كاتب الموضوع :
Rehana
المنتدى :
روايات عبير المكتوبة
حدقت فانيسا فيه غير مصدقة، كان قلبها يخفق بعنف كاد يقتلها، وهمست:
- تحبني أنا؟
وفاض الحنان من عينيه:
- أنت حياتي، ألم تدركي ذلك؟ ألم تنتبهي له؟ ألم تخبرك قسوتي معك و عصبيتي اني كنت بذلك أقاوم الشوق الساكن أعماقي؟ حبي لك قاهر ولا أريده غير ذلك، أحببتك لحظة وقعت عيني عليك، عندما كنت مازلت فتاة المدرسة الصغيرة البريئة.
ضحكت فانيسا بفرح وخبأت وجهها في صدره، كانت تقدر أن تقتله وهو يغمر لوسيا بكل تلك الابتسامات المشرقة، وعندما سألته عن ذلك ضحك و أجابها بسؤال آخر:
- وأنت وجاك كونروي هذا الذي كنت ذاهبة إليه..كيف تفسرين وجودك الآن معي وأنت كنت تدعين حبه؟ كنت تريدين الذهاب اليه و أراك الآن تفضلين البقاء معي، احذري اللعب بالنار يافتاة فأنا رجل لم يعد يحتمل.قمر الليل
- كنت هاربة منك يارفاييل لأنني لم أكن اعرف انك تريدني.
والتمعت الدموع في عينيها عندما ضمها من جديد.
- أريدك حتى ينتهي الكون ياحبيبة، وان كنت شرساً معك احياناً فلأني لم اكن اكيداً من نفسي، جعلتني ضعيفاً كما لم تجعلني اية امرأة أخرى، كان شوقي لا بل جوعي اليك كبيراً، ولم أكن اعرف حقيقة شعورك فأخفيت مشاعري.
- وانا أخفيت مشاعري لأني كنت اظنك ستتزوج لوسيا.
- لوسيا كانت دائماً تعرف انني لن اتزوج منها لكنها ظلت تحاول حتى النهاية، فهي من النوع الذي لا يتخلى عن أحلامه حتى يرى الرجل المعني وقد تزوج امرأة أخرى.
- حتى جدتك كانت تظن انك مقدم على الزواج من لوسيا.
- جدتي تظن اني سأتنزوج من كل امرأة اعرفها.
ثم ضحك و أكمل:
- في الاسبوع الماضي اكتشفت جدتي حبي لك، وهي توافق وتبارك هذا الحب، وقد رأتني قبل لحظات وأنا أنسل من الصالة لألحق بك وابتسمت مشجعة، هل كنت تظنين نفسك غير مراقبة؟
ولمعت عينا الدون بمكر في ضوء القمر.
- ايها القرصان! اما متأكدة انك استعملت لوسيا هذه الليلة عن قصد لاثارة غيرتي.
- اصبح الأمر حرجاً ولا يحتمل ياعصفورتي، كنت تتكلمين وكأنك حقاً ستغادرينني، لكنني سأبرئ نفسي قليلاً و أخبرك ان الفكرة كانت من ابتكار جدتي، نصحتني بأن أبدي اهتماماً أكبر بلوسيا هذه الليلة على أن تجلس هي الى جانبك وتراقب ردة فعلك، وكان الاتفاق ان تهز الجدة مروحتها كلما لا حظت انزعاجك وتوترك لحظة ابتسم للوسيا أو أتقرب منها باهتمام وكثيراً ما اهتزت مروحة الدونا خلال السهرة، ألم تلاحظي ذلك؟ ربما لا، فقد كنت مشغولة بمرافقتنا، أليس كذلك؟
وأخذ يمسد شعرها الجميل بيده بينما كانت اليد الأخرى تلتف حول خصرها بكل حب و شوق.
- أيها العفريت بدون قلب ، حرام عليك ، جعلت المرأة تتوقع الكثير منك.
- لا أبداً، هاتي يدك.
* * * * *
يتبعـ...
|