لي عودة للردود
الجزء السادس عشر
في خطوات بارده كبرودة الثلج ,, تحركت
عبير وطلعت الى اعلى كي تتجهز وتأخذ حاجياتها
فتحت الشنطه ووضعت فيها ما تحتاجه بشكل مؤقت ,, فهي في ظنها ان مكوثها في بيته لن يتجاوز الأيام ,,
اوجعها موقف اباها منذ قليل ,, ارأدت ان تصرخ بأعلى صوتها وتخبره بأنها عرفت الحقيقه ,,
ولكن نظرة عينيه الصارمه اوقفتها ,, فرقته تبتعد جداً في حضور هيبته وحزمه ,,
ناولتها مها ما تبقى من اشياء ضروريه ,, وساعدتها في حمل عبايتها وشنطتها الصغيره ,,
مساعد التفت لسلطان وبحزم : ما قلت لي وش المشكله اللي صايره بينكم ,, اعذرني انا مريت من هنا واسمعها تقولك طلقها ,,
سلطان شعر ان ابو الجوهره ما عرف بالموضوع : فبثقه تكلم : مشاكل بسيطه راح نحلها مع بعض لا تأخذ في بالك ,,
ابو الجوهره بتنهيده عبرت عن ارتياحه : هذه الهقوه فيك ,, انا عارف انك راح تستحمل دلع عبير ,, لكن اوعدني اذا ضايقتك انك تعطيني خبر وانا راح اتفاهم معها ,, تعرف البنات ممكن يتقبلون من ابائهم شي ما يتقبلونه من ازواجهم ,, وخصوصاً مثل عبير متعلقه فيني,,
سلطان بهدوء : ولا يهمك طال عمرك ,, اهم شي عندي انك ترتاح الفتره ذي ,, ما نبي دوام الحين ,, لحد ما نتطمن على صحتك ..
مساعد : ما قصرت وانا عارف ان كل شي على ما يرام دامك مشرف على الشركه ,,
وصلت عبير للمدخل وهي تلبس عبايتها وخذت الشغاله شنطتها تشيلها للسياره الواقفه عند مدخل الفيلا ,,
وقفت تنتظره والباب كان شبه مفتوح ,, فلما شافها وصل عندها بخطوات واثقه : مشينا ,,
طلعت قبله بدون ما تلتفت له وركبت في المقعد الامامي بهدوء ..
تحرك بدون ما يبادلها حرف وانشغل منها بالطريق المزحوم ,,
ما كان عندها أي فضول تعرف وين بيته ,, في أي حي ,, من مهتم بالبيت ,, كم عنده خدم ,, وش برنامج حياته ,, كلها اسئله غابت عن عقلها ,, وقررت انها تعتذر الكورس ذا ,, مالها مزاج ابداً تدرس ,, همها الوحيد كيف تنهي حياتها مع سلطان وبصوره مناسبه ,,
لأن كرامتها اصبحت المسيطره على تفكيرها ,, وماعداها اصبح صفراً لا يستحق التفكير ,,
بعد فتره بسيطه انحنت السياره في مداخل شبه راقيه ,, لحد ما استوقفتهم بوابه حديديه مشغوله بطراز اندلسي ,,
كان الحارس الاسيوي ,, يأشر لسلطان بالسلام معرباً بابتسامه اظهرت اسنانه البيضاء الناصعه ,,
استغربت عبير من ضحكته شكله يحب سلطان بقووه ,, اذا الحارس كذا اجل اللي في البيت شلون ,,
وقفت السياره عند المدخل المعتنى به بشكل ملفت ,, ونزلت من الباب ,, وهي ترفع عيونها في الطراز الراقي للفيلا ,, مبهره جدا ,, ما عندها أي فكره ان ابوها ساعد سلطان انه يختار المكان هذا ..
دق جرس الفيلا وصوت حركه قريبه من داخل الباب ,, ترحب في قدومهم ,,
فتحت سيده كبيره في السن وهي تتكلم : مرحبا والله بعيالي ,, ياهلا والله اقلطوا ..
دخل سلطان وقبل رأسها تقديراً لها : يا هلا والله بك يمه ,, وشلونك وشلون العيال بشريني عنهم ..
ام صالح في ابتسامه : انت رأس المال ,, اذا صرت طيب خلاص كلهم طيبين ,,
وطالعت في عبير بفضول : حياك يا بنتي ,, مبروك زواجكم ,, والله كان ودي افرح معكم لكن ما احب الطيارات ,, مير ما بعد ركبتها من الخوف ,,
ضحكت عبير بعفويه على طريقة كلامها ,
وتكلم سلطان بحنان : عبير ,, اعرفك على ام صالح ,, هي اللي اهتمت فيني بعد الحادث ,, كانت ساكنه معنا عند جدتي ,, وعيالها بالقريه ,,
ونذرت نفسها لي ,, يعني ما اوصيك عليها ,, هذه في مقام امي ,,
عبير بابتسامه : الله يسلمك يا خاله ,,
سلطان يطالع ام صالح : اذا ارتحت من تعب السفر ابجي اتقهوى معك واقولك علومي ,,
الحين بنطلع فوق نبدل ونرتاح ,,
ام صالح : لو اقدر ارقى الدرج كان زينت كل شي بنفسي ,, بس الشغالات رتبوا كل شي على ما تحب ,, واكيد عبير ماراح تقصر في اللي تشوفه ناقص ,,ولا لا يابنتي ..
عبير بأرتباك : ولا يهمك يا خالتي ,, انا بهتم بالموضوع لا تفكرين ,,
تحرك سلطان للدرج يبي يطلع عشان يرتاح ,, وشاف عبير واقفه مع ام صالح ولا لها نيه تتحرك معه ,,
اول ما وصل للدرج التفت لها : عبير تعالي اوريك المكان ,, اكيد تبين تشوفينه ,,
تحركت يمه وهي مو ناويه ابد بس عشان ام صالح ما تنتبه لهم ,, مشت لحد ما طلعت معه الدرج بخطوات بطيئه ,,
ترك كل شي واصبحت هي محط اهتمامه في اللحظه هاذي ,, عدم اهتمامها به وبوجوده ,, حسسه انها غير مباليه ابد له ..
راقبها بفضول وهي تشرب الحليب الدافي على دفعات متباعده ,, كأنه مر بالنسبه لها ,, اكيد ان وجوده مو مريح ابداً بس ماوده يتركها ,, اللي صار سبب له صدمه في نفسه ,, فكيف هي ومشاعرها اللي حطمها بسهوله ,, اخيراً انتهت نزعة الانتقام في نفسه ,, قدر انه يذلها ويحطمها ,, وهذا مراده ووصل له ,, بس بعد ما حقق اللي يبيه ,, مشاعره ,,
انقلبت ,, وشاف انه ظلمها ,, خصوصا انه ما توقع انه يعاملها كذا ,, وانه تصدر منه تصرفات اشبه بالمتوحشه ,,
مد يديه لها بلطف وهو يتكلم بحنان :ممكن نفتح صفحه جديده ,, مو عارف وش صار بس انا حقيقه ....
كانت نظراتها له مثل الخنجر اللي انغرس في قلبه ,, نظرات تركته في متاهه بالحاله وهمسها بصوت مبحوح من البكاء طول الليل : انت قضيت على كل شي ,, ومافيه داعي تتكلم وكأنك
ما سويت شي ,, اعتقد ان وجودنا مع بعض هو تحصيل حاصل ,,
انت ما فكرت الا في نفسك بس ,, وهالشي راجع لك ,, مو مجبور تفكر في غيرك ,,
بس للأسف انت صحيح تقدر تملك جسد لكن ما تقدر تملك رووح ,,
ناظرها بحزن وهو ودها يلقي اخر اوراقه : افهم من كلامك اني مو روووحك ,,
غمضت وهي تتنهد بغصه في قلبها وتحركت تبي توقف : اللي فهمك غلطان ,, اسئلني انا وراح اعطيك الجواب ,, ودامك حكيت ترى كله لعب ومراهقة البنات ,,
تحركت وهي تطلع بكل أدب : اعذرني ابي ارتاح ,,
ودخلت غرفتها بعد ما قفلتها بالمفتاح وهي تسترخي على سريرها وتلين مفاصلها من التعب النفسي اللي ارهقها التفكير فيه ,,
لأول مره تشعر بقوتها المعنويه ,, قدرت انها ترد عليه بصراحه تامه بدون صدام ,, وتقبله لكلامها بدون غضب نقطة تحول فيه ,, ما انتبهت ربى عليها ,,
مر الوقت بسرعه غفت كم مره وصحت على سكينه تعم المكان ,, صارت الساعه ثمان المساء ,,
ما تدري وش صار فيه وفي البيت ,, شعورها انها تكون وحيده ريحها من كل شي ,,
قامت بثقل وهي ترفع الملحف الثقيل ,,
غسلت وجهها في المغسله اللي بداخل الغرفه وتوضت ,, وبعد ما صلت فرضها ,,
طلعت تشوف المطبخ وش فيه باقي لازم تنظفه ,,
دخلت للصاله وتفاجئت بمنصور متمدد على الكنبه وضام يديه على صدره ,,
كان عكازه متمدد بجنبه على الارض ,, والتلفزيون شغال على قناة رياضيه ,, ما حس فيها ابداً بس لما جت بتشيل صينية القهوة تاخذها معها للمطبخ ,, فتح عيونه بكسل وطالعها : كم الساعه ؟؟
ربى تشيل الصينيه بدون ما تلتفت : الساعه 8 وشوي ,,
منصور : يا ساتر كل هذا نوم وش صاير ,,
كملت ربى طريقها للمطبخ ,, وشافت انه يحتاج تنظيف بس مالها أي مزاج ابد ,,
قعدت على الكرسي في وسط المطبخ ,, حست بالجوع من الصبح على كاس حليب فقط ..
وشكل منصور ما اكل شي ,, مافيه الا صينية القهوة اللي زينها ,,
ما تبي تسوي أي شي ولا لها أي مزاج لحاجه ,, واذا عليها تبي تروح تنام مره ثانيه ويجي الخير مع الصباح ,, الكسل غزى اطرافها ,, ونفسيتها مدمره ,, نزلت راسها على يديها على الطاوله ,, وغمضت تبي تهرب من واقعها المؤلم ,, سمعت صوت العكاز لكن صوته كان قريب جداً رفعت راسها وطالعت باب المطبخ وشافت منصور واقف بكسل تكلم بهدوء :
نطلب شي ناكله ؟؟
قامت بطفش ومرت من عنده وتكلمت : مالي نفس ,, عن اذنك ,,
منصور وقفها بحركه هاديه : بس انتي ما كلتي شي من الصباح ,,
ربى : مو جوعانه .. بعدين لا تخاف علي اذا حبيت اكل ما فيه شي يمنعني ,,
وتحركت لغرفتها بعد تركته واقف بالحاله كأنه انسان متطفل على حياتها ,,
طالعها بدون ما يقولها كلمه ,, القوة والفصاحه اللي تمتع بها الايام اللي راحت خانته ..
وانسحبت من قاموسه اليوم ,,
مابغى يكثر عليها الكلام ويزيد اوجاعها ,, بغاها ترتاح شوي من اللي صار وتزين نفسيتها ,,
رجع للصاله وهو يتصفح الدليل حق القريه ,, واخيراً حصل مطعم بيتزا يوصل للبيت .. طلب اثنين بيتزا صغيرة الحجم ,, وعطاهم الوصف ,, وجلس ينتظر في الصاله واذنه تراقب كل صوت يصدر من غرفتها ,,
كانت لها حركه مستمره ,, توقع انها ترتب غرفتها او تصلح ملابسها ,, وبعد فتره بسيطه عم الهدوء ,,كان نفسه يعرف هي وش قاعده تسوي ,, بعد نصف ساعه سمع صوت الجرس ,,
خذ المحفظه حقته وطلع للباب ,, كانت بنت شقراء هي اللي توصل الطلبات ,,
تذكر كاثرين ,, وقارنها في لحظات بربى ,, وحس بمدى الظلم في المقارنه !!
صرف تفكيره وسمح للبنت تدخل بالطلب وتحطه على الطاوله ,, بعد ما راحت ,, تشجع ووصل عند باب غرفتها وهو يتكلم بصوت هادي : ربى ... ربى ,, ممكن شوي
كانت تسمع صوته وسوت نفسها نايمه ماتبي تشوفه في اللحظه هاذي ,, وش يبي منها لا يكون يبي يكرر جريمته وزان له الوضع ,,
سكتت وارتاحت ان الباب مقفول ,, استغربت انه ما حاول انه يفتحه ,, اكيد توقع ذا الشي ,,
جاها صوته مره ثانيه وهو يناديها بعطف : ربى واللي يسلمك تعالي ساعدني ,,
استغربت لهجته ,, وفتحت عيونها وصارت تفكر ,, وش يبي اساعده فيه ,, فكرت هل هو متعمد يسوي حركه بايخه عشان تفتح الباب ,,
وكمل وهو ينادي : ربى ترى تعبت من الوقفه تعالي شوي ,,
قامت بخطوات حذره وهي تفتح الباب وترجع على ورى بطريقه عفويه : وش بغيت ..
رحمها بسبب خوفها وردة فعلها منه وبصوت كله حنان : طلبت عشاء وابيك تساعديني ,, مو عارف كيف ازينه ,,
طالعت فيه بملل ,, وتحركت للصاله وهي تشوف علب البتزا ,,
تكلمت بهدوء : بتاكل هنا ؟؟
منصور : اذا ماعندك مانع ,,
تحركت للمطبخ وجابت له صحن ووسكين وشوكه ,, مع علبة المناديل ,, وحطتها على الطاوله ,,
فتحت العلبه ,, وطلعت له قطعه صغيره وحطتها بالصحن وهي تقربها من قدامه على الطاوله ,,
حست بشهيتها تنفتح للأكل لكن مستحيل انها تقعد معه كأنه ما صار شي بينهم ,,
شافت انها خلصت المهمه اللي عليها ,, فجت بتطلع للغرفه لكن صوته يكلمها : ربى ممكن تقعدين معي شوي ,,
ربى بضيق : بس انا مابي اكل ,,
منصور بووود : عارف بس اقعدي عشاني ,, ما احب اكل بروحي ,,
قعدت على الكرسي اللي بجانب كرسيه ما تبي تواجهه ,, وانشغلت بمجله كانت على الطاوله الجانبيه ,,
منصور راقبها بفضول وبهمس عطاها الصحن اللي حطت له فيه وناولها بيده وهو يقول :
ممكن تاكلين معي ,,
رفعت عينها بهدوء له : مالي نفس ,,
منصور : واذا قلت لك عشان خاطر اغلى انسان في حياتك بتقبلين ؟
توترت ربى وسألته وش قصدك ؟؟
ابتسم بضحكه على جنب وهو يخفيها عنها : امك ,, ابوك ,, ريما ,, اكيد واحد منهم غالي على قلبك ,,
ربى بضيق واضح : مدري من وين الطيبه حلت فجأه ,,
ضحك منصور : لا تفهمين غلط ,, ,تفضلي صحنك ...
اليوم مر على نايفه وراكان بدون ما يشعرون بقيمة الوقت ,,
بعد ما دخلوا للفندق اخر الليل ,, انتظروا صلاة الفجر ,, وبعدها دخلوا في نوم عميق لحد الظهر ,,
راكان يحس انه في اجازه فسحبها نومه للمغرب ,,
نايفه ,, كانت تغفو وتصحى بين فتره واخرى ,, تطمنت على امها وام راكان ,, واتصلت على مشاعل وسولفت معها فتره ,, وراكان ما حس بشي ,,
كانت من فتره للثانيه تطل من غرفة الفندق على الساحه المقابله ,,
تداخل المباني الحديثه مع المباني القديمه اعطى المكان لمحه تاريخيه معاصرة ,, تمنت تشوف كل شي في القاهره ,, وتبي تروح للاهرامات عطوهم درس في التاريخ ,,
بس برنامج راكان ما تعرف عنه شي لحد الحين ,, حتى الكلام مع بعض كان مو كثير بسبب موعد الرحلة المتأخر ,,
ظلت في مكانها تراقب المارين ,, بس عيون راكان تراقبها بضحكة في شفايفه على منظرها المثير ,,
التفتت له ولما شافت منظره وهو يراقبها ,, انحرجت وهي ترفع يدها في الهواء : من زمان صاحي ,, ما حسيت فيك ,,
راكان : يووووه من اول ما فتحتي الستاره ,,
نايفه بضحكه مثيره اربكته : بجد ,,
راكان نادى عليها تجي جنبه ,, وصلت لحد طرف السرير وقعدت بهدوء : لبيه,,
راكان بهمس : لبيييه انا ,, ابي اوصف جمالك اذا بتسمحين لي ,,
اشرت له نايفه بلاااا وهي تضحك ,, وغيرت الموضوع بسرعه كالعاده وهي تقول : بتكمل نوم والا بنطلع ,,
راكان بضحك ... لئيمه وهو يضحك بقوووه ,, يالله تجهزي بنطلع لوسط البلد نتفرج ,,
نايفه بفرح : ابي اشوف الاهرام اذا ما عندك مانع ؟؟؟
راكان بضحك : بالليل وكمل ضحكته ,, لازم اوديك بالنهار تشوفينها ,, الحين بنروح للخليلي يالله بيعجبك السوق ,,
كانت نايفه على الفطره ,, بريئه وعفويه ,, وذي الصفه اللي تعجب راكان فيها ,,
متزنه بثقه وما تحب تكون مندفعه في أي شي ,, تحسب كلماتها وهذا بسبب تربية امها لها ,,
طالعت في شكلها كانت لابسه فستان حرير بكت على اطراف اليد من اعلى ,, فيه جبير مشغول ,,
فكرت انه مو مناسب تطلع فيه ,, وكأن راكان يقرأ افكارها ,, فهمس لها بحب :
ترى انا غيوووووور ,, وما احب أي احد يشوفك بالصوره هاذي ,,
نايفه مستغربه : بس انا ما راح اطلع كذا اكيد بلبس عبايه ,,
راكان بثقه: عارف بتلبسين عبايه بس بدلي فستانك لانه مفصل جسمك ,, البسي شي ما يفصل الجسم ,,
نايفه ما تعودت تلبس بناطلين ,, ومشاعل شرت لها كثير ,, وجهزتها لها في الشنطه ,,
جت بتطلع جينز وشافه راكان وجاء يمها : حبيبتي البنطلون بس لي ,, او في بيتك ,,
انا مابي أي احد يشوف اللي اشوفه ,,
نايفه : لا تبالغ انا عاديه ,,
راكان مسك شعرها : كثري منها ,, يالله البسي لك عبايه واسعه وجهزي حالك نطلع ,,
وقفت نايفه وهي تطالعه يدخل يأخذ شاور ,, اوامر من اول يوم لهم مع بعض ,,
قدرت ترسم الخطوط اللي ما تتجاوزها عشان ترضيه ,, ارضاها انه يشوفها جميله ويغار عليها ,,
ابتسمت بفرح وخذت لها تنوره وبلوزه وهي تبدل بسرعه قبل يطلع ويشوفها ,,
بعد ما تجهز راكان ناظرت فيه نايفه بخجل : الحين كويس وهي تطالع في شكلها ,,
راكان يقبل راسها بود : ايووووه كذا كويس مررره ,, احب الناس الفاهمين يا قلبي عليهم ,,
طلب سيارة من الفندق توصلهم للخليلي ,, وصلوه متأخر مع الزحمه ونزلوا والاضواء اللي في السكك كانت ملفته جدا ,, شعور غريب وهو ماسك يدها كأنه خايف عليها ,,
اول مره تجرب السفر ,, شعور جديد تحس به ,, المكان كأنه مقطع في فيلم قديم ,, حبت انها تحفظ كل مكان وزوايه تمر فيها عشان تسولف على امها ,,
انجذبت للمشغولات اليدويه وحبت انها توقف عندها شوي ,, تركها راكان وقف يناظرها عشان تاخذ راحتها ,,
في مكان اخر ووقت سابق بشوي ,, وقف سلطان عند المدخل اللي ياخذه على غرفته ,,
استوقفته عبير وتكلمت بهدوء : لو سمحت ابي مكان بالحالي ,,
طالعها سلطان بنظره جامده ,, شوفي اللي يناسبك وخذيه ,, ما يهم وين تقعدين ,, المهم بس ام صالح ما تعرف بشي ,, لأنها اكيد يتتضايق من الموضوع ,,
عبير بحده : وانا ما تهمني لأ ام صالح ولا غيرها ,, انا جيت هنا عشان ابوي ,,
سلطان بطفش: واذا هامك ابوك لذا الدرجه ,, ليه ما قلتي له انك عرفتي بعرضه لي,,
عبير تشوف انه بالكلمه ذي اوجعها بقووه كأنه يبي يذكرها انها انعرضت عليه ,,
عبير بثقه مفرطه : كل شي حلوو في الوقت المناسب ,,
ورجعت تشوف المدخل الثاني اللي عكس المدخل اللي كانوا واقفين عنده ,,
وفتحت الباب وهي تطالع في المكان اذا كان صالح انها تدخل فيه ,,
شافت غرفتين كبيره وحده فاضيه ,, والثانيه فيها غرفة نوم بدون مفارش ولا شي ,,
وقفت والتفتت تبي تشوفه مالقت له اثر ,, فعرفت انه دخل للمدخل الثاني ,,
دارت في الغرفه ,, كانت نظيفه بس محتاجها لها ملاحف ,, فكرت هل تسئل الشغاله ,, ولا تدور بنفسها ,,
فتحت الدولاب الكبير كان خالي تماماً ودخلت لدورة المياه وشافتها خاليه كذلك,,
رجعت للغرفه الثانيه وشافت ورق الجدران يكسو الحائط ,, وارضيه من الخشب المربع في شكل هندسي راائع ,,
رجعت تسئل سلطان عن الغيار حق السرير ,,
توجهت للمدخل بخطوات بطيئه ,, ما تبي تسئله بس مافيه امامها مفر من المواجهه ,,
دخلت وهي تفتح الباب بحركه خفيفه ,, رائحة البخور وبرودة الغرفه ,, اشعرتها بأنها
في مكانها الحقيقي لو لم يحدث ما حدث وتعرف باللي صار ,,
كان صوت الماء دليل على انه يأخذ شاور ,, تحركت في انحاء الغرفه الكبيره وشافت الترتيب
للمكان اجمل من الخيال ,, رااائع بشكل متقن ,, معقوله هذا ذووقه ,,
مفرش حريري مشغول بفخامة من الدانتيل ,, استغربت انه يكون عنده هذا الذووق ,, ولا يمكن ام صالح هي اللي شرته ,, هزت راسها ,,
ودخلت للغرفه الثانيه وشافت غرفة تحمل في زوايها الدفء بأثاثها الخشبي في كل الجدران وكراسي مريحه تساعد على الاسترخاء ,, كانت الكتب مصففه بشكل رهيب في الرفوف المثبته في الجدار ويغطيها زجاج ملون ,,
مكان تحيطه الفخامه من كل جانب ويشعر الانسان فيه بأنه في مكان ليس له ,,
انما هو لشخص كيف حياته ان يكون وحيدا ,,
وجدت مكتب كلاسيكي في الزوايه ,, عليه كل ما يحتاجه من لاب توب وفاكس مع طابعه ,, وكتب ملقاة على زواية المكتب ,, ومجلات قديمه ,,
اصابها الفضول وهي تبحث بين هذه الكتب عن نوعيته المفضله ,, تاهت بين السياسه والاقتصاد ,, التاريخ االقديم والحديث ,, علوم كثيره شملتها هذه المكتبه ,,
شعرت انها متطفله ,, وخافت ان يكشف وجودها هنا وهي تبحث عن ما يشبع فضولها تجاهه ,,
رجعت للغرفه التي ملحق بها غرفة الملابس ,, استمعت لصوت الماء فتطمنت ,, دخلت للغرفه وهي تفتح الابواب ,, باباً تلو الباب ,, كي تجد لها ملاحف او مخدات ,,
وكانت كلما فتحت باباً انصدمت من قمة الترتيب لملابسه ,, من يقوم بهذه المهمه ,, مستحيل ان يكون هو ,, تذكرت ملابسه في الفندق ,, كانت بنفس الترتيب ,, هزت راسها
وهي تغلق باباً وتفتح الاخر ,,
لم تنتبه ابداً بأنه اصبح في وسط الغرفه وهو ملتف بفوطته والماء يقطر من شعره الكثيف ,,
اردا ان يستخدم المجفف كعادته ,, في وسط غرفة الملابس حيث توجد تسريحه دائريه ,,
بعد ثواني شعرت به وفزت بهدوء وهي تحط يدها على صدرها من الخوف ,
عبير بروع : بسم الله ,,
سلطان بهدوء : انتي اللي جيتي هنا بنفسك ,,
عبير في خجل : عارفه ,, بس الغرفه مافيها مخدات ولا ملاحف ,, قلت يمكن احصل شي هنا ,,
سلطان بملل : اسئلي المشرفه على البيت اسمها نينا ,,وهي ترتب لك اللي تبين ,,
والحين عن اذنك ابي ابدل ملابسي ..
حست بأهانه كأنه يطردها وتحركت بسرعه بدون ما تلتفت فيه ,,
وقف في وسط الغرفه وهو يتنهد ,, معركته مع عبير رجعت لنقطة البدايه ,, وكأنها انسانه غريبه عليه ,, مشاعره اللي حملها في قلبه لها كانت كبيره ,, وفي لحظه كان يبي يعترف لها بحبه,, وانجذابه لسحرها ودلعها ,, لكن في لحظه من الغضب ,, تخرب كل شي ,,
وشاف مزاجيتها تطغى على كل مشاعرها ,, خذ ملابسه ولبسها في عجل عشان ينزل لأم صالح اللي اكيد تنتظره بحب لشوفته ومعرفة اخباره ,,
طلعت من الغرفه وشافت شغاله واقفه عند الباب ,, سئلتها : انتي نينا ,,
وردت عليها بأنجليزيه : لا ,, دخلت شنطتها في الغرفه اللي اشرت عليها عبير ,, وطلبت منها تنادي على نينا ,,
بعد لحظات جاتها سيده فلبينيه متوسطه العمر ,, من تعاملها باين عليها حنونه بشكل كبير ,,
فهمتها عبير انها تبي غرفة اضافيه غير الرئيسيه عشان تكون غرفة خاصه لها واوحت لها انها تبي تكون ملابسها مرتبه بعيده عن غرفة سلطان ,,
بسرعه فائقه عملت على ترتيب شنطة عبير وهي ترتب الملابس في الدولاب بعنايه ,,
وخذت العبايه اللي تركتها عبير على السرير ووضعتها في مكانها المناسب ,, استئذنت من عبير ورجعت مع شغاله ثانيه وهم يشيلون المفارش الجديده ويرتبونها بشكل دقيق ,,
استمتعت عبير لمراقبتهم ,, كان ودها مخها يفضى شوي من الضغط اللي فيه ,, منظر غرفته وبعده منظره وترها ,, شعرت بقربه وببعده ,, تمنت انها في حلم ,, وتصحى وهي معاه بروحها ,, بدون المشاعر السلبيه اللي غلفت قلبها ,,
ما انتبهت للجوال الا لما أشرت لها نينا عليه ,, لما شافت رقم سلطان رفعته وتكلمت : نعم
سلطان : انزلي ننتظرك للعشاء انا وام صالح ,,
عبير : مافيه داعي تنتظروني ,, خذوا راحتكم ,,
سلطان بحزم : عندك خمس دقايق والا بجيك اشيلك بيدي ,, وصوت ضحكة ام صالح عنده وتكلمت بضحك : اركد يا رجال وخلها على راحتها ,, سكر الخط بدون ما يعطيها أي مجال ترد بأي شي ثاني ....
ترك قطعة البيتزا بعد ما قضم قطعتين صغيره ,, ما قدر يأكل بنفس ,, شعور ان فيه شي كاتم على انفاسك متعب ,, صوت صراخها يدن في مسمعه كل شوي ,, قام وراح لغرفته بعد ما قامت وتركته برووحه .. ما قدرت تبلع الاكل ,, كلت طرف صغير ورجعت الصحن ,,
ودموعها بدت تنزل بصمت فقامت وتركته ,, وصوت الباب يتسكر وينقفل هزه بعنف ,,
ما قدرت تاكل وما عجبتها حنيته اللي نزلت عليه فجأه يبي يجننها بأسلوبه ,, شد وجذب ,,
صراخ ومحارش ونكد طول الايام اللي راحت ,, اوامر وتهديد واذلال ,, هاذي حياته معها
والحين يبي يتحول لأنسان جديد ,, وش عقبه ,, عقب ما قضى على مشاعرها واحاسيسها المرهفه ,, المتشعبه حتى الجذور بحبه ,, ارتوت شرايينها بعشقه ,, وانغرز حبه في اطرافها وجرى مع كل خليه فيها ,,
لكن لكل شي حد ,, ومعاملته لها ,, تركت لهذا البركان الخامد ,, ان ينفجر بشراسه ويعبر بشكل سيء عن هدوئه ,, انفجر ت مشاعرها بالغضب والكراهيه له ,, وما عاد يهمها الا انها تقوم بواجباته وبس ,, واذا كمل علاجه في المصحه ورجعوا للديره ,, راح يكون قرارها النهائي انه ينزلها في بيت اهلها ,, وكل حي يروح لحاله ,,
طوت سجادتها بعد ما حست براحه في الصلاه ,, ودخلت في سريرها وخذت الجوال تشوف المسجات اللي وصلتها من اهلها ,,
الجميع يفكرون انهم في العسل ,, عشان كذا ما حب احد يزعجهم ,, وتوقعوا انها مبسوطه معه عشانها ما اتصلت تشكي منه ,, لكنهم نسوا ان ربى مستحيل تشكي على أي احد همها ,,
سمعت صوت العكاز يمر في الممر وصوت باب غرفته يتسكر ,, فخذت نفس عميق وارتاحت انه تركها بسلام ,,
لكن هو وده يكسر كل شي قدامه ,, مو راضي عن نفسه ,, ومنصدم لدرجه كبيره انه تصرف معها كذا ,, حتى كاثرين اللي ما تجي ربعها عاملها بحنان ما تحلم فيه ,, وهي البنت اللي تشربت حبه عذبها كأن حبها جريمه مو راضي انه يعترف به ,,
غريب يابن آدم غريب .......
في لحظات ونايفه تطالع في الهدايا المعروضه للبيع ,, عجبتها المنقوشات على شكل عقود تحمل احجار كريمه ,اردات ان تختار شي يناسبها ,, التفتت لراكان عشان يجي يختار معها ما لقته ,, تروعت لا يكون يفكر انها مشت وراحت لمحل ثاني ,,
دورت عليه لكن مو باين له اثر ,, مشت للمحل اللي بعده ,, وصارت تسرع اكثر ما تبي يضيع منها وهي ما معها جوال ,,
صارت السكك تتفرع وما قدرت ترجع لنفس المكان لأن المداخل تشابهت ,, صار قلبها يدق بسرعه ومو عارفه وشلون تتصرف ,, حست بدموعها تنزل خايفه عليه لا يكون صار فيه شي ,, ما اهتمت لنفسها ابد ,, اهم شي هو لا يرتاع عليها ,, او يكون فيه حاجه ,,
راكان شافها مندمجه مع الأغراض المعروضه ,, فحب انه يولع سيجاره بعيد عنها ,, خصوصا انه للحين ما صارحها بذا الشي ,, ومحد يعرف عن عادته هاذي الا خالد ,,
فشاف انه يجي في اتجاه مماثل لها ويطالعها كل شوي لين ما تخلص ,, فبعد ما دخن سيجارته شاف زميله في العمل متجه ناحيته ,, فصار يسولفون ونسى من نايفه ,, وبعد ما رجع برأسه يتأكد انه موجوده ,, ما شافها ,, استئذن من الرجال وهو يرمي سيجارته ويتوجه لمكانها ,, سئل البياع : وين البنت اللي من هنا شوي لابسه عبايه ,,
قاله الحج اللي يشتغل : مش عارف تلاقيها قدام شوي ,,
مشى في خطوات سريعه وقلبه يدق بسرعه من الخوف عليه ,, وهو يلوم نفسه انه ما انتبه عليها ,,
كان عارف انها ما معها جوال ,, لأن رقمها مو دولي ,, وصار يفكر بسرعه وش السواة ,,
طالع في المداخل اللي تفرعت وما عرف أي واحد يأخذ ومشى يسئل بياع في الطريق : شفت بنت لابسه عبايه ,,
أشر له الرجال انه ما شاف احد والزحمة بدت تخف شوي لان المحلات بدت تقفل ,,
توتر بقوووه وهي يطالع في كل الاتجاهات وصار يسئل عنها أي احد يمر عليه ,,
كانت نايفه تدور في نفس المكان اللي وصلت له ,, وعيون الناس صارت تراقبها لانه واضح انها ضايعه ,, شافت لها حرمه سعوديه مع زوجها تقرب منها وتسئلها : يا بنت معك احد ,,
تشجعت نايفه وكلمتها : زوجي معي بس مدري كنا واقفين واختفى ما شفته ,,
تكلمت الحرمه وهي تقول : والله ان قليبي قال انك ضايعه ,, مير حنا قلوبنا على بعض
وكلن عارف خويه ,,
نايفه تستعطفها : تكفين اذا معك جوال عطيني اياه ابدق عليه ,,
عطتها الحرمه جوالها وقت على رقم راكان بيد مرتجفه ,,
اول ما سمعت صوته انهارت وكلمته بخوف : راكان وينك ....
اول ما شاف الرقم السعوديه فكر انه من زملاءه وما بغى يرد ويبتلش معه في الوقت الصعب ذا وهو يدور نايفه ,, لكن في اخر لحظه فتح الخط وسمع صوتها المرتبك ,, بعد ما عطته اسم المحل اللي هي واقفه عنده دقايق الا وكان عندها ,,
مسكته بخوف والتفتت للحرمه وهي تشكرها وتعطيها الجوال ,,
الحرمه كانت حابه تمزح معه وبصوت كله تهديد : خل بالك منها ترى كنت بخطفها بس رحمتك ,, شكلكم عرسان على ما اظن ,,
ضحكت الحرمه وشافت راكان مندهش من حكيها الثقيل وشكرها وخذ نايفه من يدها ووكلم السواق يجي يأخذهم ,,
ما قدر راكان انه يكلمها كان وده انه يطمنها بس شعوره بعد الخوف اللي مر فيه وانها الحين معه شعور مريح ,,
دخلوا السياره وشبكت يديها في بعض وهي تحس برجفه من الخوف والبروده سرت في جسمها ,,
راكان حاس فيها وبخوفها بس وضعهم في السياره وفي مكان عام ما ترك له فرصه يطمنها مد يديه على يديها وهو يشدها على بعض ,, وطالعت فيه وبهدوء غمز لها بعينه ,, مشاعر بسيطه بس كان لها اثر في نفس نايفه ,,
ما تدري ليه جاها شعور انه راح يزعل عشانها راحت من المحل ,, لكن عيونه فيها خوف عليها طمنها بدرجه كبيره انها تعني لراكان شي كبير ,,
بعد ما وصلوا للفندق ودخلت الغرفه ,, شافت يديه تمتد لها وتضمها بحنان كبير ,,
صار يمسح على شعرها وبهمس : انجنيت يوم ما شفتك خفت صار فيك شي ,,
نايفه تاثرت وصارت تبكي بهدوء ,, طالع في عيونها ومسح دموعها وبهمس اكثر : انا مستحيل اخليك تغيبين عن عيوني ثاني ,, نايفه اذا لي خاطر عندك خلي بالك وانتبهي على نفسك ,, ومن بكره بنطلع نجيب لك جوال يا قلبي ,,
ضمته نايفه تبي تحس بالامان بعد تجربه كانت مروعه بالنسبه لوحده في مثل عمرها ,,
نزلت بخطوات واثقه الدرج وصوت حذائها ينبئهم عن قدومها ,,
كانت الجلسه العائليه في وجه الدرج فرفع سلطان عيونه فيها بثقل ,, متشوق بقوه لحضورها وينتظره كل دقيقه ,,
حتى لو كان بينهم مشكله ما منعه شوقه لها من الاحساس بها ,,
كان متكي على الكنبه ولما شافها قعد بجلسه معتدله ,, وام صالح تنادي عليها وتفسح لها المكان بجنب سلطان عشان تقعد بجنبه ,,
عبير بحركه عفويه : خليكي يا خاله انا مرتاحه هنا ,, وجت بتجلس على الكرسي ,,
لكن صوت سلطان ارعبها وهو يقول : اسمعي كلام ام صالح يا عبير ,, تعالي هنا ,, حب يستفزها ,,
جته بخطوات ثقيله وقعدت بجنبه على الكنبه ,, ارخى يديه على كتفها وهو يحرك شعرها بيده بين لحظه والثانيه ,, وتوترت مرره من حركته المتعمده ,, وكان يسولف مع ام صالح ويعطيها اخبار السفر وكل شوي يطالع في عبير اللي كانت جااامده بجنبه ,,
قامت ام صالح تنادي على الشغالات يجهزون العشاء لكن صوت سلطان وقفها بهدوء : يمه تعالي اقعدي عبير بتنادي عليهم ,,
طالعت فيه بفضول كأنها مو عارفه وش يقول : وش قصدك ,,
وبصوت واطي جدا : اقول قومي رتبي عشانا يا مدام ,,
ما تحركت تبي تعانده وقرصه خفيفه على كتفها من يده وبصوت آمر : لا تعاندين ترى للحين ما عرفتي سلطان ,,,
قامت بهدوء وتوجهت للمطبخ الداخلي وشافت نينا مجهزه كل شي على طاولة الطعام ,, ودها تضربه بصحن على راسه ولا يهزئها كذا مره ثانيه كنها بزر ويتحكم فيها ,,
وبعد ما شافت السفره جاهزه طلبت من نينا تنادي عليهم ,,
سحبت كرسي وجلست بهدوء ,,ودها تغيظه بقوه ,,
بعد ما وصل مع ام صالح وعيونه عليها بأحتقار عشان تصرفها سحب كرسي ام صالح وقعدت
ثم سحب كرسي في مواجهتها وتكلم بثقه : ام صالح سمعتي بالمثل اللي يقول الطيور على اشكالها تقع ,,
ام صالح : أي يعني كل الطيور تطيح يا ولدي والا لا ؟؟ وهي تضحك على ثقافتها ..
شرغت عبير بالمويه على لفظ ام صالح وصارت تكح وام صالح تروعت وسمت عليها وبعد ما رجعت لحالتها الطبيعيه تكلمت عبير بهدوء : يمه وش تبين انكب لك ترى ازين لك من الطيور ,,
سلطان ترك كل شي وصار يطالعها لحد ما ارتبكت وحست ان الوضع غير طبيعي , بغت تعرف وش مشكلته الحين معها لكن ما راح تترك له فرصه انه ينتصر عليها واحسن شي انها تسفهه ,بس نظراته دخلت في رووحها واربكتها وبدون أي مقدمات تكلمت ام صالح :نسيت اقولك يا ولدي ,, وشرايك نزين عشاء حق عبير ونعزم اهل امك والجيران والمعارف ,,
سلطان ونظراته ما زالت تحيطها بالكامل : وش عليه انتي صاحبة البيت ولك كل الحق تسوين اللي تبين ,,
ضحكت ام صالح بفرح بس كأنها حست ان الجو فيه غيم : الله يسعدكم ويهدي بالكم يالله تعشوا اكيد تعبانين تبون تنامون ,,
عبير ركزت بنظراتها على الصحن وظلت فتره سرحانه ومو معهم في سوالفهم ,, بعد ما قامت ام صالح من الطاوله ,, وقفت معها عبير بس صوت سلطان يأمرها تقعد زعزع مشاعرها المتماسكه ,, جلست بهدوء تام وناظرت فيه تبي تعرف وش يبي ,,
وصوت كله أمر : اذا ما تصرفتي عند ام صالح مثل ما قلت لك لا تلومين الا نفسك ,,
عبير : والله انا ما اعرف امثل ,, اذا حضرتك عندك قدرة على التمثيل فاللاسف انا فاشله في ذا المجال ,,
سلطان بضحكه غير متوقعه : على مين تلعبها ,, على فكره واضح من عيونك مشاعرك اللي تخبينها ,, بس تكابرين ,,
لكن حاب اقولك المزاجيه والدلع ما اطيقها ,, انتي هنا عشان مصلحتك وما عندي استعداد
اعيش معك صراع وهمي عشان لاشي ,,
قامت عبير بهدوء : وش المطلوب ,,
سلطان وقف وطالعها بنظره عجزت تفهمها : اذا ما تحملتي مسؤليتك كامله هنا واهتميتي في امي ,, انا مو مجبور استمر معك واتحمل نفسيتك المتقلبه ,, رمى المنديل من يده وطلع للمجلس وعند الباب وقف وطالعها : زيني شاهي بيدك وتعالي عند امي ,,
اتمنى البارت يعجبكم حبايبي ,,