كاتب الموضوع :
وتعثرت خجلآ
المنتدى :
الارشيف
ورقة الخريف ( 7 )
مرت سنتين كبرت فيها كتكوتتنا وصار عمرها 6 سنوات .. وكبرنا احنا معها .. وكل ماتكبر سنه تكبر مكانتها في قلبنا
.. صارت الشمعه الي تنور حياتنها والامل الي عايشين عليه ..
..
في الصاله .. متسطه على بطنها في الارض وهي تحرك رجولها ورا وقدام .. والقلم في ثمها وكتبها تحتها .. فارس
قاعد جمها على الارض وبيده مسطره طويله يضربها فيها كل ماتكاسلت ..
اما سلمى قاعده على الكنبه المنفرده وبيدها كوب الجاي .. وتسولف مع صخر الي قاعد في طرف الكنبه الطويله الي
مقابلتنها .. وذياب متسطح على طولها .. ومتوسد رجل صخر .. وعينه على التلفزيون
وقفت على حيلها وهي تصرخ بدلع بعد ماضربها فارس .. مع ان الضربه كانت خفيفة بس هي متحججه ومو في
خاطرها الدراسها فلقتها حجه بحاجه ..
قطت القلم وهي تنط باحتجاج : مابكتب مابكتب ..
فارس وهو يرفع المسطره في وجها : رجعي مكانج لا بهالمسطره على راسج ..
مدت لسانها تغيضه : مابرجع مابرجع ..
كانت تدري انه مستحيل يضربها عن جد .. وبس يهددها .. ماكنت تحب احد يدرسها غيره .. امها سلمى تمل من دلعها
بسرعه وما عندها طوله بال .. وصخر الشي الوحيد الي يكون شديد فيه معها الدراسه مايحب يتساهل معها فيها لانه
الشي الوحد الي بيضمن مستقبلها الي محد عارف مصيره ..
اما ذياب مو ما كانت تحبه يدرسها بيس كانت تكره حياتها اذا جا يدرسها لان كل غلطه بصرخه تنشف الدم في
عروقعها .. وعلى كثر ماتحبه .. على كثر ما تهابه ..
اما فارس صديقها الصدوق .. الي يتساهل معها في كل شي نص دراستهم لعب وسالف يهال .. بس اليوم قاعد يمثل
الشده لان الكل قاعد معاهم .. ولان ذياب وصخر كانوا ينقدون عليه تساهله معها في الدراسه ..
لان هي اصلا من الحين خايبه وتكره الدراسه .. فشلون اذا لقت احد يشجعها ..!!
سلمى : حور رجعي كملي دروسج ..
حور الي راح عن بالها وجود ذياب : مابي مابي ..
رفع راسه من على رجل صخر وطل عليها .. رفع واحد من حواجبه وخزها : نعم عيدي شقلتي ..؟
طيرت عيونها بخوف .. ونزلت راسها للارض .. ورجعت مكانها وقعدت في حضن فارس وهي تقول بخوف وشقاوه
اطفال : انا قلت ابي ادرس ابي ادرس .. " وطلت عليه " انت ماسمعتني ؟؟! ..
الكل ضحك على ردها وهو رجع راسه على رجل صخر .. وهو يكتم ضحكته ..
صخر ضربه على كتفه وهمس له : خف عليها .. وش هالرعب الي معيشنها فيه ..
سكت وهو يرجع عينه على التلفزيون والبسمه ما فارقت شفايفة ..!!
..
الساعه ثمان باليل وقت نوم حور .. لان باجر عليها مدرسه ..دخلوها المدرسه قبل عمرها بسنه لانها في مدرسه
خاصه ..
وقت النوم وما ادراك ما وقت النوم عند حور .. المعضله الكبره ..
طلعت من الحمام " يكرم القارء " بعد مانضفت اسنانها .. وقفت عن الباب ببجانتها الخضراء القصيره وشعرها
الاسود الفاحم يحاوط وجهها ويعكس بياض بشرتها الناصع .. وهي تطالع سلمى منبطحه على السرير وتنتضرها ..
لانها مستحيل تنام ومحد قاعد عند راسها ..
وقفت تفكر شلون تتهرب : امم ماما ابي ماي ..
سلمى وهي تاشر على قلاص الماي الي على الكمدينوا عند السرير : هذا الماي تعالي شربي ..
فشلت الخطه الاولى ..
شربت الماي بدون نفس : ماما بطني يعورني ..
سلمى الي حافضه حركاتها : روحي الحمام ..
: رحت ماما مايطلع شي ..
سمعوا صوت فارس من ورا الباب : الله يقرفج .. يالمقرفه .. شنو الي مايطلع ..؟؟!
: والله انت تدري شنو .. لاتسطعطب " لاتستعبط "
: انا استعبط يالنتفه .. اول قوليها عدل .. سمعي من الحين ما ابي احد في انصاص اليالي يتسلل لسريري .. بقفل الباب
.. وخلي طواله لسانج تنفعج ..
: ماني متعطله عليك .. يالدب ..
سلمى وهي تضحك : تعالي نامي ياطويله للسان ..
مشت للسرير بملل دخلت تحت للحاف ..وعطت امها ضهرها : ماما حكي في ضهري .. * حركه اختي الصغيره
مستحيل تنام بدون محد يحك في ضهرها .. ^.^ *
ظلت تحك في ضهرها لحد مانامت " حكم القوي على الضعيف "
..
بس كالعاده الساعه وحده بضبط رفعت راسها وكانها موقته .. قامت من على السرير تتسحب والنوم مسيطر عليها بس
قاعده تقاومه .. طلعت من غرفتها طالعت غرفه امها وهزت راسها بلا ..
طلعت من الجناح كله ووقفت عند غرف فارس وصخر وذياب .. الموازين لبعض ..
فارس قافل غرفته .. وصخر امس نامت عنده .. يعني اليوم دور ذياب ..
توجهت لغرفته فتحت الباب بشويش .. وسكته بدون ماتطلع اي صوت .. مشيت على اطراف اصابعها لحد السرير ..
رفعت طرف للحاف .. ودست نفسها فيه ..قربت شوي شوي من ذياب دفنت جسمها الصغير في صدره العريض ولما
حست بدفى جسمه يحتويها غطت في النوم ..
فتح عينه وهو يلمها بذراعه .. ويطبع قبله خفيفه على جبينها .. وغمض عينه واستسلم هو الثاني للنوم
" ابشركم صار نومه خفيف ^.^ "
::
وبعد مرور سنتين اخريات ..
قاعد على مكتبه في الشركه .. ومندمج مع الاوراق الي عنده لدرجه انه ماحس بالوقت .. وانه لازم يطلع الحين عشان
ياخذ حور من المدرسه .. بس هذي عادته من يبدا في الشغل ينسى كل شى ..
دخل السكرتر على عجل : طال عمرك تاخرت على .. لمعزبه الصغيره ..
رفع راسه .. وهو يضرب جبينه بكفه : اوووه على هالنسوه ..
طالع الساعه بضيق وقام بسرعه وهو يحمل سويج السياره وتلفونه ويحطهم في جيب ثوبه ..
ومشا بعجل وهو يوصي السكرتير : سالم شوف الاوراق الي على المكتب حطهم في الدرج وقفل عليهم .. وانا يمكن اما
اجي الا العصر ..
ومشى في ممرات الشركه الواسعه .. وهو يرد على سلام الموظفين بكل تواضع .. وهم يسلمون عليه باحرام ويحسون
بهيبته مع صغر سنه ..
ركب سيارته المرسيدس .. وهو يسوق بسرعه مايبي يخليها تنطر ..
ماكان يحب يخليها ترجع او تروح مع السواق .. يا هو الي يوصلها يا واحد من اخوانه بس في اغلب الاوقات هو .. لان
اخوانه اغلب شي يكونون في جامعاتهم في هالوقت وهو الوحيد الي يقدر يطلع ويروح لها في اي وقت ..
..
وقف عند المدرسة نزل من السياره .. ولقها واقفه جمب الحارس ومعها كذا بنت ..
اشر لها وهو يناديها بصوت عالي : حووور ..
انتبهت له وهي تاشر لربعها بفخر : بابا جا ..
وركضت له بفرح رفعها من على الارض وهو يبوسها ..
حطها في الكرسي الي جمب السايق وربط لها حزام الامان .. وحرك السياره
سالها عن يومها و شنو سوت في المدرسه .. ظلت تسولف بدون توقف .. ولا القدره القادره تقدر تسكتها ..
بعد خمس دقايق وقف السياره في مكانه المعتاد بين الزحمه وهو ينتظر
.. زول ياما انتظره في عز الشمس وفي عز البر
حور الي انتبهت لوقفتهم قالت بملل : افففف احنا ليش كل يوم نوقف هني .. ابي ارجع البيت ..
طلع من جيبه لوح كاكوا وعطها اياه بدون مايحول عينه من على الشارع ..
يحاول يشغلها فيه .. وفعلا انشغلت . وهو ظل يتامل وينتظر ..
فجأه فز وعتدل في قعدته ..
وهو يشوفها تمشي مع شله بنات وشنطته المدرسه على ضهرها .. وبيدها تحاول تدخل شعرها المتمرد تحت الشيله
وتستره عن العين .. وراسها الي مستحيل ترفعه عن الارض ..
انتبه للابتسامه الي انرسمت على شفايفها .. ولا اراديا ابتسم لمبسمها .. وهو يرص يده على مكان قلبه ويتنهد ..
وعينه ماطاحت من عليها .. عمره مارفع عينه في حرمه ولا في بنت .. بس شيسوي في قلبه الي يسيره مايخيره ..
..
:اكرهها .. ما احبها
اوتعى من سرحانه على صوت حور .. التفت لها باستغراب .. لقها تتطالع البنت بحقد طفولي .. وهي عاقده حواجبها
بقهر ..
ابتسم وهو ياشر عليها : تقصدين هذي ..؟؟
حور ردت وعينها مانزلت من على البنت : ايي
: ليش ؟؟
ردت بانفعال وهي تمسك دموعها لاتنزل : ما حبها ماحبها اكرهها .. انت ليش كل يوم تجي هني وتطالعها ..ليش ؟؟
صخر وهو يمسح دموعها ويضحك : افا ليش لدموع ..
حور : انا ادري انت ما تحبني انت تحبها ..لآ ..
ضمها لصدره وهو ينفجر بضحك : من قال ما احبج انتي نظر عيني .. " وهمس في سره " وهي دقات قلبي والنبض
الي العيش عليه ..
بعدته عنها بزعل وكأنها مو مصدقته ..
حرك السياره بعد ماشافها تركب الباص الي يوصلها .. والبسمه مافارقت شفايفه ..
وكل حين يلتفت لحور الي مكتفه يدينها بزعل ..
حتى اليهال ياصخر كشفوك .. ولا طالع هالمفعوصه جني جايب لها شريجه .. قرصها بخدودها : فديت الكتاكيت الي
خايفين على غلاهم لاينقص .. صج في ناس شاركوج فيه .. بس لاتخافين مانقص .,
ضربته على يده بقهر بعد مافهمت كلامه ..
وهو دموعه سالت من كثر الضحك ..!!
::
اليوم اصعب يوم مر في حياتنا
..
حسينا بعالمنا ينهار .. او بمعنى اصح طفلتنا انهارت ..
جا اليوم الي عرفت فيه الحقيقه .. حقيقتها !
عرفت انا مو اهلها ولا نقرب لها .. عرفت ان سلمى مو امها واحنا الشباب الثلاثه الي ربوها مو اولاد خالها .. مثل ما
كانت تضن ..
..
كان الكل مجتمع في غرفه صخر مع العمه سلمى .. بدون حور الي الكل كان يعتقد انها نايمه ..
سلمى : البنت قاعده تكبر .. وتفهم .. وهذا انسب وقت نعلمها فيه .. لانها في النهايه لازم بتعرف .. وترها في ذمتنا
وحرام نخبي عليها هالشي اكثر من جذي .. ترانا محاسبين ..
صخر : ما اقدر صدقيني مالي قلب اقول لها تراج بدون اصل ولا فصل .. وحنا لاقينج عند المسجد ..
فارس : وانا بعد اعفوني من هالموضوع .. واذا قررتوا تقولون لها .. خبروني قبل عشان اهج من البيت ..
في النهايه الكل وجه نظره لذياب الي كان طول الوقت ساكت .. طالعهم باستنكار : ليش لهالدرجه شايفيني بدون قلب
.. عشان تبوني اروح اقول لها هالكلام ..!!
سلمى ودموع الحيره ملت عينها : شسوي والله مابيدي شي .. هذي قطعه من قلبي .. ما اقدر اشوف لو نظره حزن
بعينها .. فشلون بيدي اكسر قلبها ..!؟
بس كل هالحيره الي كانوا عايشين فيها ماطولت ..لان صوت تحطم الفازه الكبيره الي عند الباب افزعهم ..
طالعوا بعض بصدمه .. وتسابقوا للباب ...لقوها واقفه عند الباب ماده يدها للفراغ .. و تطالعهم بنظرات تايهه ..
حاول يقرب منها صخر ..بس هي رجعت على ورا قبل ماتصدر منها شهقة قطعت قلوبهم ..وركضت على غرفتها
وقفلت الباب قبل محد يلحقها ...
::
مشا بخطواته المميزه .. برغم اعاقته البسيطه .. الي صارت ميزه له * اختي لما قرت هالجمله هبت فيني .. وش هالسخافه الحين اعاقه صارت ميزه .. كل شي تبين تجملينه مسحيه يلا مسحيه .. بس اختكم عاندت وكبرت راسها .. وشكلها بتنفلع على هالراس *
وقف عند الباب وهو يشوفها ماسكه المقص .. وتقطع في الشيل ولجلال الي شرتهم لها امها عشان تلبسهم لانها
خلاص وصلت التسع سنوات ولازم تتحجب في البيت وبرا البيت لانهم مهما كان محرمين عليها .. وطبع هذي وصايا
صخر بتشجيع ومناصره من سلمى .. مع رفض فارس وذياب الي يعتبرونها صغيره على لحجاب وخاصه قدامهم .. بس
اقنعهم صخر بوجهت نظره الصحيحه .. بانها في ذمتهم اولا واي تقصير منهم وخاصه في هالامر المهم للبنت الي من
هي صغيره لازم تتعود على الستر والحشمه .. وثانيا مدام هم اخذوهما وتكفلوا فيها .. وتحدوا عواقب كثيره .. لازم
يثبتون لنفسهم ولناس انهم كانوا قد هالتحدي وعرفوا يربونها ..
اما هي رافضه رفض قاطع وغير قابل للنقاش .. وهذي اول بوادر الرفض ..
!!
قعد جمها على السرير يراقبها وقي تقطع لخلاقه بقهر .. التفتت له وهو يقعد جمبها خزته بعينها وسفهته ..
حب يتحرش فيها .. اخذ وحده من الشيل الي ما وصلت يدها لها للحين .. وحطها على شعرها ..
: يلا غطي شعرج عيب تقعدين قدامي جذي
قطت الشيله و لفت عليه وعيونها تقدح شرار : والله انت الي داخل غرفتي مو انا الي جيت لك وقلت شوف شعري .. و
روح قول لاخوانك .. الي مايبي يشوفني بدون حجاب .. خل يطلع من البيت .. لاني ما بتحجب .. وانا قاعده فيه
.. ولا تدري انا الي بخبرهم بنفسي ..
قامت بسرعه ولمت الي تقدر عليه من الخلاقين .. وطلعت وهي تضرب الارض تحت رجلها بقهر ..مشيت لقسمهم
.. وهو يمشي ورها ويضحك على حركاتها الطفوليه ..
شافت باب غرف ذياب مفتوحه وقاعد هو ويا صخر يسولفون ..
دخلت عليهم مثل العصار وهي ترقع الباب بالجدار .. قطت الي في يدها وسطهم .. وتخصرت .. وخدودها صايرين مثل
الدم من القهر .. وزايدين ملامحها الطفوليه حلاه ..
وبدون ماتحس قلدت طريقه كلام ذياب اذا عصب ..بس مع شكلها وصوتها الطفولي ماركب كلش ..
: اسمعوا علمن يوصلكم ويتعداكم .. انا حجاب في البيت ما بتحجب .. والي مو عاجبه الباب يوسع بعير مو جمل
وطلعت وهي تبعد فارس عن طريها ..
طل فارس على الي قاعدين مكانهم متصنمين .. ولحد الحين مو مستوعبين الكلام الي قالته ..
صخر وهو مفهي : هذي حور ولا انا مشبه ..؟؟!
ذياب : طالع المفعوصه باقي شوي وتجي تكفخنا ..
فارس : سؤال يطرح نفسهم .. شلفرق بين الجمل والبعير ..؟؟!
::
بعد اربع سنوات ..
دخل من الباب الخلفي خايف احد يشوفه وهو بهالحال .. راح عند مغاسل المجلس .. تسند على المغسله بتعب وهو
يناظر الدم الي يسيل من خشمه .. ومن طرف راسه .. ظل يشتم و يتحلف .. وثوبه مخيس من فوق لتحت بالدم ..
حاول يوقف الدم الي يسيل بدون توقف بالماي بس مافي فايده .. حاس راسه يدور ومو قادر يثبت نفسه .. قعد على
الارض بثقل .. وهو يمش الدم بغترته .. سند راسه للجدار وغمض عينه .. وهو يذكر الهوشه الي افتعلها لانه من زمان
حاط هو ويا ربعه هالشله في راسه وناوي عليهم .. هو مايحب يغلط على احد ولا يتعلف في ناس بدون سبب .. بس
الي شافه منهم اليوم زاد غيظه عليهم ووصل حده وهو يشوفهم يهتكون عرض بنت محترمه ماشيه في الشارع بكل
سلام .. وهم بكل دنائه نفس يكشفون سترها وغطها قدام الناس في الشارع العام ..؟؟!
حس باحد يطل عليه .. فتح عينه بسرعه وشافها تناظره بخوف قربت منه وهي تشوف دمه يسيل بدون توقف ..
: ذياب .. شفيك من الي سوا فيك جذي ؟؟!
تجاهل سؤالها وهو يقول بحده : حووور .. روحي داخل بسرعه واياني واياج تخبرين احد ,,
...
وتوالت الاحداث .. المؤثره والسطحيه .. التي تترك اثر .. والتي تمر مرور الكرام ..
وبجذي تكون مرت 15 سنه على ابطالنا ..
..
القاكم في ورقه الخريف ( 8 )
|