كاتب الموضوع :
galalgalal
المنتدى :
الارشيف
رفاق رحلتى
تعارف الناس على القول بان الرفيق قبل الطريق لان اختيار الرفيق يجنبك صعوبة الطريق واشياء اخرى
الا فى هذه الرحلة !!
فليس لك فى الامر شىء سواء فى الرفيق او الطريق او حتى نومك وصحيانك !!
فكل ذلك مفروض عليك من صاحب الدعوة لانه هو من اختار لك رحلتك فبالتالى
اختار لك شكل هذه الرحلة بل ورفاقك فيها ايضا
كانت ظروف الاقامة فى مكة تقتضى اقامة خمسة افراد فى الغرفة وكان المفروض ان تكون هناك كشوف معدة سلفا بهذا الترتيب --- الا اننا فوجئنا بمن يقول لنا اختاروا بعضكم خمسات خمسات !!
نظرت زوجتى حولها فوجدت رجلا ملتحيا فاشارت اليه وقالت انه زميلها فى العمل وهى تعرف زوجته وبالتالى فانها سوف تكون محل رعاية لمن ترتاح اليها وقد كان صديقى ابو زيد اول الخمسة -- اسف ثانى الخمسة لاننى انا اولهم !!
نظر صديقى ابو زيد حوله فوجد ملتحيا اخر ربعة فاشار اليه ليكون الاختيار رقم 3 ويبقى لنا بعدها اثنان قامت زوجاتنا نحن الثلاثه بالمهمة خير قيام فاخترن صديقتين تعرفتا اليهن فى الطائرة !! وقد كان
فوجئت لاول مرة فى حياتى باننى سوف لن اجلس فقط مع ملتحين بل سوف اضطر الى معايشتهم طوال فترة الحج !!
طبعا اخوكم راجل عقلانى مش من بتوع الدقون لذلك كنت ارى الصعوبة فى التعامل مع اهل الذقون --- الا ان ماحدث غير ماتوقعت تماما !!
تصوروا اننى احببت صاحبى الذقون اكثر من الباقين ؟؟
نعم -- رايت اناسا متفتحين غير متشددين بل واهل ضحك وهزار ايضا وكثيرا مااداروا دفة الضحك على اخوكم المسكين !!
وبالمثل -- كانت زوجاتنا نحن الخمسة فى الحجرة التالية لنا
لم نتعود صراحة على فراق زوجاتنا رغم انهن فى الغرفة المجاورة لنا -- ومن هنا حدث العديد من المفارقات المضحكة بل والمواقف التى جعلت ضحكنا يرتفع الى عنان السماء
فاحدنا -- عم ممتاز رجل فى اواخر خمسيناته يقرا القران بصوت معقول ويجيد تشكيل الحروف ويقدم خدمات لكل الزملاء فمثلا اذا راى كوبا او طبقا قام وحده بغسيله دون ان يكلف بذلك --
هذا الاخ ممتاز كان قد توصل لحيلة ذكية للتواصل مع السيدة زوجته رغم الفراق الاجبارى هذا !! فكان يرن عليها بالتليفون المحمول ثم يقف على باب الحجرة ويلتقيا على الابواب للحديث والتداول --
حتى هذا الموقف لم يسلم من غمزنا وضحكنا وطريقتنا فى تحويل كل شىء الى ضحك فاحدنا وهو الحاج محسن وبالمناسبة هو شخص ابن بلد جدا على الطريقة المصرية ويجيد التعامل مع كل البشر بكل طريقة وهو انسان خدوم بشكل سلسل وغير مصطنع
هذا الحاج محسن اتخذ من حوار الحاج ممتاز مع زوجته طريقة ذكية للعبث والهزار -- فكلما راى اخانا ممتاز فى هذا الموقف صاح بصوت يشبه صبية المقاهى " وعندك واحد ليمون واتنين شاليموا !!" كناية عن تصرفات العشاق فى كازينوهات القاهرة -- وترددت هذه المقولة كثيرا حتى اصبحت شعارا لنا حينما يقوم احدنا بلقاء زوجته على ابواب الغرف !!
الملتحى الاول ابو زيد زميل زوجتى تفرغت لمحاولة دراسته فوجدت شابا برغم انه ملتحي ويلبس جلبابا الا انه انيق بشكل غريب -- يهتم بتمرير الفرشاة على ذقنة قبل الخروج ويتانق لدرجةالمبالغة فى وضع العطر الرشاش والذى كان يصيبنى بالحساسية وكان هو بعد ان يغرق نفسه بالعطر يتوجه الى ووجهه كله اعتذار قائلا ياجماعة حرام عليكم اخونا الحاج محمد مصاب بحساسية من العطور يقولها فعلا باعتذار وليس بسخرية رغم انه هو الذى قام باغراق الغرفة بسحابة من رشاشه المعطر !!
اما الملتحى الاخر -- فانا تعمدت تاخير الكلام عنه لاخر الحديث لانه بصراحة شغل مساحة واسعة من تفكيرى -- فهو مهندس زراعى وكنت دائما اشاغبه واقول له اننى سوف ابلغ امن الدولة عنه وعن اشتراكه مع جماعات ارهابية فيرد على انه غير مشترك فى اى جماعة وان ذقنه هذه سنة نبوية فقط لكنه يحاول ان يقيم السنه فقط لاغير بدون الاشتراك فى اى جماعات
هذا الشخص بهرنى بسعه اطلاعه وحسن رده اى حوار الى اصوله بل وياتى بالمراجع من عقله وبالاشارة الى القران والسنة -- وطبعا انا احاول التاكد من توثيقاته فاجدها فعلا صحيحة !! انا الشكاك بطبعى تعلمت ان اجلس مع الحاج شاذلى للحوار
وكلما دخلنا اكثر فى الحوار انبهرت بهذا الشخص المسلم الحقيقى ضاحك الوجه والغير متشدد ولكنه ذو خلفية دينية جميلة وقوية ترجع الى اشتراكه فى معهد للدعاة تقيمه وزارة الاوقاف فى مدينتنا الجميلة
وللامانه ايضا يجب ان اعترف لكل من زملاء رحلة الى الله بان الله اختار لى نوعيات من البشر ربما لم التقيها من قبل لاتعلم اننى فعلا مازلت فى حاجة الى مزيد من التعلم والاحتكاك بنوعيات من البشر كنت تلقائيا افترض عدم حاجتى الى الحوار معها وثبت لى اننى كنت على خطأ
تبارك الله
دعانى الى رحلته ليس فقط لاداء المناسك
ولكن ليعلمنى شيئا فاتنى او ربما ترفعت عن معرفته وهو نوعيات من البشر كنت اظنهم اغبياء او متشددين او متخلفين -- لكن الحق ان من كان جاهلا ومتخلفا هو انا !! نعم انا هو من كان يتشبث برايه ويظنه الحق بدون جدال حتى سمح لى الله ان التقى باربعة انا خامسهم كل شوية اقول سبحانك ياربى سبحانك جمعتنا اكيد من خلفيات مختلفة لنتعلم شيئا لم نتعلمه من قبل
مهما حاولت ان اتكلم فاكيد احتاج الى وقفه اوسع ومكان اكبر وسعة عقل لاتمكن من حصر ماجرى بيننا فى غرفة فى مكة وفى المدينة
فاسمحوا لى الان --- استاذن منكم لاننى اجد صعوبة فى استعادة كل المواقف الجميلة التى عشتها مع هؤلاء الاربعة -- واعدكم بالتواصل اذا شاء الله
لكن ايه رايكم ؟؟
هل حوارى حتى الان معقول ام اننى اسبب لكم الصداع ؟؟
ارجو التواصل
محمد جلال
|