وعندما سمعت سيارته تبتعد ، رات ان تصعد الى سريرها . وفى غرفة الجلوس كان الضوء المنبعث من شاشة الكمبيوتر يضئ ما حوله ، لكن جودي كانت من الانهاك بحيث لم تعبا بالنظر داخل الغرفة ، وهكذا لم تشاهد الاطفال الباسمين وهم يتقافزون على شاشة الكمبيوتر حول لوحة كبيرة مكتوب عليها : احبك ، احبك !
وفى غرفتها ذهبت الى الحمام مباشرة حيث ازالت
زينة وجهها واغتسلت ثم دخلت الى غرفة النوم المعتمة المالوفة بحيث لم تعد بحاجة الى اشعال الضوء فيها 0
كانت قد نامت فعلا حتى قبل ان تزيح غطاء السرير . وتكورت فى سريرها ، السرير القديم المريح البالغ الاتساع الذى يكاد يملا الغرفة والذى اصر نايجل بمكر ان يشتريه لها بصفته هدية من ابن عمها . كان سريرا لم يرقد عليه احد سواها ، مع ان هناك شخصا يرقد فيه الان !
كان شخصا يمكنها ان تعرفه فى اى مكان حتى دون ان ترى وجهه . انها ستعرفه من رائحته ، من الجو الغامض الساحر الذى يحيط بليو ويطوقها كلما كانت معه 0
ليو ! ليو هنا ، مستغرق فى النوم فى سريرها ! لا ، هذا غير ممكن ! انها فى طريق الجنون ... تلك تخيلات ...
احلام يقظة !
وشهقت عندما التفت حولها ذراعان حقيقيتان دافئتان تشدانها الى صاحبهما بالفة رائعة الرجولة 0
-ليو !
همست باسمه يضعف ، فانطلق صوتها بالوان قوس قزح التى كانت تلون مشاعرها . وسمعته يسالها بصوت رقيق : كيف امكنك ان تعتقدى باننى لا اريدك ... وباننى لا احبك ؟ فانا مجنون بك ! وساحبك الى الابد . كنت اظن انك انت التى لا تحبينى ، لكنهم يقولون ان اشياء كثيرة تؤثر فى قدرة المرأة على التفكير منطقيا ....
-ليو !
هتفت تعترض وقد ازداد ضعف صوتها . لم تستطع ان تستوعب ما كان يحدث ، والاهم من ذلك ليس لديها فكرة كيف حدث هذا : كيف ؟ ماذا ؟
ولكن لم يكن مزاج ليو يسمح له بان يجيب على اسئلتها 0
كان يهمس بكلمات الحب والمرح فى اذنها : كيف امكنك ان تظنى اننى اريدك ان ترحلى عنى ؟
حاولت ان تجيب ، ولكنه منعها من ذلك ، وعلى كل حال ، ما اهمية الاسئلة والكلمات 0
-اول تعارفنا سرقت طريقك الى سريرى وقلبى 0
قال هذا وهو يلامسها برقة وحنان ومشاعر ملتهبة : ومنذ ذلك الحين لم يمض يوم ولا ساعة لم يلهينى فيها الشوق اليك . ولم تمر دقيقة لم يعذبنى فيها شوقى اليك !
وكانت جودي ترى وتشعر بتوتره وهو يكبح مشاعره 0