- الجزء الحادي عشر:
-قال لي: تعالي نسافر
- نهرب
- نحلق
- وننسى
- القلــب مثل الطير يهوى
- فالليل طويل.. والحب جميل...
- لكن اليوم شوقي له قد انكســـر
- بصوت غاضب: ريم تعالي هنا
- نعم يا غاليتي..
- لما غيرتي رقم جوالكِ..والأدهى لما لم تخبريني
- لقد فعلت ولكن ربما نسيتي
- نسيت!! لم أعلم بالأمر سوى من سارة
- أوووه أماه لقد غيرته منذ شهرين فقط..و
هناك مزعج أزعجني بكثرة رسائله..
- أجل أزعجكِ...ولكن هلاّ استفسرتي
عن اسمه هل علمتِ ذكر أم أنثى
- وهل هذا ضروري..رقم مجهول طبيعي
أن يكون أخطأ ولكن أن يكثر من ارساله
الرسائل فهذا لا يحتمل
- المفروض قبل أن تغيري رقمكِ أن
تخبرينا..لا أن تتصرفي
لوحدكِ..تصرفكِ يدل على أنكِ مازلتي
تفعلين ما يحلو لكِ
- السموحه وهذه قبلة على رأسكِ
- لا بأس مرة أخرى عندما ترين رقم
مجهول قومي بالرد من باب الإستعلام
فإن تمادى اخبريني ..ولا داعي للهروب
ما فعلتيه يدل على أنكِ تهربين من شيء ما..
- تصرفي من باب ابعد عن الشر وغنيله
- الشر عندما نطلبه ونبحث عنه..وليس
- من المعقول كلما آتاكِ اتصال غريب
ستقومين بتغيير الرقم ..لا تحل الأمور
هكذا..أنا والدتكِ ومن حقي أن أعلم
- حسناً حسناً..كنت قد سرحتُ في تلك
الرسالة الأخيرة والتي جاءتني منذ
يومين..وآن الأوان أن لا أهرب على زعم أمي...
- سارة بشماته: غريبة أن تغيري رقم
جوالكِ هل بينك وبينه شئٌ ما تخافين
من افتضاحه
- بابتسامتي المعهودة: كلٍ يرى بعين طبعه
- سارة بصوتها الحاد:أصبح البيت لا
يطاق من بعد زواج عائشة
- نهلة : ماذا هناك؟!
- ريم: متى موعد زفافكِ..حتى أقول مثلما
قالت ساره ههههه..البيت لا يطاق لأنكِ
يا صحفية لا تعرفين ماذا تريدين ؟!
- سارة بحدة: اخرسي..والأفضل أن
أعتزل البيت والذهاب إلى غرفتي
- ريم: وأنا إلى النوم لأستيقظ الثانية فجراً
للمذاكرة..تصبحون على خير..اموووه
- طرق راشد الباب : ريم..هيا استيقظي
- بنرفزه: أووه ماذا هناك؟!
- راشد: افتحي الباب أولاً..لن أكلمكِ من وراء الباب
- نعم نعم..كم الساعة ؟!
- راشد وهو ينظر لساعته: الواحدة والربع
بعد منتصف الليل
- ياااارباه أهذا وقته..لتوقظني
- راشد وهو يدلف إلى حجرتها ويضع
رأسه على المخدة: ماذا أفعل لقد جافاني النوم..
- أجل وأنا المحظوظة التي تستورد منها
بقايا النوم
- راشد :هههههه سامحكِ الله على استهزاءكِ بي
- متأففه: ماذا تريد..ماسر قدومك هنا وعدم
صبرك حتى تشرق الشمس
- راشد وهو يتنهد: عمي
- مابه؟!
- راشد: طلب مني أن أخطب ابنته وابنه
يخطب أي واحدة منكن..
- أي واحدة؟!!
- أجل أي واحدة..أنتِ أو سارة
- اووووووه هل لك رغبة بأن تتزوج ابنة عمنا..
- ما باليد حيلة..أستحي أن أرده
- ولكن هذه تسمى مبادلة..وأنا أرفض
الزواج حتى أتخرج..وبإمكانك أن
تحدث سارة.على فكرة هل تعلم أمي بذلك
- لا لم أخبرها..
- اخبرها في الصباح..ولكن هل لك رغبة
بالزواج منها..؟!!
- راشد: لا أدري لقد أوقفتُ مشروع
الزواج حتى أتفرغ لشهادتي العُليا
- ولكن أنت الآن على مشارف الثلاثين
- ماذا في ذلك؟! أبلغ الآن 28 عاماً لن
أتزوج إلا بعد أن أنتهي من طموحاتي
- نظرتُ إليه بأمل: ابعدوني عن مواضيع
الزواج حالياً ..وسارة أولى بالزواج مني
- راشد: ولكن
- ولكن ماذا؟!
- ابن عمي يناسبكِ..فكلاكما عنيدان
ومعتدان بنفسيكما
- ههههههه وهل هذا مبرر للزواج..
- لا..على بركة الله صباح رباح سأخبر أمي..
- وعلى فكرة شكراً على مغثتك لي
- ههههه الآن حان موعد طيرانكِ ..فقد
اعتزلت الطيران لأجلك هاتي مكنستكِ
- هههههه مشعوذ..
ثم قام وقبل رأسي وأغلق الباب..وفضلت
أن أصلي ركعتين كالعادة..عندما أستيقظ
وأطلب المعونة من رب العباد..وأن
يكون ابن العم لسارة..فكم أكره زواج
الأقارب..واندمجت للمذاكرة..حتى صرخ
جوالي معلناً باتصال من لندن كالعادة..
قهر ثم قهر..كيف علم أني غيرت رقمي
من أين أتى بهذا الرقم الجديد من سلطه
علي.. غياظاً فيه لن أرد..ولن أسأل
..ولن أستفسر كما قالت لي أمي
استعلمي ثم حلي المشكلة..ولن أرضيهما
ومن حسن حظي لم يرسل لي رسالة
اليوم لأني أنشغل بعذوبة هذه الرسائل
ونفسي في النهاية ضعيفة..تعشق كلمات
غزلية وإن كان وهماً..
استيقظتُ على صراخ سارة..أووه كم
الساعة الآن..يا إلهي العاشرة والنصف
صباحاً..من حسن حظي الامتحانات بعد اسبوع..
- نهلة باستفسار: ريم سارة تصرخ
- كنت أعلم سبب صراخها ففضلت الصمت
- نهلة: الأفضل أن أذهب لأرى
- أوقفتها وقلت لها: نهوووله لا
داعي..اتركيها مع أمي
- نهلة باستسلام: ولكن سأنزل لأسمع فقط
- أعجبني ما قالته: وأنا معكِ هيا
- الأم بحزم: لماذا ترفضين الزواج هاه
- سارة ببكاء: لا أريده وكفى
- الأم : هل هناك رجل ما يريد أن يطلبكِ للزواج فليتقدم؟!!
- سارة بارتباك شديد لأن أمها حتى الآن
لم تنسى علاقتها مع طلال: لا
- الام : إذاً!!
- سارة بألم: لا أريد..
- الأم: ليس هناك لا أريد..وهذا الوحيد الذي يصلح لكِ
- سارة بحدة: إنْ كان الأمر هكذا..لما لا
تزوجين ريم له..فهو مناسب لها
- خفت عندما اقترحت سارة هذا الأمر
لأمي، وربما استساغت أمي ولكن تنهدت
الصعداء عندما سمعتها تقول
- الأم: أنتِ الكبيرة وأولى
- سارة: إذا كان الأمر هكذا لما زوجتي
نهلة لــ أول من تقدم لها وهى أصغرنا
- الأم: الأمر مختلف هذا كان خاطب نهلة
وحدد من يريد وبالاسم..أما بالنسبة لوضعكِ فعمكِ لم يحدد بل ترك خيار الموافقة لأية واحدة منكن
- سارة بأمل: إذاً لا أريد زوجيه لــ ريم
- عاد قلبي يخفق من جديد، ووددتُ لو
أضربها، ولكن أمي رعاها الله رفضت
وأصرت أن تتزوج سارة لــ ابن عمنا من حسن حظي
- الأم: الأمر أمري والشور بيدي..ولا
تغضبيني أكثر مما أنا غاضبة منكِ
- سارة بحزن غامر: ألا تنسين..ألا تنسين
نعم أخطأت وجلّ من لا يخطأ
- الأم: إذا تريدنني أن أنسى وتبحثين عن
رضاي فوافقي اليوم وفوراً
- خرجت سارة من غرفة أمي وهى تبكي
بشدة..ورأتنا وعلى وجوهننا علامات
استفهام واستغراب من رفضها لأبن عمنا
- ريم : عائشة لماذا سارة ترفضه؟ّ!
- عائشة بهمس: على أمل أن يتقدم لها
طلال
- نهلة: يا هذا الطلال وراءنا وراءنا
- عائشة: هذا ما يسمى بالحب
- متأففه من الموقف: هههههه حب..غباء
مركب..لا أدري ماذا ترى فيه..طويل
كعمود الكهرباء
- نهلة بسخرية: ههههه ريم حرام عليكِ
هذا الآن مطلب الفتيات أن يكون الزوج طويل القامة
- عائشة: ماعلينا سأتحدث معها، وأجعلها
توافق قبل أن تذهب حياتها هدراً أنتظاراً
لفتات منه..
- ريم ونهلة: ياليت ..ثم أردفت نهلة:
ويجب أن تقولي لها أن بزواجها من ابن
عمنا قد تسترد كرامتها بعد أن نبذها هذا
الذي تنتظره حتى الآن..وسيعض يده
ندماً على تفريطه لها..
- ريم: المهم أن تتزوج..وعلى الأقل
نتخلص من أنانيتها
- عائشة بحدة: ريم! هل تريدين أن يخلو البيت لكِ ..
- كنت خائفة أن رفضت سارة و يكون ابن
العم من نصيبي : أووووه عائشة اذهبي
اذهبي..سأعود للمذاكرة..ولا رغبة لي في المجادلة..
كنت أذاكر حتى مللتُ من المذاكرة، لا
أدري لما أشعر بأن قلبي ألفَ وجود تلك
الرسائل من المجهول..لقد قطع عني مدد
رسائله، ويجب أن أشعر بالفرحة لأن
عنادي نفع مع أمثاله..ولكن باطنياً أشعر بفتور وضياع..تُرى من هذا؟ولماذا أنا
خائفة من معرفته..أهو مقلب من منى
أعلم أنها تريد أن تنتقم مني..أم من
شخص رسمته في خيالاتي الليلية..
- يااارباه الساعة الآن وصلت الثالثة فجراً
وبالفعل من أراد العُلا سهر الليالي
وليس هناك أفضل من ينام الطالب في
العاشرة مساءً ويستيقظ في الثانية فجراً
وهذا فعل السلف من مشاهير العلماء
- سأقرأ الرسائل من جوالي حتى أستأنف
نشاطي وحماسي..هذه الرسائل أصبحت
وجبة دسمة لي عند حضور
الملل..وفجأة عاود الاتصال بي..خفق
قلبي هلعاً..وترددتُ أن أرد، ولكن هذه
المرة لا بد أن أرد فقد مر على الكر
والفر تسعة أشهر، تنفست وضغطت على
زر رد على المكالمات ..ووضعت
السماعة على أذني، وقلبي يخفق بكل رعونته ،
حتى أصبتُ بجفاف فرطبتُ شفتي
بطرف لساني
- نعم ...مَنْ؟!!
- ريم!! كان جذلاً عندما سمع صوتها لم
يصدق إنها أخيراً ردت على مكالمته
- لآخر مرة أكرر من معي؟ّ!
- تنهد بقوة لدرجة شعرت ريم بالخجل
والخوف في آن واحد: ههههه ألم
تعرفينني؟!
- بتأفف شديد: بالله عليك خلصني من أنت؟!
- بهمس عامد: أليس صوتي مألوف بالنسبة لكِ ولو قليلاً؟َ!