كاتب الموضوع :
ana
المنتدى :
القصص المكتمله
الفصل السادس
شعرت بشيء يحرك كتفي ثم وصل صوت ناعم هادئ يناديني باسمي ففتحت عيناي ببطء و التفت لأجد الفتاة تهز كتفي و تقول لي:
- عبد الرحمن!! ألن تصلي الفجر!؟!
قلت بتعجب:
- هل أذن!؟!
قالت:
- سيقيمون الصلاة في أي لحظة!!
شكرتها و جلست و أنا أشعر بصداع شديد و عضلاتي متخشبة أكثر مما سبق!! لم أتحمل الألم!! لكنني جاهدة و نهضت و توضأت و خرجت للمسجد و صليت و عدت للمنزل لأجدها جالسة تعد الإفطار و عندما دخلت نظرت نحوي و ابتسمت و قالت:
- هل تريد الإفطار؟!؟
قلت و أنا ما أزال أشعر بصداع شديد ناتج من تخشب عضلات رقبتي:
- لا شكرا!! ساشرب فقط كوب قهوة!!
جلست على الطاولة و سكبت لي القهوة فشكرتها و أخذت القهوة و شربت منها بصمت نظرت نحوي بقلق و قالت بعد صمت:
- هل أنت بخير!؟!
قلت:
- أجل!!
سكتت و أكملت شرب قهوتي ثم مددت يدي لابريق القهوة آخذ المزيد لكن عضلات ظهري كانت تؤلمني فأعدت يدي لمكانها فنظرت نحوي و قالت:
- أما تزال متعبا!؟!
قلت:
- بعض الشيء!!
سكبت لي المزيد من القهوة و شربت منها ثم وضعت الكوب في الطاولة و رفعت رأسي و أنا غير قادر على تحمل الصداع فنهضت و اتجهت للثلاجة و فتحتها لأول مرة منذ دخلت الفتاة لشقتي لأجدها مليئة و على عكس العادة فتعجبت و بحثت عن مسكن الآلام لكنني لم أجده فقالت لي:
- عما تبحث!؟!
قلت:
- مسكن الآلام!!
نهضت و أعطتني إياه فشكرتها و أخرجت حبة فسكبت لي كأس ماء فشكرتها و أخذت الكأس و اكلت الحبة و شربت الماء ثم أمسكت برأسي فقالت لي:
- مما تشكو!؟!
قلت:
- بعض الصداع!!
نظرت نحوي بتشكك و قالت:
- فقط!؟!
قلت:
- و عضلاتي مجهدة!!
قالت:
- أتريد ان أدلكها لك!!؟
قلت:
- لا حاجة!!
قالت:
- سيفيدك كثيرا!!
هززت رأسي بالنفي لكنني ما إن فعلت حتى زاد صداعي من تحريك رأسي فأمسكت برأسي فأمسكت بيدي و قالت:
- هيا!! لا تناقشني!!
سرت خلفها مجبرا و دخلنا غرفة النوم فالتفتت نحو المنضدة و هي تقول:
- انزع قميصك!!
تعجبت و بقيت مكاني في حين أخذت كريما و قالت:
- ليس كريم تديلك!! لكنه سيفي بالغرض!!
ثم نظرت نحوي لتجدني مكاني فقالت:
- ما بالك!؟! انزع قميصك و دعني أدلكك!!
قلت:
- لا حاجة!! لا تتعبي نفسك!!
قالت:
- قلت انزع قميصك و إلا سأنزعه بنفسي!!
حدقت بها متعجبا!!؟ هل تصدق أنها يمكنها نزع قميصي!؟! نظرت نحوي لتفهم قصدي فقالت:
- أعلم!! لست قوية لأنزع قميصك!!! لكن لي طرقي الخاصة!!
تعجبت من كلمتها و قلت:
- طرقك!؟!
قالت:
- إن لم تنزع قميصك فسأخبر عمي و عمتي و مريم و نور و الجميع و تعلم ماذا سيقول لك عمي!!
إن كنت شكت في كلمة "طرقي" فإنها قد بددت هذا التشكك فضحكت و أنا أفكر فيما سيقوله أبي!! سيرمقني بنظرة و يقول لي أنني مغفل لأهمل المرض و سيلومني لأنني لم أترك أحمد يأخذ نور و مريم للسوق!! عندها نزعت قميصي منصاعا فابتسمت و قالت:
- لم أكن أعلم أنك تخاف من أبيك لهذه الدرجة!!
ثم اشارت نحو السرير و قالت:
- استلقي على وجهك!!
تمددت على الفراش و جلست هي بجانبي و وضعت الكريم على يدها ثم وضعته على ظهري و على الرغم من برودة الكريم إلا أنني شعرت بحرارة في الموضع الذي تلمسني فيه، أخذت تدلكني و أنا أشعر بقوة يديها الصغيرتين الناعميتن و أشعر بعضلاتي ترتاح تحت لمساتها و إن كانت أعصابي مشدودة!! بعد تدليك طويل شعرت بالألم يزول تدريجيا، دلكت ظهري و كتفاي و عندما دلكت عنقي شعرت بالدم يتحرك في رأسي و بدأ الصداع يزول تدريجيا!! بعد فترة قالت لي:
- كيف تشعر!؟!
فقلت و أنا مغمض العينين و تحت تأثير سحر لمساتها الناعمة:
- أفضل!!
أكملت التدليك و بعد فترة توقفت و قالت:
- اجلس!!
نهضت ببطء و أنا أشعر بالراحة و عندما جلست و قد كانت خلفي أمسكت بيدي و أخذت تحركها في عدة إتجاهات و أنا أشعر بالليونة تعود ليدي!! فعلت المثل بالأخرى ثم أمسكت برأسي و خذت تحركه في عدة اتجاهات و عندما انتهت كنت أشعر بأنني إنسان جديد!! فقالت لي:
- كيف!؟!
قلت:
- لقد زال كل شيء!! أشكرك!!
عندها – و دون سابق إنذار – جلست على ركبتيها لتصل إلي و ترتمي على ظهري و تطوق عنقي بيديها ثم طبعت قبلة على خدي و قالت:
- العفو!!
عندها عادت جميع عضلاتي و تخشبت مجددا، ألا تدرك هذه الفتاة ماذا تفعل بي!؟! ألا تشعر بما يحدث لي في كل مرة تلمسني!؟!
قالت لي بدلال و طفولة:
- لو عاد لك الألم مجددا فأخبرني!!
أخبرك!؟! أخبرك لتكرري فعلت مجددا!! أفضل أن أبقى بعيدا عنك!! لا أريدك أن تلمسيني!! كل هذه الآلام منك!! من لمساتك الناعمة!! من قبلاتك البريئة!! متى ستتركينني و تعودين لأخيك!! متى سارتاح من هذا الكابوس!؟!
سمعنا شخصا يفتح باب الشقة فقفزت الفتاة و قالت:
- لا شك أنها نور!!
خرجت بمرح طفولي في حين ارتديت أنا قميصي و خرجت لأجد نور، قلت:
- هل تريدون شيئا!؟!
قالت الفتاة:
- ستخرج!؟!
هززت رأسي بالإيجاب فقالت:
- لكنك متعب!؟!
تعبي من قربك!! آلامي من رؤيتك!! قريبة مني و بعيدة عني!! كيف سابقى بجانبك و أنا لا أستطيع لمسك!! كيف ستكون عيناك قريبة مني و لا أستطيع تأمل جمالها!؟! كيف تكونين قريبة مني كل هذا القرب دون أن تكوني لي!؟!؟ صغيرتي!؟! حبيبتي!! قربك مني نار!! و بعدك عني جحيم!!
- أصبحت أفضل!!
خرجت بسرعة و صعدت سيارتي و قدت بعيدا!! حيث يسير بي الطريق!! شارد!! حالم!! كيف كنت غافلا عنها طوال هذه السنين!؟! كيف لم يخبرني احد عنها!؟! كل هذه السنين و أخوها بالقرب مني!! كنت استطيع طلب يدها منه و عندها ستكون الأمور مختلفة تماما!! لكن ماذا عساي أفعل!؟! هي زوجتي!! لكنها ليست لي!! حتى هي لا تنظر إلي على أنني زوجها!! و كل مرة تقتلني بتلك الكلمة "زواجنا على الورق"!! اشتعل جسدي بنار الغضب عندما تذكرت كلمتها تلك!! لو كررتها على مسامعي مجددا فإنني سافقد أعصابي!! توقفت عند مطعم و تناولت بعض الطعام لأن معدتي كانت خاوية، ثم أكملت طريقي!! نحو المجهول!! لا أريد العودة للمنزل!! فعلى الأقل الآن هي بعيدة عني!! لن تجتاحني تلك الآحاسيس الغريبة!! لن تراودني تلك الأفكار الغريبة!! علي أن أتخلص منها بأسرع وقت!! يجب أن تعود لأخيها على أسرع وجه قبل أن أفقد عقلي!! ساجن لو بقيت بقربي يومين آخرين!! خصوصا أنها الآن أعتادت علي و أصبحت لها كالأب!! تقبلني على خدي كلما شعرت نحوي بامتنان أو حنان!! كيف لا و أنا اكبر منها بثمان سنين!! تلك الطفلة لا تدرك ماذا تفعل بي!! سأجن!! سأجن منها!! من براءتها!! من عينيها الواسعتين!! من شعرها الأشقر الطويل!! كم أكره نفسي!!
سمعت أذان الظهر لأنظر للساعة متعجبا!! هل حان وقت الصلاة!؟! كل هذا الوقت و أنا في الخارج!؟! توقفت عند أول مسجد مررت به و صليت الظهر و عندما خرجت و اتجهت لسيارتي وجدت رجلا واقفا عند سيارتي!! تعرفت على صديقي عمر!! تقدمت منه و قلت:
- عمر!!
التفت نحوي و قال:
- كنت أعلم أنني لم أكن مخطئا و أن هذه هي سيارتك!!
عانقت صديقي و قلت:
- كيف حالك!؟!
قال:
- أفضل!! إلا أنني أشعر بالملل في المكتب وحدي!! ألم تنتهي إجازتك بعد!؟!
تذكرت المشاكل التي على كاهلي و قلت:
- قد أضطر لتمديدها!!
قال عمر:- هل أنت على ما يرام!! تبدو أكبر بخمس سنين!؟!
قلت و أنا اتنهد:
- لن أتعجب لو شاب شعر رأسي مما يحدث لي!!
قال عمر متعجبا:
- هل هناك مشكلة!؟!
هززت رأسي بالنفي و قلت:
- بعض المشاكل في المنزل!! لا تهتم!!
ثم فتحت باب السيارة و قلت:
- تعال سأدعوك للغداء في أحد المطاعم!!
قال عمر:
- أفضل أن تأتي للمنزل معي!! فالشباب هناك عند أخي صالح!!
تذكرت أصدقائي!! مر وقت لم أجلس معهم!! منذ ظهرت تلك الفتاة في حياتي و أنا لم أعد كما كنت!! لكن إن أردت أن أنساها فعلي أن أنغمس في حياتي الخاصة و أتركها لمريم و نور!!
ركبت السيارة و معي عمر و قاد عمر متجها لمنزله و تذكرت ما حدث البارحة عندما تأخرت على الغداء و ما أصاب الفتاة فرفعت هاتفي و اتصلت بالمنزل فقال عمر:
- بمن تتصل!؟!
قلت:
- بالمنزل!!
ردت علي نور فقلت:
- نور!! هل نادين عندك!؟!
قالت:
- أجل!! هل تريد التحدث معها!؟!
قلت:
- لا حاجة!! فقط قولي لها أنني لن آتي للغداء!! ساتغدى في منزل صديقي!!
قالت نور:
- حسنا!!
أغلقت الهاتف فنظر عمر نحوي و قال:
- من نادين!؟!
قلت و أنا اتنهد و أعيد الهاتف لجيبي:
- زوجتي!!
عندها تعجب عمر و قال:
- تزوجت!؟! فعلتها و تزوجت!؟! و لم تخبرني!؟!
قلت:
- لا تكبر الموضوع يا عمر!! إنه مجرد زواج على الورق!!
تعجب عمر و قال:
- ماذا!؟!
قلت:
- زواج على الورق!! و سرعان ما ساطلقها!! فقط حتى أعيدها لشقيقها!!
تعجب عمر و قال:
- من هي!؟! لا يبدو لي الاسم غريبا!؟!
قلت بتضجر:
- شقيقة خالد!!
تعجب و قال:
- تزوجت نادين!؟! شقيقة خالد!؟! لا تمزح معي يا رجل!!
قلت:
- و هل ابدو و كأنني أمزح!؟!
قال عمر:
- عندما تحدثت بتضجر تصورت أنها امرأة قبيحة و أنك أجبرت على الزواج منها و أنك لا تطيق فكرة أن اسمها مربوط باسمك!! أما نادين...!؟!
التفت نحوه متعجبا و غاضبا في نفس الوقت و قلت:
- و ما أدراك عنها!؟!
قال:
- و من لا يعلم!! كنا جميعا نعلم بشأن شقيقة خالد الفاتنة!! و لكن أليست مخطوبة لابن عمها!؟!
قلت:
- ليس بعد الآن!!
قال:
- ماذا فعلت!؟! تزوجتها و هي بالفعل مخطوبة!؟!
قلت:
- لقد فسخت الخطوبة منذ وقت طويل!!
قال عمر:
- لو علمت لسارعت بخطبتها!!
التفت نحو عمر بغضب و قلت:
- عمر!! إن لم تلاحظ فهي تحت عصمتي الآن!! فهلا توقفت عن الحديث عنها بهذه الطريقة!!
قال عمر:
- آسف!! لكن قل لي!! لماذا هربت من المنزل و تركتها وحيدة!؟! لو كنت مكانك لما فرطت ثانية واحدة دون أن أكون بقربها!!
تنهدت و قلت:
- و لماذا أبقى بقربها!؟! كي اجن!؟!
نظر عمر نحوي ثم قال بجدية:
- ما بك يا عبد الرحمن!؟!
تنهدت و قلت:
- لا تعرف ما الذي أصابني يا عمر!! أكاد أجن من هذه الفتاة!! إنها ساحرة و آسرة!! و قريبة مني!! لكنها بعيدة عن متناول يدي!! فعليا هي ليست زوجتي!! فأنا ساعيدها لأخيها الكبير عندما تعود خطوط الهاتف للعمل!! لكن متى!! أشعر انه لن يحين ذلك الوقت إلا و أنا قد شاب شعر رأسي و كبرت خمسين عاما!!
قال عمر:
- لهذه الدرجة!؟!
قلت:
- و هي لا تدرك تأثيرها علي!! و تتصرف بحرية و عفوية و كأنني شقيقها أو أبيها!! أكاد أجن!!
أوقف عمر السيارة امام منزله و قال:
- لو كنت مكانك يا عبد الرحمن لما اهتممت لو كان الزواج على ورق او لا!! و إن كانت ستعود لشقيقها فإنني لن أتركها تجلس أمامي كما لو أنني رجل عاجز!! و أنت تعرف معنى زواج على ورق!!
التفت نحو عمر و قلت:
- لا أستطيع فعل هذا بها!! فهي صغيرة جدا!! إنها أصغر مني بثمان سنين!؟!
قال عمر:
- الجميع يتزوج فتيات صغيرات!! هل تريد تزوج امرأة في الخامسة و العشرين!؟! جميع من في سنك يتزوجون من فتيات شابات في مقتبل العمر!! أبي أكبر من أمي بخمسة عشر سنة!! و أخي صالح أكبر من زوجته بست سنين!! و ماذا عن اخوانك!؟! لا شك أن كل واحد منهم أكبر من زوجته!! الفتيات ينضجن بسرعة!! و هي على حسب ما سمعت فتاة ناضجة!!
نزلنا من السيارة و أنا غير مصدق لما قال لي عمر، و قد أخذ يدور في رأسي مرارا و تكرارا!! لكن لا أسطتيع أن أفعل ذلك بها!! فعمر لم يرها و إلا لما قال ذلك!!
دخلنا غرفة الجلوس الرجالية و هناك وجدنا العديد من أصدقائي عندما رأوني هللوا و رحبوا بي و أخذوا يعاتبوني على طول فترة غيابي فقال عمر:
- لا تضايقوا الرجل!! فهو عريس!!
التفت نحو عمر غاضبا لكن الجميع تعجبوا و تساءلوا عن العروس فأجاب عمرو هو يجلس معهم:
- شقيقة خالد الفاتنة!!
تعجبوا و أخذ الكثيرون يضايقونني بملاحظاتهم فقال عمر:
- لا تفرحوا كثيرا!! فهو زواج على ورق!!
و شدد على آخر كلمة فتمنيت لو أنني أوسعه ضربا!! بالطبع هم يمزحون و دائما أتقبل مزاحهم بصدر واسع!! لكن اليوم لا أتحمل أي شيء!! أخذ الجميع يلومونني و يسخرون مني و كيف قبلت بزواج على الورق و ما إلى ذلك من الملاحظات التي تقلل من رجولتي لكنني تاجهلتها لعلمي بأصدقائي، و حبهم للسخرية!!
تغدينا و غيرنا الموضوع و تحدثنا في الكثير من الأشياء على الرغم من الملاحظات الساخرة نحوي بين لحظة و أخرى و كانت تزيد توتري و بعد أن نلت كفايتي غادرت و عدت أدراجي للمنزل لأنني لم أعد أطيق ما يحدث لي!!
دخلت الشقة لأجد الفتاة في المطبخ تنظف الأطباق و عندما دخلت التفتت نحوي و ابتسمت و قالت:
- هل استمتعت بوقتك!؟!
تلك الابتسامة أجبرتي رغما عني على الابتسام، قلت لها و أنا أجلس على أريكتي:
- أجل!! مر وقت منذ رأيتهم!!
عادت تغسل الأطباق و أنا شغلت التلفاز و أخذت اتنقل بين المحطات بتململ حتى لمحت ذلك المغني الذي تحبه الفتاة، سارعت بتغيير المحطة لكنها التفتت نحوي و قالت:
- أعد!!
قلت و أنا أبتعد عن تلك المحطة بسرعة:
- أعيد على ماذا!؟!
قالت و هي تخرج من المطبخ و تتجه نحوي:
- على المغني!! لقد مررت عليه للتو أليس كذلك!؟!
قلت:
- أجل!! لكنني لن أعيد عليه!!
نظرت نحوي بتعجب و قالت:
- ولم لا!؟!
قلت:
- ألا تخجلين من نفسك!؟! انا هنا و أنت تشاهدين رجلا على التلفاز!؟! ألست ذو قيمة هنا!؟!
قالت بتعجب:
- في حال نسيت زواجنا على الورق!! و الآن أعد!!
قلت بغضب:
- إياك أن تعيدي هذه الكلمة مجددا و إلا فإنك ستندمين!! و لن أعيد على ذلك المغفل!!
قالت بتهديد:
- قلت أعد!!
فقلت بغضب عارم:
- لن أعيد و هذه كلمتي الأخيرة!؟!
قالت:
- لماذا!؟! اتغار منه!؟! هل نسيت أن زوجنا على ورق!!
و شددت على كلماتها فاستشطت غضبا و القيت بجهاز التحكم و وقفت و قلت:
- سأريك كيف أحول هذا الزواج من على الورق إلى زواج حقيقي!!
و تقدمت منها في حين اعتلى وجهها الذعر و تراجعت للخلف ببطء ثم استدارت و ارادت الهرب من الشقة لكنني كنت أسرع منها فالتقطت يدها و أدرتها نحوي و ضممتها إلي و .................. في حين أخذت هي تناضل بين يداي تحاول الهرب لكنني كنت أقوى منها بكثير!! فجأة سمعت صوت خطى تصعد الدرج و تحاول الوصول لباب الشقة فجفلت و في لحظتها فرت الفتاة من بين يدي و ركضت نحو باب الشقة لتدخل مريم و نور فاختبأت خلفهن و قالت:
- حمدا لله أنكن جئتن!!
تعجبت مريم و نور و نظرت مريم نحو الفتاة ثم نظرت نحوي و قالت:
- ما الذي حدث!؟!
قلت بغضب:
- لا شيء!!
التفتت مريم نحو الفتاة المذعورة المختبئة خلفها ثم نظرت نحوي و قالت:
- عبد الرحمن!؟!لماذا يوجد آثار لطلاء شفتي نادين على شفتيك!؟!
تعجبت و لمست شفتي باصبعي ثم نظرت له لأجده يلمع بطلاء زهري فاتح فمسحت شفتاي بظهر يدي فنظرت مريم نحوي بتشكك ثم قالت:
- أريد التحدث معك على انفراد!!
ثم دخلت غرفة النوم و هي تشير لي باصبعها أن ألحقها فدخلت خلفها و عندما دخلت الغرفة أغلقت الباب خلفي و قالت لي:
- الفتاة يتيمة يا عبد الرحمن!! و قد قتل جميع أهلها دفعة واحدة قبل فترة ليست قصيرة!! و زواجكم على ورق!!
و كدت أجن من هذه الكلمة فقلت بغضب:
- و هل قال لك أحد أنني نسيت حتى تذكرينني!؟!
نظرت مريم نحوي لثوان ثم أشارت نحو شفتيها و قالت:
- ما يزال لديك آثار لطلاء شفتيها!!
التفتت نحو المرآة المعلقة على المنضدة لأجد شفتي لامعة فمسحتها و مسحت كل وجهي نظرت مريم نحوي لثوان ثم قالت:
- لقد عادت الحرارة للمدينة الساحلية!! اتصل بشقيقها!!
أخذت هاتفي الخليوي و عندما نظرت نحوه و جدت بطارياته فارغة فقلت:
- إنه فارغ!! سأتصل من غرفة الجلوس!!
خرجت مريم و خرجت خلفها لأجد الفتاة و نور جالستين على الكرسيين المتقابلين في غرفة الجلوس، تقدمت مريم منهن و جلست على أريكتي و تقدمت أنا وجلست بجانبها لتنهض الفتاة لكن مريم قالت لها:
- ابقي يا نادين!! نحن سنتصل بشقيقك!!
جلست منصاعة فرفعت أنا السماعة و اتصلت على الشركة البحرية و رن الهاتف بضع رنات قبل أن يجيبني رجل فقلت له:
- أود أن أسألك عن رجل يعمل عندكم اسمه....!!
و نظرت نحو الفتاة بعد أن نسيت اسمك شقيقها فقالت لي اسمه كاملا فأعدته على الرجل الذي تنهد و قال:
- فليرحمه الله!!
تعجبت و قلت:
- ماذا!؟!
قال الرجل:
- عندما بدأت نذور الحرب أخذ عائلته للمدينة الجنوبية!! زوجته و ابنتيه!! ثم عاد إلينا!! لكنه قتل في الانفجارات!! أرسلنا التعازي لزوجته و والديه!! لكننا علمنا بعد ذلك أن والديه قد قتلا أيضا!!
ذهلت و قلت:
- أشكرك!!
و أغلقت السماعة فنظرت نحوي مريم و قالت:
- ماذا قال!؟!
سكت لثوان أنظر للفتاة المسكينة و أتخيل وقع الخبر عليها لكنها لم تكن تنظر نحوي!! كانت غاضبة مني!! و بعد أن طال صمتي نظرت نحوي و كانت النظرات أبلغ من أي كلمة فهزت رأسها بالنفي و قالت:
- لا!! لا يمكن!!
طأطأت رأسي و لم أقدر أن أتحمل نظراتها!! شعرت بالخزي بما فعلت لها!! كيف استطعت إيذاءها و هي تعاني مما تعانيه!! ألا يكفيها ما هي فيه حتى أضيف لها مشكلة أخرى!! نهضت و قالت:
- غير ممكن!! ليس هو أيضا!! لا!!
|