كاتب الموضوع :
Rehana
المنتدى :
روايات عبير المكتوبة
7- مشاكل محلية
وبعدما قالت شاني تلك العبارة , بهذه الثقة والحسم , انهار جدار الشك وأدركت أن زوجها هو الرجل الذي تريده, وأدركت أن فكرة الحياة معه كانت كامنة في عقلها منذ وقت, وازدادت قوة بتلك الأيام الشاعرية التي قضياها في كوز.
مضى أسبوع منذ آخر لقاء لها مع براين, حوالي أسبوعين منذ رحل أندرياس, ولم تصلها منه أية رسائل , لكنها لم تكن تتوقع منه أن يكتب لها , لأن الشائعات والأقاويل ستكون هي النتيجة الوحيدة لوصول رسالة من السيد مانو الى الأخت ريفز في المستشفى, لكن فكرة الحياة معه كانت تسيطر على ذهن شاني طوال مدة غيابه, وفي بعض الأحيان كانت تشعر باحباط عندما تدرك أنه لا يحبها ورغم اعتقادها الراسخ بأن الزواج ينبغي أن يكون قائماً على أسس أقوى بكثير مما كان بأمكان زوجها أن يوفرها فأنه الآن بشكل لا يقاوم حتى أصبحت لا ترغب الآن الا في أن تكون معه, ستذهب اليه بعد عودته وسيعلم- عكس اعتقاده بأنها تكرهه- أن شعورها ازاءه مختلف تماماً , وسيكون فرحاً بعودتها اليه, ومن يدري قد يتعلم أن يحبها عندما يحين الوقت لذلك.
-" متى سيعود السيد مانو؟".
وجهت هذا السؤال الى الرئيسة وهي تحبس أنفاسها , وتشعر باضطراب أعجزها عن السيطرة على نفاذ صبرها, هل سيشعر بالفرح ؟ بالطبع!.
-" الأربعاء ...
نظرت اليها الرئيسة نظرة نافذة وهي ترد عليها ثم أضافت:
-" تبدين سعيدة جداً. هل كسبت ورقة اليانصيب؟".
وضحكت شاني:
-" لا ... لا شيء من هذا!".
خرجت الكلمات من فمها قبل أن تدرك أنها ستحفز الرئيسة – لا محالة – على توجيه سؤال آخر:
-" ما هو اذن؟ أو لا ينبغي ألا أسأل؟".
-" لا أستطيع أن أخبرك به بعد".
ولم تضغط عليها الرئيسة , تحدثتا فترة قصيرة , ثم اتجهت شاني الى غرفتها , لم تكن في نوبة عمل ذلك اليوم لكنها وعدت بربارة أوسيانا وهي فتاة يونانية قبرصية غادرت المستشفى أخيراً وتعيش مع أمها في منزل جميل مطلي باللون الأبيض المائل الى الزرقة.
كان البيت جذاباً من الخارج. أما من الداخل فلم يكن يحوي ما يكفي من الأثاث , وكانت هذه هي الحال بالنسبة الى معظم بيوت الطبقات الفقيرة , لأنهم يقضون ساعات العمل والترفيه في الخارج, وما دام هناك عد كاف من الأسرة , ومنضدة وبعض الكراسي فأن أية قطع أخرى من الأثاث لا تعتبر ضرورية , أما أفراد الطبقات الأكثر ثراء , والذين زار معظمهم أنكلترا أو أميركا , فأنهم على النقيض تماماً , وقد زارت شاني بيوتاً شعرت فيها بأنها تكاد تختنق من كثرة وسائل الراحة.
وبعدما تم التعارف بين شاني وأم لوسيانا , ذهبت الأم الى عملها وقالت لوسيانا:
-"اليك بعض المرطبات , أعددت الشراب من ثمار الرمان, وأنا واثقة أنك ستستمتعين به كثيراً".
-" أعرف ذلك, فقد شربته من قبل".
http://www.liilas.com
يتبع...
|