كاتب الموضوع :
ana
المنتدى :
القصص المكتمله
شكرا الليدي وأميرة الورود على مروركن وهذا هو الجزء الثاني
الفصل الثاني
حل الظلام و ها أنا ذا ممدد على الأرض و قد التحفت بالملاءات التي أخذتها من عند أخي حسام، نظرت نحو سريري و نحو الشخص الممدد عليه كانت العينان الواسعتان الفزعتان تفتحان و تنظران نحوي بخوف لتتأكدان من أنني موجود في الغرفة ثم تغلقان مجددا، ثم تعودان و تفتحان مجددا و تطوفان في الغرفة بقلق ثم تغلقان، تنهدت و أنا أتذكر ما حدث في الساعات القليلة، لقد أجبرت على تنفيذ خطة أبي لأنه لم يكن أمامنا خيار آخر، ذهبت مريم و أمي لإقناع الفتاة بالفكرة، و أظن أن أمي قد ففرضت الفكرة عليها بدلا من أن تعرضها عليها، و قد قبلت خوفا من أن يأخذوها فيما لو عثروا عليها، طمأنتها نور أن زواجنا سيكون زواجا على الورق و أنها ستكون معها و لن تكون وحيدة، نفذنا كل شيء و ضممتها لبطاقتي الشخصية و لأنهم قد يأتون في أي لحظة فقد أجبرت على النوم معي في شقتي حتى لا يشكون في الأمر، و بما أنها خائفة فكان يتوجب علي أن أنام معها في نفس الغرفة!!
كنت مجهدا فنمت على الفور، لكنني سمعت أصوات ضرب مزعجة فتحت عيناي لأجد الفتاة الفزعة قد جلست تحدق بالباب ثم انتقل نظرها نحوي و قد انتقل قلقها إلي فقد كان الضرب مفزع، نهضت و اتجهت للباب لتنهض و تلحق بي خرجت لغرفة الجلوس و وقفت هي عند باب غرفة النوم و فتحت أنا باب الشقة ليدخل رجال فصرخت هي و عادت لغرفة النوم راكضة فلحقها بعض الرجال برشاشاتهم فقلت:
- دعوها!!
لكن بعضهم أمسكوني و كتفوني و دخل رجل أظنه كان أعلى رتبة، نظر نحوي ثم دخل غرفة النوم و دفعوني ء لأدخل خلفه و هم ما يزالون ممسكين بي، دخلنا الغرفة لأجد الفتاة قد انكمشت على الأرض و قد التصقت بالحائط و هي تبكي و قد غطت رأسها بيديها و ثلاثة رجال متجمعين حولها و مصوبين رشاشاتهم نحوها فقلت غاضبا:
- ابتعدوا عنها!!
عندها ضربني أحدهم برشاشه على معدتي فتأوهة من الألم و أغمضت عيناي و عندما فتحتهما مجددا وجدت الرجل صاحب البذلة المختلفة يقول موجها حديثه لي:
- هل يوجد أحد غيركما هنا!؟!
قلت:
- لا!!
نظر نحو فراشي الموجود على الأرض ثم قال للرجال المتجمعين حول الفتاة:
- فتشوا المكان!!
ثم التفت نحوي و قال:
- أين بطاقتك!؟!
اشرت نحو محفظتي الموجودة على المنضدة ففتح المحفظة و أخرج البطاقة و قرأها ثم التفت نحو الفتاة و قال:
- أنت زوجته!؟!
نظرت نحوي بخوف لأجيب فقلت:
- أجل!! هي زوجتي!!
التفت الرجل نحوي و قال:
- من كان ينام هنا!؟!
و اشار لفراشي فقلت:
- أنا!!
نظر نحو الفتاة المذعورة و قال:
- من كان ينام هنا!!
أشارت نحوي باصبعها و قالت:
- هو!!
التفت نحوي و قال:
- ألست زوجها!؟!
قلت:
- بلى!!
قال:
- و لماذا تنام على الأرض!؟!
قلت:
- تشاجرنا!!
ضحك و قال:
- و تنام على الأرض بجانبها!!
قلت:
- و ماذا في ذلك!؟!
عندها ضربني الرجل برشاشه على معدتي ثم وجه ضربة لوجهي فأغضمت عيناي غير قادر على تحمل الضربات الموجعة في حين سمعت الرجل يوجه كلامه للفتاة قائلا:
- أين هو!؟!
تلعثمت و قالت:
- من!؟!
قال بحزم:
- الذي نام على الفراش!!
عندها قالت:
- هو!!
فقال بغضب:
- زوجك و ينام على الأرض!؟! لو تشاجرتما لنام خارج الغرفة!! و الآن أين الشخص الثالث!؟!
و التفت نحوي و أمسك بوجهي و قال:
- أين يختبيء!؟!
عندها وصلنا صوت الفتاة تقول:
- لقد تشاجرنا و أردت أن اطرده من الغرفة لكنني اخاف من النوم لوحدي فتركته ينام على الأرض!!
التفت الرجل نحوها و حدق بها لثوان في تلك اللحظة دخل رجاله و قال أحدهم:
- لم نجد أحدا سيدي!!
سكت الرجل لثوان ثم أشار للرجال كي يتركوني ثم وضع بطاقتي على المنضدة بجانب محفظتي و مر بجانبي و وضع يده على كتفي و قال:
- لو كنت مكانك لما تركت هاتين العينان تطرفان و هما غاضبتان مني!!
ثم خرج و تبعه رجاله و بعد أن خلت الشقة من أحد سواي أنا و هي أخذت تبكي و هي تقول:
- أين أنت يا أبي!! يا الهي!!أنا خائفة!!
تنهدت و انا أنظر نحوها لكنني كنت أعاني ما يكفيني، فتلك الضربات كانت مؤلمة، دخلت امي و نور الشقة و قالت نور:
- هل نادين بخير!؟!
أشرت نحوها لتدخل أمي و تراها على حالها فقالت:
- صغيرتي!! لا تبكي!!
ثم عانقتها و قالت:
- أرجوك!!
أخذت تبكي الفتاة و تقول:
- أريد امي!!
أخذت نور و أمي تحاولان تهدئتها و عندها دخلت مريم و قالت:
- ماذا حدث!؟!
قلت:
- لقد ظنوا أن هناك شخصا ثالثا!!
قالت:
- و لماذا يظنون بمثل هذا الشيء!؟!
أشرت نحو فراشي ففهمت كل شيء ثم نظرت نحو الفتاة و تنهدت و قالت:
- المسكينة!! لا شك انها كانت خائفة!!
هززت رأسي بالإيجاب فالتفتت نحوي و قالت:
- هل انت بخير!؟!
هززت رأسي فأمسكت بخدي و قالت:
- هل ضربوك!؟!
هززت رأسي بالإيجاب فقالت:
- الأوغاد!!
ثم قالت:
- هل يؤلمك!؟!
هززت رأسي بالنفي و قلت:
- لقد زال الألم!!
ثم خرجت من غرفة النوم و اتجهت للمطبخ و سكبت لنفسي بعض العصير و عندما قربته من شفتي توقفت و تذكرت منظر تلك الفتاة المسكينة فابعدت الكأس عن فمي و اتجهت لغرفة النوم و أعطيت العصير لنور التي قالت:
- خذي يا نادين!! اشربي بعض العصير!!
شربت الفتاة بعض العصير ثم أعادته لنور التي قالت:
- أفضل!؟!
هزت رأسها بالإيجاب و هدأت قليلا فابتسمت نور لها و قالت:
- هيا!! ابتسمي لي!!
هزت رأسها بالنفي و قالت:
- نور أرجوك!!
قالت نور:
- أريد ابتسامة!!
نظرت الفتاة نحو نور لتجدها تبتسم لها فابتسمت و عانقتها فقالت نور:
- و الآن دعيني أنام!!
تركتها الفتاة و قالت:
- حسنا!!
نهضت نور و التفت نحوي و ابتسمت لي و قالت:
- انتبه عليها!!
ابتسمت لشقيقتي الصغرى الحبيبة و قلت:
- تصبحين على خير!!
خرج الجميع و نهضت الفتاة من مكانها و اتجهت للفراش و أطفأت أنا الأنوار و اتجهت لفراشي و غطيت رأسي و نمت بعمق، عندما فتحت عيناي كان السرير خاليا ففزعت و نهضت و تلفت حولي لكنني لم أجد أحدا في الغرفة، خرجت من غرفة النوم لأجد الفتاة جالسة على الطاولة في المطبخ و نور معها فتنهدت بارتياح فابتسمت لي نور و قالت:
- كنا سنفيقك!! فالفجر قد أذن!!
حككت شعري لأريح أعصابي ثم عدت للحمام و غسلت وجهي و توضيت ثم ارتديت ثوبي و خرجت من الشقة و نزلت الدرج و خرجت للمسجد و صليت الفجر و عندما كنت في طريقي عائدا للمنزل مررت بجانب صيدلية و لمحت إعلان صابون فتذكرت أنني لم أستحم من البارحة و يتوجب علي أخذ حمام ساخن و تفريش أشناني و غسل شعري، عندها تذكرت الفتاة و تذكرت أنها لا تملك اي شيء!! و لا حتى فرشاة اسنان فدخلت الصيدلية و اشتريت لها فرشاة أسنان و عدت أدراجي للمنزل و صعدت للطابق الرابع و دخلت لأجد نور و الفتاة على الحال التي تركتهن عليها قالت نور:
- أتريد إفطارا!!؟
تقدمت منهن و رأيت كوب قهوة ساخن و خبز محمص و عليه جبنة ذابت من الحرارة فابتسمت و قلت:
- أنا بالفعل جائع!!
و جلست على الطاولة و وضعت الكيس على الطاولة و قلت:
- أحضرت لك فرشاة أسنان!!
نظرت الفتاة نحو الكيس و قالت:
- شكرا!!
أخرجت الفرشاة و مدتتها لها و قلت:
- هل تناسبك!؟!
أخذتها و حدقت بها لثوان ثم قالت بصوت منخفض:
- أجل!! أشكرك!!
أخذتها نور منها و قالت:
- لكنها ليست ناعمة!!
قالت الفتاة:
- لا بأس!!
قالت نور:
- ألم تقولي انك لا تستطيعين استعمال فرشاة أسنان عادية!! و لا تستخدمين غير الفرشاة الناعمة!!
نظرت نحو الفتاة التي قالت و هي تأخذ الفرشاة من نور:
- قلت لك إنها مناسبة!!
لكنني خطفت الفرشاة من بين يديها و قلت:
- يمكنني تبديلها!!
قالت:
- لا حاجة!! فهذه..!!
لكنني قاطعتها قائلا:
- ما نوع الفرشاة التي تستعملين!؟!
ترددت فقالت لي نور:
- تستعمل فرشاة ناعمة لأنها تصاب بنزيف في اللثة لو استعملت فرشاة عادية!!
قلت:
- هل هناك نوع معين!؟!
نظرت نور نحو الفتاة التي سكتت فقلت:
- أنا سأعود للصيدلية لذى من الأفضل أن تقولي لي ما هو النوع الذي تستعملينه بدلا من أن أبقى هناك أفتش عن نوع مناسب!!
عندها قالت لي نوع الفرشاة التي تستعلمها فأنهيت قهوتي و أكلت بعض الخبز الساخن بالجبن و نهضت و اتجهت للخارج، وصلت للصيدلية و طلبت الفرشاة التي قالت لي الفتاة و عندما أخرجها لي الرجل حدقت بها مطولا ثم تعجبت مني نفسي، كيف لم اتوقع أن فتاة بنعومتها لا تستخدم سوى أشياء غاية في النعومة!! تلفت حولي لألمح بعض المناشف فقلت للصيدلي:
- هل لديكم مناشف ناعمة!!
أخرج الرجل لي منشفة للأطفال بألوان زاهية فأخذت اثنتين و بحث عن أشياء أخرى قد تحتاجها الفتاة و احترت فيما لو كانت تستعمل نوعا معينا من الصابون أم أن الذي عندي مناسب لها، و كذلك الشامبو، بعد أن أتعبت الصيدلاني خرجت من عنده بالفرشاة و المنشفة و أسماء لعدة أنواع من الصابون، لكنني لم أعرف ما كان يتوجب علي شراؤه.
عدت للشقة لأجد نور و الفتاة قد جلستا في غرفة الجلوس أمام التلفاز تتحدثان و قد وضعتا أمامهما ابريق عصير و كؤوس و قد تركتا أريكتي خالية، فغرفة الجلوس تكون من أريكة عريضة في المنتصف أمام التلفاز مباشرة ثم كرسيان على جانبي الأريكة متقابلان و عليهما جلستا نور و الفتاة متقابلتان تتحدثان فدخلت و وضعت الكيس على الطاولة الموجودة بين الكرسيين و جلست على أريكتي و مددت قدماي على الطاولة لأريحمها و أخذت كأس عصير بارد و قلت:
- هل هذه هي فرشاتك!؟!
فتحت الكيس و أخرجت الفرشاة ثم هزت رأسها بالإيجاب و قالت:
- أجل!! شكرا!!
قلت:
- أحضرت لك منشفتين كذلك!!
أعادت الفرشاة للكيس و قالت:
- شكرا!!
قالت نور:
- أنت كذلك بحاجة لبعض الملابس!!
سكتت الفتاة فقلت:
- عندنا ما يكفي من الوقت للذهاب للسوق و شراء ملابس جديدة لك!!
لكنها قالت:
- لا!! لا حاجة لذلك!! سأستعير بعض الملابس من عندك!!
قالت نور:
- لكن ملابسي لا تناسبك!! فأنا أطول منك و أعرض!!
سكتت الفتاة فقلت:
- لو ذهبنا الآن فيمكننا العودة مبكرا!!
قالت نور:
- هيا!!
قالت الفتاة:
- لا أريد الخروج!!
قالت نور:
- سأخرج معك إن أردت!!
قالت:
- لا!! لا أريد الخروج!! أفضل الجلوس هنا!!
قالت نور:
- و لكن ماذا ستلبسين!؟!
قالت:
- لماذا لا تذهبين أنت و تشترينها!!
قالت نور:
- لكنني لا أعرف مقاسك!!
قالت:
- أصغر مقاس!!
قالت نور:
- هل أنت متأكدة من أنك لا تريدين الخروج!! بعض الهواء سيفيدك!!
هزت رأسها بالنفي و قالت:
- لا!! بالإضافة إلى أنني لا أمتلك عباءة!!
قالت نور:
- حسنا!!
قلت أنا:
- حسنا!! سأذهب للاستحمام و بعدها سآخذك للسوق!!
دخلت الحمام و استحممت ثم خرجت لأجد نور قد بدلت ملابسها و ارتدت عباءتها و عندما خرجت قالت:
- لدينا مشكلة أخرى!!
قلت:
- ماذا!؟!
قالت:
- المطبخ فارغ!!
التفت نحو المطبخ و بالطبع لأنني لا أطبخ بل أطلب كل شيء من المطعم فإنه سيكون خاليا من كل شيء ما عدا القهوة و السكر و بعض الفاكهة التي اشتريها و اضعها في الثلاجة الفارغة، قلت:
- يمكنكم طلب أي شيء من المطعم!!
قالت نور:
- نادين لا تأكل من المطاعم!! فهي لا تثق بنظافهتم!!
قلت:
- حسنا!! ماذا ينقص!؟!
قالت نور:
- لقد كتبنا كل ما ينقص!!
أخذت القائمة من نور و قرأتها و تعجبت و قلت:
- ألا يوجد ملح!؟!
قالت نور:
- لا شيء على الإطلاق!!
وضعت القائمة في جيبي و قلت:
- حسنا!!
قالت نور و هي تسير معي لتخرج من الشقة:
- سأشتري انا أيضا بعض الملابس!!
قلت:
- حسنا!!
التفتت نور نحو الفتاة و قالت:
- إلى اللقاء يا نادين!!
عندها توقفت عند باب الشقة و قلت:
- سأترك لك رقم هاتفي في حال طرأ أمر ما!!
ثم أخذت ورقة و قلما و كتبت لها رقم هاتفي الجوال و مددته لها فأخذته فعدت لنور و خرجنا، عندما وصلنا للسوق قلت:
- أي محل تريدين أن نذهب!؟!
قالت:
- إلى محل الملابس الرياضية!!
التفت نحوها و قلت:
- الملابس الرياضية!؟!
قالت:
- نادين لا تريد أن ترتدي شيئا يضايقك!!
تعجبت و قلت:
- يضايقني!؟!
قالت نور:
- تقول لا أريد أن أسير فأشعر بالتحرج من ملابسي فأنا لست معتادة على ارتداء التنانير كما أنها تبرز جمال جسدي و أنا لا أريد إزعاج عبد الرحمن بمثل هذه الملابس!! الملابس الرياضية عادية و بسيطة و لن تزعجه!! كما انها مريحة لي!!
قلت:
- كما تحب!! لكنني لا أظن أن ملابسها ستزعجني!!
ضحكت نور و قالت:
- لأنك لم ترها ترتدي تنورة و إلا لقلت لا أريدك أن ترتدي هذه الملابس امامي!! فانا و أنا فتاة و صديقتها عندما أراها مرتدية ملابس أنيقة فإنني لا أستطيع منع نفسي من النظر لجسدها!!
التفت نحو نور التي اخذت تضحك و تقول:
- لا تتصور أنني منحرفة!! لكن جسمها جميل جدا!! ألم تلاحظ ذلك!؟!
قلت:
- ليس من اللائق قول ذلك!!
لكن نور لا تهتم بالياقة!! بل تتحدث بكل صراحة!! و قد تعجبت من أنها صديقة مع تلك الفتاة الخجولة!! توقفت أمام محل يبيع ملابس رياضية و نزلنا، تجولت نور ثم اختارت طقما بسيطا و طلبت من العامل ان يحضر أصغر قياس عندهم و عندما أحضره كان صغيرا جدا فقلت لنور:
- إنه صغير جدا!! اخشى أن لا يناسبها!!
قالت نور:
- لكنها قالت لي أصغر مقاس!!
قلت:
- أنظري لخصر البنطال!! إنه ضيق جدا!!
قالت نور:
- حسنا!! احضر مقاسا أكبر!!
أحضر العامل مقاسا أكبر من الذي قبله و على الرغم من أنه ما يزال صغيرا لكنني لم أتدخل أحضرت نور عدة أطقم و عندما انتهينا طلبت مني نور أن أذهب بها لمحل آخر لتشتري لنفسها بعض الملابس، دخلنا المحل و أخذت نور تفتش لنفسها عن طقم جميل و عندما مررنا أمام طقم جميل جدا، لا أظنني سأعرف كيف أصفه، فإنا لا أعرف أسماء الموديلات النسائية، كان بلوزة سوداء بفتحة حلق واسعة تبرز الكتفين و تلتفان على العضدين دون أكمام و تنورة تصل لتحت الركبة و واسعة، كان طقما أسودا و كان جميلا جدا و رغما عني تخيلته على الفتاة الشقراء، كان سيبرز جمال بشرتها البيضاء بوضوح، قلت لنور:
- مار رأيك في هذا الطقم!!
قالت نور:
- لا يناسبني!! فهو أسود!! و الأسود سيجعل لوني داكنا!!
قلت:
- و صديقتك!؟!
تعجبت و قالت:
- نادين!؟!
ثم نظرت نحو الفستان و قالت:
- سيكون رائعا عليها!! لكنها طلبت مني أن لا أحضر لها أي فساتين!!
ثم سكتت لثوان تتأمله قبل أن تبتسم و تقول:
- لكنني لا أستطيع المقاومة!! سيكون جميلا جدا عليها!!
و اشترته و اشترت لنفسها طقمين جميلين أيضا و بعد أن خرجنا من المحل قالت لي:
- ساذهب لمحل الملابس الداخلية!! انتظرني هنا!!
و غابت لبعض الوقت قبل أن تعود و معها أكياس إضافية فقلت:
- و الآن!؟!
قالت:
- محل الأحذية!!
و اتجهنا للمحل و اشترت بعض الأحذية الجميلة لها و للفتاة و قد كانت الأحذية التي تحضرها للفتاة صغيرة و كررت عليها أكثر من مرة أن الأحذية تبدو صغيرة جدا لكنها كانت تقول لي أن قدم الفتاة أصلا صغيرة!!
بعد أن خرجنا من محل الأحذية طلبت مني التوجه بها للصيدلية و هناك طلبت قطع تنظيف خالية من الصابون فتعجبت و قلت:
- لماذا!؟!
قالت:
- نادين بشرتها حساسة للغاية و لا تتحمل الصابون!! بل تستخدم قطع تنظيف!!
أحضر الصيدلاني الصابون فقرأت المكتوب على العلبة لأتعجب فهي خالية من أي صابون أو مواد قلوية فقلت لنور:
- هذا ليس صابون!!
قالت نور:
- لا!! إنها قطع تنظيف!!
ثم طلبت مرطب شفاة بالعسل و شامبو شعر بزيت الزيتون و السمسم و مياه الينابيع الجبلية ثم التفتت نحوي و قالت:
- أتسمح!؟!
قلت:- ماذا!؟!
قالت:
- أريد شراء بعض الأشياء الخاصة بالنساء!!
تراجعت و ابتعدت عنها و تسكعت في الصيدلية حتى نادتني نور فجئت لأجدها وضعت الأشياء في الأكياس دفعت الحساب ثم قلت:
- هل انتهيت!؟!
قالت:
- لا تنسى أغراض المطبخ!!
تذكرت فقلت:
- صحيح!!
توقفنا أمام سوبر ماركت و تسوقنا انا و نور، و قد اشترينا الكثير من الأشياء، عندما انتهينا و ملأنا السيارة بالكثير من المشتريات عدنا للمنزل، حملت نور بعض الأكياس و حملت أنا ما استطعت من الأغراض و صعدنا للطابق الرابع!! دخلنا لنجدها جالسة لوحدها و قد وضعت على محطة إخبارية تشاهد أخبار التفجيرات دخلت نور و قالت:
- انظري ماذا أحضرنا لك!!
التفتت نحونا و ابتسمت لنور و قالت:
- و أخيرا يمكنني الاستحمام!!
فتحت نور أول كيس و أخرجت منه البدلات الرياضية فابتسمت الفتاة و قالت:
- جميل!!
قالت نور:
- أنظري!! لقد اشتريت لك ألوانا مختلفة!!
قالت الفتاة:
- هل هذا أصغر مقاس!؟!
قالت نور:
- لماذا!؟!
قالت الفتاة و هي تمسك بالبنطال:
- يبدو كبيرا بعض الشيء!!
قالت نور:
- إنها بدلة رياضية يا نادين!!
أمسكت الفتاة بالبنطال و قربته منها و قالت:
- إنه واسع جدا!! سيسقط و أنا أمشي به!!
عندها ضحكت نور و قالت:
- ياله من منظر!!
احمر وجه الفتاة و قالت:
- نور!! هل هذا أصغر مقاس!؟!
نظرت نور نحوي و قالت:
- عبد الرحمن قال أن أصغر مقاس صغير جدا و خشي أن لا يكون بمقاسك!! فطلبنا مقاسا أكبر!!
التفتت الفتاة نحوي فقلت مدافعا:
- كانت تبدو صغيرة جدا!!
قالت الفتاة موجهة كلامها لنور:
- قلت لك أصغر مقاس!!
قالت نور:
- حسنا!! أنظري!!
و اخرجت الفستان الأسود الذي اخترته فذهلت الفتاة و حدقت به في حين قالت نور:
- ما رأيك!؟!
قالت الفتاة:
- جميل!! لكن!!
كنت جالسا على الأريكة و هما امامي يتحدثان و كنت ألمح كل تعبير على وجوههن و لمحت حمرة الخجل على وجهها و أظنها رفعت أحد حاجبيها مشيرة نحوي فقالت نور:
- عبد الرحمن هو الذي اختاره!!
ثم قربته من جسم الفتاة و قالت:
- كما أنه لا يوجد منه سوى مقاس واحد!!
قالت الفتاة:
- لا أظن أنني سأرتديه!!
عندها تدخلت أنا قائلا:
- ليست لدي أي مشكلة فيما سترتدين!! أشعري بالراحة!! تصرفي كما لو أنك في منزلك!!
التفتت نحوي و ابتسمت لي و قالت:
- شكرا!!
كانت أول مرة أشاهد فيها ابتسمامتها لذلك وجدت نفسي أبادلها الابتسامة، نظرت مجددا للفستان ثم قالت:
- حسنا!! سأرتديه!! لكن..!!
ثم نظرت نحو البدلات الرياضية فقلت:
- سأبدلها لك!!
التفتت نحوي و ابتسمت و قالت:
- لقد اتعبتك معي!!
ابتسمت لها و قلت:
- أبدا!!
و في الحقيقة!! تلك اللحظة التي تلاقت عيناي بعينيها شعرت بشقيقها ينظر نحوي، و شعرت بوخزة في قلبي على الكلام السيء الذي كنت أقوله عنه، و لكن الوقت تأخر، و إن أردت التكفير عن ذنبي فأظن أنني سأفعل ذلك عن طريق معاملة شقيقته بطريقة مختلفة تماما عما كنت أعامله، فأنا الآن فقط أدركت أنه لم يكن يتعمد أن يتصرف بتلك الطريقة، أظن أنه شيءفي جيناتهم!!
أمسكت نور بأحد الأكياس و قالت:
- و هذه بعض الملابس الداخلية!!
و عندها فتحت الفتاة فمها متعجبة و احمر وجهها خجلا فضحكت نور و قالت:
- لا تقلقي!! لم يشتريها عبد الرحمن معي!! لقد اشتريتها وحدي!!
سحبت الكيس من يد نور بسرعة و أخفته خلفها فلم أستطع منع نفسي من الابتسام، مدت نور آخر كيس و قالت:
- و هذه الأغراض التي طلبتها من الصيدلية!!
ثم قالت و هي تهز الكيس:
- و كذلك لم يكن عبد الرحمن معي!!
ابتسمت الفتاة و خطفت الكيس ثم قالت بصوت منخفض:
- سأريك
|