كاتب الموضوع :
Rehana
المنتدى :
روايات عبير المكتوبة
هز الدون رأسه بحب وحنان وقال لجدته:
- تتكلمين وكأنك ذاهبة عن قريب، لازال امامك متسع من الوقت ياجدتي
العزيزة لحياة طويلة وتري ازعاج أطفالي، لا تخشي شيئاً، والآن علي ان اذهب ،
اعمالي تنتظرني.
- غداً عندما تكون لك زوجة لن تركض وراء اعمالك كل هذا الركض، قالوا لي
انك تقضي ساعات الراحة تعمل بمكتبك، لن يحدث هذا في المستقبل، ستقضي
تلك الساعات في السرير الزوجي الدافئ.
- يالك من عجوز شيطانة! لا تقومي باطلاع الآنسة كارول على افكارك هذه،
لديها الكثير منها على كل حال ولا حاجة بها الى المزيد.
- هيا اذهب ايها الشقي وان احببت ان اخبر الآنسة كارول أي شيء عن غرور
الرجل وعن كيفية تدجينه،سأفعل.
- خسارتي كبيرة اذ لن أبقى وأستمع الى احاديثك الشيقة يا جدتي، وأنت ياآنسة
كارول ستعرفين اسراراً رهيبة منها، ففي ايامها كانت الجدة كما يقولون رائعة
الجمال يحوم أفضل الرجال حولها كالفراشات حول النار.
وغمز لفانيسا بعينيه باسماً ثم استدار وخرج من الصالة.
- سنتناول بعض الشاي الآن ياآنسة كارول.
قالت الدونا مانويلا هذا ثم تناولت جرساً صغيراً قرعته منادية لويزا التي جاءت
مسرعة وتلقت أوامر السيدة باحضار الشاي والكعك، في انتظار ذلك اخذت
الدونا تطرح على فانيسا اسئلة تتعلق بانكلترا وبرقة فائقة قادت الحديث الى عم
فانيسا ومزرعته قائلة:
- لا يجب أن تدفن الأشياء المحزنة في أعماق انفسنا، الحياة مليئة بباقات الفرح و
أكداس الحزن ، الحزن و الفرح ياعزيزتي كلاهما الحياة وكلاهما يغني النفس أو
يجب أن يغنيها، وأنت عشت سنوات جميلة مع عمك الطيب كما علمت، صحيح؟
- نعم، كانت سنوات طيبة.
وأحست فانيسا بحرارة الذكريات وحلاوتها، كل هذا أصبح الآن من الماضي.
- كان رفاييل يحدثني كثيراً عن طيبته..آه هاهو الشاي، أنا مدمنة على شرب
الشاي لكن عندما يكون رفاييل هنا من اجل لعبة شطرنج يفضل القهوة عليه.
ابتسمت فانيسا للعجوز ولا حظت طاولة صغيرة عليها حجارة شطرنج مصنوعة
من العاج بدقة و مهارة ومن طريقة صف القطع عرفت فانيسا ان اللعبة لم تنته.
لاحظت الدونا اتجاه نظر فانيسا وقالت:
- كم اتعجب من الصبر الذي يظهره رفاييل في اللعب معي، فهو كما تعلمين
رجل مليء بالحيوية و النشاط، احياناً يقوم بتحريك حجر بطريقة متسرعة،
وأحياناً اخرى يأخذ وقته و يحشر جدته المسكينة في زواية... هذا تعبير تستعمله
باربرا، هذه الطفلة ، هل تسبب لك المشاكل؟
- ابداً يادونا مانويلا، أنا احبها كثيراً.
تناولت فانيسا فنجان الشاي من يد الدونا شاكرة ، وفضلت ان تضع في قطعة من
الليمون الحامض عوضاً عن الحليب، أرضى ذلك الدونا مانويلا التي ابتسمت
لفانيسا التقت عينا المرأة العجوز بعيني الفتاة الشابة و تبادلتا ابتسامة دافئة تشير
الى رغبة مشتركة في الصداقة و التفاهم.منتديات ليلاس
- كان علينا أن نلتقي للثرثرة قبل الآن، امرأتان، ابريق من الشاي ورجل تحكي
عنه، انها احدى باقات الفرح التي حدثتك عنها قبل قليل، أتوفقين؟
- بالطبع ياسيدتي.
ورشفت فانيسا بعض الشاي اللذيذ، رجل تحكي عنه! من غيره؟ الرجل الرشيق
الداكن اللون الذي ترك الغرفة منذ عشر دقائق!
* * * * *
يتبعـ...
|