المعلومات |
الكاتب: |
|
اللقب: |
الادارة العامة فريق كتابة الروايات الرومانسية عضو في فريق الترجمة ملكة عالم الطفل |
|
مدونتي |
|
الإتصالات |
الحالة: |
|
وسائل الإتصال: |
|
|
كاتب الموضوع :
Rehana
المنتدى :
روايات عبير المكتوبة
وتحول اهتمامه واستدارت شاني آلياً لمتابعة اتجاه نظرته وكانت ليديا تعبر الفناء في طريقها الى البقعة التي تظللها الأشجار حيث يقع بيت أندرياس , ودخلت الى الممر وأغلقت البوابة وراءها, ثم اختفت داخل البيت , وألقت شاني نظرة سريعة على أندرياس, اختفت القسوة من وجهه وهو ينهض ويتجه نحو الباب , ويفتحه لشاني لتخرج, ولم يتفوه أي منهما بكلمة, وبعد اغلاق الباب اتخذ كل منهما طريقاً منفصلة.
وبعد ذلك بيومين واجهت شاني محنة العمل مع أندرياس في غرفة العمليات , فبعدما ألقى عليها تحية الصباح المقتضبة بايماءته المعتادة , قال لها:
-" تبدين شاحبة , هل أنت على ما يرام؟".
-" أنني على ما يرام , شكرا لك يا سيدي".
وألقى عليها أندرياس نظرة عابرة ثم حول كل اهتمامه الى المهمة التي يقوم بها.
ولاحظت جيني أيضا شحوب شاني , وعندما كانتا تتأهبان لحضور عرس القرية قالت بلهفة:
-" هل أنت بخير يا شاني؟ لا تبدين على ما يرام على الأطلاق".
وتنهدت شاني, كانت تأمل ألا تبقى على هذه الحال طويلاً, والا اضطرت الى ترك العمل بأسرع مما كانت تنوي, وانتحلت عذراص قائلة:
-" أشعر بصداع".
لكنها أضافت:
-" سأذهب الى العرس, مع ذلك , فقد وعدت أليدها, ويجب أن أذهب".
كان شقيق أليديا الصغير في المستشفى, وكان هذا سبباً لدعوة جميع أفراد طاقم المستشفى الى العرس.
ولما كانت شاني وجيني في غير نوبة العمل طلبتا سيارة أجرة وذهبتا معا, ووصلتا الى قرية أيوس فاسيليوس في موعد مناسب لحضور بعض الطقوس التي تقام قبل الزواج, وكان ( الكومباري) أو شهود العريس يرقصون خارج منزل العروس , ومما لا يصدق أن العروسين كانا يريدان أن يرزقا بفتاة كأول طفل لهما ولذلك أخذت طفلة في الثانية من عمرها تتدحرج, ثم نثرت قطعاً من النقود, وظهرت العروس بالبخور , وبعد أن ألقى جميع جهاز العروس وغيره من البياضات المزخرفة بطريقة بديعة طويت وحملها وال العروس فوق كتفه الى منزل العروسين الجديد, واستمر الرقص والغناء طوال الوقت, وفي داخل البيت كانت وصيفات العروس يهيئنها للأحتفال , وكان القس موجوداً وهو الذي قص شعر العريس استعداداً للفرح, وتحت أشجار الليمون في حديقة منزل العروس صفت موائد طويلة , تغطيها مفارش بيضاء لامعة, كانت القرية كلها في عطلة , لأن حفلات الزواج القبرصية تقتم دائماً أيام الآحاد , وأخيراً شق الموكب طريقه نحو الكنيسة , واصطفت على الجانبين فتيات صغيرات يحملن شموعاً كبيرة مضيئة مزينة بالأشرطة, ودخل الجميع الى الكنيسة وهم يتحدثون في آن واحد , شاني لم تسمع مثل هذه الجلبة من الأصوات من قبل اطلاقاً.
-" هذه الأفراح مزعجة حقاً".
قالت جيني ذلك وهي تلكز صديقتها وتشير الى شاب يخرج آلة تصوير ثم يتحدث باليونانية مع القس ذي اللحية , طالباً منه أن يوقف الطقوس قليلاً ليلتقط صورة, أطاع القس في ابتسامة واستدار العروسان وأتخذ ثلاثتهم أهبة الأستعداد للصورة , وأضافت جيني:
-"الشهود يدفعون تكاليف كل شيء , أتعرفين ذلك؟".
وأومأت شاني وقد ذهبت أفكارها كلها عن غير قصد الى حفل زواجها هي, حيث كان الحضور تبدو عليهم المهابة, والقس نفسه جاداً للغاية, أما هنا فتتردد الضحكات والأحاديث الكثيرة الى حد أن شاني خالجها الشك في أن يكون أي من الحاضرين سمع كلمة واحدة من الطقوس.
ولم تشترك العروس والعريس في الأحتفالات والولائم الكثيرة, بل جلسا في البيت لتقديم بسكوت العرس الى كل ضيف بدوؤه, ولكن العروس خرجت فيما بعد, وقدمت رقصتها الرسمية, وأعقب ذلك عادة تثبيت أوراق النقود على ثوبها , وسرعان ما غطى الثوب بأوراق النقد , وانضم اليها زوجها الذي غطيت ملابسه أيضاً بالأوراق النقدية, وهتفت جيني:
-" كل هذه الأموال! في امكانهما جمع مبلغ يقدر بألف جنيه بهذه الطريقة, يقولون أن هذه العادات بدأت تختفي بسرعة , لكنني أراهن أنها ستبقى".
يتبع...
|