كاتب الموضوع :
dede77
المنتدى :
روايات عبير المكتوبة
وضع الصينية على ركبتيها بعناية , ثم نظر اليها وكانه يريد ان يقول شيئا .. لكنه استدار واتجه نحو الباب . قال وهو يغادر الغرفة : تصبحين على خير يا فانيسا0
- تصبح على خير ايضا . ثم اضافت بعد ان اغلق الباب : وداعا يا كال 0
انتهى الامر . لن تراه مرة اخرى ابدا . تنهدت بعمق ... وبدات فى تناول طعامها0
تاخر النوم فى المجئ الى عينيها ... وعندما جاء , كان متقطعا ومضطربا ومليئا بالاحلام والكوابيس المزعجة التى ايقظها مرات عديدة 0
نهضت من فراشها بعد ان ارعبها كابوس رات نفسها فيه ضائعة فى غابة كثيفة الاشجار وشخص غريب يلاحقها . لم تستطع ان ترى ملامحه , فقط ظلت تسمع صوتا يتردد باستمرار : فانيسا .. فانيسا 0
كان جو الكابوس مرعبا وخانقا بحيث وجدت صعوبة فى العودة الى النوم , لذلك تسللت من سريرها واقتربت من الساعة لتعرف الوقت بدون ان تضئ النور خوفا من ان يراها احد . كانت حوالى الخامسة صباحا , نظرت الى السرير الدافئ وتمنت لو تعود اليه , لكنها تعرف ان النوم سيغلبها اذا فعلت وبالتالى ستفوتها فرصة الهرب . لذلك يجب ان تتحرك الان 0
كانت حقيبتاها معدتين ومخباتين فى الحمام بانتظار الرحيل . عليها فقط ان ترتدى ملابسها وتاخذ مفاتيح سيارتها ... وتهرب . وطبعا يجب ان لا تنسى ترك الرسالة على الصينية لتجدها السيدة بانكس فى الصباح . وبهدوء بالغ ارتدت فستانا تركته للرحلة عندما حزمت حقيبتها , ثم وضعت الرسالة على الصينية وقلبها يعتصر الما من جراء احساس بالحزن العميق لان الرسالة هى اخر خطوة فى هذه الرحلة التعيسة 0
تسللت على رؤوس اصابعها وهى تحمل الحقيبتين , وعندما وصلت الى البهو الداخلى وضعت احداهما على الارض لاخذ مفاتيحها الموضوعة على الطاولة . لقد صدق كال فى كلامه , فها هى المفاتيح موجودة فى المكان المتفق عليه 0
شهقت فانيسا بالدموع المكتومة وهى تفتح الباب . لم يحدث ابدا ان اغلق اهل البيت الباب الخارجى . وقد صدمتها هذه المسالة عندما وصلت الى دينستون هاوس ، لكنها تشعر الان بالارتياح لذلك . خرجت واغلقت الباب بهدوء , ثم حملت حقيبتها وسارت نحو موقف السيارات . فى الخارج ، صدمها الهواء البارد الرطب فى حين كان الضباب يغطى العشب والاشجار والبيت كله . ارتجفت باضطراب وهى تلقى نظرة الوداع على البيت . فلقد كان نائما مثل الناس الذين ينامون فيه 0
استدارت وحثت خطاها نحو موقف السيارات . وخوفا من ان يسمع احد وقع قدميها على حصى الممر , انتقلت للسير على العشب المجاور وظلت عليه حتى الامتار القليلة الاخيرة . لا شئ يتحرك فى البيت , حتى ستائر المطبخ مازالت مغلقة والاضواء مطفاة 0
وضعت حقيبتيها فى المقعد الامامى واستدارت الى مقعد القيادة واغلقت الباب بهدوء ثم ادارت مفتاح المحرك . زأر المحرك عدة مرات دون ان يتحرك . وبقلق شديد كررت المحاولة , ولكن شيئا لم يتغير . هل البرودة هى السبب ؟
|