-انه شاى مميز ، اول ما تطلبه السيدة برنتون ، صاحبة الفيلا ، عندما تصل الى هنا ، وهى عادة تتناوله هناك ....
واشارت ماريا عبر غرفة النوم الواسعة ، الى حيث يتكون جدارها الرابع من ستائر تنفتح على شرفة مسقوفة ، تطل على شاطئ ابيض واسع فيه اشجار نخيل واشجار وارفة الظلال تحتها كراسى نوم خاصة بالشاطئ وطاولة من الخيرزان ... حثت قسمات السائغة للنظر ، ناتالى على اللحاق بها دون تاخير 0
لكن ك0ك . قال وهو يتقدم الى جانبيهما : الشاى هو للسيدان الكبيران المترهلان ... اذهبى للاستحمام بسرعة وارتدى ثيابا خفيفة ... لنتناول بعد ذلك الشراب 0
-لكننى اريد التقدم نحو الشاطئ ... ثم انها ذهبت لتحضير الشاى ...
ابتعدت عنه بهدوء قدر الامكان فعبرت الشرفة نحو الممر الموصل الى الرمال ثم توقفت قرب الماء تراقب الزبد الابيض يقفز الى الشاطئ ثم يتراجع فوق صفحة الماء الخضراء كالجاد . تمنت عندئذ لو انها اتبعت نصيحة ك0ك وارتدت ثوب سباحة فالبحر بدا وكانه ينتظر ان يلفها كثوب من الفيلا تحمل صينية الشاى بين يديها 0
بعد لحظات كانت ناتالى تجلس على كرسى طويل ، حافية القدمين ، شعرها منسدل ليتمكن الهواء العليل من التلاعب به خلف عنقها ... كان الشاى مثلجا ... مع الحامض ... وشئ اخر لم تعرف ما هو ، لكنه جعل الشراب المعطر برائحة الياسمين منعشا 0
بدات الشمس تنحدر نحو المغيب ... وسمعت من بعيد صوت الولدين ، ثم الصمت ، يقطعه فقط صوت تحرك الامواج المستمر وصراخ طير فوق البحر . فاستولى على تفكيرها نوع من
احلام اليقظة ، تدور بها هنا وهناك ... سيكون امامها عمل تقوم به ... فهى ليست هنا فى اجازة ... لكن من الشبق ان ترفع راسها من الة الطباعة لتتامل هذا كله ... فسيكون امامها وقت متسع للسباحة ورؤية الجزيرة ... وربما سيكون امامها من المرح التظاهر بانها امرأة ك0ك ... بطريقة ما ، لم تكن خائفة من هذا بعد ان وصلت الى هنا ... هل سيضع ذراعه حول كتفيها ؟ ربما سيفعل ... لتبدو التمثيلية حقيقية ... ويجب ان تحاول ان لاتضحك على هذا ...
بدت على شاشة جفنيها المغمضتين صورة ك0ك ذا الفم القاسى الجدى ... فتنهدت ... تاركة خيالها يتجول ... لكن الخيال لمِ يكن يوما بمثل هذه الواقعية ... ! كان فمه حقيقيا ... دافئا خفيفا مغريا ... فتحت ناتالى عينيها على وسعهما ... فوجئت بعينين رماديتين ، واهداب سوداء ، وراس اسود ... جعلها عدم التصديق ترتعش حتى اسفل ظهرها ، ثم شهقت لان شفتيه على مقربة من شفتيها . فاستقام ، ينظر اليها دون ان يبدو على وجهه تعبير محدد : هل ستاتين للسباحة ؟
-هل ... هل ... قبلتنى ؟