التحول من الفشل الى النجاح
ولد جو جيرارد في اسرة فقيرة وعاش في منزل قذر على حد قوله كان له أخ شقيق وأب قاسي عليه
حتى أنه كان من المعهود أن يضربه لأتفه الاسباب وأكبرها..حتى وان كان شقيقه هو المخطأ ...فان جو جيرارد هو من كان تكال له اللكمات..!!
يتذكر الكلمات التي كان يحرص أباه على قولها له دائما سواء بمناسبة أو غير مناسبة
(لا فائدة منك..لن تكون شيئا..وسينتهي بك الأمر الى السجن)
اعتاد جو الهروب من المنزل للابتعاد عن هذا الايذاء ولكنه ما يلبث أن يعود بعد أن يضنيه الشقاء لينال نفس الضرب وذات الكلمات
يقول جو أن هذا الأمر غرس في عقله أنه انسان عديم الفائدة لا يساوي شيئا
على الرغم من ذلك فكانت بطالة والده وفشله في الحصول على عمل يوفر دخل للاسرة سببا في اندفاع جو للعمل منذ سن الثامنة
عمل اولا في مسح الأحذية فصنع صندوقا واشترى بعد الفرش ومساحات الاحذية وعمل في تلك المهنة التي كانت تتميز بدخل زهيد ..
ولكن على كل حال فقد كانت مساهمته في توفير اي نقود للبيت مهمة
وان كان بعد فترة لم تستطع هذه الوظيفة أن تحسن الأمور فزاد الى جانبها مهمة أخرى وهي بيع الصحف
كان جو يستيقظ في السادسة ليتحصل على الصحف من موزعها ويمر على اهل الحي ليبيعها ثم بعد أن ينتهي يذهب الى المدرسة ليأخذ دروسه وبعدها تبدأ مهمته في مسح الاحذية..!!
يقول جيرارد ان بيع الصحف ..كان له تاثير مبدأي في تعلمه البيع
ذلك حينما اعلنت شركة التوزيع عن جائزة عبارة عن صندوق من المياه الغازية لهؤلاء العملاء الذين سيشتركون لمدة شهر في شراء الصحيفة
يقول جيرارد ان هذا الأمر شجعه للغاية لما كان ينتظره من مكافأة اذا استطاع أن يحقق عدد كبير من العملاء
من أفضل ما طرحه جيرارد في هذه النقطة أنه حين كان يعلن عن المسابقة لم يكن يقول أنه من الواجب الاشتراك لمدة شهر
بل كان يطلب من العميل مجرد الاشتراك لمدة اسبوع..
وهو على يقين أنهم حينما يجربون ميزة الاشتراك لن يتوقفوا عن الاستمرار وبالتالي سيصلوا للاشتراك الشهري بطريقة سهلة وبسيطة...
مما سيحقق له استحواذه على صناديق المياه الغازية دون ايصالها لاصحابها لان اشتراكاتهم كانت اسابيع متتالية ولم تكن لمدة شهر مباشر كما كانت تطلب الشركة
يقول جيرارد بهذه الطريقة امتلأ مخزن البيت بصناديق المياه الغازية التي كان يبيعها ويستفيد من وراءها الكثير
انتقل جيرارد لتجربة أخرى حين عرض عليه اثنان من معارفه أن يخططا لسرقة احدى الحانات في الحي الذي يعيشون فيه وبالفعل تمت الجريمة وخرج منها ب60دولارا
الا ان صاحب المحل قد شاهد احد زميليه وابلغ عنه الشرطة فتم القبض عليه واعترف بشركائه الذي كان جيرارد من بينهم...ليقضي في السجن فترة يصفها جيرارد بانها من اصعب ايام حياته الى أن جاء صاحب الحانة وعرفه وكان يعلم انه يجتهد في عمله بالأحذية فعفا عنه
انتقل بعدها جيرارد للعمل في شركة للمواقد كانت بالحي ولكن تم فصله منها حين تم ضبطه متلبسا بتدخين سيجارة في موقع عمل محظور فيه أن يفعل ذلك..!!
يتذكر جيرارد أنه عمل في اكثر من 50 وظيفة كان مصيره لدائم فيها هو الفصل
منها العمل في احدى مصانع الطلاء بالكهرباء هذا الأمر الذي تسبب في اصابته بالربو
ثم مساعد سفرجي في فندق ...
ثم تحول الى منادي على النزلاء لتسليمهم البريد تلك الوظيفة التي فصل منها بسبب ارهاقه ذات يوم... مما دفعه للتخلص مما معه من برقيات دون ايصالها لاصحابها..
وحينما تم كشف الامر تم طرده من العمل..!!
تطوع جيرارد في الجيش لعله يوفر له عملا ثابتا الا أنه سقط من على ظهر احدى الشاحنات واصيب ظهره مما ادى الى اعفاءه..!!
قيمة الانسان هي ما يضيفه الى الحياة بين ميلاده وموته