كاتب الموضوع :
Rehana
المنتدى :
روايات عبير المكتوبة
قال الدون ذلك لغطرسة السيد الأسباني الذي لم يكن معتاداً على قبول الرفض من امرأة.
ثم أكمل ببرودة:
- يظهر ان الانكليز يندفون وراء شجاعة مزيفة، وعندما يفوت الأوان يدفعون ثمن غلطتهم بحياتهم.
ثم نظربغضب إلى عمها قائلاً:
- سيد كارول، أرجو أن تلح على الآنسة بالذهاب معي حالاً.
- آسف يادون رفاييل فنحن لا نجبر نساءنا على القيام بأي عمل، خاصة اذا كن ذوات شعر أحمر.
قال العم ذلك متطلعاً إلى فانيسا و مبتسماً.
- حسناً، عندك رقم هاتفي، اتصل بي ان ساءت الأمور.
ثم انحنى بتهذيب و خرج تاركاً فانيسا تصلي ان تكون تلك المرة الأخيرة التي ترى فيها وجهه.
في الأسبوع التالي ساءت الأمور أكثر، وبالتحديد، جاء هذا اليوم عندما ترك الخدم البيت الواحد تلو الآخر، عند ذلك طلب العم كارول من فانيسا ان تجهز القليل من الأمتعة التي قد يحتاجانها وذهب ليتصل هاتفياً بالدون رفاييل متمتماً:
- كان الدون على حق و يعرف الناس أكثر مني.
ذاك ماحدث وماكسر قلب عمها العزيز و قتله، وهاهي الآن في الحادية والعشرين من عمرها وحيدة..وحيدة، عمها كان كل ما بقي من أهل بعد أن قتل والداها في حادث سيارة وجاءت لتعيش معه في مزرعة القهوة على شاطئ نهر أورداز.
نظرت فانيسا من نافذة القمرة الصغيرة وهي مستغرقة في أفكارها لترى ألسنة اللهب المتصاعدة من بعيد.
أحرقوا بيتها الأبيض الجميل! احرقوا كل ذكرياتها مع عمها الطيب.. وبدأت ترتجف مثل ورقة في يوم خريفي.
بعد أن وجه الدون سير المركب نول الى حيث كانت تجلس في العتمة، اضاء القنديل وسألها ان كانت بخير.
كان صوته بارداً و بعيداً، ترى، ألم يتوقع أن تكون فانيسا شاهدت بيتها يحترق؟ ألا يظن انها بحاجة إلى موساة و عطف؟ ام كان يتجنب ذلك كي لا يراها تنفجر بالبكاء! وبدل المواسة قال بغضب:
- كان الجنون بعينه رفضك عرضي في الأسبوع الماضي، واليوم لوتأخرت قليلاً لفاتني الوقت و عجزت عن انقاذك.منتديات ليلاس
أجابت فانيسا بصوت مرتجف:
- لم استطع ترك عمي وحده، كان كل اهلي، لم يخطر بباله أبداً أن ينقلب عماله ضده، لقد أحبوه و أحبهم، لماذا ياسيد؟ لماذا فعلو ذلك؟
- لأن قائدهم أغراهم بالوعود، بثروات الرجل الأبيض كلها ان هم انقلبوا عليه، اتركي الذكريات وراءك، عائلتي تنتظرك، بإمكانك البقاء معنا قدر ماتشائين.
- شكراً لك، لا أعرف كيف أرد جميلك.
- من يتحدث عن رد الجميل ياآنسة.
وفجأة تغيرت لهجته ومرر أصابعه في شعر فانيسا بلطف وحنان، ثم قام و أحضر لها كوباً من الشاي فقد كانت ترتجف.
عندما هدأت قليلاً خفض الدون النور وطلب منها أن تحاول النوم فيما زالت امامهما بضع ساعات قبل الوصول الى لويندا كما قال.
تمددت فانيسا على السرير الضيق محاولة النوم لكن صوراً كثيرة مرت في مخيلتها، تذكرت الأوقات التي كان يأتي فيها الدون لزيارة عمها في اورداز.
* * * * *
يتبعـ...
|