الجزء السادس والعشرين
- مرت ساعات من الحيرة والخوف كأنه دهر، وسمعت أصوات تتحدث وضحكات تتداخل ، فشعرت باضطراب فكري رفعت رأسها للسماء: آه لا سماء مجرد سقف أسود كالح حاولت أن تقوم فوجدت نفسها مقيدة الرجلين واليدين من الخلف : يا إلهي هل ما أشعر به حقيقي أم مجرد حلم مخيف ، لالا أكيد مقلب من أخي راشد ثم سمعت وقع خطوات ونبرة استهزاء سمج:
- ربما هذه التجربة قد تصفعكِ صفعة هائلة وأنتِ الورقة الرابحة في الضغط عليهم
- اختلطت دموعها بدعاء حار لم تستطع نطق بحرف واحد فقد كمم فمها
- جر كرسياً وجلس قبالتها حاولت أن تمعن النظر فيه: حسناً نعلم أنكِ تملكين الأدلة تدينني بها أنا بالذات وبديهياً أنكِ أعطيتيه للشرطة وبما أنكِ زوجة الملازم علي فالأفضل له أن يتعاون معنا لأجل سلامتكِ، وقد أعطيته مهلة أربع وعشرون ساعة فقط ، فتاة حقيرة مثلكِ تريد أن ترتقي على حسابي، هل تعلمين من أنا ثم تغيرت نبرة صوته للتهديد : لا أحد يتحداني
- راح الغضب يغلي في صدره: المأفون يظن بتهديداته قادر على اخضاعنا، ولكن لا أستطيع أن أتركها فريسة لهم، لماذا يا فهد أقحمتها في هذه المهمة كان المفروض أن تضع لها حراسة أمنية مشددة لا نملك من الوقت سوى أربع وعشرون فقط كيف السبيل الآن أخبرني؟!
- رق ملامح فهد فقد أحس بالحيرة: سنحررها اطمئن وقد عرفنا وكره لم يبتعد كثيراً عن المدينة
- تهللت أسارير علي: أحقاً أين؟!
- الملازم فهد: في أحدى الحواري المشهورة باختباء أمثاله لقد رصدنا مكانه بالضبط
- عبس علي: بهذه السرعة المكالمة لم تتعدى إلا بضع ثوان وفي الهاتف العمومي
- الملازم فهد: اطمئن اليوم سنقوم بالمداهمة،لقد أعطيناها سوار لترصد خطواتها وأماكن لقاءاتها كنتُ أشعر أنها ستكون مراقبة من طرفهم
- علي بقلق: لا أريدها أن تصاب بمكروه
- الملازم فهد : اطمئن وثق بنا، هى شجاعة ورابطة الجأش والآن قم بتنفيذ ما طُلِب منك وكن يقظاً وخذ هذه الحقيبة الجلدية فيها كل الأدلة
- توتر فم علي : نأمل أن تتكلل العملية بنجاح وأهم ماعندي سلامتها عن إذنك الآن
يتبع السبت القادم