كاتب الموضوع :
dede77
المنتدى :
روايات عبير المكتوبة
وغادر الغرفة مثل جندي طويل يسير ثابت الخطى . خيم الصمت بعده للحظات , ثم نهضت فانيسا : يجب ان ابدا العمل 0
وفجاة خطر على بالها خاطر . التفتت الى كال وسالته : ماذا عن الغداء ؟
نهض ببطء وهو يقول : الغداء ؟ ماذا تقصدين ؟
كانت تود ان تقول له : انت تعرف تماما ما اقصد , لكنك تجد متعة فى لخبطة الامور بالنسبة لى 0
لكنها قالت : اقصد اين ساتناول الغداء , فى غرفتى ؟
رفع حاجبيه ببطء : هنا مثلما فعلت امس 0
تنفست فانيسا بعمق وهدوء : لقد عاد السيد ماكلين الان . كان لطفا منك ان تدعونى الى غرفة الطعام اول مرة ، لكننى مجرد موظفة فى هذا البيت واتوقع ان ….
-موظفة ؟ يا لها من طريقة رائعة للتعبير عن الذات ! صحيح انك موظفة , لكن هل تعتقدين ان ذلك يعنى دعوتك الى المطبخ لتناول الطعام فى احدى زواياه ؟
احست بان دمها يغلى وهى تكبح جماح غضبها . يا له من رجل مكابر عنيد0
-انا متاكدة انك تعرف ما قصدت . انت ضيف هنا , ولا اعتقد انك تقدر موقفى 0
-الا اقدره فعلا ؟
وضاقت حدقتاه بغضب وهو يضيف: ستفاجاين اذا عرفت ان السيد ماكلين سيندهش , بل سيغضب , اذا ما اقترحت تناول طعامك فى اى مكان اخر 0
ولم يعد فى يدها حيلة . كيف يمكن ان تخبر رجلا كهذا بانها لا تريد ان تاكل معه لانه يخيفها ؟ انها لا تستطيع , وعليها قبول الواقع . وبدون ان تتفوه بكلمة استدارت خارجة من الغرفة . وقبل ان تصل الى الباب كان هو هناك اولا , وقال لها:اسمحى لى ان افتح لك الباب 0
-شكرا لك 0
وخرجت بسرعة بدون ان تنتظر لترى ما اذا كان يلحقها , قاصدة المكتبة لتبدا العمل . فهناك , وهناك فقط , ستجد نفسها قادرة على التفكير فى الرجل الذى التقته لاول مرة اليوم , الرجل الذى هو جدها ولكنه لا يعرف ذلك 0
اغلقت الباب وراءها ورمت الحقيبة على احد المقاعد . ارتدت الرداء الواقى وتساءلت عما اذا كان لورى سياتى لمساعدتها , ومتى ؟ احست ان الحادث الذى جرى بينهما اصبح من الماضى , مع انه وقع بالامس فقط 0
وكم تتمنى الان لو انه لم يحدث ابدا ! لقد عمل بنشاط وقدم مساعدة قيمة , لكنها بغنى عن اية اشكالات جديدة قد تزيد فى اضطرابها الداخلى . ولذلك قررت ان تقمع على الفوراية محاولة جديدة منه , اذ تكفيها المشاكل مع كال وظهور جدها المفاجئ ...
كانت منهمكة فى العمل عندما قرع لورى الباب ودخل , حيته بابتسامة صداقة وقالت : صباح الخير يا لورى 0
-صباح الخير 0
ركز نظره على يدها المصابة وقال : كيف حالك اليوم ؟
-افضل قليلا , شكرا لك 0
|