كاتب الموضوع :
galalgalal
المنتدى :
الارشيف
رحلة الى الله (2)
الرحلة تحتاج الى متاع
والمتاح للروح وللجسد --- متاع الروح قليل لكنه غنى ومتاع الجسد كثير ومشكل لكن لابد منه
توكلنا على الله واعددنا متاعنا --- قلت لزوجتى اننى سبق لى الحج ومن خبرتى انه كلما قل المتاع كلما زادت المتعة فقد سافرت قبلا فى جلباب ونعل ولم يكن معى غير ملابس الاحرام وكنت نشطا اقوم بغسل ملابسى كل حين
الا ان الزوجة مثل اى زوجة فى العالم قامت بحشر عشر اطقم ملابس داخلية وعشر جلابيب وبيجامتين واربعة قمصان وثلاثه بنطلونات !! هذا لى فقط غير مالها
اجتمع الاهل تحت الطائرة وطارت قبلات وسلامات ودعوات وقام ابنائى بعمل اللازم من تسهيلات يعرفون تماما كيفية ادارتها فى مثل هذا المكان
وقد كان
ركبنا الطائرة وسط التهليل والحمد والشكر لله الذى وفقنا لبدء الرحلة وجلسنا بعد ان طارت الطائرة والشهادة لله ان القبطان كان يتمتع بمهارة عالية فى ال take off لدرجة ان الحجاج صفقوا له !!
جلسنا نحاول ان نقرأ القران ونهلل لكن الهمة فترت بعد فترة قصيرة لان السفر كان فى الفجر --- ثم بدأت المناظر تبدو امام عينى وكاننى انظر الى جوجل ايرث !! جبال ووديان ومرتفعات ومنخفضات بل وجدتنى فوق السحاب فنطق اللسان بخشوع سبحانك ربى
عابث النوم جفونى لولا المضيفة المصرية التى بدأت رحلة الوجبة الساخنة وبصراحة كنا فى اشد الحاجة اليها مع كوب الشاى الجميل ---
ثم اعلن القبطان اننا وصلنا الميقات اى اننا فوق بلدة رابغ وهى ميقات احرام مسلمى مصر والمغرب العربى والحمد لله كنت مرتديا ملابس الاحرام فلم يكن على سوى نية الاحرام بالحج والعمرة متمتعا باذن الله
وصليت فى كرسى الطائرة بهذه النية
ساعتين الا قليلا ووصلنا الى مطار مدينة جدة
تم توصيل الانبوب بالطائرة للخروج سيرا لصالة جلسنا فيها حيث قدم لنا الاخوة السعوديين الماء ووجبة جافة
سار المذيع بين الحجاج والمصور يحمل كامير الفيديو حتى وقف امامى ولم اجد مااقوله سوى شكر الله سبحانه وتعالى ثم تنيت بشكر خادم الحرمين الشريفين على رعاية الحجيج وجلست بجوار زوجتى فى انتظار ختم الجوازات وتسليمها الى وكلائنا المصرييين فى بعثة الحج لتسليمها الى الوكلاء السعوديين المطوفين
امام ضابط الجوازات وجدت وجها باسما مرحبا سرنى للغاية الحديث اليه وخرجنا لخارج المطار حيث تم التجميع للذهاب الى بلد الله الحرام مكة المكرمة
سوف اتجاوز عما حدث لاصل بكم الى مكة المكرمة التى ماان هلت علينا مآذن الحرم المكى الشريف حتى تصاعدت من القلوب زفرات وبدا اللسان بالتهليل والتلبية حتى وصلنا فندقنا فى شارع الخليل ابراهيم قرب الحرم بحوالى خمسمائة متر او اكثر قليلا
صعدنا لغرفنا على وعد بالنزول لعمل طواف القدوم والسعى لكن العزم شىء والعزيمة شىء اخر وتغلب الكسل ووقع الجسد ارضا يبغى الراحة فى حجرة بها خمسة افراد سوف يستمرون معا لنهاية هذا الرحلة
غفلت عينى لساعتين وسمعت الاذان الاول لصلاة الفجر فهببت قاعدا فوجدت نصف زملائى قد قاموا بطواف القدوم فاتصلت بالحجرة الموجودة بها زوجتى فقالت لى زميلاتها انها ولله الحمد ادت طواف القدوم -- فحسدتها على ماحاباها به الله من فضل وهى المريضة التى كنت انوع مرافقتها !! فاذا بها تسبقنى لرضا الله هنيئا لها
توكلت على الله ونزلت مع بعض زملائى بملابس الاحرام ومشينا فى بابل !!
بشر من كل بلاد الارض -- بش ابيض وبشر اسود وبشر اصفر وبشر طويل وغيره قصير ورفيع وتخين سبحانك يارب
استغربت من نفسى هذا التعجب كاننى احضر للمرة الاولى او كاننى لم ار هذا المد البشر من قبل !!ووجدتنى قطرة فى بحر من البشر كلهم يرتدى مثلما ارتدى لا فرق بينى وبين الماليزى والصومالى والتركى والصينى كلنا بشر يسعى لطلب رحمة من وعدنا بالمغفرة والرحمة
انفصلت عن زملائى وجريت للقاء الكعبة بعد شوق لاكثر من 26 عاما من الحج وخشرون عاما للعمرة --- نطق لسانى الكلمات اللهم زد هذا البيت تعظيما وتشريفا --- وطفرت العبرات من عينى وانا ارى رحمة ربى بى اذ يستقبلنى فى بيته الحرام بكل هذا الحب ---
وبدات الطواف !!
الطمع نادانى للطواف بجوار الكعبة فلبيته !!
دورة فى وسط هذا الخضم الهائل من البشر رغم ان الساعه كانت حوالى الخامسة صباحا الا ان العدد الهائل كان يجذبك كانه دوامه وانت احد موادها !! بعد هذه الدورة بدأت المفاصل تئن وتشكو !!
بصراحة جولتين ووجدت ساقى تئنان وتشكوان طبعا لهما حق !! الست فى سن ال 64 من العمر ولست نفس الشاب الذى طاف قبلا من 26 عاما !! وقررت ان ارفق بنفسى فجلست بجوار السلم بين كل دورة حتى اتممت الطواف وجريت الى المسعى لاعيد مشهد السيدة هاجر وهى تسعى بين الصفا والمروة
لااكذب عليكم
هى مرة واحدة ووجدتنى ملقى فى الارض !!
قمت وجائنى من دعانى لركوب كرسى متحرك --- صعبت على نفسى -- لكن لابد من الخضوع لحكم الزمن بينما كان شريط الذكريات يتابعنى وانا اسعى كالفرس قبلا !!
اتممت السعى -- وسعيت للتقصير فجاء من يحمل مقصا مبتسما واخذ مافيه النصيب وعدت للفندق فرحا ونمت ونمت حتى ايقظنى الاذان لصلاة الظهر
وهنا ساترككم قليلا تاخذون افناسكم وتسعدون بما مضى من كلمات وتدعوا الله ان يمن عليكم بمثل مامن على كل عباده الذين حضروا عرس العج للعام الهجرى 1430 ولى معكم عودة
الحاج محمد جلال
|