كاتب الموضوع :
dede77
المنتدى :
روايات احلام المكتوبة
والتفت مات الى ناتالى : اتعلمين ؟ لدى شعور ان اليوم سيكون مرهقا اكثر من اى يوم عمل فى المكتب 0
راى مات لم يكن بعيدا عن الواقع ... فقد كان يوما مرهقا بالفعل ، لم تستطع بعد انتهائه اخفاء تعبها وذلك بعد ان عادوا متاخرين مساء اثر جولة شاملة فى الجزيرة 0
لم تجد ناتالى اثر لتصرفاته التى كانت فى الليلة السابقة . فلقد عاد ذلك الرجل الى طبيعته المعهودة ، ذلك الرجل الغليظ الذى يجرى وراء هدفه باصرار ... انه اى شئ الا بشرا . وجلست ناتالى ترتشف كوب الشوكولا الساخن استعدادا للنوم بينما الرجلان يبحثان امر رحلة صيد سمك سينظمها كولت للضيوف فى موعد مقبل من الاسبوع ... وتمنت ناتالى الا تشاركه رحلته . فهى كرهت هذه الرياضة من خلال مشاهدة افلام عنها ، واحست بالثورة نفسها التى تحس بها عند مشاهدة افلام مصارعة الثيران ، التى ينتهى فيها الصراع الخالى من الشفقة الى موت الخاسر . وتساءلت ما الذى يدفع الرجل الى الرغبة فى الصيد والقنص والقتل ، اللمتعة ؟ ام لانها ارث قديم منذ صدر التاريخ يشق درع الحضارة فى بعض الاحيان تاركا شهوة اراقة الدماء تطغى على الرجل ، وينقلب فى بعض الاحيان الى اراقة دم بنى جنسه من رجال ، وينقلب فى بعض الاحيان الى اراقة دم بنى جنسه من رجال ونساء واطفال ... وسمعت صوت كولت يكمل حديثا معها : ... حاولى ان تظهرى اكثر سرورا وسعادة 0
حدقت ناتالى فيه وهو يقف فوقها ، ساخرا تعابيره ، فاقدا صوته الصبر ... ماذا كان يقول لها ؟
-استميحك عذرا ؟
-قلت ، حاولى ان تتذكرى لعب دورك وكانك تعنينه تماما 0
-اوه ... اتعنى ...
-اجل ... اعنى ... انا اعتمد عليك كل الاعتماد فى تجنب اية مضاعفات 0
فقاطعه مات : اوه كولت ... فليكن فى قلبك رحمة ! الاترى ان الطفلة ميتة من التعب ... لو وضعت نفسى مكانها فى هذه المهمة الحقيرة ، المطلوبة منها ، لهربت على اول طائرة عائدا الى بلدى ، هذا بعد ان اقول لك بضع كلمات موزونة بشان عملك الحقير هذا !
وساد صمت قطعه بوضوح شهقة ناتالى التى توقعت انفجارا وردة فعل عنيفة من ك0ك. لكن شيئا يشبة البسمة كان يلوى اطراف شفتيه وهو يقول لها : لا حاجة لكل هذا الذهول ! ثمة على الاقل رجل واحد فى الدنيا يمكنه قول رايه بى بكل صراحة ، وهذا ما يفعله دائما . يبدو انك حصلت على بطلك المنقذ ... لكن لا تحاولى الاستفادة كثيرا من هذا الواقع !
لم ترد ناتالى عليه ... فقد تعلمت ان مات عالم بشان خطة كولت ودورها فيها ، ثم تذكرت نظرة الاشفاق التى ظهرت على مات ذلك الصباح ... عندئذ تساءلت مصدومة عما اذا كان قد سمع صدفة او شاهد ما جرى فى الليلة السابقة ، مع ان التفكير السليم يؤكد لها ان هذا مستحيل لان غرفته فى الناحية الاخرى من الفيلا 0
|