وعندما لم يجب ليو ، جف فمها . ماذا لو انه غير رايه ؟ ماذا لو لم يعد يهتم بسمعته او يشعر بمسؤوليته ، كما كان قال عن حمايتها ؟
ثم سمعت صوت السماعة توضع مكانها فجاة فتملكها الغثيان . لقد غير رايه !
ماذا ستفعل الان ؟
وبعد ذلك بعشر دقائق وكانت قد تكومت على اريكتها ، قطبت جبينها وهى تسمع جرس الباب يدق 0
لابد انه نايجل ! وسارت لتفتح الباب . ولكنه كان ليو ، وعندما خطا الى ردهتها وعندما حدقت اليه ذاهلة قال : ما اعلمه ان على الخطيبين ان يحتفلا بخطبتهما ، مع الانعزال والسرير . والافضل ان يكون السرير واسعا والعزلة طويلة الامد ، ولكن بما ان خطبتنا لن تكون عهدا مدى الحياة ، فسنلغى الانعزال والسرير 0
ونظر اليها ، فشعرت ان وجهها كان يحترق ليس بالخجل بل بالغضب ، كما ادركت مع شعور بالذنب 0
منتديات ليلاس
فنظرت اليه ساخطة : ما افضله هو ان لا اكون فى هذا الوضع على الاطلاق 0
وعندما ابتعدت عنه تساءل عما ستقوله لو انه حملها بين ذراعيه وسار بها الى مكان منعزل ليبقيها هناك حتى يشبعها حبا ...
ثم ماذا ؟ تخبره بانها تحبه ؟ تساءل ساخرا من نفسه ثم سالها بلطف : كيف سار اجتماع الامهات ؟
فقالت بجفاء : منحت خطبتنا المجال لمختلف وجهات النظر 0
ولم تخبره بان ميرا قررت ان واجبها الاخلاقى بدفعها الى ابلاغ السلطة التعليمية عن الوضع 0
فقال ليو برقة : انها مجرد زوبعة فى فنجان . بعد ستة اشهر سيكون كل شئ منسيا 0
ليس هذا ما قاله عندما اصر على ان السبيل الوحيد الى حماية وظيفتها هو ان يعلنا خطبتهما . وعضت شفتها . ومع ذلك ، قد ينساها ليو فى ستة اشهر لكنه هى لن تنساه ابدا 0
-بل علينا ان نحتفل . ماذا لديك لنشربه ؟
-انا اكره الادعاء والخداع ، ولهذا من الخطا ان نحتفل بهذا التقليد الشاعرى بشئ هو مجرد زيف ... وادعاء ...
-جودي !
بعث صدقها الصريح غير المتوقع غصة فى حلقه . بدت حزينة للغاية ، رصينة العينين وحبيبة الى حد اراد ان ياخذها بين ذراعيه و ....
-هذا ليس ...
-ارجوك ، لا اريد ان اناقش هذا اكثر من ذلك 0
ثم نهضت واخذت تسير فى انحاء الغرفة بقلق 0
كانت تعلم ما سيقوله ، وان عدم الصدق غير مهم بالنسبة الى الظروف . ربما هو غير مهم بالنسبة اليه لكنه مهم بالنسبة اليها خصوصا ان هناك شئ مؤلم بشكل لا يطاق ... وقالت بصوت مختنق : اريد ... اريدك ان تخرج الان 0
تردد ليو لحظة ، بدت له ضعيفة هشة للغاية الى حد اراد ان يبقى معها ... كما بدت شاحبة متعبة ايضا ...
اخذ يتفحصها مرة اخرى مقطبا جبينه : جودي ، لا ادرى ما اقوله لك الان 0
فقالت بحدة : لاتقل شيئا 0
تملكتها المرارة . لو كانت تساءلت ، عما اذا كانت اساءت الحكم عليه ، فقد اثبت لها الان انها لم تسئ الحكم . واذا كانت ايضا من الحماقة بحيث رات نوعا من العاطفة فى حضوره الى بيتها الليلة والاشياء التى قالها لها ، اذن فقد ادركت خطاها تماما 0
فقالت بفتور : انا متعبة واريدك ان تخرج ....قال هذا وسارت الى الباب ، فتبعها . وعندما جلس فى سيارته اخذ يتساءل عما كان يرجو ان يستفيد من تصرفاته تلك . هل ظن حقا ان مجرد اتصال تليفونى منها ليحتفلا بخطوبتهما الزائفة سيغير من عدم حبها له ؟ وقرر وهو يعود الى بيته انه ربما كان احمق لكنه مازال رجلا شريفا ، ويريد ان يطمان تماما الى ان جودي وسمعتها مصانتان ، سواء شاءت هى ذلك ام ابت . اما الان فهما خطيبان فى نظر الناس ، وقريبا ستلبس خاتمه لاثبات ذلك