- الجزء السابع
-قاتمة هي الحياة.. ترسم لنا ألوان داكنة وسميكة من الأشواك
- ولا تجنح إلى الزوال وتمتد حتى تمنُ علينا بهبة النسيان...
- بعد أن قطفت منا سنوات وسنوات وسنوات من خمار دموعنا الليلي...
- كنت ثاوية في عيون الترقب.. الموت يترقبني وأريد ان أكون مثله. .
- فكل يرى آثار الموت مع الحي.. ويعد الجواب ..
- ولكن لا أحد يسأل ... فالجواب الآن يأتي بغتة وأما السؤال فما زال خافي عن الأحياء...
كنتُ أمشي ببطئ شديد، بسبب الكعب العالي،
حتى نفسي كانت كالنهر المنساب
في كون الحياة الغامضة وجدتُ أن مشيتي كايقاع راقص موزون بحياء وكراهية من الكعب العالي
- ريم أنتِ ادخلي أولاً
- أووه ساره لماذا لستُ أنتِ ؟
- ريم افعلي ما أقوله لكِ
فجأة خرج شاب يمسك بيد فهد،
لقد كبر فهد فاستحييت وأخفضتُ وجهي
ومن حسن حظي لم أرى وجهه
كل ما رأيته هو ثوبه الأبيض
وقدمه بأصابعه الطويله المشعرة
وقف عند عتبة باب الصالة
وأنا من شدة الارتباك ومن هول المفاجأة
لم أنتبه فخلعتُ حذائي بسرعه
وتجاوزته وأول كلمة نطقتها
بدون وعي مني أن قلت : هلا فهد
ثم هرولتُ إلى داخل الصالة
وهو لم يتزحزح من مكانه،
وواصلت المسير إلى حجرة
سهيل وهناك تنفستُ الصعداء...
يارباه من هذا أيضاً..!!
- أهلاً سهيل ماذا تفعل؟!
- أهلاً بــ أميرة أحلامي ألعب
- هههه أميرة أحلامك..حلم ابليس بالجنة
- هل تلعبين معي؟!
- ليس الآن.. ولكن من هذا الذي يمسك بيد فهد ؟!!
- هه خالي طلال ..طيار
- هههه وهل حلمك أن تكون مثله
- هه نعم سأكون مثله وأتزوجكِ
- أنت صغير على الزواج
- سأكبر
- وأنا أيضاً ولكن لن أنتظرك
- لما؟!
- حتى لا أصبح عجوزاً
- ههه ولكن أنتِ ستكونين أجمل العجائز
- هههه تتحداني لسانك معسول أكثر مني
- أي أي لا تضربيني على رأسي
- على فكرة سهيل.. هل خالك اليوم مسافر؟!
- غداً وليس اليوم
- لماذا جاء اليوم إذن ؟!
- لا أدري
- ألم يأتي لزيارة أمك في المستشفى ؟!!
- لا ولكن البارحة كان موجود عندنا
- اممممم
- ما رأيكِ في خالي؟!
- لا أدري ..أنت ما رأيك فيه !!
- أحبه وحلمي أن أكون مثله عندما أكبر
- أن تكون طياراً
- بلى
- غلطان حلمي أن أراك مهندساً ميكانيكياً
- هههههه عمل متعب
- هههه والطيار ما عمله أليس سائق ولكن في جو السماء
- المهم أن يدر عليكِ الأموال
- ههههه هكذا إذن!! كم تبلغ من العمر يا سهيل
- امممم التاسعة
- هاااااه العمر كله
- هل عندكِ جوال؟!
- نعم لما تسأل؟!!
- ممكن تعطيني رقم جوالكِ !
- هههه ولا يهمك بشرط
- ههههه لا تخافي لن أجعلك تخسرين فلساً واحداً
- ههههه ماشاء الله عليك شهبندار التجار
- ههههه وأكثر من ذلك
- ههههههههه سهيل أنت تحتاج إلى إعادة تأهيل تربوي
- هههه لا فقط أحتاج لرقم جوالكِ
- أعطني جوالك لأسجل رقمي
- ريم ريم أين أنت؟
- أنا هنا يا هدى تعالي لقد وعدني سهيل باللعب معه
- تعالي لأريكِ أحدث ما اشتريته
- لا تذهبي إليها وشاركيني اللعب
- سأذهب وسأعود بعد قليل
- أهلاً هدى غرفتكِ جميلة ذوق رفيع
- هدى تصرخ بحدة: فهد ابتعد عن أدوات الزينة
- هدى لا تضربي أخاكِ
- انظري ماذا فعل؟!
- هيا سأرفعه لفوق يا هدّاوي
كان قلبي مشغول جداً بالرغم من
مشاركتي في اللعب مع الصغار
هكذا إذاً كان هناك اتفاق مسبق،
لماذا يريد أن يرى عائشة
ولماذا وافقت حمدة على هذا الأمر،
لقد استحقرت عائشة بعد أن كنتُ أراها نعم الأخت،
هل أمي على علم بهذا،
سارة وحمدة وعائشة وطلال على علم،
وأنا الآن علمت، ولا أدري ما مغزى
من هذا التصرف الخافي ، رجعتُ إلى البيت
وكلي غيظ أحسستُ كأني أطرش في الزفة ،
ما سر هذا اللقاء وعائشة لما فعلت ذلك؟!!
مر على هذا الأمر خمسة أشهر،
كنت لا أكلم عائشة إلا إذا كنت أعاني
من حالة النسيان بذلك اليوم،
أما سارة ليس بيننا سوى السلام وعليكم السلام
- سارة: هههههه بعد ماذا، بعد أن تخرجن صديقاتكِ في الجامعة!!
- سارة حياتي وأنا حرة فيها..ولا أهتم سوى بنفسي أما الصداقة والصديقات تركتها لكِ
- سارة: أجل أجل فاشلة وستظلين فاشلة
- ههههه موتي بغيظكِ ، على الأقل أعرف ما أريد
- سارة: ماذا تريدين؟ صراحه أنتِ لغز
- اللغز أنتِ لا أنا ولكن ستبدي الأيام ما كنتُ جاهله
- سارة: أنا صحفية وقلمي معروف
- اسمحي لي قلمكِ تافه وفوقي لا تكتبين سوى في أهل الفن والطلاق
- سارة: ههههه حسوده
- ياحسرة على ماذا.؟
- سارة: هههه على قلمي
- سنرى..الآن أنا أدرس في تخصص جميل
- سارة: هههههه الشريعه والقانون
- ههههه موتي بغيظكِ
- سارة:ريم صوني لسانكِ وإلا اشتكيتكِ لأمي
- افعلي..على الأقل أنا واضحة وأنتِ كفانى الله شركِ
- سارة بغضب شديد: ريم!
- سارة ابعدي يدكِ عن شعري إياكِ أن تشدي من شعري
- سارة وهى تشد بقوة:وإلا ماذا يا شريعة والقانون.؟
- وإلا عاملتكِ بالمثل ياااااا
- سارة: يا ماذا؟
- يااا صحفية
- سارة: أجل صحفية على رغم أنفكِ
- عائشة: الحمدالله والشكر فتاتان كبيرتان في العمر تتشابكان بالأيادي
- بصوتي الحاد: عائشة بدل أن تتفرجي خلصيني من سارة
- عائشة: ساره أبعدي يدكِ عن شعرها
- سارة وهى ترميني على الأرض:هيا اذهبي يا التي تدرس متأخرة
- موتي بغيظكِ ..ثم هربتُ منها وأنا أمسك بالباب حتى لا تفتحه وهى تحاول أن تغلبني وتشد على الباب حتى جاءت نهله
- نهلة: ريم ما بالكِ؟!
- ساعديني أولاً
- نهلة: ههه هل عدتي لمناوشات مع سارة
- نعم هيا ساعديني
- نهلة:هههه سأساعدكِ فقط من باب التسلية
- تسلية أو هزلية المهم هياااا
- نهلة: ريم لماذا ساره غامضة ؟!
- أوووه نهوله هذا وقته !
- نهلة: نعم وقته
- لا! ليس الآن بعد ساعة سنتكلم لوحدنا الآن افلتي يدكِ عن الباب لتسقط ساره ونضحك عليها
- نهلة:ههههه واحد اثنان ثلاثه
- أوووه سقطت لنهرب لغرفتينا
- نهلة: الحمدالله والشكر كأننا أطفال
- المهم نضفي لأنفسنا جو المرح لا أحب الجدية
- نهلة: الآن لماذا سارة غامضة؟!
- مسكينه لا أدري هى دائماً أنانية
- نهلة: بالفعل هل تصدقين منذ أن توظفت لم تعطني فلساً واحداً
- الحمدالله..اللهم اكفني بحلالك عن حرامك..
- صرخت نهلة:ريم!!
- اوووه نهله هيا دعيني لأذاكر
- نهلة باستغراب: الآن!!
- نعم الآن هيا اذهبي
- نهلة: هههه سأتخرج بعد عامين وأنتِ أول سنة لكِ
- ماذا في ذلك؟ لا لم أتحسر ولن أتحسر
- نهلة بابتسامة تعجب: الله أعلم..أنت شخصية عجيبة
- ربما..
- صباح الخير يا غاليتي
- صباح الخير ريم افطري معي
- لا وقت لدي يجب أن ألحق على محاضراتي
- بالتوفيق ولا تكوني حادة مع الآخرين
- اممممم تعرفين لستُ حادة ولكن لا أدري لماذا يقال عني "مغرورة"
- لا تلتقي لهن بالاً.. المهم الشهادة سلاح الأنثى في هذا الزمن
- المهم ادعي لي بالتوفيق والنجاح
- إلهي يوفقكِ وتنجحين ويرزقكِ بابن الحلال
- ههههه ابن الحلال..الحمدالله اكثري من الدعوات الطيبة