كاتب الموضوع :
Rehana
المنتدى :
روايات عبير المكتوبة
أخبر الدون بالحادث وهرع الى المكان فنقلهما الى المستشفى، لم تطل اقامة فانيسا في المستشفى وعندما عادت الى القلعة رافقتها الأخت ايزابيل لتقوم بالعناية بها لمدة اسبوع أو طالما تدعوا الحاجة.
لم تكن باربرا تفارق فانيسا الى أن لاحظت الممرضة أن ثرثرة الفتاة تتعبها، فطلبت منها أن تقلل من زياراتها و اضطرت الى اخراجها من الغرفة، تأففت من ذلك وقالت بغضب وهي تخرج:
- يالك من طاغية.
ضحكت فانيسا للمنظر وأضافت باربرا:
- هذا المكان مليء بالطغاة!
أدركت فانيسا من هذه الملاحظة ان دون رفاييل مازال يصر على إبعاد قريبه راي عن باربرا، قريباً سيأتي دورها هي بالابتعاد ، رباه كيف ستخبر باربرا ودون رفاييل عن قرارها بالذهاب الى تشيلي؟ في تلك اللحظة سمعت قرعاً خفيفاً على الباب ودخل دون رفاييل .
وقف قرب سريرها و أمسك يدها طابعاً عليها قبلة خفيفة وقال:
- تبدين بصحة أفضل ياصغيرتي ، أتسمحين لي بالجلوس هنا على طرف سريرك؟
أومأت فانيسا بالايجاب وهي تتساءل في نفسها عن الأمر الذي ينوي التحدث به.
جلس الدون الى جانبها و أحست هي ببعض الاضطراب تحت نظراته التي كانت تجول من وجهها الى عنقها الى ثوب نومها الأبيض.
- هل مايزعجك حضوري؟ أتفضلين أن ترتاحي؟.
- لا، كنت اتساءل فقط عن الأمر الذي جئت تحدثني به.
- أريد ان اطمئن عليك ، ام هل كنت تفضلين لو اسأل الممرضة بدل زيارتي هذه؟
التقت عيناها بعينيه، وابتسمت معترفة لنفسها انها تستمتع بصحبة شخص كله نشاط و حيوية كالدون، الأمر الذي يجعلها تظهر ضعفاً ورقة و أكثر هشاشة امام رجولته الطاغية، غضبت فانيسا لهذه الأفكار ، لكنها كانت أضعف من أن تقاوم في حالتها الراهنة، ولمرة واحدة تركت نفسها تستمتع بضعفها امامه، وتستمتع بمنظر كتفيه العريضتين ورأسه المنتصب بفخر اسباني وفمه القاسي، وتصورت لوسيا مونتيز غارقة في عناق هذا الرجل الوسيم بحنان كبير ، مد الدون يده ولمس الآثار التي تركها الحادث على وجه فانيسا وقال:
- بالطبع، استطيع سؤال الممرضة عن تحسن صحتك و ستجبينني لكنها لن تستطيع اخباري عن تأثير الحادث على حالتك النفسية، خاصة انك مجبرة على تأجيل تنفيذ مشاريعك الجديدة.
يالله ، كيف عرف بقرارها؟ هل تراها تكلمت بالأمر وهي غائبة عن الوعي؟
- تدركين بالطبع اني تحدثت مع السيد ألسنغ بعد الحادث؟ وهو أخبرني انك قررت الذهاب معه الى تشيلي، هل الأمر كذلك؟
- نعم.. قررت الذهاب الى هناك، أعرف انك ستحاول منعي من ذلك لكن ألا ترى ان علي ابني مستقبلاًَ لنفسي ، لا مستقبل لي في هذا المكان؟
ومرر الدون اصابعه في شعر فانيسا قائلاً بهدوء:
- والمستقبل أمامك في تشيلي؟ أتنوين الزواج من هذا الشاب المتهور الذي قاد سيارته بجنون وكاد يقتلك ؟ كنت مرمية بين حطام السيارة ووجهك أبيض كالحليب و الدم ينضب من ذلك الجرح الرهيب في رأسك ، لن أنسى ماحييت منظرك تلك اللحظة، أتريدين مني ان اصدق انك تحبين شخصاً متهوراً كهذا؟قمر الليل.
* * * * *
يتبعـ...
|