كاتب الموضوع :
Rehana
المنتدى :
روايات عبير المكتوبة
- ان كنت أفهم قصدك جيداً ياباربرا، فلا رغبة عندي في الانسجام مع أي رجل كان، وبالتأكيد ليس مع الدون رفاييل! وان كنت...
توقفت فانيسا عن الكلام عندما وجدت نفسها فجأة وجهاً لوجه امام الدون، وانتبهت الى أن صوتها كان عالياً اكثر ممايجب، اندفع اللون الاحمر الى خديها للنظرة الثاقبة التي كان يرميها بها، ترى هل سمع جملتها الأخيرة، بالطبع لم يظهر لها مايدل على ذلك، فهو كعادته وغير كل الظروف مثال اللباقة و التروي، حتى لو رغب ان يعرف القصد مما قالته، فقد اخفي رغبته تلك وراء ابتسامة مشجعة.
- لابد انكما جائعتان، هيا سنذهب لنأكل في مطعم السكاي لايت، لم تزوري المكان من قبل ياآنسة كارول لكنك ستحبيه.
كان المطعم يشغل آخر طبقة من فندق سياحي فخم، عندما فهمت فانيسا ماقصده الدون بقوله أنها ستحب المكان، فقد كان يعج بالعديد من السواح الأوروبين.
ورغماً عنها، وعند سماع الاصوات التي تتكلم لغتها، نظرت فانيسا حولها مبتسمة..واذا عيناها تلتقيان بعينين رماديتين حادقتين، غاري السنغ! غمز لها بمرح ثم حول نظره الى الدون عن رفاييل الجالس بكل ارتياح الى جانب فانيسا، بالطبع لم يغفل الدون عن تلك النظرة الفاحصة، وقبل ان تغيب البسمة عن شفتي فانيسا كان الدون قد استدار اليها ورمقها بنظرة ثاقبة قائلاً:
- اذن انت تعرفين السيد السنغ؟
- قابلته مرة عللى الشاطئ، لم يمكنني تجاهل لطفه، أو هل كنت تتوقع مني كمستخدمة لديك ان أحيله الى حضرتك لتقوم بتقديمي اليه كمرافقة تعمل في حماك؟
ياإلهي، عادت الى تلك اللهجة وعاد التوتر بينهما، استطاعت فانيسا رؤية ذلك في انقباض عضلات وجه الدون.
- أنت حرة ياآنسة كارول في اختيار اصدقائك، والسيد السنغ يذكرني كثيراً بذلك الشاب مونروي، الاتوافقين؟
باربرا التي كانت تجلس باسترخاء في مقعدها تراقب باهتمام ما يجري قالت بحماس:
- كونروي؟ هل هو الشاب الذي أخبرتني كم كنت تتمتعين بعناقه يا فانيسا؟
فقط لو تنشق الارض و تبتلعها في تلك اللحظة، لكن الارض بقيت متماسكة تحت قدمي فانيسا المرتجفتين، الا تكفي لهجة الاحتقار في صوت الدون كلما جاء على ذكر جاك؟ و بغضب شديد قالت لبابرا:
- ظننتك تحفظين سراً، لو لدي أدنى شك في انك ستخبرين أياً كان...
واندفع الدم حاراً في عروقها، وازداد الحرج وهي تشعر بعيون الدون الفاحصة ترقب احمرار وجهها.
- لا بأس ياآنسة كارول، لا بأس، ماهمّ ان فضحت باربرا سرك الصغير هذا؟ أنسيت كم مرة رأيتك وذلك الشاب تنسحبان بهدوؤ لتمتع بالليالي المقمرة في زواية مهجورة؟
لم تعد فانيسا تستطيع احتواء غيظها، كيف يجرؤ ؟ كيف يجرؤ على السخرية من مشاعر الآخرين؟ او هل تكون مشاعره اكثر سمواً و براءة؟ لا..لا تظن ذلك.
* * * * *
يتبعـ...
|