كاتب الموضوع :
Rehana
المنتدى :
روايات عبير المكتوبة
الجزء السادس
الوقت ليلة الجمعة، وفانيسا مستلقية في فراشها تستمع الى الزيزان و حفيف سعف
النخيل، وبين وقت و آخر زعيق طائر ليلي آت من بعيد.
كأنها في أورداز...أصوات الليل ذاتها، أورداز! كم كانت سعيدة هناك وحرة،
تنهدت فانيسا للفكرة وأخذت تتململ في فراشها محاولة اصطياد النوم الذي كان
يجافيها هذه الأيام، مسدت مخدتها وحاولت التركيز على دقات الساعة، لكن
حلاوة النوم و سلامة بقيا يتهربان منها.
اللعنة! قامت من فراشها بهدوء و لفت عباءتها حول كتفيها ، العباءة التي اشترتها
مع بقية الثياب منذ بضعة ايام.شات ,توبيكات ,شبكة ليلاس
كان باب الشرفة مفتوحاً، خرجت منه فانيسا و أخذت تحدق بالنجوم، ثم حولت
نظرها الى البحر وكان سطحه يعج بحبات اللؤلؤ، انطلقت صرخة طاؤؤس كأنها
الشؤم فضاعفت احزان منتصف الليل التي كانت تضطرم في داخلها.
أخذ الحزن يسري من قلبها الى جسمها كله وهي تنظر باتجاه اورداز، لماذا تنظر في
ذلك الاتجاه؟ عما تبحث؟ عن العم الطيب الذي ضاع منها الى الابد...أم عن
الوعد الهارب كشعاع شمس، والذي كان يملأ النزهات، ولعبة كرة المضرب،
ورحلات الصيد، والمناقشات التي كانت تتمتع بها بصحبة جاك كونروي المرح؟
أين يكون جاك الآن؟ لا ليس في الفندق في تشيلي حيث كانت تعبث برسائلها،
لابد انه في احد الأدغال الخضراء بحثاً عن الماس و الزمرد.
طافت ابتسامة على شفتيها مالبثت ان اختفت اذ تحولت افكارها ورغماً عنها الى
الرجل الذي احضرها الى لويندا.
منذ تلك اللحظة في مطعم السكاي لايت و فانيسا مضطربة، كم تكره هذا
الشعور...كأن روح التحدي عندها قد سحقت من قبل رجل استعمل جاذبيته و
سلطته بطريقة جعلتها تخضع رغم ارادتها.
السلطة الأكبر لمن له سلطة على نفسه، هذه الكلمات التي ترددها فانيسا لنفسها
كم هي صحيحة، وشدت قبضتها على قبضان الشرفة، قضبان حديدية تسجتها في
قلعة من صنعها هي! لتكن عادلة فالدون عرض عليها دفع تكاليف سفرها الى
انكلترا.
لكن ماذا فعلت هي؟ اشتاقت فيها كل مشاعر الكبرياء الانكليزية و أصرت ان
تعمل لتكسب بنفسها أجرة الطريق وما يكفيها لدراسة السكرتاريا، انها هي التي
اعطته السلطة عليها كمستخدم، وهي تعي ذلك كله الآن..منتديات ليلاس
* * * * *
يتبعـ...
|