كاتب الموضوع :
dede77
المنتدى :
روايات عبير المكتوبة
استدارت ببطء . عرفت صاحب الصوت على الفور . لم تسمع فى حياتها صوتا يشبه صوته الهادىء العميق مع تلك الرنة الساخرة التى تبدو واضحة عندما يخاطبها ... وهذا ما كان يزعجها , لكنها لن تظهر ذلك . اجابت : كنت اتامل فقط0
عادت اليها صورة شجارهما الاخير . ما زالت تحس بالوخز في ذراعيها حيث امسكها بقبضتيه القويتين . عليها ان تكون حذرة تماما مع السيد كال غرين , الان وكل اوان . كان قد غير ملابسه الى سترة مريحة مع سروال مناسب وقميص مفتوح عند الصدر . وادركت عند رؤيته – رغم شعورها نحوه- بانه جذاب للغاية , فالسترة اظهرت منكبيه العريضين , واستغربت كيف جاءها الانطباع الاول في المقهى بانه من النوع الذي يهرب من المشاكل . كان يبدو واثقا من نفسه تماما . نظرت فانيسا الى نفسها , لقد بدلت هى ايضا ملابسها الى زي ازرق اللون كان يشعرها بالارتياح دوما . كانت ممشوقة القامة بغير امتلاء , وقد ابرز اللون الازرق نضارة بشرتها الوردية . ارادت أن تبدو فى احسن صورة كى تستعيد ثقتها بنفسها , خاصة امام ذلك الرجل الذى ما لبث ان سالها : هل انت جائعة ؟ السيدة بانكس تريد ان تعرف 0
-اجل , لكننى لا اريد ان اشغلها ....
قاطعها قائلا : لن تشغليها , فالعشاء جاهز 0
اجابت بنعومة واضحة مع انها لم تكن تريد ذلك : قل لى , هل تترك احدا يكمل كلامه ؟
اجاب ضاحكا: ليس هناك وقت للكلام الفارغ , اذا كنت تقصدين ذلك . فانا اريد ان اطرق لب الموضوع مباشرة 0
وافقت بهزة خفيفة من راسها : فهمت ماذا تعنى , وعلى ان اتذكر ذلك . لكنى سارى كيف تكون ردة فعلك عندما يقاطعك احد ما 0
رفع كال حاجبيه مستغربا : لا شك ان الجوع يجعلك عصبية المزاج . هيا بنا الى غرفة الطعام , فستشعرين بالراحة بعد الاكل 0
ولمس ذراعها خفيفا وهو يدلها على الطريق 0
ابعدت فانيسا ذراعها بهدوء وقالت: شكرا لك , فانا لست طفلة . ساتبعك الى المائدة اذا ما تقدمت الطريق 0
اغلق الباب خلفه بسرعة : حسنا , من هنا الطريق 0
سار امامها متجها الى يمين القاعة , وعبر عدة ابواب مغلقة حتى وصل الى غرفة طعام واسعة فيها طاولة تكفى لحوالى خمسة وعشرين شخصا . غاص قلبها بين ضلوعها : هنا ستتناول عشاءها , بالنسبة اليها كان يكفى طعام خفيف في غرفتها . لكن الاسوا على الطريق , فعلى احد طرفى الطاولة شاهدت كرسيين فقط 0
-كرسيان ؟ ونظرت اليه 0
ابتسم وقال :نعم , كرسيان . واضاف متابعا : لم اكن لاسمح لك بتناول الطعام وحيدة .. اليس كذلك ؟
اجابت بلهجة غير مبالية :الا تستطيع فعلا ؟ كنت اعتقد ان الامر سيروق لك !
-انا مضيفك الان وحتى عودة السيد ماكلين0
|