الجزء الواحد والعشرين
- أغار علي في أصحابه على احدى أوكار القمار على أمل أن يجد المطلوب
وكانت الغارة ليلاً : للأسف لم أجده من بينهم
- الضابط خليفة: ربما علم بالأمر
- الملازم علي: لا بأس سنحترس مرة أخرى
- الملازم فهد وهو في المكتب مع النقيب منصور يتابعان القضية بدقة
- النقيب منصور: من المهم أن لا يعلم أحد بأنه معنا وبالذات الملازم علي لا نريد أن نحمله فوق طاقته
- الملازم فهد: اطمئن فــ هو حذر وهو الذي دلنا على الكثير من الخيوط
- النقيب منصور: هل طلبت منها أن تتابع قضيته
- الملازم فهد: غداً إن شاء الله سأطلب منها..فأنا أعلم بمدى ذكائها وصلابتها
- دخل الملازم علي وعلى وجهه إمارة الخيبة: لقد انفلت من بين أيدينا
- ابتسم الملازم فهد للنقيب: عرفنا بعض الأمور من مصادرنا الخاصة وقد توصلنا لبعض الخيوط
- النقيب منصور: المهم أن لا يغيب عن أنظاركم وإن احتاج للحماية فأعطوه ما يريد
- الملازم فهد : حسناً سنقوم بحمايته دون أن يشعر به أحد
- النقيب منصور وهو يلتفت إلى الملازم علي: هل علمت كيف قامت بالتهريب؟!
- الملازم علي: نعم من خلال أشرطة المطار اتضح هناك تقوم بتبديل الحقائب حتى لا يمر على أمن التفتيش
- النقيب منصور: هذا معناه أن هناك من يعاونها
- الملازم علي: طلال..ولكن ما رأيناه في التسجيل يدل أنه غير منتبه ولا مبالاي
ولا يبدو عليه التوتر..كما يبدو عليها
- النقيب منصور: معنى هذا أنه غافل عما يدور حوله
- الملازم علي: من خلال التسجيل نعم لأن وجهها يتضح أنها متوترة وحريصة
وتراقب الحقيبة بدقة شديدة وقد اتصلت على نفس الرقم مرتين وذكرت اسمه "بوحمد"
- النقيب منصور: بو حمد..بو حمد..الاسم كاملاً
- الملازم علي: حتى الآن لم نلتقط سوى كنيته " بوحمد"
- النقيب منصور: لا أدري لماذا أشعر أنه ليس غريباً ماذا يعمل؟!
- الملازم علي: ترصدنا المكالمة من الهند..قيل لنا أنه يعمل تاجراً
وكان في السابق يعمل في العقارات والأراضي هنا
- النقيب منصور: هاه هاتوا كل الملفات وابحثوا عن كل من عمل في العقارات والأراضي وخاصة قضايا التلاعب بالأراضي والعقارات..
- الملازم علي: فوراً عن إذنك
- محسن وهو جالس على شرفة شقته الفاخرة : آه لطالما عشقت هذا بيت الشعر" قليلٌ
ذنبه والذنب جمٌ ولكن للغنى ربٌ غفور"
لا أدري إلى متى سأظل قابعاً في خوفي من المجهول
- حامد وهو يكره حياة محسن: باب التوبة مفتوح
- محسن واجف القلب: ومن قال لك إني لم أفعل ولكن نفسي ضعيفة
- حامد بحزن: التسويف مرض العصر..لا تؤجل تنفيذ هذه الإرادة
اشرع بالتوبة بما أنك راغب وأنت قائد نفسك لا نفسك هى القائدة
- محسن: أووووه يرحمك الله كف عن مثل هذه الفلسفة
- حامد: يعزُّ علي أن أراك فريسة الشر والفساد
- محسن وهو يتأمل في نجوم السماء حتى طرق على مسمعه صوت الجرس: أوووه هذا وقته!!
- نهض حامد سأرى من عند الباب، محسن وهو يمسك بذراع حامد ليجلسه: انتظر سأرى أنا
- جاسمين: اووه محسن اشتقت لك
- محسن ما أن رأها حتى صفق الباب في وجهها
- حامد: هل هذه جاسمين؟!
- محسن بقرف: نفسي عافت منهن أعلم أنهن تافهات لا يردن مني سوى المال والعبث
هل تصدق لو قلت لك كرهت هذا النوع من الفتيات الوقاحة والاسفاف فاض الكيل بي من
خلاعتهن ومجونهن..ولكن ندى نسفتهن بحياءها..كنت أظن لن أجد فتاة حيية
- حامد بأمل:ندى هل هى احدى ألاعيبك
- محسن يهيم عشقاً بها: ههههه هى طاهرة وأخاف حتى الاقتراب منها
- حامد: تب إذن قبل فوات الأوان حتى تشعر بحلاوة الأمان
- محسن: ليس الآن فأنا في مهمة صعبة جداً ادعو الله أن ييسر لي الأمور
- حامد: إن كان في الخير يسر الله أمورك وسهل طريقك
- ابتسم محسن وقبل رأس صديقه العزيز: إن شاء الله هو خير لي ولهم ..سأذهب للنوم
الشقة شقتك غداً سأسافر إلى الهند
- صرخت بشدة وهى تمسك بتلابيب قميصه: من هى أخبرني من هى
- أبعد يدها عن قميصه: مجنونة لا أحد
- دانة وهى تحاول أن تخدش صدره بأظافرها: أجل أجل تنكر الأمر في السابق سارة والآن تلك ريم
- انصدم طلال: ماذا؟!
- دانة بحقد: هل كنت تظنني غافلة عنك لقد رأيت كل الرسائل القصيرة
بالذات لتلك ريم أعلم أنك تعشقها ثم قهقهت بحقد وأكثر ما أعجبتني أنها تجاهلتك كثيراً
- طلال بكره: هل انتهيتِ؟! هل هناك ما في جعبتكِ
- دانة: لن أجعلك تتزوجها فقد علمت أنك خطبتها
- ضحك طلال بيأس:هههههه ياليتني فعلت ولكن لعنة الله على التردد والتسويف
- دانة تهاجمه بكلتا يديها: سأقتلها قبل أن تزف إليك
- شدها طلال من شعرها: أيتها المأفونة الويل لكِ أن لمستِ شعرة منها سأطلقكِ فوراً
- دانة: ههههه هيهات هيهات فأنت متورط معي في كل شيء
- طلال بصدمة: متورط!! بماذا متورط
- دانة بشماته: ليس الآن ولكنك في جيبنا
- طلال: جيبنا!
- دانة: وتلك ريم سأزيحها عن طريقي بإشارة من اصبعي
- طلال: أووووه مجنونة..ومن قال لكِ أني سأتزوج ريم بل ابنة عمتي واطمئني اسمها
ميثا وياليت تخلصينني منها حتى أتخلص منكِ
- دانة: لا تكذب الآن سيصلني كافة أخبار خطوبتك سأتصل بمصادري الخاصة
- طلال: ههههه افعلي ما شئتِ لا وقت لدي واعلمي أني لا أحبكِ ولن أحبك
- شعرت دانة بطعنة نجلاء في قلبها: حسناً لا تحبني ولكنك ملكي
- طلال: ملككِ بالغش والتدليس غششتني بأنكِ حامل مني واتضح أنكِ غير قادرة على
الانجاب ثم هددتني بشريط والصور وأنكِ ستنشرينها بين عائلتي ضربتني بقوة وياليتني
أطبقت يدي على عنقكِ الكريه
- دانة وهى تمسك بأطراف كمه: إلى أين ؟!
- طلال وهو يدفعها بكل قوته: إلى بيتي لأنام
- دانة: وأظل أنا لوحدي في الشقة
- طلال بلامبالاة: ما شأني بكِ اغربي عن وجهي يا كريهه
- سمعت اغلاق باب الشقة : الويل لك يا طلال لا أحد سيستمتع بك سواي ثم اتصلت :
هاااه هل علمتِ من هى:
- نعم ابنة عمته
- اسمها فقط
- ميثا
- حسناً كان صادقاً ولكن لن يتزوجها فأغلقت الهاتف ورمت نفسها لأقرب كرسي
وأجهشت في البكاء بقهر
- جلست في حديقة المنزل وكانت تشد على رأسها بمنديل تخفف الصداع وحولها
فنجانين من الخزف : ريم تعالي إلى هنا
- ريم وهى تعلم أن والدتها ستكلمها في أمر الخطبة: صباح الخير غاليتي شبيك لبيك
- مسحت بيدها على رأس ريم: أم علي تريد أن تعرف بماذا أرسيتِ؟!
- ريم بدهاء: بعد أن تخبريني أنكِ راضية عني وعن المشعوذ
- اتسعت عينيها: المشعوذ!!
- ريم: هههه ومن غيره راشد هيا فهو يحنُ إلى مكنسته الموجودة في البيت لم يطر حتى الآن
- ضربتها بخفة ثم ابتسمت: فكرت ملياً و رأيت أن سعادته هو الأهم
- قبلت ريم رأس أمها بفرحة شديدة: أنا طوع بنانكِ وأعلم أنكِ لن تقبلي مني الرفض
- ابتسمت لها: رجل لا يعيبه شيء..وفيه كل المواصفات المطلوبة وأنتِ لستِ من
الفتيات الباحثات عن الحب خارج الزواج ..
- تذكرت ريم طلال كيف كانت قاب قوسين أن تقع في حبه فهزت رأسها بصمت دون
أن تنطق بحرف واحد
- ندى بفرحة طاغية: مبارك وعقبالي ههههههه
- ريم: إن شاء الله ستتزوجين قبل أن أتزوج أنا ..احساسي هكذا يقول
- خلود: على فكرة هذه القضية تحتاج منا إلى وقفة فقد طلبنا من البنك أن تعطينا مهلة
فهناك ما يسمى بديون المهلكة
- ريم: ما الأمر ؟!
- خلود: هناك رجل اقترض من بنك ربوي ولكن الرجل قد توفى وليس له مصدر رزق
ولا عقار والبنك تطالب زوجته الأرملة بسداد الديون بالإضافة للفوائد
- ندى: نعم وقام البنك برفع قضية المطالبة بسداد هذا الدين
- ريم: سأطلع على الأمر وأرى الوضع على فكرة هل الأرملة تعمل..
- ندى: لا هى ربة بيت ولها ثلاثة أولاد
- ريم: حسناً سأقوم بالاتصال بها للبت في الأمر
- خلود: ريم هناك ملازم اسمه فهد أليس هو وكيل النيابة
- ريم تنهض من كرسيها بتعجب: بلى أين هو وماذا يريد؟!
- خلود: لا أدري ولكن أدخلته في غرفة الاجتماع
- مشت ريم وقد رتبت حجابها جيداً: لا بأس سأكون هناك الآن خذي اتصلي بالأرملة
- أخذ فهد يتأمل الغرفة فكان جميعه بلون أزرق فيروزي فيها طاولة طويلة وعدة
كراسي ونافذة تطل على الشارع فابتسم لذوقهن
- ريم وهى تتنحنح : أهلاً بك هنا.. المكتب نور بوجودك
- ابتسم فهد: شكراً لكِ
- ريم بحذر وفضول: تفضل هنا واسمح لي أن آتيك بكوب من القهوة
- فهد: لا وشكراَ لا وقت لدي للقهوة فأنا في مهمه وجئت فقط لطلب خدمة منكِ
- ريم: خدمةّ!
- فهد: وحبذا أن لا يخرج شيئاً من هنا
- رفعت ريم حاجبها بتعجب شديد: لماذا؟!
- فهد: كما قلت مهمة وأنت الوحيدة التي تستطيع
- زمت ريم شفتيها: الوحيدة!
- ابتسم فهد: نعم الوحيدة فهذه القضية نتابعها منذ خمس سنوات وعندما رأيتكِ لأول
مرة علمت أنكِ الوحيدة القادرة على تنفيذ المهمة
- ريم : شكراً على الثقة ولكن
- فهد: اعتبريها مهمة وطنية
- ريم: نحن في خدمة الوطن
- فهد وهو يكتب اسم شخصين بالكامل في ورقة دون أن ينطقه: أعتقد أنتِ تعرفين
طلال أليس كذلك
- اتسعت عينا ريم ثم هزت راسها : بلى وهذا الثاني اسمه معروف جداً فقد سبق أن
تحريت عنه عندما جاء إلى هنا..ما الذي فعل؟!
- فهد: نريد منكِ أن تتابعي قضيته
- ريم: هل طلال متورط؟!
- فهد: للأسف نعم بدون علمه كما يقال القانون لا يحمي المغفلين
- ريم: وهذا الذي كتبت لي اسمه!!
- فهد: لا ليس متورطاً في السابق نعم الآن هو معنا
- ريم: كيف تريدني أن أتابع قضيته؟!َ
- فهد: في القريب العاجل نمدكِ بكل ما يساعده في القضية
- ريم: في الانتظار
- فهد: على فكرة مبارك خطوبتكِ لــ علي
- شعرت ريم ببعض الخجل : بارك الله فيك
- فهد: وحتى لا أنسى خذي الحذر من المحامي عمر
- ريم: هل تقصد أنه متورط
- فهد: بل هو الذي جر غيره في هذه الجريمة وعلى فكرة حتى الملازم علي يجب أن لا
يعرف بالأمر
- ريم: تقصد أن أخبئ عنه
- فهد: نعم هذه المهمة ثلاثية كلما قل العدد كلما كنا في أمان
- جلست ريم تتأمل الشارع حتى دخلتا خلود وندى
- خلود: خير إن شاء الله
- ابتسمت ريم لتخفي وجلها: لا شيء مجرد قضية يريدني أن أمسكها له
- ندى: ولكن نحن عندنا الكثير من القضايا
- ريم وهى تمسك بيد ندى بحب: أعلم ماتريدين قوله يا ندى..ولكن ندى انتبهي لنفسكِ
كثيراً فأنتِ أصغرنا ونحن كأخيتكِ
- تعجبت ندى من أسلوب ريم: ههههه ريم ما بكِ؟َ
- ريم: ههههه عاطفة الأخوة غلبتني هاتي طوق اليد لأضعه لكِ كما تفعل بعض المذاهب الهندية ..
- تشاركت الثلاث الضحك بشدة..ولكن قلب ريم مازال يخفق من المجهول
- فقالت في سرها: ياااا الله حتى أنت يا طلال!! من كان يتوقع ذلك ..