كاتب الموضوع :
Rehana
المنتدى :
روايات عبير المكتوبة
طافت بسمة خفيفة على شفتيها، هل ظنت حقاً انها تكره الرجل؟ صحيح، يثير غضبها احياناً بكبريائه و تسلطه، لكن هناك جوانب أخرى لشخصيته لم تعرفها الا هنا في جزيرته ، انه في اعماقه يخفي نبعاً من الحنان الدافق و الدفء الى جانب صلابته الظاهرة ، كم ستقاسي زوجة هذا الرجل ! لكن في الوقت نفسه، كم ستجد تعويضاً على ذلك !
توقفت فانيسا عن التفكير بالرجل لتصغي الى ماكان يقوله لباربرا، كان يحدثها عن رحلته الأخيرة مع لوسيا وعن الأماكن التي زاراها و الأحداث التي صادفتهما.
قالت بابرا وهي تغمز بعينها لفانيسا:
- أظن أننا سنسمع قريباً نبأ اعلان زواجك من لوسيا؟ أتدري يا طوني تحيرني؟ كيف تأخذ لنفسك من كانت زوجة لسواك؟
قال متهكما:
- حقاً؟ وهل تدعين معرفتي ياعزيزتي؟
- بالطبع، بالقدر الذي تسمح فيه لأحد ان يعرفك.
ومدت يدها بحنان لامسة كتفه مماجعله يبتسم وتابعت:
- هيا ياعزيزي ، قل لي ، ألست تفكر بالزواج الآن؟
- وأن كنت افكر بالزواج، فليس هذا من شأنك ياصغيرتي، الى ان اكون انا مستعداً لمناقشة الموضوع مع المرأة المعنية.
اختلط الحزم بالرقة من جواب الدون، مماجعل باربرا تصمت و تتطلع الى فانيسا التي ابتسمت، فضول فانيسا ايضاً كان كبيراً.
كانت تود ان تعرف متى سيعلن الدون خطبته على لوسيا التي لابد انها تنتظر ذلك بصبر يكاد يفرغ.
الحبّ...وسرحت فانيسا بأفكارها، هذا الشعور الغريب، فيه عنف وفي الوقت ذاته هو تجسيد للبراءة، فيه نار تحرق وحنان لا حدود لدفقه، نتوق اليه بوجع و نتمنى لو نهرب منه، ابتسمت فانيسا لنفسها، كيف تعرف عن الحب كل هذا ولم تمسها ناره!
هنا، في هذه اللحظة وفي سيارة الدون رفاييل، وجدت نفسها تفكر بجاك كونروى، ترى ماذا لو ظهر فجأة في مكان ما، قد لا تكون تعمل في قصر الدون رفاييل عندئذ الدون سيتزوج لوسيا بالطبع، لن ترغب في وجود فانيسا ومن لواضح ان لدى الدون مشروعاً لتزويج باربرا.
حدقت فانيسا في يديها المتشنجتين في حضنها، وفكرت بأسى، سيأتي اليوم الذي ستكون فيه وحيدة، وقد تضعف لدرجة تتصور معها شعورها نحو جاك حباً و تقبلاً، لكن هل يمكن ان تتخلى عن الحلم؟ الحلم بأن تجد الرجل الذي يتفانى في حبها هي في حبهّ.
تذكرت كيف ردد الدون هذه الكلمات الشعرية على مسامعها وتذكرت الحرقة التي خالطت صوته، ترى أيعشق لوسيا بهذا العنف؟ هل حقاً وجد فيها المرأة التي يتحد بها كما اللهب بالنار؟
* * * * *
يتبعـ...
|