كاتب الموضوع :
dede77
المنتدى :
روايات عبير المكتوبة
ودون ان تنتظر جوابه دخلت الى الصالون وتوجهت حيث جلست السيدتان وقالت: ارجو المعذرة ... تصبحون على خير 0
ولم تنظر الى كال وهى تغادر الغرفة , لكنها شعرت بانه على وشك ان يلحق بها ويوقفها مثلما فعل فوق التلة بعد الظهر 0
اغلقت باب غرفتها والقت بجسمها عليه وتنهدت بعمق . انتهى كل شئ . و فكرت بارتياح : اذا ما التقيت هيثر العزيزة مرة اخرى فلن ازعج نفسى بمحادثتها .
توجهت نحو النافذة واسدلت الستائر المخملية . ثم ادارت جهاز التلفاز وغرقت فى الكرسى الوثير الذى يواجهه . شعرت بالندم لانها لم تنتظر قليلا لتحضر فنجان القهوة معها . ولكنها لن تنزل لاحضاره بل تفضل ان تشرب الماء بدلا من القهوة0
ملات موسيقى البرنامج الكوميدى الذى يعرضه التلفاز جو الغرفة فى حين انهمكت فانيسا فى فك سحاب فستانها ... عندما ارتدت الفستان لم تجد صعوبة فى رفع السحاب . لكنها اضطرت الان لاستعمال يديها الاثنين لان السحاب تعرقل عند الرقبة تماما . فكرت للوهلة الاولى بان تتسلل دون ان يراها احد الى المطبخ وتسال السيدة بانكس ان تساعدها . اسقطت هذه الفكرة وهى تبتسم لسخافتها . الافضل ان تبحث فى الغرفة عن شئ يساعدها مثل مبرد اظافر او مقص . واخذت تقلب كل الاحتمالات المعقولة وغير المعقولة . اسهل احتمال كان ان تنزل وتسال السيدة ماكرى ان تساعدها ... اسقطته عندما فكرت كيف ستكون ردة فعل هيثر . فجاة سمعت قرعا على الباب , ودون ان تلتفت قالت : ادخلي 0
لا بد ان كال قد طلب من السيدة بانكس ان تحضر لها القهوة . لكن الصدمة كانت كبيرة عندما التفتت من فوق كتفها لتجد كال نفسه حاملا لها فنجان القهوة ومعه بعض الشوكولاتة : آه , هذا انت ؟
وضع الصينية التى كان يحملها على الطاولة المجاورة للباب 0
- من توقعت ؟ لورى؟ سالها بجفاف وقد اسود وجهه ، وتابع : لماذا تحاولين ازاحة هذا الكرسى ؟
- حتى استطيع مشاهدة التلفاز براحة . ثم تذكرت ضرورة ان تشكره فقالت : اشكرك لانك احضرت لى القهوة 0
اجابها مضيفا: ... والشوكولاتة بالنعناع ايضا 0
ثم اقترب من الكرسى وحمله على الرغم من ضخامته وثقله وقال لها : قولى لى اين تريدينه ؟
- آه هنا .. الى اليمين قليلا .. ممتاز , شكرا لك .. لقد , لقد اعتقدتك السيدة بانكس !
ورفع احد حاجبيه وقال : صحيح ؟ انا متاسف لانني خيبت ظنك 0
بلعت ريقها وهى تقول : كنت اريد عليها ان تتحرك الان والا فات الاوان 0
- لم استطع ان افك سحاب فستانى واردت ان ...
ترى لماذا لم يقاطعها كعادته ؟ يا له من رجل خبيث . اما هو فقد ظل واقفا يراقبها بهدوء بانتظار انتهاء كلامها . وتابعت تقول : كنت ساسال السيدة بانكس ان…
من الاكيد انه سيرفض مساعدتها . واخيرا ابتلعت كبرياءها وقالت : ارجوك , هل لك ان تساعدنى فى حل عقدة سحاب فستانى بالقرب من العنق ؟
- بالطبع . لم اعرض المساعدة اولا لئلا يساء فهمى 0
ادارت ظهرها وهو فى طريقه اليها . خيم جو من الصمت على الاثنين ، فاحست فانيسا بانه يتمتع بالاحراج الذى اصابها من جراء طلبها . كانت يداه باردتين وسريعتين . حل عقدة السحاب من الاعلى , تردد قليلا , ثم كمل سحبه الى الاسفل . احست بنفسه يلفح رقبتها وهو يقول : هل يكفى هذا ؟
- لست… ، امتدت يداها الى الخلف لتجس السحاب , فالتقتا كفيه للحظات قليلة كانت كافية لبث تيار كهربائى فى جسدها0
- الى الاسفل قليلا ، ارجوك 0
يا الله , ماذا حل بها ؟ فقد كانت ترتجف مثل ورقة شجر فى مهب الريح . ابتهلت فى داخلها : ارجوك ارحل الان 0
واحست بالسحاب ينحل اكثر 0
- هذا افضل . شكرا لك 0
واستدارت بسرعة خوفا من ان يحاول ان يحله اكثر مع انها تعرف انه لن يفعل , فاصطدمت به . اسرع كال بوضع يديه حول كتفيها لمنعها من السقوط ، وللحظات وقفا صامتين واحساس بالتوتر يهيمن عليهما لادراكهما بان شيئا غريبا يحدث فى الغرفة 0
- حسنا , يجب ان اذهب الان لانضم الى الضيوف 0
حطم كلامه الصمت بينهما فاستدارت فانيسا بعيدا فى حين سار كال نحو الباب مغادرا الغرفة . فتح الباب , تردد قليلا قبل ان يقول : تصبحين على خير 0
انتزعت وسادة السرير وصفقت الباب بعنف . خيل اليها سماع ضحكته فى الممر . فوقفت فى مكانها وصدرها يغلى بالغضب .لكنها لم تكن غاضبة تماما , فالشعور الذي ملا صدرها كان جديدا عليها ... انه مخيف ومثير فى آن واحد 0
|