-متى اكلت اخر مرة ؟
سالها وهو يفتح باب بيته ويشير اليها بالدخول ، فنظرت اليه مترددة ازاء سؤاله العادى هذا ، وكانت تقوى نفسها لمواجهة عدائه او على الاقل بعض الاسئلة الحادة العنيفة 0
-منذ الغداء ، لكننى غير جائعة 0
اجابته بذلك دون وعى بينما انتباهها موجه الى مشاعر اعمق مستوى 0
فقال بلطف : هذا لانك مازلت مصدومة . المطبخ من هذه الجهة 0
فى ظروف اخرى ، كانت ستبتهج لرؤية داخل المنزل الذى يفتنها ، لكنها شعرت الان بان قدرتها على تناول اى شئ قد محته احداث هذا النهار 0
وكما قال ، رات انها ، فعلا ، تعانى من صدمة والا لماذا تسليمها ليو قيادها فى القيام بكل شئ لاجلها ؟ تركته يقودها بحزم الى المطبخ ويدفعها للجلوس على كرسى ، بينما اخذ يشغل نفسه بفتح الخزائن ثم الثلاجة ، مصرا بان العشاء الخفيف الذى سيطهيه سيساعدها على النوم ، مضيفا بعد دقائق وهو يقدم اليها طبقا لذيذا من البيض المقلى : وهذا يذكرنى مع الاسف ، بان عليك ان تنامى فى غرفتى ، لانها الوحيدة المفروشة حاليا . يمكننى انا ان انام على اريكة فى الطابق الاسفل 0
-لا 0
اعترضت على الفور راجية ان لا يدرك سبب احمرار وجهها فجاة . مجرد التفكير فى ان تنام فى سريره يرعبها 0
وتملكها الذعر وهو يهز راسه لرفضها الغريزى ويقول بهدوء : لاباس : يمكننى ان اخمن ما تفكرين به ، ولكن لا ينبغى ان تقلقى 0
اجفلت ، كيف يمكنه ان يعلم ما تفكر فيه ؟
واذا كان يعرف ، كيف يجرؤ على ان يعاملها وكانها ... ؟
وعندما حاولت ان تستجمع افكارها بشكل منطقى لتتحداه ، سمعته يتابع : فرقة التنظيف جاءت اليوم ، وغيروا اغطية السرير 0
انه لم يدرك ما كانت تفكر فيه . لكن كلامه منحها على الاقل وقتا تستعيد فيه افكارها ، وتتذكر ان المفروض فيها انها فتاة ناضجة متعقلة 0
منتديات ليلاس
وقالت له بصوت حاولت ان تكون عمليا هادئا : لايمكن ان احتل سريرك 0
-ولماذا لا ؟ لقد فعلت هذا من قبل 0
قال هذا بلطف وهو ينظر اليها متهكما . فشحب وجهها ثم عاد يتضرج احمرارا ، وشعرت بيديها ترتجفان بشدة . دعابته هذه لم تخجلها فقط ، وانما جعلتها تشعر بالمذلة ايضا كما شعرت ان عيناها تغرورقان بالدموع وتهددان باظهار ضعفها له . ولكن ، وهى تغالب دموعها هذه بعنف ، كان هو يعتذر : اسف ، ما كان لى ان اقول ذلك 0
وسكت وهو يتاملها ، معنفا نفسه لجرحه مشاعرها . لقد حيره سرعة تغير مشاعره نحوها حالما علم بخطا تقييمه الواضح . اخر ما يريد ان يفعل هو ان يؤلمها باى شكل