كاتب الموضوع :
dede77
المنتدى :
روايات عبير المكتوبة
وعندما استلقت فانيسا في المغطس الساخن ، استعادت ذكرى السهرة القصيرة التى امضتها مع كال امس حول فنجان القهوة . ورغم كل شئ , لا تستطيع ان تنكر انها كانت هدنة سلمية وسط نهار ملىء بالمواجهات . لقد حاول جهده ان يكون ساحرا ولطيفا , وربما تعمد ذلك لكنها ليست متاكدة . واستطاعت ان تشاهد جانبا اخر غير متوقع من شخصيته 0
ارتدت ملابسها وهي تفكر كيف سيكون نهارها الاول هنا . ولانها خافت من البرودة فى الخارج بعد حمامها الساخن , وضعت على كتفيها معطف الفرو الناري اللون وتسللت بهدوء من غرفتها الى الطابق الاسفل 0
وحدها ساعة الحائط الاثرية كانت مستيقظة من خلال دقاتها الرتيبة . وما عدا ذلك لم تسمع فانيسا اى شئ في البيت الذي بدا مهجورا . انها السابعة وعشر دقائق من صباح احد ايام يونيو( حزيران) , واليوم سترى جدها لاول مرة . سوف تراه وتتحدث اليه كانه غريب . هو لن يعرف الحقيقة حتى اليوم الاخير , وعندها يكون الاوان قد فات لانها ستغادره 0
احست بالعرق البارد يتصبب من راحتى يدها , فاسرعت تغادر البيت الى الهواء الطلق . وقفت لحظة امام الباب تستقبل الهواء البارد المشبع بالرطوبة وهو يلفح وجهها . لقد انقشع الضباب قليلا واصبح الطريق المعبد مرئيا نوعا ما , بالرغم من ان الاشجار كانت ما تزال فى بحرها الابيض الساكن . ابتسمت بعطف وهي تشاهد الارانب تهرب من الطريق عائدة الى الاشجار . لو ان هذه الارانب الجميلة تعرف انها لا تريد بها شرا ؟
من الواضح ان الجو ينبىء بطقس مشمس جميل هذا النهار . شعرت فانيسا بقشعريرة تسرى في جسمها . ها هى هنا الان ملتزمة بانهاء ما عزمت عليه- بغض النظر عن النتائج- ولا يمكن ان تتراجع ابدا 0
هل هي نادمة لانها تركت عملها ؟ الزمن وحده سيجيب . كان عليها ان تترك العمل فى اى حال خاصة ان رئيسها اصبح مزعجا مضجرا , وباتت لا تحب ان تدخل الى مكتبه لتلقي التعليمات منه . أطبقت عينيها قليلا . ان كال غرين على حق فيما يتعلق بمسالة الدفاع عن النفس . منذ ان بلغت السادسة عشرة , وتحول جمالها الطفولى الى فتنة نسائية طاغية , والرجال يحومون حولها دائما مما سبب لها الكثير من المتاعب . صحيح انها ترتاح لقدرتها على التاثير في الجنس الخشن , لكن هناك جانب اخر للجمال فشل جميع من عرفتهم في فهمه والتعامل معه . فالجمال يسبب التعاسة والغيرة والشك لدى المعجبين الكثر , وايضا لدى صديقاتها اللواتى اخذن يتجنبنها ويحاولن ابعاد رجالهن عنها مهما كلف الامر 0
والان ، لاول مرة فى حياتها , وجدت الرجل الذي لم يقع تحت تاثيرها ... بل هو معاد لها , حتى ان احدا من الذين عرفتهم لم يعاملها كما عاملها كال غرين . معاملته ليست فقط مزعجة بل متحدية ايضا ... واشياء اخرى كثيرة لم يجرؤ احد من قبل على التعامل معها بهذا الشكل , خاصة عندما واجهها بعنف في الممر امس . قد هددها بالفعل . فهى اعتادت على الاعجاب العميق من الجميع بحيث شكل لها اسلوبه الفظ صدمة عنيفة , كم كان مرعبا معها , وفجاة , عادت فانيسا الى الواقع على صوت عواء حاد ... شاهدت امامها كلب حراسة ضخما وقد تحفز للهجوم 0
|