كاتب الموضوع :
Rehana
المنتدى :
روايات عبير المكتوبة
-" اجلسي".
أشار أندرياس مرة أخرى الى الأريكة , وهذه المرة أطاعت شاني , ومضى يقول:
-" اذن وعدته بأنك ستحصلين على ابطال الزواج, أليس كذلك؟ كان ذلك طيشاً منك , ألا تظنين ذلك؟".
وجلس على المقعد وسيطر عليه هدوء وتمالك نفسه وكأن شيئاً لم يحدث على الأطلاق:
-" ما الذي أعطاك الفكرة بأنني سأوافق على فسخ زواجنا؟".
وهمست بنبرة متوسلة:
-" أندرياس ... أننا لم نتزوج حقيقة على الأطلاق".
واغتمت عيناه , وحبست أنفاسها , ما الذي يفكر فيه؟ أخذت تتساءل في فزع:
-"اننا لم نتبادل الحب على الأطلاق".
رد بصراحة اليوناني المميزة والتي أدت الى تصاعد الدماء الى خديها ثم أردف:
-" أنك حتى لم تسمحي لزواجنا بأن يمر بتجربة".
-" كنت خائفة منك".
قالت ذلك بقوة حتى تذكره بظلمه لوالده في ذلك الوقت :
-" كما كنت في الثامنة عشرة فقط... يبدو أنك نسيت ذلك ".
وتحدث برقة الى درجة أنها حدقت فيه مندهشة:
-" هكذا كنت يا شاني , في الثامنة عشرة ... أدركت أخيراً جداً أنني لم أدخل في حسابي شبابك وحياءك أو خوفك الطبيعي مني أنا الغريب, ولذا لم أبحث عنك على الفور, بل انتظرت حتى أدع الفرصة لتنضجي خلال فترة تدريبك, ثم بدأت أبحث عنك , وخلال ذلك الوقت لا بد أنك رحلت الى الخارج, وبالمصادفة اكتشفت مكانك , عندما نقل مريض من هنا الى مستشفى لندن , وتحدث عن لوتراس , وكان هذا طبيعياً وذكر الأخت شاني ريفز".
وخفت صوته حتى كادت لا تسمعه , وقالت شاني:
-" الواضح أنك جئت الى هنا لهدف واحد فقط هو مطالبتي بأن أعيش معك , لكن لم يكن من الضروري أن تترك لندن . وتأتي للعمل هنا , كان يمكنك ببساطة أن تزورني".
وحدق في كأسه وهو يديرها بين أصابعه , ثم قال بلهجة غامضة:
-" كنت أحتاج الى فسحة من الوقت , لأنني كنت أفكر في شيء لا يمكن انجازه بسرعة".
وتجهمت شاني , وهمت بأن تسأله لكنه منعها مواصلاً حديثة:
-" هذا ليس هاماً الآن , لأن الأحوال ليست كما توقعت".
ما الذي يعنيه بالأحوال التي ليست كما توقع؟ هل كان يعتقد أن قلبها ما زال خالياً؟ اذا كان الأمر كذلك فما هي نواياه التي لا يمكن انجازها بسرعة؟
-" أنني لا أفهم".
-" لا يهم , ليس الأمر هاماً الآن كما قلت".
وحدقت فيه وظهرت ابتسامة ندم على وجهه بددت كل ملامح القسوة , وأضاف :
-" ذكرتني فقط بأنك كنت صغيرة السن وقت زواجنا , وخائفة مني, لكنك الآن يا عزيزتي أصبحت أكبر سناً وصرت تعرفين كل شيء , اننا مرتبطان معاً بطريقة لا يمكن فسخها , وألأفضل أن نحاول لأن أماماً طريقاً طويلاً يمكن أن تشوبه الوحدة".
أدهشتها طبيعة كلماته والأسلوب الذي صاغها به , كذلك كانت رقة نبراته والطريقة التي نظر بها اليها على النقيض من الطريقة الخبيثة السابقة , فلم تستطع الا أن تجلس هناك وهي تنظر اليه في دهشة دون أن تنبس بكلمة, وقال موضحاً:
-" فكري فيما قلته , فكري بعمق يا عزيزتي وضعي في اعتبارك أن زواجنا شيء دائم مهما كان قرارك".
واختلس نظرة الى الساعة ثم قال معتذراً:
-"ستعذرينني لو طلبت منك الأنصراف , فأن هناك صديقاً سيأتي من أثينا اليوم , وينبغي لي أن أرتدي ملابسي لأنني سأقابله في المطار ".
ونظر بثبات في عينيها وأردف:
-" فكري في اقتراحي يا شاني , فكري فيه بجدية".
ونهضت نابذة عرضه ومركزة تفكيرها , بدلاً من ذلك , على الطريقة التي ستنقل بها النبأ الى براين.
http://www.liilas.com
يتبع...
|