كاتب الموضوع :
لأني أحبك
المنتدى :
الارشيف
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
وصلت لكم اليوم كما وعدت بعد انتصاف الليل ، لنبدأ بالمرحلة الثالثة من القصة ، وها نحن نبدأ بانتصافها ، فانتهينا من مرحلتين وتبقى بعد الثالثة مرحلتين .
تفضلوا أول جزء من المرحلة الثالثة :
قراءة ممتعة
ّ**ّ
نُكشف دائماً عندما ننسى أمر أخطاءُنا !
تمشت بين ردهات سكن الطالبات بتنورة قصيرة وكنزة قطنية واسعة تدفئها ، تضم يديها لصدرها ، تستشعر الدفئ وتبحث عنه ، ثم تبدأ بالغناء :
" يا طيب القلب وينك "
تتوقف ألحانها ما أن تخرج رنيم من غرفتها وتقفلها وتشير لها بيدها قبل أن تغادر ، تلتمع الأفكار برأسها !!!
سأفك عقدة الحزن في نفسي على طريقتي الديموغرافية !
تتجه مسرعة إلى غرفة صديقتها رولا وعقلها يشير إليها أن هذه الصديقة مؤكد قي أحد صفوف الجامعة الآن .
تدخل بحرية مطلقة إلى الغرفة ، تنظفها كما عادتها ، دوماً تحب أن تنظف غرف صديقاتها وترتبها بعناية فائقة جداً .
الملابس المترامية هُنا وهُنا ، تجمعها وتفرز النظيف منها والمتسخ ، وتجمع الأكواب وتنظفها ، وتنفض الفراش وترتبه بطريقة الفنادق الفاخرة .
تأخذ عيناها نظرة حولها إلى ما صنعت وابتسامة تغتالها وهي تنظر إلى نظافة الغرفة ، تشعر أن النظافة تعطيها نوعاً من الاستقرار النسبي .
تهم بالخروج ولكنها تعود للداخل وكأنها نست شيئاً ، تفتح الدرج في أقصى الغرفة تبش فيه وتتخير ما يعجبها ثم تأخذ منه طقم من الملابس الداخلية بلون ليموني ، و تغادر ببساطة وكأنها كانت في غرفتها الخاصة ، فطبيعة تصرفاتها لا تدل إلا على ذلك .
نذهب أخيراً لغرفتها وتضع طقم الملابس الداخلية في كيس أسود وتغلقه بإحكام ، ثم تحضر كيساً آخر وتغلف الأول بالثاني ، تصعد الكرسي وتضعه جانب الأكياس الصغيرة المحكمة الإغلاق فوق الدولاب .
ّ**ّ
تأخذها الأفكار بينما يتسلقها الألم من جديد ! لمَ لا ينفك عنها !!! ألم تضع له حداً قبل قليل في غرفة رولا !!!
سأطرد من هذا السكن كما طردني معين اللعين ! وأفصل من الجامعة !!! وأرمى مع كلاب الشوارع دون مأوى ولا ملجأ ! سأتسول وأنام تحت ركن عمارة !
سيحصل بي كل هذا دون أي خطوة مني لمساعدة نفسي ! مكتوفة الأيدي أنظر لفشلي وضعفي وهواني على من حولي !
من سينظر إلي ويساعدني ! لا عمل ولا سكن ولا دراسة ولا شيء !
ألا يحق لي الجنون الآن ؟؟!!
ألا يفترض بي أن أجن لأدخل مستشفى المجانين وأعيش بالمجان ، وأنام بالمجان !!!
ويتساءلون لمَ يجنُ البشر !!!
وإن لم أصب بالجنون ، فسألجأ للإجرام !!
هو الحل الثاني ، كي أعيش في سجن النساء بالمجان أيضاً !!
هه ، ويتساءلون كيف يقتل البشر بعضهم !!! قضية السرقة لن تبقيني في السجن طويلاً ، ولكن القتل وحدة من يحكم لي بالسجن المؤبد أو القصاص !
يكفي أيه الألم ، يكفيك طعناً بي ! ألهذه الدرجة هانت نفسي علي ؟؟؟
أ أبحث لها عن خلاص بجنون وقتل ؟؟!!
ألهذه الدرجة أنا وحيدة بلا أي بشر أو مساندة أو أي شيء !!!!
أ أريد أن أعيش في مصح عقلي لأتخلص من ضياعي !!
أو في سجن نساء متعفن ؟!
ويقول لي علاء انسي الأمر !!!
فلأعمل ببار وإن طلبوا عذريتي ، فلهم هي !!
ماذا أريد بها !!! أليسوا من سيطعموني ويأوني !!! وسأنام في أحضانهم .
يكفي ذلك ، هذا كفيل بجعلي أفعل لهم مقابلاً لمَ ما لم يقدر أحداً على فعله معي !!!
فمعين وأوشيا اللذان سرقاني رموني كقرطاس لعلبة فول !!!!
أي فول هذا الذي يغزوا أفكاري !
وعلاء ، هه ، من هو علاء ، لا يستطيع فعل شيء لأجلي !! لا يستطيع !!!
كفاني !!
كفاني طعناً في أنوثتي ، وشرفي ، وعقلي !!
ّ**ّ
تدفقت الأفكار ، أو الذكريات البائسة لعقلها وهي تبحث في داخلها عن ما تقوله لعلاء اليوم .
كانت ترى أوشيا وهي في حضن وسام ،
ثم يرسم معين نفسه في ذكرياتها وهو يضربها ثم يطردها ليلاً ،،
يتوالى ذهابها في البحث عن عمل في ذهنها ، حديثهم الموجه لها !!
رفضهم لها !!
طردهم لها !
واستهزائهم بها !
وآخر من ذهبت له قال لها ببساطة أن تعمل في بار !!!
تتخيل والديها الحقيقين ، تتخيلهم أموات تحت التراب ، تخلوا عنها أيضاً قبل أن تعرفهم !!
ولكنها تعود لتخيلهم وهم أحياء يرزقون ، يعيشون برتابة متناسين أمر وجود ابنه لهم !!
قد تكون ابنه غير شرعية ، قد يكون أبوها بوادٍ وأمها بآخر !!!
استهانوا بكل شيء ، لم يهمهم شيء !!
تناسوها !
ورفضوها !
ولم يضحوا لأجلها بشيء !!
هكذا هم الأباء ؟؟!
أم أن أبويها فقط كذلك ؟
ثم تتماثل لها الرغبة في عيني علاء ،
- رنا ، حبيبتي هل تراجعت عن قرارك ؟
تنظر إليه بعد أن اخطتفها من أفكارها البائسة ، وفكرة واحدة أخيرة تتمحور في عقلها ، هو أيضاً كذلك ، وبسببه هو أيضاً ستفعل ذلك ، وستقدم نفسها قرباناً له ، ليقطف زهرة طهارتها .
كُنت صادقة يوماً .
حقاً كنت صادقة .
ولكنه خدعني !
كنت أعرف أن الرجال كذلك ، أعرف ذلك جيداً ، فالعينات أمام عيني أثبتت لي !
ولكنه خذعني !!
جعلني أشعر بطهر نواياه الدنيئة !!
جعل عيني مغشية عنه !
إنه هو من …...........
- رنا ماذا بكِ ؟؟؟
ركزت نظرها في عينيه أكثر وثبتت نظرتها وشعرت أنها في عالمه وليس في عالمها وهي تقول بحزم لم يعش فيها إلا من أفكارها الجديدة :
- هل لديك مكان لتقطف به عذريتي ؟
نظر إليها بصدمة ، هو حقاً لم يعد يعرفها !!!!!! لم يخطر بباله يوماً أن يفعل ذلك ، أن يصل بعلاقاته لهذا المدى ، كان يريد أن ينازعها في رغبتها ، أن يأخذ ذلك منها في لحظة ضعف منها ، أن لا يأخذ كل شيء !!
أن لا يكون التصريح بالأمر كذلك ، أن يكون نتاج طبيعي لتطور العلاقة وبعد أن يزرع حبه فيها ، كما سابقتها ، علاقاته السابقة لم تأخذ إلا المجرى الذي حدده وخطط له ، ببدايته وذروته ونهايته !!!
ما بالها هذه تهدم خططه وتطلعاته !!!
قد يشعر بالإثارة لذلك ، ولكنه زرعت في نفسه شيئاً مختلفاً !!
كان يريد ضعفاً وقدمت له القوة والحزم !!
كان يريد المنازعة وقدمت له تفويض خالص !!
كان يريد أن يجعلها حزينة لفراقه في نهاية المطاف وحزينة لما قدمته له ونادمة ولكنه يرى أنه هو من سيندم وهو الخاسر !
الأمور قلبت على عقبيها معها ،
ولم تكتفِ بالقليل !! إنها العذرية بأكملها !!!!!
- رنا !!! ما الذي تقولينه ، هل أنتِ جادة ؟؟!!!!!!
كانت النظرة الأخيرة التي ألقتها عليه وهي تجيبه كفيلة لكي يسكنه ألمٌ غريب ، غريب :
- ألا تريد أن تكون أول قاطف لها ؟؟؟؟! إن لم تشأ فهذا شأنك !!
- رنا لا أقصد ذلك !! هل صدقتي ما قلت ؟؟؟؟ كنت أريد بذلك منعك من ما أقدمتي عليه !!!
- وأنا جادة ، وأعرف أنك تريد ذلك !! لا داعي لما تقوله ، الأمر واضح !!
- رنا لن أسمح لكِ بعد في العمل هناك !!!!
- ومن قال أني أنتظر إذناً منك ؟؟؟؟؟
- رنا هل أنت قادرة على تجاهل ما أطلبه منكِ ؟؟؟؟ أين حبك لي ؟؟؟! وتنفيذك لكل ما أطلب ، هذا الطلب بالذات أطلبه لأجلك وليس لي !!!
- وأين حبك وأنت تقول لي سأكون أول قاطف لها !! أظن أن علاقتنا بدأت بمرحلة جديدة ، جديدة عن علاقات الحب حتى !! فلنكن صريحين أكثر !!!
- ما الذي تقولينه ؟؟؟؟؟؟ رنا لو كان هذا هدفي ، لماذا الآن أطلب منكِ العكس ؟؟؟؟! رنا لا أريد لكِ ذلك !! تعرفين الفتاة في هذا البلد مستقبلها أسود بلا عذرية وبلا شرف ، أهلها قد يقومون بقتلها !! وقتل من فعل بها ذلك !!
صرخت بحدة بعد أن تلبسها الهدوء في السابق :
- علاء !! يكفي هذا هراء !! أنا لا أهل لي !! ولا مجتمع يعرفني ليتكلم عني وعن سمعتي !! أنا لا مستقبل لي !!! أنا مقطوعة !! وأظن أن مكاني الطبيعي مع بنات الشوراع أو بنات الليل !! لن أنفع لشيء آخر !!! ولا يهم شيء ، بكل حال أنا بلا عائلة ولا مجتمع !
- اهدئي قليلاً ، عليك التفكير جيداً ، انسي الأهل ، ولكن ماذا عن الناس ماذا عن ….....
عادت لصراخها وهي تقاطعه :
- علاء ، اصمت ، أنا لا أنتمى لهؤلاء الناس ، أنا لست أردنية ، ولا أهل لي !!! أنا في بلد غريب ,, ومقطوعة بلا شيء .
- أنا موجود على الأقل .
- اخرس علاء ، أنت أيضاً لا شيء !!! أنت لا تمثل بحياتي شيء ، فالأوراق الآن مكشوفة أمامي وواضحة .
- أنت الآن غاضبة وأقدر ذلك ، لكنك ستندمين لاحقاً ، فكري بروية ، وابحثي عن عمل آخر ، سيسير الأمر وتتسهل الأمور صدقيني .
كانت كلماته بلا معنى في نفسي ولكن قلبي وبعض ذرات من حبه التي أظنها الآن تتطاير مع نسمات الهواء يمثلان لكلماته ، يعيدان ترتيب الأمور ، ولكنها لا تحتاج لذلك ، لا وقت للانتظار ، أنا لا شيء بالنسبة للأردن وبالنسبة لأهلها وبالنسبة لعلاء !!!
أنا أعرف جيداً أن الرجال لا يتزوجن من صديقاتهن !! بل يتزوجن فتيات طاهرات لا يعرفنهن !! ولكن حبه الغبي أغشى بصيرتي ، تناسيت كل شيء !! كل شيء .
ها أنا أصحو ، ولن يأثر بي شيء ، حتى وإن كانت الذرات المتبقة من حبي له تلح علي بسماع ما يقوله لي وتنفيذه .
ستتناثر !
ستتناثر بقية الذرات مع النسمات فلمَ العجلة !
غادرته وهي في أوج غضبها وسخطها من نفسها واعدة نفسها أن تقدم نفسها له أولاً ، فهو أولى !!!!
( وما ظلمناهم ولكن كانوا أنفسهم يظلمون )
كلما ابتعدنا ، زاد عذابنا ، وكلما ظننا أننا وصلنا قمم الحياة تلقينا من عليائها !!
غافلين ، ظالمين .
نظلم أنفسنا بجهلنا ، بغفلتنا ، باعتقادتنا البالية .
ّ***ّ
قابلت بنيان قبل أن تخرج من الجامعة ، استوقفها ذلك ونادتها بصوت خافت ، ولكن بعد أن التفت إليها بنيان ورأتها ، تساءلت لمَ نادتها !! ماذا تريد هي من بنيان ، كانت تنظر إليها بنظرات تائهة .
استحثتها بنيان بابتسامتها وترحيبها لتقول لها أخيراً قبل أن تغادر :
- كُنتِ صادقة يوماً .
صدم ذلك بنيان التي أرادت اللحاق بها ولكنها اختفت من أمامها بسرعة ، أنبت نفسها لأنها لم تستبقيها لتفهم ما الأمر ، وهي في آخر مرة رأتها أخبرتها أنها في ورطة !! ثم إنها قررت منذ فترة أن تحاورها بأمر حبيبها وما تفعله من حرام !! ولكنها حتى اللحظة لم تفعل !! قد يكون الوقت لم يسمح ولكنها الآن مؤكد تعاتب نفسها ، فلو أرادت حقاً أن تفعل شيء لفعلته حتى لو اقتصت الوقت اقتصاصاً !!
تشعر أنها تأخرت ، تأخرت جداً فكلمة رنا ، إن دلت ، دلت على أنها في أوج محنتها أو ما قبل نهايتها !!
فهل ستفعل شيء !!!! ؟
أحياناً ينقصنا الإصرار يا بنيان ، الإصرار ما ينقصنا لنقوم بأفعال عظيمة ، فالكل قادر على صنع ما يشاء وبناء ما يشاء وفي الوقت الذي يشاء >>>> خارج عن النص .
ّ**ّّّ
ردت على علاء في بهو السكن ونظرات المشرفة المناوبة تراقبها ، قال لها بسرعة وكأنه لا يريد أن يغير ما قرره أخيراً :
- رنا قابليني غداً تمام التاسعة صباحاً عند الدوار السابع مقابل البنك ، اتفقنا ؟
- هل تقصد ما طلبته منك ؟
- نعم ، سأفعل .
- إذاً اتفقنا .
عادت لغرفتها وهي تشعر أن جزءً منها بدأ بالتلاشي ، حقاً تشعر بذلك بطريقة غريبة جداً !
ماذا لو أتى الغد ؟! هل ستشعر بتلاشي كلها ؟!!!
لن تضعف ، ستواصل ما قررته ، إنه القرار الصائب .
إنه لا شيء مقابل ما فعلته أوشيا ، أوشيا خانت زوجها بلا هدف ولا غرض ولا حاجة !!! وأنجبت طفلة لا تخصه وخانته حتى في طفلته !!!! خانته كما خانني هو وإدعى أبوتي !!!
وأمي وأبي أنجبوني بلا هدف ولا غرض !! بأنانية ، لم يفكرا بي وفي حياتي للحظة واحدة ، ثم رميا بي في ملجأ !
لن أكون أفضل بكثير ، سأفعل كما فعلوا ولكني على الأقل لي غرض وفائدة ، لن أخطأ و أنجب أطفالاً ، أنا فقط أريد أن أعيل نفسي وأجد مسكن ومأوى ، فقط !!!!!
ّ**ّ
قطعت ميلاً من الحب ،
ثم قطعت آخرُ يشبهه ،
وواجهتني آلاف التقاطعات ،
مشوشة ،
مشوكة ،
متعرجة ،
أياً كانت مررت منها بطريقة أو بأخرى ،
لا فرق ، بالحب الأمر سيان !
قادها حيث الشقة التي حجزها ، مشى بها غريباً !
لا يصدق ،
وهي مصدومة ،
تتساءل نفسها إن كان ما يحدث فعلي ، وينفذ بكل بساطة ،
أدخلها حجرة النوم ،
تركت يده وتوجهت إلى السرير ، جلست بجمود وعيناها تستجدي البلاط وأخشاب الأثاث وأي جماد إلا الرجل الواقف أمامها لا ينظر إليها !
وهلة تفكير عقيمة ، سقيمة ، مشبعة بآخر أشكال الطهارة ، تبعها وقفة سريعة قامت بها ، فكت حجابها بسرعة أيضاً ، ونثرت شعرها بقسوة ، ثم وبخت نفسها فليكن كل شيء قبل أن أعدم الطهر رقيق ، فما بعدها لن يعاني إلا من القسوة !
ابتسمت بجذل لنفسها ثم للرجل الحبيب الذي يقابلها بنظراته ، وما لبثت توسعت ابتسامتها وانفرجت شفتيها ببطء وهي تقول : أنا لك ، افعل ما تشاء .
تراخت عضلات ساقها وعادت للسرير لتجلس ببؤس أو ضراعة !
تقدم منها بخطوات لا يعرفها ، غريبة هي عنه ، انحنى بجسده وجلس بين ساقيها على الأرض ورفع وجهه ينظر إليها : حبيبتي رنا ، معشوقتي رنا .
توقف حيث شاهد لمعه عينيها ! إنه الخبث فيها ، واللؤم !
بدأت تتحول بسرعة عجيبة ، قبل حتى أن يلمسها !
فكر بسخرية " متعجبة هي لأني أجلس على الأرض وأرتكز ركبتي ! وأرفع رأسي أنظر إليها ، وكأنها الأميرة التي يطلب منها الخادم لمس يدها !
لا أستطيع أن أفعل شيء ،
أرغب بها !
ولكن الرغبة محصورة بالحب ،
فحبي أعظم ،
أعظم بآلاف الأميال "
طالت نظرته إليها وأخيراً أخفض رأسه وهو يقول : رنا لا أستطيع ! أحبك هل تفهمين ؟ هل تعين ذلك ؟ أحبك ، أحبك جداً وجداً و جداً ، رنا أريد أن أفعل ذلك بعد أن تكوني زوجتي ! أتفهمين ذلك ؟ رنا أريدك زوجة ، أريدك أماً لبناتي وصبياني ، رنا أحبــــك يا صبيتي يا طفلتي يا زوجتي يا معشوقتي هل تفهمين هذا الحب !
لا أستطيع ، لن أفعل شيء ......
أوشكت أن تقطع كلماته وترد عليه ولكنه ولأنه يجلس على الأرض وهي على السرير ضم خصرها بقوة ودفن رأسه ببطنها وهو يستجديها : رنا سأفعل أي شيء ، ألستِ زوجتي سأتصرف ، سأصرف عليكِ وألبسكِ وأدرسكِ وسأذاكر لكِ دروسك أيضاً ، رنا لا تقطعي أوصالي ، لا تنحرين الشرايين المتبقية فيني !
أرجوكِ فلنخرج من هُنا ، فأنتِ زوجتي التي سأحمي أنا شرفها ولن أكون سبباً في ضياعه ولو اضطرني الأمر حياتي ، لن أبخل عليكِ بشيء لا من مالي ولا عمري !
أبعدت رأسه ببرود ، وسحبت حجابها وارتدته بهدوء تام وخرجت وهو يتبعها .
ّّّ
صفقت باب غرفتها بحدة قبل أن تدخل غرفتها وفوضى مشاعرها تجعل منها منحوته قديمة مجوفة !
لم يحصل شيء !!
انتهى الأمر بسلام !
ولكن ليس هذا السلام الذي أريده ، ليس هذا ، سأذهب للبار وأعمل به حتى لو لم يمسني علاء !
هل كل هذه الفوضى تجوف داخلي ؟؟؟!
تجعلني خالية !!
جسد خارجي فقط بلا أمعاء وكليتين وقلب ودماء بالداخل !!
منحوته !؟ منحوته مجوفه !!
أظنه يحبني !! أيعقل ؟؟!
لكنه لم يمسني ، إذاً يحبني !؟؟
لا ، علاء لم يحبني أراد غرضاً من وراء هذه العلاقة !!
وماذا غرضه إن لم يكن عذريتي ؟؟؟! إنه رفض ، قال أنه يحبني ويعشقني ويريدني أماً لأولاده ..
نعم يحبني .
لمَ لا أبكي الآن ، ألا أحتاج لبعض الدموع ، لأواسي نفسي ، وأفرح لهذا الحب الغريب الذي انتشلني !!؟؟
هل أستطع جمع ذرات حبه من نسمات الهواء وأعيدها داخلي !!
ألا يشفع له ما فعله اليوم ؟؟!!
إني أود لو أسلمه نفسي ، سأكون راضيه بعد ذلك ، راضية عن نفسي وعن ما قدمته له !
بكل حال هو يستحق ، أليس كذلك ؟!
علي نزع هذه الأفكار من رأسي ، طهارتي وشرفي سأحافظ عليهما لأجله ، هذا ما يستحقه فعلاً .
ولكن الآن كيف أعيل نفسي !!!؟
التفت للباب الذي فتحته رولا بقوة والشرر يتطاير من عينيها لتقول بحدة :
- رنا عنجد إنتي انسانة مو طبيعية !!
وتكمل هدى من خلفها :
- زودتيها وكتير استحملناكي !!!
كانت عيناها مشوشة وهي تنظر لصديقتيها في السكن وهم يمطرانها بصراخهما ، ولكنها أجابت بصوت منخفض جداً :
- شو مالكم !! ليه بتصرخوا !!!؟
أجابتها رولا بغضب صافي :
- ولك انتي ما فيه عندك زرة حيا !!!! ولا مريضة نفسياً !!!! كيف ماخدة تيابنا الداخلية ومخبياها فوق خزانتك بكياس سودة !!!!!!
أضافت هدى صارخة وهي تكتف يديها فوق صدرها :
- انتي أكيد فيكي شي مو طبيعي !! هاي الأمانة عندك !! فاتحينلك غرفنا ليل نهار وصاحبات عالفاضي !!!!
كانت حقاً غير قادرة على الرد ، كانت تشعر بصدقهما ، هي مريضة نفسياً ، شعرت أنها تريد البكاء ، أخيراً تريد البكاء ، تستحق أن تبكي قليلاً ، لمَ لا تواسي نفسها بدموعها ، هي فتاة غير سوية ، ومريضة نفسية !! وتتصرف بفوضى وغباء !
ولكن صوتاً آخر لا تعرفه رد عليهما بضراوة وغضب :
- انقلعوا من وجهي ، حلوا عني ، انا مو ناقصيتكم ، متخلفين ، من وين جبتوا هالحكي !!!!
ردت هدى بصدمة :
- شو من وين جبناه !! لقينا تيابنا فوق خزانتك !!! ولقت رولا كياس سود تحت تختك !!! إنتي مجنونة والله وكمان بتنكري !!!!
نظرت لها بشراسة وهي تجيبها :
- وانتو ليه عم تبحبشوا بأشيائي !!! شو وصلكم لفوق خزانتي وتحت تختي !!! والله مو عارفة مين الحرامية ؟؟؟؟؟ انتو و لا أنا …
أضافت رولا بغضب :
- فوق حقو دقو !!!! انتي وحدة وقحة وما بتستحي عدمك !!!!
نظرت هدى لرولا و أضافت وكأنها تواً اكتشفت ذلك :
- ومو بعيد بتنضف غرفنا على أساس شوفوا أديش أنا منيحة معكم !!!!
- والله إنك حقيرة .
أجابتهما أخيراً وصراخها يعلوا :
- انقلعوا من غرفتي ، حلوا عني ، انقلعوا .
خرجتا وهما تصفقان الباب وهدى تقول لرولا :
- أصلاً المفروض ما نحكي مع وحدة مجنونة !! ولا نناقشها !
ها هي دموعها تتدحرج معلنة حضورها الفوري .
آن لها أن تستقر فوق خديها ، وتحرق روحها !
تبكي جنونها !
وتبكي مرضها النفسي !
وتبكي أهلها !
وأهلها المتبنون !
وتبكي علاء !
كم من مرة وبخت نفسها ومنعتها عن البكاء !
آن لها ، فلا داعي لحبس دموعها أكثر ، إن الأمر يستدعي الدموع !!
فما أن عادت بفوضى مشاعرها من مشوراها مع علاء ، حتى وصلتا لها هدى ورولا بجديد معرفتهما لها !!
لمَ الآن !!
كنت أود لو أشتكي لكما عن ما حصل معي !!
لا أنا كاذبة ، ما كنت سأفعل .
ولكني أعذب نفسي ، أخبرها أني أود اخباركما وأنا لم أرد ذلك !!
حقاً الأردن تطبق على عنقي بشدة هذه الأيام ، فتخيرني إما الهرب وإما الإعدام .
تمتمت بكلمات أغنية فجأة من بين دموعها " إني خيرتك فاختاري ما بين الموت على صدري أو بين دفاتر أشعاري ، اختاري الحب أو اللا حب ، فجٌبن ألا تختاري ، لا توجد منطقة وسطى ما بين الجنة والنار "
حقاً أنتِ مجنونة المشاعر ، مسكينة ولكني حتى اللحظة أكرهك >>> خارج عن النص .
ّ**ّ
- ياخي إنتا عنجد مجنون !!!! من كل عقلك ؟؟؟ وأهلك شو بدك تحكيلهم ؟؟
- لا مجنون ولا اشي ، عادي ، بحكيلهم رسبت هالفصل ، والفصل الجاي بكون دبرتها !!!
- أنا مش مصدأ !! عنجد مش مصدأ ، هلأ هاي البنت إلي كنت عم تستنى الفرصة الها ؟!!! وين تخطيطك ، وين الرمية القاضية !!! ولا بس وصلت اللقمة للتم بطلت بدك اياها !!؟؟؟ ، يا خي خلص إذا ما بدك اياها شوف غيرها ، ليه تضيع مستقبلك عليها !! و دراستك ؟؟؟؟؟
تنفس بعمق موجع وهو يهمس بألم :
- ماجد افهمني هالبنت غير ، مسكينة ، أنا وعدتها أساعدها ، وأنا قد كلمتي .
- فهمنايا سيد علاءإنك رجال وأنا شاهد ، بس بالله على حساب مستقبلك ودراستك ؟؟؟!! بدك تصرف عليها عشان هي تدرس وإنت تقعد من غير دراسة ؟!!!! إن شاء الله عمرها ما درست !!!!
- أنا لا حق على الدراسة ، أبوي ما بتفرق معه ، حيبعتلي مصروفي ومصروف السكن ومصروف الجامعة وما حيهمه سنه وسنتين !!! خليني أخلصلها دراستها وبعدين أنا بدرس !!!!
- طيب وبس تخلص هي انتا شو بتعمل !! بتدرس وبتتركها ؟؟؟! بتنتهي مهة الصرف عليها ؟؟؟
- ماجد بس تخلص بتشتغل بشهادتها ، البنت عم تدرس صيدلة ، تخصص منيح !!
- يا ابن الحلال ما في شي منيح بالأردن ، إن كترت بيعطوها 300 دينار بالشهر !! إلا إذا حضرتك ناوي تفتحلها صيدلية باسمها !!
- يا ربي ، ولك حل عني فقعتني ولا تبلشلي بهالموال ، بتاخد راتب منيح إنشاء الله .
- ولك علاء ليكون مفكر رواتب الأردن بتشبه راتب أبوك بالخليج !!!!!!!
- لأ مو مفكر ، وحل عني ، واخرس بديش أسمع ولا كلمة .
ّّّ***ّ
ألجمتها الصدمة منذ أن عرفت بقرار علاء !!! سيوقف دراسته ويعطيها ما يرسله له أبوه لمصاريف الجامعة لتدرس هي وتسكن وتأكل !!
حتى الآن لا تصدق ما قاله !!!
ألن يدرس هو !!!
لأجلها ؟؟؟!
أيعقل لشاب أن يفعل ذلك ؟؟!!
لأجل من !!
لأجلي ؟؟
لأجل صديقته ؟؟
حبيبته ؟!!
التي أجزم أنه لن يتزوجها ؟؟؟!! حتى لو حملت بطفله !!!
كما فعل وسام ، ولكن كيف لوسام أن يتزوج أوشيا وهي زوجة معين ؟؟؟
بئساً لأوشيا ، دائما تحفر لها خندقاً داخلي بمفارقاتها مع حياتي .
أ يفترض أن أكون سعيدة بما سيفعله علاء من أجلي ؟! وفخورة أيضاً ، فخورة به !
" علاء إن حبك بات داخلي هذه الليلة ، وقد يزوني في منامي "
نامت أخيراً بينما أفكارها مستقرة في حبها لعلاء .
ّّ**ّ
احترقت نصف السيجارة ، وشارك في حرقها أكثر من نفس .
كونوا بالقرب ، لنصل معاً .
أختكم ،، لأني أحبك
|