقته..
لا أريد أن تنقلب طاولة الغباء علي..صدقيني يا نفسي لو يريدني
لما انتظر كل هذه المدة..الحب ليس مكالمات في منتصف الليل..
الحب ليس انتظار..الحب أن يبادر فوراً بالاقتراب من محبوبه وبطرق شرعية..
الحب أن تحيط محبوبك بالحب..
ثم هبت أنفاس الصباح على الأرض تعلن يوم جديد وغامض
- آآآه أحتاج لأشرب شيء ساخن لأستعيد بعض من نشاطي فبعد يومين مقبلة
على امتحان تخرج من تخصصي ..
خرجت من حجرتها حتى تجاوزت حجرة سارة
فسمعت صوت بكاءها ،وعائشة تحاول أن تستحثها على الموافقة..
- سارة بصوت مبكي: ولكن أحبه أحبه
- عائشة بتأفف: ما فائدة هاه ما فائدة هذا الحب والانتظار
- اندفع الدم في قلب ريم حتى شعرت بحرارة ففضلت الابتعاد
والذهاب إلى المطبخ ،حتى تصادفت مع عائشة
- عائشة بحزن: سترفضه
- ريم: أمجنونة هى !!
- عائشة:بالحب
- ريم: ههههه عن أي حب تتكلمين
لا يبادلها الحب..ولم يطرق الباب
على فكرة عائشة من أين لها برقم طلال؟!!
- رفعت عائشة كتفها: لا أدري ربما أعطاها لها
- ريم: لا أعتقد سارة وأعرفها كما تعرفينها أنتِ
- عائشة: ماذا تقصدين ؟!
- ريم: هيا معي لا أدري لما تتجاهلين تصرفاتها..
- عائشة: ريم !! هى أختنا
- ريم: أووه عائشة تعالي معي الآن وبعد ذلك عاتبيني