وعندما رأت ثياب فانيسا الممزقة المجعدة:
أضافت:
- سأعيرك بعضاً من ثيابي، ستناسبك فمقاسك و مقاسي متشابهان.
شكرتها فانيسا ونظرت تجاه الدون الذي ظهر عليه السرور لعرض باربرا، وقال واضعاً يده على كتفها:
- الآنسة كارول تمر بفترة قاسية فقد فقدت عمها و أحرق بيتها، ستبقى معنا بعض الوقت، كوني لطيفة معها ياعزيزتي ، انتما من عمر متقارب وكلاكما طفلتان في بعض الأمور، آمل ان تنسجما.
ابتسمت له باربرا وغمزت بعينها قائلة:
- احياناً تريني معدنك الاسباني البارد القاسي، واحياناً اخرى ديبلوماسيتك المخملية، لن أكون المرأة التي تقع في حبك فأنت لا تطاق عندما تكون غاضباً، وعندما يتفجر حنانك يغرق الجميع.
- تتكلمين بطريقة لا اسمح الا للقليلين بالتجرؤ على الستعمالها معي ياباربرا.
ولمعت اسنانه بانزعاج ولكن دون غضب، وكأنه لا يعرف كيف يتصرف مع هذه الفتاة الغريبة منتديات ليلاس، ثم أكمل مهدداً:
- ولا تعيدي ركوب الفرس بهذا الشكل، انك تجعلين العرق يتصبب منها.
- لكنها تحب ذلك.
وربتت باربرا على عنق الفرس بحنان ثم اضافت:
- الحقيقة اني رأيت المركب وأنا في القلعة، وعندما لم تصل انشغل بالي.. أترى كم أنا مولعة بك..رغم كل عيوبك!
عند ذلك أخبرها الدون عن فطورهما على الشاطئ ثم قال:
- سأرسل احد الرجال ليحضر السيارة من القلعة، أنت لازلت متعبة ياآنسة كارول ولا أظنك تقوين على السير.
أكمل كلامه واتجه نحو الرجلين، في هذه الأثناء نظرت باربرا الى فانيسا وقالت:
- انت لا تحبين الكومبادر ياآنسة كارول؟
جفلت فانيسا من المفاجأة فضحكت باربرا و أخذت تربت على ظهر فرسها.
- الأمر واضح، أنت لا تحبين هذا المكان..على هذه الجزيرة التي يملك الكومبادر جزءاً منها مما يجعلك تفقدين استقلالك و تضطرين لا طاعته.
- أظنك تبالغين ياآنسة دل كويروس.
احتجت فانيسا بشدة ثم قالت:
- لن أبقى هنا الا لفترة قصيرة ولا أنوي تلقي الأوامر من الدون رفاييل، أنا ضيفته لا مستخدمته.
- كم انت فخورة بنفسك، ربما لو كنت مستخدمة الدون رفاييل لكان ذلك أفضل.
- ربما.
اجابت فانيسا باختصار و أخذت تفكر بامكانية ايجاد عمل في الجزيرة، سرحت بأفكارها وهي تحدق في البحر و انعكاسات أشعة الشمس المتكسرة فوق امواجه، غير بعيد عنها كان يقف الرجل الذي أحضرها الى هنا، هو الآخر كان يحدق بالأمواج المتكسرة على الشاطئ الرملي، بم تراه يفكر؟ بأن البحر قاسٍ وجميل.. كالحب.
استدار فجأة ومشى باتجاه فانيسا وباربرا، كم يوحي بالقوة وزخم الحياة..هذا الرجل، هنا في لويندا يصبح شخصاً آخر، مختلفاً، انه السيد هنا، لا الضيف الذي كان يعاملها بلطف بارد عندما يزور عمها...
منتديات ليلاس
* * * * *
يتبعـ...