كاتب الموضوع :
Rehana
المنتدى :
روايات عبير المكتوبة
بانفعال كبير قالت فانيسا:
- أنت تظن ياسيدي أن بإمكانك اظهار كرمك امامي لأنك تملك قلعة و نصف
الجزيرة بينما لا أملك أنا شيئاً في الوقت الحاضر، أن كنت حقاً كريماً يادون رفاييل
فستجد لي عملاً على الجزيرة.
- هكذا إذن ؟ وبهذه السرعة؟ حسناً، مانوع العمل الذي تفضلين ياآنسة كارول؟
قطف القطن ام الفاكهة؟ او ربما تفضلين العمل في مصانع العطور؟
اندفع الدم حاراً الى وجه فانيسا امام الاحتقار الذي رأته في عينيه، وعضت على
شفتها..رباه ، لابد انه يجدها ناكرة للجميل، عرض حياته للخطر ليلة أمس
لانقاذها، وهاهو يأخذها الى بيته وليس لديها سوى التذمر تقابله به...
قال الدون بسخرية و نفاذ صبر:
- يعجبني عدم الاتكال على الغير ياآنسة كارول، لكنك تبالغين في ذلك الى درجة
لا تطاق، ثم أضاف:
- أنا متأكد ان كل النساء الانكليزيات لا يرفضن المساعدة وقت الحاجة، ويحزنني
موقفك مني، وأعتقد ان السبب في هذا الموقف يعود إلى كوني أجنبياً، لو كنت
انكليزياً لقبلت مساعدتي شاكرة، الهذه الدرجة تكرهينني ياآنسة؟ حسناً ، لن
يطول بك الأمر فعندما تعرف السلطات بالحادث ستقوم بالتعويض عليك.
قالت فانيسا بانفعال:
- انا..انا استطيع الاتصال بالقنصل البريطاني.
- بالطبع ، لكن اعلمي شيئاً ياآنستي العزيزة، قلت لك أن بيتي بيتك،
ارفضي ضيافتي ولن أغفر لك الاهانة ابداً.
ألقت عليه فانيسا نظرة جانبية ورأت الجد كل الجد على وجهه، ما أصعب التعامل
مع هذا الرجل! لو كان جاك كونروي هو الذي أنقذها من اورداز لكان الأمر
انتهى بكلمة شكر بسيطة و سريعة.
لكن هذا الرجل الاسباني دون رفاييل دو دوميريك يعتبر الأمر متعلقاً بشرفه و
يشعر بالمسؤولية تجاهها، تباً للعادات الاقطاعية الاسبانية!
في هذه الاثناء كانت السيارة قد وصلت بهما إلى ساحة واسعة امام القصر، توقفت
و نزل السائق مسرعاً ليفتح الباب للدون وضيفته اللذين اخذا يصعدان درجات
حجرية نصف دائرية وقفت فانيسا في أعلاها ونظرت الى الوراء مبهورة و مأخوذة
الحواس بجمال المنظر.
الجزيرة تحت أقدام القصر! انتبه الدون وقال ضاحكاً:
- يظهر ان أول دون رفاييل جاء الى هنا كان يحب ان ينظر اليه الناس من تحت.
في تلك اللحظة فتح رجل يلبس زياً رسمياً باب القلعة الضخم ليدخل منه سيد
القلعة و ضيفته ، أرض القاعة الكبيرة كانت من الموزاييك، في الوسط درج عريض
ارتقاء الدون وهو يحيط كتفي فانيسا بذراعه اخذاً اياها إلى قاعة اخرى.
كان المكان رائع الجمال، مزيناً و مزخرفاً بالتماثيل وخشب الماهوغاني المحفور،
شخصان كانا يجلسان في الداخل، رجل و امرأة، الرجل يقرأ جريدة والمرأة تجلس
قرب النافذة، كانت تلبس ثوباً ضيقاً ومن خصر ثوبها ينسدل ذيل طويل مزين
بأزرار ذهبية.قمــر الليل.
- اخيراً عدت يارفاييل؟
قالت المرأة مادة يدها النحيلة و متطلعة الى الدون بعد ان قاست بنظراتها فانيسا من
رأسها الى قدميها..رد عليها الدون بابتسامة جذابة سارحاً بنظره في عينيها البنيتين
و شعرها الجميل الذي كان يحيط بعنق أبيض ووجه مرفوع الى الدون.
* * * * *
يتبعـ...
|