المعلومات |
الكاتب: |
|
اللقب: |
الادارة العامة فريق كتابة الروايات الرومانسية عضو في فريق الترجمة ملكة عالم الطفل |
|
مدونتي |
|
الإتصالات |
الحالة: |
|
وسائل الإتصال: |
|
|
كاتب الموضوع :
Rehana
المنتدى :
روايات عبير المكتوبة
وفكرت شاني , ولا أنا سأرحل بدون أسف... أسف مرير لأنها لمتر النور قبل الآن, لو أمكنها فقط أن تعود القهقرى وتعيش مرة أخرى تلك الأيام التي عاشتها في كوز, لو أنها فقط لم تكن مفعمة بالشك أزاء براين لوافقت على شهر العسل , ولأصبحت الآن مع زوجها , بحث عنها ووجدها أخيراً, وطلب منها أن تعيش معه ونصحها قائلاً: فكري في الأمر يا شاني, فأمامنا طريق طويلة يمكن أن تتسم بالشعور بالوحدة, وخلال الأجازة حاول جاهداً التقرب اليها ولكنها رفضته , وأرهقته المحاولات حتى ماتت كل رغبة فيها, ولا بد أن تفقد هي الأمل مثله, ربما لو لم يظهر لها الرغبة الجامحة في التملك , لنظرت اليه نظرة مختلفة , أتى الى قبرص يحدوه الأمل في استعادتها , والواضح أنه لم يكن يتوقع الأصابة بصدمة دخول رجل آخر في حياتها, هذا أشعل نيران غضبه , وظهرت سماته البدائية واضحة.
ومنذ ذلك الحين اكتشفت شاني جانباً مختلفاً تماماً في طبيعته, لمست منه الطيبة والعناية الرقيقة عندما كانت في الأجازة معه, وفيما بعد لمست رقته كحبيب.
وسرعان ما انتشرت أنباء رحيلها , لكن لدهشتها لم يسألها أحد عن السبب , لا بد أن جيني أوضحت لهم الأمر, فتجنبوا احراجها لكن الأقاويل ستتردد , وسوف يعرف أندرياس كالآخرين السبب المفترض لرحيلها, وسيظن أن هناك أكثر من مجرد شجار بين حبيبين , فهو جعل الزواج بين شاني وبراين مستحيلاً... ليتها كانت تستطيع فقط أن تذهب اليه وتخبره بأن هذا الأمر لا علاقة له ببراين, ولكنه يتعلق به هو من كل الجوانب, وكان هو الوحيد الذي لم يتحدث اطلاقاً عن رحيلها, وبدا أخيراً غارقاً في حالة لا مبالاة فاترة, في غرفة العمليات كان يصدر الأوامر وهي تطيع, وفي عنابر المرضى كانت جيني أو أية من الممرضات الأخريات يرافقنه في جولته, يتنفسن الصعداء عندما تنتهي المحنة, ولم يكن يبدو انساناً طيباً الا مع المرضى, حيث يسأل عن راحتهم واذا كانت لديهم أية شكاوى, وكانت ليديا تحوم حوله وقد أصبحت تقوم الآن ببعض الأعمال الكتابية لعديد من الأطباء , لكنها كثيراً ما كانت تذهب الى منزل أندرياس ,وترددت تعليقات حول هذا الموضوع. وبعد ظهر أحد الأيام دخلت ليديا الى غرفة العمليات , بينما كانت شاني تعد العدة لجراحة سيجريها أندرياس فيما بعد, كانت ليديا تحمل حقيبة أوراق كتب عليها الحرفان الأولان من اسم أندرياس (أ_م) وتجهمت شاني للحظة, ربما كانت ليديا تقوم بعمل لأندرياس أيضا, وكان هذا معقولاً اذ لديها متسع كبير من الوقت.
وحدقت شاني بتساؤل في زائرتها, ورغم أن وجهها كان شاحباً كان متماسكاً بشكل جميل, وكانت مستغرقة في أفكارها بشأن طفلها , أنها تريده صبياً لكنها تشعر بأنه سيكون شبيهاً بها, ويكتسب لون بشرتها المتوردة, ومن ناحية أخرى لو كانت بنتاً فأنها ستشبه أندرياس... سمراء بملامح قوية دقيقة, أندرياس بالطبع سيرغب في انجاب صبي لأن جميع الرجال اليونانيين يرغبون أن يكون أول أطفالهم ذكراً, وهكذا تأمل أن يكون, لكن لو كان صبياً فسيضيع بلا أب عندما يحتاج الى رفقة, أما البنت فلن تفتقد أباها كثيراً, الأفضل اذن أن تتمنى ... وابتسمت شاني لنفسها... وما جدوى كل هذه المفاضلة؟.
واقتربت ليديا من شاني وهي تفحص الأدوات وقالت:
-" لدي رسالة لك".
-" نعم؟".
-" ايفينيا من القرية طلبت مني أن أخبرك بأن طلبك جاهز, أعدت لك بعض فوط المائدة المشغولة".
-" أشكرك لنقلك الرسالة, سأذهب لأحضارها غداً".
وعلقت ليديا بعد فترة:
-" سمعت أنك سترحلين عنا؟".
-" أجل , أني راحلة".
-" قبل الميلاد؟".
-" صحيح".
يتبع...
|