المعلومات |
الكاتب: |
|
اللقب: |
الادارة العامة فريق كتابة الروايات الرومانسية عضو في فريق الترجمة ملكة عالم الطفل |
|
مدونتي |
|
الإتصالات |
الحالة: |
|
وسائل الإتصال: |
|
|
كاتب الموضوع :
Rehana
المنتدى :
روايات عبير المكتوبة
وأومأت بالأيجاب:
-" كان أبي كما أخبرتك طبيباً, وكان أندرياس يعمل في المستشفى نفسه".
وتوقفت عن الكلام ثم أضافت بصعوبة كبيرة:
-" أنه .. أندرياس أخصائي الدماغ الجديد في مستشفى لوتراس".
وأعقب ذلك صمت يشوبه الذهول , ولم يبد براين عاجزاً عن الكلام فحسن, ولكنه بدا عاجزاً عن فهم هذا الجزء الأخير من الأنباء , وحاولت شاني أن تتكلم لتضع حدا للصمت المخيف لكنها لم تستطع , وأخيرا قال براين , بنبرات خشنة جعلتها تجفل:
-" زوجك... قادم الى هنا! يا اإلهي , يا له من موقف معقد!".
كانت تحتاج الى التعاطف , الى الفهم , الى كلمة رقيقة تعيد اليها الثقة والأمل , ولكنها لم تلق منه الا غضباً شديداً, ونظرة لا يمكن وصفها الا أنها مهلكة.
-" براين...".
-" من الأفضل لي أن أخبرك بالقصة كلها".
-" من الأفضل أن تفعلي".
عند لقائها ببراين لم يكن زواجها يبدو شيئاً هاماً , فلم تكن ترى أن هناك أية عقبة في طريق فسخ الزواج بسرعة, وسيفهم براين الموقف وسينتظر في صبر حتى تحصل عليه, ولكن الآن لم تعد شاني واثقة على الأطلاق من ذلك؟
-" على الأقل أنت مدينة لي بذلك , لأنك خدعتيني".
-" لا , لا, لا تقل هذا . تلك الحادثة في حياتي مسألة تخصني وحدي , وكانت السبب في تركي أنكلترا حتى أبدأ حياتي من جديد, وكان هذا طبيعياً , ومنذ البداية احتفظت باسمي الخاص , أعني منذ اللحظة التي هجرته فيها, والواقع أنني لم أستخدم اسمه ولا مرة واحدة".
ونظرت اليه في توسل لكنه أدار وجهه ولم تر الا التقاطيع القاسية لجانب وجهه وفمه المقطب ثم قالت:
-" لا يمكنك أن تلومني لأنني لم أخبرك حتى أصبحت واثقة من حبك".
-" حسنا ... وبما أنك أصبحت واثقة فلتعرفي الحقيقة، انني أحبك وأريد أن أتزوجك , فلا تحجبي عني أي شيء لو سمحت".
ولم يكن هذا هو الموقف الذي توقعته على الأطلاق, لم تتلق دليلاً على الحنان , ولا تصريحاً مخلصاً بأنها لا تلام . كانت شاني خائفة من فقدان براين في هذا الوقت.
-"بدأ كل شيء عندما توفيت أمي , فقد لجأ أبي الى الشراب.
كان الأسلوب الهادىء الخالي من الأنفعال الذي بدأت به سرد قصتها مثار دهشة شاني , لكنها لم تبد وكأنها تروي القصة على الأطلاق , بل كأنها تعيشها مرة أخرى.
ظهر في أفق حياتهم ذات يوم من أيام سبتمبر / أيلول المشمسة الجميلة ذلك اليوناني الداكن الشرير الذي يتطاير الشرر من عينيه .. ولم تكن شاني تتوقع, وهي تراقب اقترابه منها , شيئاً عن الأنقلاب الذي سيحدثه أندرياس مانو في حياتها كلها.
كانا في الحديقة يتناولان الشاي, شخصان عاديان يعيشان حياتهما الهادئة الخالية من أية أحداث كبيرة, أبوها الدكتور ريفز البدين الشائب , ظهره مصاب بانحناءة بسيطة وساقه بها عرج نتيجة حادث أثناء الحرب اذ اخترقت قطعة معدنية جسمه واستقرت بالقرب من عموده الفقري , فقد زوجته منذ سنة وأصبح مدمناً على الشراب , مما أثار استياء شاني.
حذرته مراراً, ورغم أنه كان يعرف مخاوفها لم يستطع السيطرة على تلك العادة , كانت زوجته مثل شاني ذات شعر باهت, عيناها زرقاوان واسعتان , وحتى النهاية احتفظت ملامحها بالخطوط الدقيقة والثنيات الخلابة التي امتلكت قلبه منذ لقائهما الأول , جاءت شاني شبيهة بأمها في كل شيء حتى قوامها الفارع المتكامل رغم أنه في حالة شاني, لم يكن مكتملاً تماماً لأنها لم تكن تتجاوز الثامنة عشرة من عمرها, مع أنها اجتذبت عدداً من القلوب.
يتبع...
|