- الجزء الرابع
- وقلبي مازال يهفو بدعاء البقاء في ذلك الزمن ولكنه كان مثقوباً من جميع جوانبه
- واكتشفت أني كنت أنفخ من خلال الثقوب دون أن أري حجم الثقوب...
- المحيطة بي.. لا أدري هل خدعت؟!! أم امتحنت؟!! أم أُريد لي أن أعيش بطريقتهم ولكن أنا خلقت مختلفة
- هكذا كانت حياتي ..من حجرة لحجرة..ومن نوم إلى نوم آخر
عاطلة مع سبق الاصرار والترصد..كنت أكره حتى الخروج من البيت
أكره الذهاب إلى الأسواق والمراكز التجارية
أمي مازالت قلقة علي..وأخواتي ينظرن إلي باستغراب
- نهله : بالله عليكِ ياريمي هل أنتِ راضية بــ جلوسكِ في البيت؟!!
- نعم راضية و مرتاحة ..خير ماذا تريدين.؟!
- نهلة: ماذا أريد ؟! أشفق على حالكِ
- وماذا بي أكل وأشرب وأنام والحمدالله لا هم ولا غم
- نهلة: أستغفر الله هذا لا يجوز
- اوووه كأني ارتكبتُ ذنباً لا يغتفر
- نهلة: وماذا تسمين هذا؟
- اسميه فترة نقاااااااهة
- نهلة: عن أي نقاهة تتكلمين عنه؟مريضة
- نعم مريضة..مريضة واسم المرض الثانوية العامة
- نهلة: هههه صح النوم لقد مر على تخرجكِ سنتين يا حلوة
- اووووه وماذا في ذلك؟ هل تغيرت الأحوال..هل حررتوا فلسطين ؟
- نهلة: وكيف نحررها؟! بما أن أمثالكِ وهنوا واستكانوا
- الله أكبر..الآن أنا سبب البلاء وتأخر النصر !!
- نهلة: ريم لا داعي أن تحرفي الموضوع
- نهله اذهبي قبل أن أرمي بزجاجة العطر على وجهكِ
- نهلة: لم تكذب عائشة عندما قالت عنكِ وقحة
- اوووو حبي الوحيد..كيف حالها؟ لم تأتي للبيت منذ اسبوعين
- نهلة: عندها امتحانات وهى في السكن الداخلي لا تستطيع النزول
هذا الاسبوع فهى تدرس
- ههههه بالبركة وليكن النجاح حليفها..ربما بتخصصها ستحررفلسطين
- نهلة: ألا تعلمين يا ريمي أن هذا العام سأتخرج من الثانوية العامة!!
- ههههه والله!! جميل جميل..القافلة تسير والثانوية العامة تنبح
- نهلة: لماذا أصبحتِ هكذا؟ من الذي غيركِ!!..
- نهله اغربي عن جمال وجهي الآن ههههه
- نهلة: ههههه الحمدالله على نعمة العقل والجد
- الحمدالله دائماً اغلقي الباب جيداً يا نهله
- نهلة: لكِ ذلك
- سبحااااان الله هل مر سنتين على تخرجي من الثانوية
ولكن لا أشعر أن هناك جد جديد، سأذهب للنوم صحيح
الوقت مازال مبكراً ولكن أريد أن أهرب من النداء الداخلي
يجب أن أدوسه لأكمل أربع سنوات هروباً
- نهلة: ريم ريم استيقظي
- اوووه ماذا هناك.؟ وكم الساعة الآن؟
- نهلة: أعلم الوقت كاد ينتصف ليلاً ولكن إن لم أقل لكِ سأنفجر
- هههه يمدحون الانفجار ألا ترين الآن انفجارات ابن لادن
- نهلة: أووووه ريم لا وقت للمزاح الثقيل
- الله المستعان تغثينني ومن ثم تنقمين علي ماذا تريدين هاتي؟!
- نهلة: صدق أو لا تصدق!!
- هههه في هذا الزمن أختار "صدق"
- نهلة: أوووه ريم ..أتعرفين منى؟!
- منى من؟!
- نهلة: اوووه ابنة جارتنا فاطمة
- أمممم ماذا بها؟
- نهلة: لقد رأيتها اليوم في مركز تجاري مشهور على مستوى البلاد والعباد
- وماذا في ذلك ؟! غير مستغرب
- نهلة: أعلم أعلم ولكن كانت تصافح رجلاً غريباً
- أمممم
- نهلة: كأن الأمر فيه مواعدة، خاصة وأنها قد ارتبكت ما أن رأتني
- نهلة: أعوذ بالله من غضب الله ..إذا أذنبتم فاستتروا
- عندما رأيتها ادعيتُ عدم معرفتي بها لقد خرجت مع صديقاتي للسينما والعشاء
- أهذا كل شيء يا نهله؟!
- نهلة: نعم هذا كل شيء..لا! بل خرجت معه
- نسأل الله العافية
- نهلة: ريم هل أخبر أمها؟
- ههههه أمها.. أو تظنين أن الأم جاهلة بأمر ابنتها؟!
- نهلة: ربما!
- لا تقولي ربما..بل تدري ولكن لا تريد أن تدري
- نهلة: ريمي ! أمها معلمة كانت تدرسني مادتها
- ههههه أعلم معلمة فاشلة وأم أفشل
- نهلة: ريم! ماهذا الكلام!
- نعم هذا هو الكلام الصحيح
- نهلة: الآن ماذا نحن فاعلتان
- نحن؟! من نحن؟!! أنا وأنتِ ههههه هزلت
- نهلة: هزلت!! ريم ماهذا الذي تقولينه؟
- افعلي ما شئتي أنتِ الآن تعلمين بأمرها وأنا أيضاً
- أنتِ أيضاً!!
- أووووه نهله لا تكثري من استغراباتكِ أنتِ أخبرتني وعلمتُ بأمرها
- احترت في أمري.. وأنتِ أختي التي تكبرني
- أعلم أكبرك يا نهووله ولكن لا أتمتع بالحكمة في هذه المواقف
- يجب أن ننصحها
- هههه انصحيها أنتِ ولوحدكِ..لستُ جمعية الإصلاح
- نهلة: ريم متى ستستيقظين من غفلتكِ ؟!
- ههههه غفلتي.. ومنى ماذا تسمينها؟! أليست جامعية الآن
ماذا تسمين تصرفها؟ قمة التمدن والتحضر واليقظة!!
- نهلة: امممممم هى إلى بئس المصير
ولكن أنتِ أختي ويعزُّ عليّ أن أراكِ هكذا
- لا داعي للخوف أنا أعلم ماذا أريد فقط أريد أن أرتاح
- نهلة: ألم ترتاحي!! ألا يكفيكِ سنتين جلوسكِ في البيت
- أووووه نهوله ذهبت عائشة وجئتي أنتِ
- نهلة: ريمي مما تهربين!! قولي لي الحقيقة
- هههههه أوه بدأت أشك في أمركِ هل أنت عالمة نفسانية
- نهلة: ريمي ليس هناك داع لتحوير كلامي
- لا تحوير ولا تقليب والآن اغربي عن جمال وجهى
- نهلة: هههههه مغرورة تصبحين على خير
- وأنتِ من أهل الخير حبي الممتد
- نهلة: ههههه أعلم أني حبكِ الممتد.. وأتمنى أن تحبي نفسكِ يا مغرورة النفس
- سأفعل ولكن ليس الآن ..
هكذا إذن يا منى لم تتوبي..والناس يعصون ربهم سراً فيسترهم والعبد ينسى وربي لا ينساه
- أجل يا نفسي يجب أن أحاسبكِ أولاً..ولكن أنا لم أفعل
ما يشين..فقط أوقفت الدراسة وكل شيء حتى اشعار آخر
بعد ثلاثة أشهر من انكشاف أمر منى ..في الساعة العاشرة صباحاً
- ريم تعالي هنا
- نعم يا غاليتي شبيك لبيك ريم بين يديكِ هع هع
- هيا كفي عن المزح
- أمركِ مجاب ومطاع
- ليت مجاب ومطاع فأنتِ حتى الآن لم تدرسي ولم تعملي ورفضتي الزواج
- هههه الزواج لأهل الجد والمسؤولية ..أرفض أن أتحمل فوق طاقتي
- أستغفر الله ماهذه الأفكار الماركسية!!
- هههههه ماركسية مرة واحدة..هههه أمي هداكِ الله أضحكتني أضحك الله سنكِ
- اذهبي إلى الجمعية وهاتي لي بعض من الأغراض الناقصة
- سأفعل..وماذا أيضاً ؟!
- سلامتكِ..قبل أن أنسى لقد جاءت منى تسأل عنكِ
- أعوذ بالله!! سمعتُ أن الشيطان يستعد للرحيل ؛وهذه إلى الآن لم تستعد للرحيل
- ريم !
- فديت ريم وعيون ريم
- اذهبي الآن
- أمي..غاليتي هل أطلب منكِ شيئاً فضلاً لا أمراً
- قولي
- أريد أن أشتري جوال خاص بي ممكن
- أمممم سأفكر
- فكري عندكِ من الآن حتى أعود من الجمعية سلام
- بحفظ الله ورعايته..لا تسرعي في القيادة
ولكِ ساعة فقط ثم ارجعي إلى البيت
- اطمئني إن شاء الله خير
- أخذتُ أتجول في الجمعية أوووه زحمة
- كل شيء يبعث على الزحمة والنفور، لا أدري أين أنا
نيومكسيكو أو نيو دلهي ههههههه أستغفرك يارب
- ريم ريم!!
- أوووه يا فضيحتي الأنظار تلتفت إليّ من تلك التي تناديني أمام الملأ
- هدى! ماشاء الله كبرتي مع من جئتي ؟!
- مع أمي وخالي طلال
- قلت في سري هاه الوقح
- أهلاً حمدة عفواً أقصد أم سهيل
- هلا بالمهلي عاش من رأكِ
- عاشت أيامكِ هههههه
- هل جئتي لوحدكِ
- نعم طلبت مني أمي أن أشتريَ بعض من الأغراض الناقصة
- أنا أيضاً عندي أغراض ناقصة..فزوجي جاسم سيأتي اليوم من سفره
- هاه على بركة الله..اعذريني لا وقت لدي..فــ أمي أعطتني فقط ساعة
- عذركِ معاكِ
- يا رباه ما هذه العيون التي اخترقتني..صحيح أني لم أره ولكن عيونه لم تفارقني..قبحاً من هذه العيون