كاتب الموضوع :
dede77
المنتدى :
روايات عبير المكتوبة
قال هذه العبارة مازحا وهو يفتح لها الباب . نظرت اليه بحدة : لا ابدا , فانا اكتب باليد اليسرى . لقد اعطانى الطبيب وصفة , فهل هناك صيدلية قريبة ؟
-فى الطرف الاخر من القرية , ساحضر السيارة 0
- الا نستطيع ان نسير اليها ؟
- هل تشعرين بقوة كافية للسير ؟
التفتت فانيسا اليه بسرعة . هل كانت هناك تلك النغمة الساخرة ام ان خيالها يزين لها الامور كالعادة ؟
- اعتقد ان السير فى مثل هذا النهار الجميل سيفيدنى 0
وكانت على حق . فالشمس تطل وسط سماء صافية تماما . الى يسارهما بحيرة واسعة , والى اليمين صف لا ينتهى من البيوت الريفية الضائعة وسط الحدائق0
- حسنا , هيا بنا 0
سارا معا فوق الشارع غير المعبد فى اقسام كبيرة منه , ولم تزعجهما حركة السير . حاولت فانيسا الانشغال عن الغريب الذى يسير الى جانبها بتامل الريف الممتد حتى حدود التلال البعيدة . كانت المنطقة اخاذة بحيث تمنت فانيسا ان تمضى عمرها كله هنا 0
- انه منظر ساحر , اليس كذلك ؟
فوجئت بكلامه ، وتساءلت : اى منظر ؟
- هذه المنطقة , الريف كله , لقد لاحظت التاثير الذى تركه عليك لاول مرة 0
-اجل , انه رائع 0
لكنها شعرت بالقلق , لماذا يتصرف بهذا الشكل المكابر ؟ لقد استطاع فعلا ان يقرا افكارها . لماذا يجب ان يكون هنا الان ... هنا فى دينستون هاوس ؟ ليس بالامكان ان تحصل على جواب كاف , لكن عليها ان تكون حذرة للغاية معه . وحتى تسترجع شجاعتها المهزوزة قالت شيئا ارادت ان تقوله قبل دقائق : اشكرك جدا لانك احضرتنى الى الطبيب , فقد فعلت عين الصواب 0
- لا باس على الاطلاق 0
وابتسم بعمق وهو ينظر اليها , قفز قلبها فى صدرها عدة قفزات متتالية . والان لماذا انفعلت هكذا ؟ فكرت فى نفسها . انه انسان كريه بالفعل , لكنه يتغير تماما عندما يبتسم . فهو يستطيع ان يكون جذابا اذا ما اراد . وما حدث بعد ذلك جعلها تتاكد من الامر اكثر ... ولكنها ... لم تكن قادرة على توقع الامور 0
انتظر كال حتى وصل الى نصف الطريق المؤدى الى البيت , تقريبا فى النقطة التى اشار عندها الى فانيسا للتوقف مساء امس , وتوقف فجاة فالتفتت اليه فانيسا خائفة 0
-اعتقد انك ستعجبين بالمشهد من هنا , فالمرتفع يؤمن رؤية اوسع 0
وعلى الفور شكت فانيسا بنواياه , خاصة عندما تذكرت الاسئلة التى طرحها قبل ان توقفه بحجة الالم فى يدها . الان لا تستطيع ان تفعل شيئا . انتظرت حتى خرج كال من السيارة واستدار ناحيتها وفتح الباب لها , فخرجت . فى الاقل لا وجود للعداء فى تصرفاته , ولكن الشك يسيطر عليها . هناك طريقة واحدة للتصرف : البرودة المطلقة 0
- شكرا لك 0
ابتسمت وهى تغادر السيارة فكانت الابتسامة نفسها التى كانت تجعل السيد مورتون يقع فى حبها 0
رد كال ابتسامتها باحسن منها . كانت عيناه صافيتين ووديتين . قال بهدوء وثقة : هذا افضل . ليس من المناسب ان نمضى الوقت كله فى الشجار ، اليس كذلك ؟
وافقت فانيسا : طبعا 0
ثم التفتت حولها وقالت: اين ..؟
اشار مقاطعا : هناك . اذا صعدنا التلة سنشاهد اروع مشهد فى كل اسكتلندا ، على الاقل حسب رايى . هل يمكنك الصعود ؟
كان السؤال بلهجة قلقة وكانه فعلا يهتم بها .. وقد بدات فانيسا تعتقد بانه قلق عليها حقيقة 0
- اجل . وسارا صعودا نحو التلة تاركين خلفهما شجيرات عديدة , وحشائش بدات تخضر مع الربيع المقبل , وبعض الازهار البرية المتناثرة هنا وهناك . استنشقت فانيسا نسيم الربيع الممزوج بعبق البحر وهى تقطع المسافة القليلة المتبقية . وعندما وصلت الى القمة تسمرت فى مكانها وعلى وجهها علامات الاعجاب العميق 0
قالت باندهاش : انه رائع ... انه رائع جدا . اليس كذلك ؟
كانت التلال تمتد تحتهما فى كل اتجاه حتى شاطىء البحر واللون الاخضر الغامق يغطى كل شئ ... وفى المدى البعيد وقفت صخور جبارة امام زحف الموج الذى كان يرتد عنها تاركا فى الجو رذاذه الابيض الهائل 0
ونظر كال اليها وابتسم مجددا , وتساءلت لماذا يبذل كل هذا الجهد . فجاة قال لها : انا اعرف ان اسمك الحقيقى ليس فانيسا كولينز . ثم اضاف بهدوء : فما هو اسم الحقيقى؟
انتهى الفصل الثالث
|