لمشاكل التسجيل ودخول المنتدى يرجى مراسلتنا على الايميل liilasvb3@gmail.com






العودة   منتديات ليلاس > القصص والروايات > روايات عبير > روايات عبير المكتوبة
التسجيل

بحث بشبكة ليلاس الثقافية

روايات عبير المكتوبة روايات عبير المكتوبة


إضافة رد
نسخ الرابط
نسخ للمنتديات
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 13-02-10, 09:50 PM   المشاركة رقم: 86
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
ليلاس متالق
فريق كتابة الروايات الرومانسية

البيانات
التسجيل: Mar 2009
العضوية: 131874
المشاركات: 3,755
الجنس أنثى
معدل التقييم: dede77 عضو ماسيdede77 عضو ماسيdede77 عضو ماسيdede77 عضو ماسيdede77 عضو ماسيdede77 عضو ماسيdede77 عضو ماسيdede77 عضو ماسيdede77 عضو ماسيdede77 عضو ماسيdede77 عضو ماسي
نقاط التقييم: 4768

االدولة
البلدEgypt
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
dede77 غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : dede77 المنتدى : روايات عبير المكتوبة
افتراضي

 

اسم المؤلف هو كالوم كيل . ولاحظت فانيسا ان الاسم الاول للمؤلف هو نفسه اسم كال الكامل . قلبت الغلاف الاخير لتنظر الى صورة المؤلف فوجدت رجلا كث اللحية اسودها . ثم امعنت النظر اكثر . وكم كانت دهشتها كبيرة وعميقة عندما تاكدت ان الرجل ليس الا كال نفسه 0
اذن كال غرين هو نفسه كالوم كيل الكاتب والرحالة والاذاعى المعروف . حدقت فيه وهما الى المائدة وتساءلت فى نفسها : كيف لم تعرف شخصيته من قبل ؟
كانت قد قرات له كتابين واستمتعت بهما , خاصة انه يتمتع بتلقائية صافية فى اسلوبه بحيث يشعر الانسان الذى يمضى فى القراءة بانه مسافر معه فعلا , فى الصحارى , ومع الرعيان فى الجبال . لم تكن تتصور هذا الامر , هذا الرجل هو كالوم كيل . من السخرية ان يتهمها باستعمال اسم مستعار بينما هو يختبئ خلف شخصية اخرى . هناك اختلاف بالطبع ، فاسمه المستعار كان لاغراض الكتابة . ولعل هذا هو السبب الذى جعله حساسا اتجاه اسماء الاخرين . مدت فانيسا يدها لتناول قطعة من الحلوى وهى تتساءل عما اذا كان بامكانها الهرب . بدات تحس بانها مقيدة فى هذا البيت . لذلك قررت الذهاب فى نزهة قصيرة , خاصة ان الامسية دافئة ومنعشة .. وهى تحتاج فى جميع الاحوال الى مجال لتقليب امورها0 وبينما هم يغادرون غرفة الطعام سالت جدها قائلة : ارغب فى القيام بنزهة قصيرة حتى الباب الخارجى , فهل هناك مانع ؟
- بالطبع لا. اذهبى حيث ترغبين 0
- شكرا لك . انا بحاجة الى بعض الحركة , والامر مناسب فى هذه الليلة . سوف اصعد لاحضار معطفى الربيعى 0
ولم تنتبه , عندما استدارت خارجة , الى النظرة التى وجهها جدها الى كال 0
سارت نزولا باتجاه الباب وهى تستنشق بعمق النسيم المسائى المنعش . قسم من الممر كان مظللا باغصان الشجر , اما القسم الثانى فقد زينته الزهور المنوعة . ما حدث لها كان الاسوا , ومن غير المتوقع ان تقع اشياء اكثر سوءا . لقد بدات طاقتها تخفت تدريجيا وزاد توترها العصبى , كما تلاشت شهيتها حتى للاطباق اللذيذة التى تعدها السيدة بانكس 0
الان , وقد اصبحت بعيدة عن البيت , يمكنها ان تفكر بهدوء وموضوعية . ففى الداخل كانت الضغوط تزيدها توترا , خاصة بوجود كال وجدها الذين تبين لها يوما بعد يوم انه ليس الرجل القاسى الذى وصفه لها ابوها . صحيح انها لاحظت عنده نزعة الى القسوة فى بعض الاحيان , لكنه اجمالا الرجل الحنون والمحب واللطيف . لقد اهتم بها يوم الاحد بحيث ظل مع " موظفته " يروى لها القصص الطريفة عن اسفاره واعماله ويرفه عنها على حساب اعماله الخاصة . هذا الجانب من شخصيته بالاضافة الى شئ عمدت دائما الى تناسيه وطمسه اديا الى تغيير نظرتها 0
لقد كان ابوها ضعيفا وغبيا ... والان محتالا ايضا0
وصلت الى الباب الخارجى وتوقفت عنده , ثم اطلقت نظرها فى الطريق المتعرج الممتد كشريط رمادى يلتف حول التلال والوديان . وعلى تلة بعيدة , بعيدة ...

 
 

 

عرض البوم صور dede77   رد مع اقتباس
قديم 13-02-10, 09:51 PM   المشاركة رقم: 87
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
ليلاس متالق
فريق كتابة الروايات الرومانسية

البيانات
التسجيل: Mar 2009
العضوية: 131874
المشاركات: 3,755
الجنس أنثى
معدل التقييم: dede77 عضو ماسيdede77 عضو ماسيdede77 عضو ماسيdede77 عضو ماسيdede77 عضو ماسيdede77 عضو ماسيdede77 عضو ماسيdede77 عضو ماسيdede77 عضو ماسيdede77 عضو ماسيdede77 عضو ماسي
نقاط التقييم: 4768

االدولة
البلدEgypt
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
dede77 غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : dede77 المنتدى : روايات عبير المكتوبة
افتراضي

 

التمعت مساحات من الثلج الناصع . وركزت فانيسا عينيها على هذه المساحات دون ان تراها بالفعل ... واخذت قرارها النهائى . يجب الا تكتفي بالهرب . عليها قبل ذلك ان تكتب لجدها رسالة تخبره فيها عن الخدعة الخبيثة التى خططت لها انطلاقا من فكرة الانتقام الخاطئة . انها مدينة له بهذا الايضاح . وسوف تنهي رسالتها بطلب المغفرة منه دون امل بالحصول عليها . اليست هى ابنة ابيها ؟ اولم يخدع ابوها اباه ايضا ؟ فاندرو ماكلين لا يمكن ان يقبل حفيدة تسير على المنهج المخادع0
حبست دمعات حارة فى عينيها . لا بكاء بعد اليوم , فقد انتحبت ما فيه الكفاية . كال غرين سيشعر بالارتياح لانه كان محقا حول شخصيتها . ورغم كل شئ تساءلت فانيسا عما اذا كان سيرتاح فعلا . كان يبدو على كال الاعجاب الشديد باندرو ماكلين. وفى حال اقدامه على الزواج من هيثر واقدام اندرو على الزواج من آن ماكرى , فانهما سيصبحان اقرباء . شدت فانيسا قبضتها على خشب الباب وهى تستعيد منظر الاربعة فى غرفة الطعام . كانوا يتحدثون ويضحكون ويتسامرون بينما هى الغريبة بينهم . استدارت عائدة الى البيت . لعل هيثر بدات الان اخذ دروس فى الجيدو, ولكن فانيسا لم تتصور انها ستسمح لشعرها المصفف بعناية ان تبعثره الحركات والسقطات . وكيف يمكن ان ترتدي بزة التدريب على حساب الفساتين الانيقة الباذخة ؟ تمايلت على شفتى فانيسا ظلال ابتسامة وهى تتصور المشهد , لكن المؤسف انها لن تكون هناك لتشاهد بنفسها ... فتلاشت البسمة بسرعة0
اسرعت عائدة الى البيت ... فبعد ان حزمت امرها حول الرسالة عليها ان تكتبها باسرع وقت ممكن 0
كانت الاضواء تشعشع في معظم غرف المنزل . توقفت فانيسا تتامل هذا البيت الكبير الهادئ . لا غرابة فى ان كال قصده لانجاز كتابه , فاية اجواء افضل يمكن ان يتوقعها المؤلف ؟ ولا غرابة ايضا فى ان جدها يعود من اسفاره دائما - كما اخبرها يوم الاحد - وشعور بالراحة والسعادة يملاه لمجرد رؤية البيت . انها تدرك الان ما قصده من خلال الجو العابق بالسكينة الذى يحيط بالبيت من جميع جوانبه . عضت شفتها السفلى بشدة . فالقدر يمكن ان يكون قاسيا فى بعض الاحيان . لقد اعطاها لمحة مما كان سيكون . والان عليها ان ترحل بعيدا ... ولا بد من ذلك سريعا. وواصلت سيرها الى المدخل الرئيسى , صعدت الدرجات الحجرية وفتحت الباب على مصراعيه ... فسمعت الرجلين وهما يضحكان لشئ ما فى الصالون0
ركضت فانيسا الى غرفتها وتناولت قلما ودفتر الرسائل والمغلفات واستعدت للكتابة0
جاء لورى يوم الخميس كعادته بعد التاسعة بقليل . نظر الى فانيسا فور دخوله المكتبة وقال : الم تغيرى رايك بعد ؟
هزت راسها بالنفى : كلا يا لورى , انا اسفة , هل لك ان تقوم بالتسجيل بدلا منى اليوم ؟
ابتسم بهدوء : يظهر انك تريدين تدريبى ؟

 
 

 

عرض البوم صور dede77   رد مع اقتباس
قديم 13-02-10, 09:52 PM   المشاركة رقم: 88
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
ليلاس متالق
فريق كتابة الروايات الرومانسية

البيانات
التسجيل: Mar 2009
العضوية: 131874
المشاركات: 3,755
الجنس أنثى
معدل التقييم: dede77 عضو ماسيdede77 عضو ماسيdede77 عضو ماسيdede77 عضو ماسيdede77 عضو ماسيdede77 عضو ماسيdede77 عضو ماسيdede77 عضو ماسيdede77 عضو ماسيdede77 عضو ماسيdede77 عضو ماسي
نقاط التقييم: 4768

االدولة
البلدEgypt
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
dede77 غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : dede77 المنتدى : روايات عبير المكتوبة
افتراضي

 

- انا اسفة . لم اقصد ان يبدو الامر كذلك . آه يا لورى اننى حائرة وضائعة0
وضعت يدها على خده , فتقدم منها قائلا : ارجوك يا فانيسا , ارجوك لا تحزنى . الا يمكن ان اقوم باى شئ ... اى شئ لمساعدتك ؟
- لا , لا يمكنك عمل شئ 0
فكرت فى الرسالة المكتوبة والمختومة فى درج طاولتها , والتى تنتظر التسليم عندما يحين الوقت0
رفع لورى ذقنها باطراف اصابعه بحركة شبيهة بحركات كال وقال : لا اظنك ستقدمين على البكاء الان ؟
لاحظت تعابير وجهه القلقة فقالت على الفور : لا , ابدا0
هي تعرف انها غير قادرة على البكاء حتى لو ارادت 0
- الحمد لله0
مرر يده العريضة خلال شعره الكث وهو يتنهد بارتياح واضح : ما رايك لو احضرت لك فنجانا من القهوة او الشاى ؟
- يا الهى . السيدة بانكس سوف تقيم الارض ولا تقعدها !
- اعرف ذلك . لكننى مستعد لاغضابها ومواجهتها اذا رغبت بفنجان 0
- لا اريد ذلك . فقد تناولت فطورى قبل قليل0
كانت الوجبة مرعبة فعلا , اذ تواجدت هى وكال وحدهما حول المائدة . هو ببرودته وهدوئه ونظراته الحادة , وهى بافكارها وشرودها ... والنتيجة انها لم تاكل سوى قطعة صغيرة من الخبز . فقد كانت متوترة الاعصاب بحيث انه لو اثار اى موضوع لتركت المكان على الفور . لكنه لم يفعل , لعله لاحظ مزاجها المتعكر وراى المرارة التى تملاها والتى لا يمكن ان تنتهى الا بعد ان تركب سيارتها وتغادر المكان دون عودة 0
- حسنا . اذا اردت فنجانا , فقط قولى لى . فمن اجلك انا على استعداد لمقاتلة الاسد ... اقصد اللبوة 0
- شكرا لك يا لورى , فانت لطيف جدا 0
استدار بحياء قائلا : من الافضل ان نبدا العمل . فماذا سنفعل الان ؟
- ساعيد ترتيب هذه الكتب حسب التسلسل0
واشارت باصبعها الى مجموعة من الكتب التى سبق لها ان سجلتها . بدا العمل الذى يقومان به يعطى ثماره . وكانت تشعر بالارتياح وهى ترى الكتب مرتبة فى اماكنها . فخلال اسابيع سيكون كل شئ على اتم وجه فى المكتبة ... لكنها لن تكون هنا لترى اكتمال ما قد بدات به . غاص قلبها فى صدرها عندما خطرت لها هذه الفكرة : لورى سيكون هنا اما انا فلا . اسرعت الى العمل فى محاولة لطرد هذه الافكار المؤلمة . وهكذا مضى الصباح متثاقلا بدون ان يكون لهذا اليوم اى معنى . فجدها وكال سيتناولان العشاء فى الخارج , اما هي فستحضر لها السيدة بانكس الطعام الى غرفتها ... وهذا الترتيب يناسبها تماما فى هذه الظروف . لو انها تستطيع ان تاكل دائما فى غرفتها , حتى لو وجدت السيدة بانكس ذلك متعبا وغريبا . وضعت الكتب التى كانت تحملها فى مكانها والتفتت الى لورى الغارق فى عمله بجد ونشاط . احست ببعض العزاء لانه استطاع ان يستوعب العمل ويقوم به على افضل وجه . ومن الاكيد ان جدها كان سيطلب منه ترتيب المكتبة لو انه عرف سلفا قدرته على ذلك 0

 
 

 

عرض البوم صور dede77   رد مع اقتباس
قديم 13-02-10, 09:53 PM   المشاركة رقم: 89
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
ليلاس متالق
فريق كتابة الروايات الرومانسية

البيانات
التسجيل: Mar 2009
العضوية: 131874
المشاركات: 3,755
الجنس أنثى
معدل التقييم: dede77 عضو ماسيdede77 عضو ماسيdede77 عضو ماسيdede77 عضو ماسيdede77 عضو ماسيdede77 عضو ماسيdede77 عضو ماسيdede77 عضو ماسيdede77 عضو ماسيdede77 عضو ماسيdede77 عضو ماسي
نقاط التقييم: 4768

االدولة
البلدEgypt
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
dede77 غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : dede77 المنتدى : روايات عبير المكتوبة
افتراضي

 

كان بعد الظهر هادئا بغياب لورى . انهت فانيسا عملها بحدود الخامسة ثم القت نظرة اخيرة على المكتبة قبل ان تتوجه الى غرفتها . تساءلت كيف ستكون العلاقة بين كال ولورى عندما سترحل هى . ربما احسا بضرورة ان لايتدخلا بشؤون بعضهما البعض . لاحظت مرة اخرى الرف الذى سحب منه كال الكتاب قبل مدة , هناك الكثير من الكتب للقراءة . لكنها وجدت نفسها راغبة فى قراءة احد كتبه على ضوء اكتشافها لحقيقته وشخصيته . خرجت من المكتبة واغلقت الباب خلفها بهدوء ثم اسرعت الى غرفتها . كانت غرفة كال تقع فى الجهة الاخرى من الممر , ومنها سمعت صوت ضربات على الالة الكاتبة , وهو الصوت الذى تردد كثيرا خلال الايام الماضية . ثم تجاوزت الممر ودلفت الى غرفتها 0
عندما بدات نشرة اخبار الساعة سادسة مساء على شاشة التلفاز، سمعت الرجلين يغادران البيت . وبهدوء تام توجهت الى النافذة لترى جدها يدخل فى سيارة كال الجاكوار , ثم اقلعا معا باتجاه الطريق الرئيسى . بعد ساعة ستحضر لها السيدة بانكس عشاءها المكون من وجبة خفيفة , خاصة ان الرجلين غائبان . وعلى كل فان شهيتها للاكل خفت كثيرا خلال الايام القليلة الماضية . انحنت على النافذة تراقب السهول الممتدة حتى الافق وقد غرق قلبها فى لجة الحزن العميق . عاد اليها وجه السيد مورتون الرافض لخططها فتخيلت نفسها امامه تعترف له بفشلها , فهى مدينة له بذلك على الاقل . بعد ذلك ستترك شقتها الخاصة فى لندن , بل ربما تغادر لندن كلها , الى خارج البلاد ... فهى لم تعد تحتمل حياة القلق بعد الذى جرى لها هنا . احست ببرودة اطار النافذة تلسع راسها فتساءلت عما اذا كانت ستصاب بالرشح او الانفلوانزا . كان جسدها متعبا , ووجهها ملتهبا بالحرارة الشديدة مع ان موجة من البرودة كانت تسرى فى اوصالها 0
ابتعدت فانيسا عن النافذة , فوقعت عيناها على كتاب كال , تناولته واقفلت جهاز التلفازثم القت بنفسها على مقعد الوثير . اعجبتها المقدمة التى تحدث فيها عن كيفية تحويله سيارة لاندروفر الى بيت على عجلات , واستعمالها فى رحلة طويلة الى مجاهل افريقيا . اعجبتها لان الكتاب ليس مجرد رقم على احد الرفوف , بل هو من تاليف الرجل الذى انقذها من اثنين من الرعاع ... والذى يشك بها ولا يحبها . توقفت فانيسا فجاة عن القراءة وقلبت الكتاب لتعيد التامل فى الصورة المنشورة على الغلاف الاخير. انه يبدو مختلفا فى اللحية , ومع انها لم تعجب به الا انها اعترفت بان اللحية تناسبه تماما . احست بعينيه , حتى بالصورة , وهما ترمقانها وتسخران منها بغموض شديد . تنهدت بعمق واعادت فتح الكتاب على الصفحة التى كانت تقراها . ومع ذلك ظل خيال المؤلف يهاجمها بالحاح رغم انها بذلت جهدا للتركيز على الموضوع . لقد لمسها صاحب الكتاب واحتضنها , بل وعلمه كيف تسقط بامان ... كما انه كان لطيفا فى احيان قليلة . واحست فانيسا بدفء يتدفق فى كل جسدها وهى تتذكر ذراعيه القويتين وعينيه الحادتين ...
اغلقت الكتاب بعنف وتوجهت مرة اخرى الى النافذة . ودون ان تدرى احست باصابعها تلامس شفتيها . لقد عانقها بالقوة ... انه الرجل الاول الذى يفعل ذلك بدون ان يبدو عليه التاثر . وعلى امتداد نظرها ترامت الحدائق والسهول لتقف فى النهاية على اعتاب تلال رمادية اللون مكللة بالثلوج البيضاء التى لن تذوب ابدا , لان الحرارة هناك لا يمكن ان ترتفع لدرجة تذيب معها الثلج 0

 
 

 

عرض البوم صور dede77   رد مع اقتباس
قديم 13-02-10, 09:54 PM   المشاركة رقم: 90
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
ليلاس متالق
فريق كتابة الروايات الرومانسية

البيانات
التسجيل: Mar 2009
العضوية: 131874
المشاركات: 3,755
الجنس أنثى
معدل التقييم: dede77 عضو ماسيdede77 عضو ماسيdede77 عضو ماسيdede77 عضو ماسيdede77 عضو ماسيdede77 عضو ماسيdede77 عضو ماسيdede77 عضو ماسيdede77 عضو ماسيdede77 عضو ماسيdede77 عضو ماسي
نقاط التقييم: 4768

االدولة
البلدEgypt
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
dede77 غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : dede77 المنتدى : روايات عبير المكتوبة
افتراضي

 

سمعت قرعا على الباب فاستدارت لاستقبال السيدة بانكس , وارتاحت لانها جذبتها من افكارها المتضاربة . وبعد ان تناولت الطعام بدا لها كان الليل يتمطى الى ما لا نهاية . ولتمرير الوقت اننزلت صينية الطعام الى المطبخ ثم عادت لتشاهد مسلسلا كوميديا يعرضه التلفاز ... وظلت هكذا حتى حان موعد الاخبار . وادركت انها لن تستطيع النوم بسبب فكرها المشوش , لذلك قررت القيام بنزهة قصيرة فى المساء البارد والمنعش , لعلها تتعب نفسها قليلا فتعود الى النوم فورا0
ارتدت فانيسا معطفا صوفيا ثقيلا , واطفات جهاز التلفاز ثم غادرت المنزل . فى الخارج كان الهواء باردا ومنعشا . سارت حول المنزل باتجاه المدخل الخلفى , ثم نهاية الممر الذى اصبح اكثر حلكة . توقعت ان تصل الى موقف سيارات البيت اذا ما اكملت سيرها بالاتجاه نفسه , وبعد دقيقة شاهدت مجموعة من البيوت المسقوفة التى كانت فى يوم من الايام اصطبلات للخيول . كانت مواقف السيارات مضاءة بنور ساطع معلق على سطح احد البيوت . وقفت تحت النور تتامل المكان . شاهدت سيارتها خلف باب نصف مغلق , والى جانبها مكان خال حيث تقف سيارة كال عندما يكون فى البيت . وتساءلت عما اذا كان الرجلان سيتاخران فى العودة . هل يهمها هذا الامر فعلا ؟ واستغربت كيف جاءها وجه هيثر الجميل وعلى ثغرها تلك الابتسامة الموجهة الى كال 0
حثت فانيسا خطواتها مسرعة , وقد صممت على اكتشاف نهاية هذا الممر قبل مغادرة البيت . وكلما توغلت فى الممر , كانت الاشجار تزداد كثافة ، والطريق يتعرج ويضيق , والظلام يشتد حلكة . ولم تكن تسمع سوى وقع خطواتها على الحصى ... وزقزقة عصفور ازعجه وجودها فى ذلك الوقت 0
واخيرا وصلت فانيسا الى البحيرة . كانت صغيرة المساحة وفى وسطها جزيرة موصولة الى البر بجسر خشبي جميل تزينه صخور رصفت بشكل هندسى بديع . وعادت الى ذهنها صور غامضة عن مكان معين حدثها عنه ابوها كساحة امضى فيها طفولته الجميلة . لا شك ان هذا هو المكان . البحيرة والجزيرة ، ملعب خصب لمخيلة طفل غض . طفرت الدموع من عينيها لان الذكرى اعادت اليها كل الماضى باحزانه والامه 0
اقتربت من الجسر حتى وطات عتباته الاولى . الخشب عتيق ويحتاج الى دهان جديد , لكنه ما زال صالحا للاستعمال . جربت بقدمها قدرة الخشب على الاحتمال , فسمعت صريره فى سكون الليل الدامس ... ومن مكان ما حمل الصدى نعيق بوم بعيد . استدارت مبتعدة عن الجسر . لن تقدم على زيارة الجزيرة الليلة , لعلها تفعل غدا . ولكنها تدرك فى قرارة ذاتها انها لن تطاها ابدا , لا اليوم ولا غدا ... ولا بعد غد 0
وفي مكان مطل على البحيرة عثرت فانيسا على مقعد خشبى تظلله نباتات عالية . جلست عليه لتراقب بعض الزهور التى اينعت ورودها على سطح البحيرة الساكن . ووسط السكون الطاغى انهمرت ذكرياتها بشكل ملح . وذكريات عن والدها عندما كانت اصغر سنا واكثر انطلاقا وفرحا ... هكذا تصورت تلك المرحلة التى كانت تعتقدها افضل سنى حياتها . وبعد ذلك جاءت الماساة التى دفعت فانيسا الى هذا المكان سعيا للانتقام 0

 
 

 

عرض البوم صور dede77   رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
ماري ويبرلي, مكتبة زهران, السر الدفين, mary wibbwely, روايات, روايات مترجمة, روايات مكتوبة, روايات رومانسية مترجمة, روايات رومنسية, روايات عبير, snow on the hills
facebook




جديد مواضيع قسم روايات عبير المكتوبة
أدوات الموضوع
مشاهدة صفحة طباعة الموضوع مشاهدة صفحة طباعة الموضوع
تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة



الساعة الآن 02:44 AM.


 



Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
SEO by vBSEO 3.3.0 ©2009, Crawlability, Inc.
شبكة ليلاس الثقافية