لمشاكل التسجيل ودخول المنتدى يرجى مراسلتنا على الايميل liilasvb3@gmail.com






العودة   منتديات ليلاس > القسم العام > السياحة والسفر
التسجيل

بحث بشبكة ليلاس الثقافية

السياحة والسفر السياحة والسفر


إضافة رد
نسخ الرابط
نسخ للمنتديات
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 03-01-10, 11:04 AM   المشاركة رقم: 21
المعلومات
الكاتب:
اللقب:

البيانات
التسجيل: Nov 2009
العضوية: 151775
المشاركات: 151
الجنس ذكر
معدل التقييم: نديم العمر عضو بحاجه الى تحسين وضعه
نقاط التقييم: 15

االدولة
البلدOman
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
نديم العمر غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : نديم العمر المنتدى : السياحة والسفر
افتراضي

 


( 18 )

الإمام أحمد بن سعيد محرر عُمان‏



لقد نجم عن المواجهة العمانية الفارسية أن توفي سلطان إبن مرشد قائد المقاومة العمانية ‏داخل الحصن الرئيسي في صحار , وبعدها بأيام قلائل توفي سيف بن سلطان في قلعة ‏الحزم بالرستاق وبوفاة الإمامين أعد المسرح لظهور رجل قوي شديد الإنضباط إستطاع ‏أن يلعب دوراً فاعلاً في تحرير وطنه من الإحتلال الفارسي وهو الإمام أحمد بن سعيد ‏البوسعيدي الأزدي الذي يعد المؤسس الأول لدولة البوسعيد , وقد كان يشغل منصب ‏والي صحار تلك المدينة التاريخية التي شاء قدرها أن تلعب دوراً هاماً في بعض ‏المقاومة الوطنية .‏

لقد لقي أحمد بن سيعد تأييداً كبيراً من المقاومة العمانية لدرجة أثارت الشك لدى الإمام ‏سيف الذي ساورته الظنون في أن مؤامرة تدبر لخلعه عن الإمامة , لذلك أصدر أوامره ‏وكان لا يزال مسيطراً على مسقط بالقبض على أحمد بن سعيد الذي أدرك ما يدبره له ‏الإمام سيف فآثر العودة وهو في طريقه إلى مسقط .‏

لم يلبث سيف أن أفصح عن عدائه لأحمد بن سعيد , لذا فقد بعث بأسطول إلى صحار ‏التي إستعصت على المهاجمين إلا أن أحمد بن سعيد آثر السلامة وأعلن ولاءه للإمام ‏سيف , وقبل أن يبعث بواحد من أبنائه إلى مسقط ليكون رهينة لدى الإمام كضمان ‏لحسن نية أحمد بن سعيد , تسارعت الأحداث وتطورت بشكل سريع حيث أعلن الإمام ‏سيف إنسحابه من مسرح الأحداث نادماً على ما سببه لبلاده من ويلات وظل في ‏الرستاق إلى أن وافاه الأجل في الوقت الذي إستمر في حصار الفرس على صحار , ‏وأصيب سلطان بن مرشد بجروح كثيرة عجلت بوفاته هو الآخر .‏

لقد أدرك أحمد بن سعيد أن إختيار المهادنة هو أفضل السبل لإعادة ترتيب البست ‏العماني , وتضيف المصادر العمانية أن الفرس طلبوا الصلح مع أحمد بن سعيد بهدف ‏تأمين خروجهم من صحار بعد أن إستحال عليهم إحتلالها , بينما تؤكد المصادر ‏الفارسية أن أحمد بن سعيد قد أبدى مرونة مع الفرس مما أكسبه ثقتهم لذا فقد قلبوا ‏الإنسحاب من صحار لمواجهة المشاكل الداخلية التي بدأ يتعرض لها نادر شاه , الذي ‏كان يخوض حرباً ضارية ضد العثمانيين , وسواء أكان الفرس هم الذين طلبوا رفع ‏الحصار أو أن أحمد بن سعيد قد هادنهم فالمحصلة واحدة ,حيث إنحسر الوجود الفارسي ‏عن صحار ومسقط ومطرح ولم يبق لهم إلا قوات قليلة إعتصمت بقلعتي الميراني ‏والجلالي مما أتاح لأحمد بن سعيد فرصة التقاط الأنفاس .‏

ويجمع المؤرخون على أن أحمد بن سعيد قد تميز بقدر كبير من الحنكة والدهاء لذا فقد ‏هادن الفرس حتى يعطي لنفسه فسحة من الوقت لحل المشكلات الداخلية وأجمع ‏العمانيون على مبايعته إماماً في الرستاق عام 1744م وبعد أن إستوثق من إمكانات ‏عدوه تعمد إهمال دفع الجزية للفرس ثم أبقى على الحامية الفارسية في الجلالي ‏والميراني دون رواتب أو إمدادات , وإمعاناً في أطباق الحصار قرر إعفاء التجارة ‏القادمة إلى بركا من الضرائب الجمركية مما أغرى السفن التجارية على التوقف في ‏ميناء بركا بدلاً من مسقط مما ضاعف من تدهور اوضاع الحامية الفارسية سواء لنفاذ ‏ذخيرتهم أو إنقطاع المؤن عنها .‏

لقد أدرك قائد الحامية الفارسية خطورة موقفه وإستنجد بالشاه الذي خوله إتخاذه ما يراه ‏مناسباً , وتذكر بعض الروايات أن نادر شاه قد إتفق مع رجل يدعى ماجد بن سلطان ‏أحد أقرباء سيف بن سلطان وأتفقا على أن يجمع الأخير أنصاره وأن تسانده الحامية ‏الفارسية في حكم عمان تحت السيادة الفارسية , وتضيف نفس الروايات أن الرياح قد ‏قذفت بسفينة ماجد أثناء عودته من تبريز حيث قبض عليه وإنتزع منه قرمان الشاه ‏القاضي بتسليمه مسقط ومطرح وأرسله الإمام أحمد بن سعيد مع أحد أعوائه إلى قائد ‏الحامية الفارسية في مسقط الذي سلم إليه قلعتي الجلالي والميراني وتحدد المصادر ‏العمانية تلك الحادثة على إعتبار إنها بداية عملية لعهد البوسعيد ونهاية عصر اليعاربة .‏

لقد أدرك الإمام أحمد بن سعيد منذ الوهلة الأولى أهمية إعادة الوحدة الوطنية , ومن ‏اجل ذلك فقد بذل جهداً فائقاً مكنه من أن يعيد لعمان وحدتها وهيأ لها أن تلعب دوراً ‏كبيراً خلال النصف الثاني من القرن الثامن عشر .‏

وإذا كان الإمام أحمد بن سعيد قد برز في تاريخ عمان الحديث كمؤسس لدولة البوسعيد ‏‏, إلا أن المعلومات الخاصة بحياته قبل سطوع نجمه تؤكد أنه كان تاجراً أميناً صادقاً ‏مهاباً ذا مروءه ينحدر من أسرة عربية أصيلة , وقد تميز بجرأة نادرة وشجاعة فائقة ‏لفتت إليه الأنظار , والحقيقة أن الإمام أحمد بن سعيد قد صادف في بداية توليه الإمامه ‏العديد من المشاكل , التي تشبه إلى حد كبير نفس المشاكل التي واجهها ناصر بن مرشد ‏في بداية حكمه , قالبلاد تحت قبضة إحتلال أجنبي والقبائل منقسمةة تتنازعها الأهواء ‏والأخطار تحيط بعمان من كل جانب .‏

ولا شك ان الدور الذي قام به الإمام أحمد بن سعيد في تثبيت دعائم الحكم قد إستغرق ‏جهداً مضنياً ولعل أبرز ما واجهه من مشكلات داخلية في مستهل عهده ثورات اليعاربة ‏بسبب فقدانهم الحكم إلا أن الإمام أحمد بن سعيد قد إستخدم إسلوب الحسم والقوة حينا ‏واللين في كثير من الاحيان , كما عمد إلى إسلوب المصاهرة بهدف تهدئة القبائل ‏المناوئه له ومن ذلك زواجه من أرملة سيف بن سلطان ومصاهرته لشيوخ بني الهلالي ‏الذين توثقت علاقاتهم به منذ أن كان واليا بصحار كما عني بتوثيق علاقاتهم به منذ أن ‏كان والياً على صحار , كما عني بتوثيق علاقات الجوار مع القبائل العربية القاطنة في ‏جنوب فارس ومنطقة عربستان , وتحالفه مع قبائل بني كعبعند شط العرب ونهر ‏الفاروق كما توطدت علاقاته مع قبائل بني معن القاطنة غرب بندر عباس , وكل هذه ‏العلاقات كانت بهدف الحيلولة دون تمكن فارس من أن تنال أهدافها التوسعية في عمان ‏ومن أجل ذلك فقد فشلت جهود كريم خان في السيطرة على القبائل العربية في بلاد ‏فارس .‏


وإمتدت علاقات الإمام أحمد بن سعيد إلى الهند , حيث ساعد شاه علم إمبراطور المغول ‏وعاونه في حروبه ضد القراصنة الذين كانوا يعوقون التجارة بين بانجالور في ساحل ‏الهند الغربية وبين مسقط , وتوجت هذه العلاقات بينهما بأبرام معاهدة 1766م التي ‏وضعت الأسس لعلاقات إقتصادية وسياسية كانت على درجة كبيرة من الأهمية حيث ‏إقتضت إنشاء دار في مسقط لمبعوث الحاكم المغولي الذي أصبح يعرف ببيت نواب .‏


وتبدو عبقرية الإمام أحمد بن سعيد في أن البلاد شهدت ولأول مرة بعد أكثر من ‏عشرين عاماً من التفكك نوعاً من السلطة المركزية بعد أن توحدثت القبائل المتناحرة ‏وإتخذت الإجراءات الكفيلة بترسيخ أسس الدولة الحديثة , حيث أعيد بناء القوات ‏المسلحة بما يتناسب وحجم التحديات التي كانت تواجه عمان وقتئذ , ثم وضعت قواعد ‏جديدة لتحديث الأنشطة الإقتصادية والتعليمية , وقام بإعادة بناء الإسطول الحربي ‏والتجاري , وفي عهده أصبحت مسقط من اهم المدن التجارية في الخليج وغدا ميناؤها ‏من أهم الموانئ التجارية في بحار الشرق وفقا لشهادات المؤرخين الأوروبيين .‏

والملاحظ أن عمان وفي أقل من عشر سنوات قد إستعادت كل مقوماتها ووصلت البلاد ‏إلى درجة من الإستقرار والرقي لدرجة أن التقارير الإنجليزية والهولندية وقتئذ قد ‏إعترفت بالسيادة العمانية على كثير من شواطئ الخليج العربي والمحيد الهندي وأشادت ‏بفطنة وذكاء الإمام أحمد بن سعيد , الذي إستمال إليه أبناء وطنه وإتسم بالتسامح في ‏تعامله مع الأجانب وإمتد نفوذه إلى شواطئ الهند وشرق إفريقيا .‏

ويعترف ريسو بأن عمان في عهد الإمام أحمد بن سعيد قد إستعادت قدرتها بشكل مذهل ‏وإنها قد إستفادت من تدهور الأوضاع في فارس وكذا تدهور القوى الأوروبية في ‏الخليج خلال النصف الثاني من القرن الثامن عشر , ويشير تقرير هولندي صدر عام ‏‏1749م إلى أن الإمام أحمد بن سعيد قد إستطاع بمهارة شديدة من أن يستميل إليه كل ‏العرب القاطنين على السواحل الفارسية وقد إستخدم إمكاناتهم العسكرية في صراعه مع ‏فارس , لذا فقد إستطاع أن ينقل الحرب العمانية الفارسية إلى الأراضي الفارسية مما ‏أجهز على الأهمية التجارية لبندر عباس .‏

ويمكن القول بأنه إذا كانت دولة اليعاربة قد وصفت بأنها دولة بحرية حربية فمن ‏المناسب وصف دولة البوسعيد بأنها دولة بحرية حربية تجارية .‏

وتجمع المصادر العربية والاوروبية على أن الإمام أحمد بن سعيد قد نقل البلاد نقله ‏هائله من خلال سلطة مركزية عنيت بكل مجالات التمنية إعتماداً على رصيد ضخم من ‏التجربة البحرية والتجارية , وفي الوقت الذي عمت منطقة الخليج حالة من الفوضى ‏السياسية والإقتصادية كان العمانيون يمضون قدماً نحو ترسيخ قواعد الدولة الحديثة التي ‏حظيت وفي أقل من عشر سنوات بتقدير وإحترام كل القوى الأوروبية المتنافسة , لذا ‏فقد حرصت كل الدول الأوروبية على إقامة وكالات تجارية في المدن العمانية ‏وخصوصاَ مسقط التي أصبحت منذ 1790م واحدة من أهم المدن الآسيوية وفقاً لتقرير ‏أعدته شركة الهند الإنجليزية , ويؤكد التقرير على أن مسقط تمارس نشاطاً تجارياً يفوق ‏حجم التجارة في كل المدن الخليجية الآخرى .‏

 
 

 

عرض البوم صور نديم العمر   رد مع اقتباس
قديم 03-01-10, 11:06 AM   المشاركة رقم: 22
المعلومات
الكاتب:
اللقب:

البيانات
التسجيل: Nov 2009
العضوية: 151775
المشاركات: 151
الجنس ذكر
معدل التقييم: نديم العمر عضو بحاجه الى تحسين وضعه
نقاط التقييم: 15

االدولة
البلدOman
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
نديم العمر غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : نديم العمر المنتدى : السياحة والسفر
افتراضي

 



( 19 )

الإمام أحمد بن سعيد ينقذ البصرة من الحصار الفارسي‏



مع مطلع عام 1189هـ/1775م أعد كريم خان جيشاً فارسياً قدر بثلاثين ألف مقاتل ‏تحت قيادة أخيه صادق خان بهدف إحتلال البصرة بحجة سوء المعاملة التي يلقاها ‏الفرس والضرائب التي تفرض عليهم وهم في طريقهم إلى الأماكن المقدسة في النجف ‏وكربلاء , لذا فقد بعث كريم خان للباب العالي طالباً رأس عمر باشا (والي بغداد) وهدد ‏بغزو العراق إذا ما رفض طلبه , وكان من الصعب على الباب العالي أن يستجيب ‏لشروط كريم خان , التي كانت بمثابة مقدمات طبيعية لتبرير العزو .‏

ومع مطلع عام 1775م وصلت القوات الفارسية إلى البصرة التي حمل لواء الدفاع ‏عنها سليمان آغا بمساندة أهلها وضرب حصاراً حول البصرة لأكثر من عام , وظل ‏الأسطول الفارسي يقذف المدينة بنيران مدافعه وأدرك قائد حاميتها أنه لن يستطيع ‏الإستمرار خصوصاَ وأن والي بغداد الجديد (مصطفى باشا) قد إعترف بعجزه عن إمداد ‏المدينة المحاصرة بإحتياجاتها من المؤن والاسلحة .‏

ولم تجد القبائل العربية في البصرة حرجاً من الإستنجاد بالإمام احمد بن سعيد الذي ‏وضع إمكانات بلاده تلبية لنداء أخوانه في البصرة وأعد أسطولاً من ثمانين قطعة بحرية ‏تتقدمهم سفينة الإمام المسماه بـ (الرحماني) وقاد الإسطول هلال بن الإمام أحمد بن ‏سعيد .‏

وعندما وصل الإسطول العماني إلى مصب شط العرب وجد سلسلة حديدية منصوبة ‏على النهر كان الفرس قد وضعوها على جانبي النهر ليحولوا دون وصول العون إلى ‏المدينة المحاصرة ووضعوا حامية كبيرة مزودة بالمدافع , لذا فقد إضطر الإسطول ‏العماني إلى الإنتظار في ملاذ أمين لعدة أيام , وبعد دراسة الموقف إستطاع الإسطول ‏العماني أن يشق طريقة تتقدمه سفينة القيادة الرحماني التي تمكنت من قطع السلسلة ‏الحديدية والدخول إلى شط العرب .‏

وعلى الرغم من نيران المدفعية الفارسية التي صوبت نحو العمانيين إلا أنهم قد تمكنوا ‏من دخول شط العرب في منتصف عام 1775م .‏

لعل أصدق ما قيل في هذه المناسبة ما قاله شيخ قبيلة المنتفق حينما ألتقى بهلال إبن ‏الإمام أحمد حيث قال : (ياخوي نحن سقماء وأنتم حكماء , داوونا والمعافي هو الله) , ‏لعل هذه العبارة تلخص بوضوح دلالة هذه النجدة العمانية وإهميتها وهي تجربة عربية ‏رائدة نحن في أشد الحاجة إلى إستنطاق معانيها وإعادة تذكرها .‏


لم يكن في إستطاعة قوات صادق خان أن تحول دون إنزال المؤن والرجال إستعداداً ‏لشن هجوم كبير على القوات الفارسية في اليوم التالي , وفي المعركة الضارية التي ‏دارت بين الطرفين شعر القائد الفارسي بتصميم العرب على الإنتصار , لذا فقد أعلن ‏عن منح جنودة مكافاة مقدارها ثلاثة تومانات لكل شخص يقتل وخمسة لكل أسير , لكن ‏كل هذه المحاولات لم تحقق نتائج إيجابية حيث التحمت القوات العربية والفارسية ودار ‏بعضها بالسلاح الأبيض وإذا كان الحصار الفارسي قد فشل إلا أن مخاطره كانت ما ‏تزال متوقعة بسبب المساعدات الكبيرة التي راح يبعث بها كريم خان بينما أخذت تتدفق ‏المساعدات العمانية وإستمرت الإشتباكات لعدة شهور أخرى .‏

لقد حقق الإسطول العماني الحماية الكاملة لمنطقة شط العرب وأمن المساعدات القادمة ‏من عمان وفي أوائل عام 1776م إنسحب الإسطول العماني عائداً إلى بلاده خوفاً من ‏أن تكون فارس تعد العدة للهجوم على عمان . ‏

لقد كان إنقاذ البصرة وأهلها من الهجوم الفارسي سبباً كافياً لتقدير العثمانيين الدور ‏العماني لذا فقد تقرر أن تمنح عمان مكافأة سنوية من خزانة البصرة وقد إستمرت هذه ‏المكافأة منذ عهد الإمام أحمد بن سعيد وحتى عهد السيد سعيد بن سلطان .‏

 
 

 

عرض البوم صور نديم العمر   رد مع اقتباس
قديم 03-01-10, 11:09 AM   المشاركة رقم: 23
المعلومات
الكاتب:
اللقب:

البيانات
التسجيل: Nov 2009
العضوية: 151775
المشاركات: 151
الجنس ذكر
معدل التقييم: نديم العمر عضو بحاجه الى تحسين وضعه
نقاط التقييم: 15

االدولة
البلدOman
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
نديم العمر غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : نديم العمر المنتدى : السياحة والسفر
افتراضي

 


( 20 )

السيد سلطان بن أحمد بن سعيد



إتجهت أنظار السيد سلطان بن أحمد إلى خارج عمان بعد أن وطد حكمه في الداخل ‏وراح يسترد الاملاك التي ضاعت في غفلة من الزمن فأستعاد جزر قشم وهرمز ‏والبحرين وبهذا تمكن من إتقاء الخطر الفارسي والاوروبي وكذلك قضى على خطر ‏الوهابيين الذين غزو عمان وتحالفوا مع اهل البحرين وإسترد نفوذه على البحرين , كما ‏بسط نفوذه على الموانئ الهامة في ساحل مكران وإستولى على ميناء شهبار وجوادر ‏كما إستولى على ميناء بندر عباس بفضل البحرية العمانية القوية حيث وصل عدد سفن ‏الإسطول العماني في عهده إلى أكثر من 500 سفينة .‏

وقد رأى السيد سلطان بن أحمد أن يستفيد من الصراع القائم بين الفرنسيين والإنجليز ‏في مياه المحيط الهندي لمصلحه بلده , خاصة وأن كلا الطرفين حاول أن يوطد علاقته ‏بعمان ضد الطرف الآخر , فأبرم إتفاقية بينه وبين الإنجليز عام 1798م نتج عنها قبول ‏ممثل سياسي بريطاني في عاصمة عمان للمرة الأولى عام 1800م ورغم هذه الإتفاقية ‏فإن السيد سلطان لم يقطع علاقته التجارية بالفرنسيين في جزيرة موريشيوس ولم يمنع ‏أصحاب السفن العمانية من ذلك .‏

وهكذا وازن السيد سلطان بن أحمد في سياسته الخارجية بين التطلعات البريطانية ‏والفرنسية في منطقة الخليج ودعم نفوذه في هذه المنطقة حرصاً منه على أمن وسلامة ‏الخليج .‏

وفي الداخل قام السيد سلطان بن أحمد بتحصين مدينة مسقط وذلك ببناء قلعة ضخمة ‏على أرض الرواية لتكون حصناً للمدينة كما بنى البرج المقابل لها والبرج الشرقي ‏الجنوبي ثم شيد بداخل مسقط قصراً ضخماً وهو بيت العلم الذي بني على أرضه قصر ‏العلم الحالي وجعله مقره الخاص .‏

 
 

 

عرض البوم صور نديم العمر   رد مع اقتباس
قديم 03-01-10, 11:12 AM   المشاركة رقم: 24
المعلومات
الكاتب:
اللقب:

البيانات
التسجيل: Nov 2009
العضوية: 151775
المشاركات: 151
الجنس ذكر
معدل التقييم: نديم العمر عضو بحاجه الى تحسين وضعه
نقاط التقييم: 15

االدولة
البلدOman
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
نديم العمر غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : نديم العمر المنتدى : السياحة والسفر
افتراضي

 



( 21 )

السيد سعيد بن سلطان وتأثيرة في شرق إفريقيا‏



لقد شاركت عدة عوامل في جعل الوجود العماني في شرق إفريقيا وجوداً حضارياً ‏فاعلاً وخصوصاً في عصر البوسعيديين .‏

والحقيقة أن العصر الذهبي للتأثير الحضاري العماني في شرق إفريقيا هو عهد السيد ‏سعيد بن سلطان الذي تولى الحكم بعد وفاة والده السيد سلطان بن أحمد عام 1804م ‏حيث كان لقوة شخصية الرجل ودبلوماسيته ورؤيته الشاملة وبعد نظره أكبر الأثر في ‏ترسيخ ملامح الحضارة العمانية في شرق إفريقيا والتي شكلت في مجملها ركائز ‏حضارية كانت بمثابة أشعاع ثقافي وحضاري .‏

لقد كان للسيد سعيد بن سلطان أكبر الأثر في نشر الحضارة العربية والإسلامية في ‏شرق إفريقيا وقد وصفته المصادر العربية والأجنبية بأنه من أكفأ الحكام وأكثرهم حنكة ‏ومقدرة على الإدارة مما يؤهله لكي يكون من أبرز الرواد السياسيين في تاريخ آسيا ‏وأفريقيا خلال القرن التاسع عشر .‏

وتبدو عبقرية السيد سعيد حينما إختار زنجبار عام 1833م لكي تكون عاصمة لشرق ‏إفريقيا بعد أن نجح في الإنتقال بها من مجرد جزيرة صغيره إلى مركز إشعاع سياسي ‏وإقتصادي وثقافي لشرق وأواسط إفريقيا قاطبة , وتمكن العمانيون في عهده من التواجد ‏بداية من مقديشو شمالاً وحتى رأس دلجادو في جنوب الساحل الشرقي كما إمتد النفوذ ‏العماني في الإتجاه الشمالي الغربي حتى ممكلة بوغندا وغرباً حتى اعالي الكنغو (زائير ‏حالياً ) .‏

لقد إستعان البوسعيديون في شرق إفريقيا بعدد كبير من المستشارين والعلماء في كافة ‏الميادين وأوكل إليهم مهمة تسيير العمل الحكومي وتشير المصادر العربية والإجنبية إلى ‏المكانة العالية التي تبوأها العلماء والفقهاء من كافة المذاهب حيث ساد التسامح بين ‏المذاهب والديانات المختلفة وقد خص السيد سعيد بن سلطان أهل البلاد بمعاملة كريمة ‏وكانت المساواة بين كافة السكان بصرف النظر عن أصولهم العرقية من أهم ما يتميز ‏به السيد سعيد بن سلطان .‏

كما إستعان البوسعيديون بالشخصيات النابهة وأختير من بينهم الوزراء والمستشارون ‏والقضاة الذين كانوا عوناً للحكام في تصريف شؤون الدولة , وقد عمل بهذا التقليد منذ ‏عند الإمام أحمد بن سعيد ومما يميز سياسة البوسعيديين توخيهم العدالة في إدارة البلاد ‏وإختيارهم أكفأ العناصر في الجهاز الإداري بصر النظر عن هويتهم العرقية او الدينية ‏‏, ونتيجة لهذه السياسة فقد ساد جو من الألفة والتجانس وتوثقت العلاقات الإجتماعية بين ‏كافة الأوساط وإنعكس ذلك بشكل لافت على فقهاء المذاهب المختلفة لدرجة أن القضاة ‏في عهد السيد سعيد بن سلطان كان بعضهم من الأباضية وبعضهم من السنة على ‏الرغم من أن المذهب الأباضي هو المذهب الرسمي للدولة وكان لقضاة السنة مطلق ‏الحرية في عقد محاكمهم في منازلهم أو في المساجد العامة وفي أي وقت شاءوا , إلا ‏ان القضايا الكبيرة ذات الطابع العام كان يتم الفصل فيها في بيت الساحل وهو المقر ‏الرسمي للحكومة .‏

كذلك فقد نجح البوسعيديون في جمع كلمة القبائل العربية في شرق إفريقيا وذلك ‏بمشاركة زعماء القبائل وإستشارتهم في مهام الدولة ومشاكلها سواء في عمان أو في ‏زنجبار وملحقاتها وكان من بين القوى العربية في زنجبار وشرق إفريقيا عرب ‏حضرموت الذين إنخرطوا في خدمة الدولة البوسعيدية وكان منهم القضاة والمستشارون ‏‏.‏

لعلم مما يسترعي النظر أن الحكام البوسعيديين قد تقربوا إلى الناس بالعدل وكانت ‏الشورى من أهم الوسائل التي إعتمدوا عليها في إرساء دعائم دولتهم ونادراً ما كانوا ‏ينفردون بأمر دون إستشارة رؤساء القبائل والعلماء والفقهاء وكانوا جميعاً يمثلون ‏جماعة أهل الحل والعقد .‏

لقد عرف المجتمع الإفريقي المجالس السلطانية التي كان يعقدها الحكام البوسعيديون ‏للتعرف على مشاكل الرعية من قرب ولسماع الرأي فيما يتعلق بمصالح الجميع , وكان ‏لكل فرد حق حضور هذه المجالس التي كانت تعقد في يومي الجمعة والإثنين من كل ‏إسبوع , على فترتين الأولى في الساعة التاسعة صباحاً , والجلسة الثانية عقب صلاة ‏العصر , ومن حق كل مواطن أن يطلب لقاء منفرد مع السلطان إذا كان لديه مطلباً ‏خاصاً يجد حرجاً في عرضه أمام الجميع .‏

 
 

 

عرض البوم صور نديم العمر   رد مع اقتباس
قديم 03-01-10, 11:15 AM   المشاركة رقم: 25
المعلومات
الكاتب:
اللقب:

البيانات
التسجيل: Nov 2009
العضوية: 151775
المشاركات: 151
الجنس ذكر
معدل التقييم: نديم العمر عضو بحاجه الى تحسين وضعه
نقاط التقييم: 15

االدولة
البلدOman
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
نديم العمر غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : نديم العمر المنتدى : السياحة والسفر
افتراضي

 



( 22 )

الإسطول العماني في عهد السيد سعيد بن سلطان



لقد شهد النصف الأول من القرن التاسع عشر إهتماماً كبيراً ببناء الإسطول التجاري ‏والحربي في عهد السيد سعيد بن سلطان وكانت الموانئ العمانية مثل مطرح ومسقط ‏وصور تعد من اهم أحواض بناء السفن إضافة إلى السفن التي تعاقد السيد سعيد على ‏بنائها في الهند وخصوصاً في بومباي .‏

ومن أشهر السفن في تاريخ الإسطول العماني (تاج بكس) و(كارولين) و (شاه علم) و ‏‏(ليفربول) و (سلطانة) و (تاجه) وقد أهدى السيد سعيد البارجة ليفربول إلى وليم الرابع ‏ملك بريطانيا عام 1824م وقد أطلق عليها الأخير إسم (الإمام) تكريماً لمهديها السيد ‏سعيد بن سلطان .‏


أما السفينة الحربية سلطانة فقد كانت من أهم قطع الإسطول العماني وقد أرسلت إلى ‏ميناء نيويورك عام 1840م تحمل هدايا للرئيس الإمريكي فان بورين .‏

لقد كان إسطول عمان الحربي والتجاري في الخليج العربي والمحيط الهندي خلال ‏النصف الأول من القرن التاسع عشر يعد ثاني أكبر إسطول بعد الإسطول البريطاني ‏وكان لذلك الإسطول الضخم قواعد رئيسية على الساحل الشرقي للخليج العربي في ‏موانئ بندر عباس وحاسك وشامل وسياب ولنجة وجزر قشم وهرمز ولارك , أما على ‏الساحل الإفريقي فكان لعمان قواعد بحرية في ممباسا ولامو وكلوه ومقديشو وزنجبار .‏

وعلى الرغمن من القوة البحرية التي كان يمتلكها السيد سعيد بن سلطان إلا إنه إتصف ‏بالحذر الشديد وعد الدخول في مغامرات عسكرية غير محسوبه , لذا فقد إقتصر نفوذه ‏على السواحل ولم يغامر بالتوسع في الداخل سواء كان ذلك على الساحل الشرقي للخليج ‏العربي أو على الساحل الإفريقي .‏

ولكن التجار العمانيين توغلوا في داخل إفريقيا ووصلوا إلى ما يعرف حالياً بأواسط ‏كينيا والبحيرات الإفريقية , وتاجروا مع الأهالي ونشروا الإسلام والثقافة العربية وكانوا ‏بمثابة أو جسر ثقافي بين العرب وإفريقيا .‏

لقد سجل أحمد التجار الإمريكيين الذين زاروا زنجبار في بداية الثلاثينات من القرن ‏التاسع عشر مشاهدات وإنطباعاته عن تجربة السيد سعيد الذي وصل شرق إفريقيا على ‏رأس قوة تتألف من سفينة مزودة بأربعة وستين مدفعاً وثلاث فرقاطات مزود كل منها ‏بستة وثلاثين مدفعاً وسفينتين مزود كل منهما بأربعة عشر مدفعاً وحوالي مائمة مركب ‏نقل عليها ستة آلاف مقاتل وعلى الرغم من بعد الممتلكات العمانية في إفريقيا عن عمان ‏بأكثر من خمسة الآف ميل إلا أن الإسطول العماني من من القوة بحيث يحرس هذه ‏الممتلكات الشاسعة الممتدة بين بندر عباس إلى زنجبار , كما كان يحرس عشرات ‏الموانئ الواقعة على السواحل العربية والإفريقية وعشرات الجزر المتناثرة في الخليج ‏العربي والمحيط الهندي .‏

لقد أرسل السيد سعيد بن سلطان سفينته سلطانه إلى نيويورك تقل سفيره أحمد بن نعمان ‏الكعبي أول مبعوث عربي إلى الولايات المتحدة الإمريكية وقد زارت السفينة ذاتها لندن ‏عام 1824م تحمل السفير علي بن ناصر إلى الملكة فكتوريا .‏

وتشير الوثائق التاريخية إلى أن السفينة العمانية كارولين قد زارت مرسيليا عام 1849م ‏زيارة مجاملة حاملة الكثير من بضائع الشرق , وفي منتصف القرن التاسع عشر كان ‏الإسطول العماني التجاري المسلح يتكون من مائة سفينة متعددة الحمولة مزود كل منها ‏ما بين عشرة مدافع إلى أربعة وسبعين مدفعاً إضافة إلى مئات المراكب التجارية ‏الصغيرة .‏

ومن عجائب القدر أن السيد سعيد بن سلطان قضى أيامه الأخيرة يجوب المحيط الهندي ‏على ظهر السفينة فكتوريا عائداً من مسقط وقد توفي على ظهرها عام 1856م وهي ‏بالقرب من جزيرة سيشل .‏

وتشير المصادر الأجنبية إلى أن السيد سعيد بن سلطان قد بلغت عنايته بالإسطول ‏لدرجة إستقدام خبراء من بريطانيا وهولندا والبرتغال وفرنسا لتفقد السفن المصنعة له ‏في ترسانات السفن في بومباي .‏

لقد كانت الموانئ العمانية مهيأة لإستقبال أكبر السفن من الدول الصديقة التي ترتبط ‏معها عمان بعلاقات تجارية وتشير تقارير قناصل وقادة الأساطيل الاوروبية إلى ‏التسهيلات التي كانت تقدمها سلطات الموانئ العمانية إلى تلك الأساطيل وقد أثنوا جميعاً ‏على ما لاقوه من مساعدات وضيافة من قبل السيد سعيد وأولاده وممثليه .‏

ومن أجل إعطاء مثال عن حجم الأساطيل الأجنبية التي كانت تزور الموانئ العمانية ‏خلال فترة السيد سعيد بن سلطان , نذكر أن عدد السفن الإمريكية التي زارت ميناء ‏زنجبار عام 1834م فقد كان ثلاثين سفينة تجارية وقد أسست الولايات المتحدة قنصلية ‏في زنجبار قبل أربع سنوات من تأسيس أول قنصلية بريطانية فيها .‏

وعند وفاة السيد سعيد بن سلطان عام 1856م على ظهر السفينة فكتوريا قبالة شاطئ ‏سيشل كانت الإمبراطورية العمانية تمتلك أكبر إسطول تجاري وبحري في المنطقة ‏الممتدة ما بين الخليج العربي وجزيرة مدغشقر .‏

 
 

 

عرض البوم صور نديم العمر   رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
بلد, سلطنة عمان, عمان
facebook




جديد مواضيع قسم السياحة والسفر
أدوات الموضوع
مشاهدة صفحة طباعة الموضوع مشاهدة صفحة طباعة الموضوع
تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة



الساعة الآن 09:52 AM.


 



Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
SEO by vBSEO 3.3.0 ©2009, Crawlability, Inc.
شبكة ليلاس الثقافية