كاتب الموضوع :
القائدة ياندي
المنتدى :
الارشيف
توقفت السيارة أمام القصر الرئاسي في الجزيرة وتقدم الحارس منها ليفتح الباب الذي ترجل منه بول كورنار مرتديا تلك البزة السوداء الأنيقة ومن خلفه نزلت سيرينا مرتدية ثيابها الرسمية المعهودة فيما ابتسامة سرور مرسومة على وجهها التفت بول إليها ليقول بجدية
-كما اتفقنا سيرينا لا أريد مشاكل واجعلي تعاملك مع الرئيس مناسبا لمركزه وتذكري دائما من هو آدم كونر فمهما كنت تكرهينيه ستكون الكلمة الأخيرة له
وأضاف بنبرة رجاء
-أريد أن تمر هذه الزيارة على خير أرجوك
تنهدت سيرينا بتعب لتقول بنبرة يائسة
-حسنا حسنا حسنا لقد فهمت هذا بول صدقني سأجعلك فخورا بك
وارتسمت ابتسامة غامضة على وجهها لتضيف
-وسأجعل هذه أفضل زيارة تلقاها آدم كونر في حياته
وتجاوزت بول لتتجه نحو مدخل القصر فيما راقبها بول بحذر وقال
-سنطرد من هنا بعد ساعة واحدة فقط
وتقدم هو الآخر ليتبعها نحو المدخل
وفي مكتب الرئيس جلس كونر على مكتبه يوقع بعض الأوراق فيما كان لوران جالسا على المقعد أمامه وهو يقول
-ستعتبر هذه الاتفاقية من أفضل الاتفاقيات التي عقدت في آسيا كل ما علينا فقط متابعة تنفيذها دون تقاعس مهما كان السبب
فقال كونر وهو مشغول بتفقد الأوراق بين يديه
-سأراجعها للمرة الأخيرة قبل أن أضع توقيعي عليها
ولكن أحدهم قطع هذا الحديث عندما طرق الباب فقال لوران
-تفضل
فتح الباب ليدخل أحد الحراس الذي قال
-سيدي السيد كورنار والآنسة دايرن وصلا ويرغبا بالمثول بين يديكما في أقرب فرصة
هذه الكلمات جعلت لوران ينظر لرئيسه مستفسرا فقال الرجل بهدوئه
-دعهما يتفضلا
-حالا سيدي
وخرج من المكتب فيما التفت وزير الدفاع نحو كونر وقال
-ماذا ستفعل سيدي؟
فترك الرجل ما بيديه وقال
-ستعرف حالا
ولم يردف بحرف واحد فيما كانت الثقة بادية على قسمات وجهه وما هي سوى دقيقة حتى عاد الباب ليفتح من جديد ليدخل الحارس وخلفه الضيفين ليقف الاثنان مقابل المكتب وقال بول
-احترامي سيدي الرئيس
ولكن نظر الرجل لم يكن متجها نحوه بل كان مثبتا على الشابة التي بقيت واقفة بشموخ وهي تبتسم بثقة وقال
-آنسة دايرن يبدو أن أسلوبك الثائر لم يتغير مطلقا
نظرت الشابة إليه بثبات وقالت بأسلوب هادئ مستفز
-ولن يتغير حتى يتغير العالم
هذه الجملة كانت كافية باستفزاز لوران الذي حاول كبيت أعصابه فيما شعر بول بأجراس الخطر تدق لذا سار بالقول
-سيدي الرئيس لا نريد أن نشغلك كثيرا فنحن نعلم قيمة وقتك لذا أفضل أن ندخل في الموضوع فورا
-بكل تأكيدي
ونهض عن مكتبه متجها نحو قسم الجلوس في المكتب وقال
-تفضلا
فجلس بول وسيرينا أمامه مباشرة فيما جلس لوران على يساره وقال مفتتحا الحديث
-إذن سيد كورنانر ما الأمر المهم الذي طلبت مقابلتي لأجله
-إن الأمر متعلق بقانون الضرائب الجديد الذي فرضته الحكومة بداية هذا الأسبوع
-وما به هذا القانون سيدي ؟
-إنه قانون غير منصف يا سيدي
وهنا قاطعته سيرينا قائلة بقوة
-إنه قانون جائر وهمجي بوصف أدق
حدق لوران بها بذهول فيما وضع بول يده على جبينه بخيبة أما كونر فحدق بها بثبات كما فعلت هي مع ابتسامة قاتلة وقال
-قانون جائر
-أجل
ولكن بول لم يدع لها الفرصة لتكمل حديثها إذ استعاد دفة الحديث قائلا
-ليس بالمعنى الحرفي للكلمة ولكنه يا سيدي يلحق أضرارا فادحة بالشركات خصوصا المتوسطة والناشئة منها ولن تتمكن جميعها من دفع النسب المفروضة عدا عن هذا فإن رجال الأعمال يعانون من مشاكل كافية مع الضرائب والجمارك في مختلف البلاد وإضافة هذه النسبة الكبيرة يا سيدي يشكل عبئا إضافيا لا يمكن لأحد تحمله لذا نحن نطر آسفين لإبلاغكم برفضنا القاطع ومعارضتنا الشديدة لهذا القرار
ولكن كونر قال باستهزاء
-أنت من بالضبط؟
فأجاب بول بكل بساطة
-جميع رجال الأعمال وممثلي الشركات في العالم
-تقصد حفنة الحثالة الذين انضموا تحت لوائكم في ذلك الاجتماع المبهرج الذي أقمتموه البارحة
هذه الكلمات رسمت ابتسامة رضى على وجه لوران ودهشة على كورنار فيما أشعلت النار في سيرينا التي قالت بحدة
-عفوا؟
فنظر الرئيس إليها وتابع بتلك اللهجة الساخرة
-كما سمعت آنسة دويران
ولكن الشابة اعتدلت في جلستها لتقول بحدة وبلهجة قوية بدا الغضب فيها
-ذلك الاجتماع المبهرج الذي لم يعجبك سيادة الرئيس
قالت جملتها تلك باستهزاء وهي ترمقه بقرف بينما أكملت
-جمع رؤوس الاقتصاد في العالم أولئك الذين تعتاشون على سرقة أموالهم ووضعها في جيبوكم والذين لولاهم لما تمكنت من البقاء جالسا في هذا المكان الفاخر
ولكن الرجل تقدم للأمام ليضع يديه أسفل ذقنه وقال بسخرية لاذعة شابتها سخرية
-وأنت واحدة من هؤلاء ؟
كلماته هذه جعلت الشابة ترمقه بحدة فيما تابع هو بجدية
-اسمعني جيدا كورنار القرار الذي تم اتخاذه درس جيدا من قبل أفضل الخبراء الاقتصاديين وتم معاينة كل المشاكل التي قد تنتج عنه ولم نجد شيئا مهما سوى أن بعض المتحذلقين
ورمق سيرينا بنظرته ثم أردف
-سيخسرون بعض المال الذي سيذهب لمصلحة العالم بأكمله بدل وضعه في جيوبهم لذا دعني أخبرك بقرار لا رجعة عنه لن يتم إيقاف العمل بهذا القرار وسيتم تنفيذه بدء من الشهر القادم وأي شخص منكم سيحاول أن يتمرد ستكون عواقبه وخيمة بشكل لا يوصف
وحول عينيه لتستقرا على سيرينا وقال
-واضح آنسة دوريان ؟
ولكن الدهشة اعتلت وجهه وهو يرى تلك الابتسامة الماكرة التي ارتسمت على وجهها وقالت
-إذن دعني أخبرك شيئا
ونهضت لتقف وهي تنظر له باستعلاء قائلة
-هذا القرار لن ينفذ وأنا لن أعطي فلسا إضافيا لجيوبكم الجشعة وصدقي ستشهد الأيام القادمة أكبر ثورة قادها ضدك شخص ما
فعاد كونر ليسترخي في جلسته وقال باستهتار
-صدقي أم لا لست من يسقط أمام امرأة لا تفقه شيئا في العالم
ولكن سيرينا رمقته باستحقار وقالت
-إذن عليك منذ الآن أن تشتري حبوبا منومة لأنني سأكون كابوسك الوحيد خلال الأيام القادمة
وأضافت بقرف
-أيها الرئيس
وخرجت من المكتب باستعلاء فيما نهض بول وقال باعتذار
-آسف يا سيدي آسف حقا أرجو المعذرة
وأسرع ليخرج خلفها فيما التفت لوران نحو رئيسه وقال براحة
-لقد كان هذا ممتازا يا سيدي
فنهض واتجه ليقف على نافذة مكتبه وقال
-هذا ما تستحقه أمثال تلك المتعجرفة إنها تعتقد أن لا أحد قادرا على كبح جماحها ولكن عليها أن تعرف أن لا احد قادر على الوقوف أمامي ومعارضتي خصوصا لو كان امرأة
خرجت سيرينا من باب القصر بغضب وهي تشعر بالنار تشتعل فيها ليصلها صوت بول الذي قال
-سيرينا سيرينا انتظري توقفي
ولكنها لم تستمع له بل تابعت تقدمها ولكن الرجل لحق بها ليقف أمامها وقال
-سيرينا بحق السماء ما الذي فعلته في الداخل ؟
ولكنها نظرت إليه بغضب لتصرخ بقوة
-بعد كل ما حدث وتسألني ما الذي فعلته؟ أقسم أنني سأحيل حياة ذلك الرجل لجحيم حقيقي
-سيرينا تعقلي أنك تتحدثين عن رئيس العالم
ولكنها صرخت بقوة أكبر ما أن ذكر هذه الكلمة
-وماذا يعني هذا؟ أيمنحه الحق في التحدث معي بتلك الطريقة القذرة ؟ هل يعرف هو مع من يعبث ؟ إنني سيرينا دايرن كان من المفترض له أن يعلم هذا جيدا
وتابعت بلهجة قاتلة
-صدقني سأحيل أيامه القادمة لجحيم حقيقي وسيتمنى أن يعود الزمن للوراء لكي يحذف ما قاله من سجل التاريخ
وتجاوزته لتدخل للسيارة فيما تنهد بول وقال بيأس
-يا إلهي
طرقت سيرينا الطاولة بيدها بغضب في قاعة الاجتماعات تلك والتي كانت تضم الاجتماع الشهري الذي دعا إليه الأمين العام بول كورنار لاتحاد الشركات العالمي وقالت بقوة
-ما الذي تعنونه بأنكم سترضخون لهذا القانون ؟
فقال أحد الرجال
-آنسة دويران نفهم سبب غضبك ولكننا لا نستطيع أن نفعل شيئا لقد حاولنا طوال الشهر الماضي التفاهم مع الحكومة العليا ولكن بلا فائدة إنهم مصرون على هذا القانون ويهددون بعقوبات شديدة في حال الرفض ونحن لن نخاطر بخسارة كل شركاتنا مقابل خسارة جزء منها
-ولكنكم ستخسرون الشركات كاملة في حال تابعتم الانسياق لرغباتهم
ولكن شخص آخر قال معترضا
-إنه القرار الأخير يا آنستي
فنظرت الشابة إلى بول الذي جلس في مقدمة تلك القاعة الدائرية باستفهام فتنهد الرجل وقال
-سنحدد قرارانا الأخير بالتصويت من يوفق على قبول القرار ليرفع يده
وبدت الدهشة على وجه سيرينا وهي ترى كل تلك الأيادي التي ارتفعت فقال بول
-آسف حقا يا سيرينا هذا رأي الأغلبية
كزت الفتاة على شفتيها بغضب وطرقت الطاولة بغضب لتقول بحدة
-هذا رأيكم أنتم ولكنني لن أستسلم بكل سهولة هكذا
ونهضت لتقول بقوة
-اعتبروا مجموعة دوريانا خارج نطاق أسواكم
وخرجت مع حارساتها وعدد من المرافقين لها فسرت همهمة في المكان فيما قال بول
-أرجو من الجميع التزام الهدوء
ولكن هذه الكلمات لم تكن كافية لإطفاء حرارة ما حدث للتو فتنهد بقلق وقال
-يا إلهي أحس بأن أشياءَ فظيعة ستحدث عن قريب
فهل انتهت مواجهة سيرينا مع قائد العالم هنا؟
أم أن لدى رئيسة مجموعة دوريانا رأي آخر؟
لمعرفة كل هذا وغيره
انتظروا الجزء القادم
سلااااااااااااااااااااااااااااااااام
|