فتنهد وادار المحرك : اعلم ... على ان اعترف بان مشروعنا فشل ... لكن يبدو ان كل مشاريعى تفشل فيما يتعلق بك 0
فتحت ناتالى فمها ثم اقفلته ... فلهجته تدل على انه لن يرد على اى سؤال من اسئلتها قبل ان يكون مستعدا 0
-هكذا افضل ... اجلسى واقلقى بصمت 0
فتنهدت بغضب ... كيف له دائما ان يقرا افكارها ؟ فهى بالفعل قلقة بشان الاسئلة العديدة التى تجول فى خاطرها ، وهى تعرف انه قادر على اضافة الكثير الى لائحتها قبل ان يصلا الى حيث يقصدان . هل سيطلب منها العودة الى العمل ؟
لكن كان يمكنه ارسال رسالة لها بهذا المعنى ... ايعقل انه اكتشف انها سكرتيرة كفوءة اكثر مما كان يدرك ؟
وضعت ناتالى يدها على عنقها وادارت وجهها المحترق نحو النافذة ... ترى الى اين سياخذها ؟ ... وتراجعت تريح راسها وقد تلاشت كل قدرة لديها على المقاومة ... لقد تم انتزاع سيطرتها على مصيرها ... لكن هل استعادته حقا ؟ عليها ان تكون صادقة فتعترف انها لم تعد تهتم ...
جاءها الرد على سؤالها بعد قليل عندما تركت السيارة الطريق الرئيسى الموصل من نيويورك الى نيوجرسى لتلج طريقا هادئا يتجه الى قلب الريف ... بدا انه يعرف طريقه فقد كان يختار المنعطفات الصحيحة من الطريق بسهولة ودون تردد وظل يقود سيارته الى ان ابطا السير ليعبر بوابات قديمة ... فلمحت عندئذ ناتالى واجهة منزل ريفى له مداخن سوداء ترتفع ازاء السماء ... وبدا المكان ساكنا ومهجورا ... ولم يكن فيه انوار الا مصباحين قديمين كانا على جانبى المدخل 0
علمت انه سيخرج المفاتيح من جيبه ليفتح الباب الخشبى الضخم ، وعلمت ان هذا هو منزله ... واعلمتها غريزة الانثى الخالدة سبب اصطحابها الى هنا 0
رعشات الخوف والتوقع والرغبة والياس لاحقت بعضها بعضا عبر عمودها الفقرى حتى غاب عنها رؤية المدخل المفروش باجمل اثاث قد يحتويه منزل قديم انيق . والتفت ليرفع عنها وشاحها ، دون ان يبتسم : لقد وعدت بالعشاء ناتالى ... لكننا سنحضره نحن معا 0
-استطيع الطبخ ، مع اننى لا اقضى امسياتى فى المطبخ 0
-من هنا المطبخ 0
ومشى امامها ، يرتفع وقع خطواته قاسيا فوق الارض الخشبية حتى وصلا الى
مطبخ ضخم ، ذى جدران خشبية يحتوى على ادوات عصرية مختارة بدقة .وعلى طاولة ضخمة ريفية قديمة الطراز ، فتشت ناتالى عما ينفعها مبدعة لحماية فستانها . لكنها لم تجد سوى مبدعة بلاستيكية عليها رسالة حمراء اللون من الامام : " الى من لديه كل شئ أ " فمدت يدها اليها : هل لى ان استخدمها ؟
-طبعا ... وعليك المحافظة عليها لئلا تغضب منى استيل 0
فجاة توقفت اصابعها عن عقد الربطتين وراء خصرها : استيل ؟
-ابنة مدبرة منزلى . لقد قدمتها لى هدية الميلاد 0
-اوه ...