كاتب الموضوع :
ana
المنتدى :
القصص المكتمله
شكرا لمروركن الليدي وعاشقة القصص
الفصل الرابع
عندما فتحت عيناي كان الظلام حالكا، التفت للساعة لأجد أن الفجر قد أذن فنهضت و قد وجدت أن الآلام قد خفت كثيرا، اتجهت للحمام و في طريقي وجدت الفراش الموجود على الأرض خالي، دخلت الحمام و توضأت عندما خرجت دخلت هي الغرفة و نظرت نحوي و قالت:
- كيف تشعر اليوم!؟!
قلت:
- أفضل!!
لكنني لم اتمكن من الخروج لتأدية الصلاة في المسجد!! بل صليت هنا، بعد أن انهيت صلاتي خرجت لغرفة الجلوس لأجد الفتاة في المطبخ التفتت نحوي و قالت:
- هل تريد ان تتناول إفطارك!؟!
دخلت المطبخ و وجدتها قد جهزت إفطارا شهيا فجلست على الطاولة و قلت:
- يبدو لذيذا!!
جلست هي كذلك و تناولنا إفطارنا، فجأة فتح الباب و دخلت نور، قالت:
- أيها اللئيمان!! تتناولان الإفطار دوني!؟!
ثم جلست و قالت:
- أم أنه إفطار رومانسي خاص بالعريسان!!
عندها ضحكت الفتاة و قالت:
- متى ستتوقفين عن هذه التصرفات!؟!
قالت نور و هي تسكب لنفسها كوب قهوة:
- كيف تشعر اليوم!؟!
و قد قصدتني بسؤالها فقلت:
- أفضل بكثير!! الحمد لله!!
قالت الفتاة:
- لقد افتعل ضجة البارحة و كدت أقتله!!
قالت نور:
- ماذا فعل!؟!
قالت الفتاة:
- السيد الشهم رفض أن يدعني أنام على الأرض و ينام هو على السرير!!
قالت نور و هي تأخذ قضمة من الخبر المحمص:
- و لماذا ينام أحدكما على الأرض!! فأتنما متزوجان!! المفروض ان تناما أنتما الاثنان على السرير!! كما أنه ليس صغيرا!!
قلت بحدة:
- زواج على الورق!!
التفتت نور نحو الفتاة و ضحكت و قالت:
- لقد احمر وجهه خجلا!!
تعجبت و قلت:
- و من قال أنني خجلت!؟!
قالت الفتاة لنور:
- لقد فتح فمه عندما قلت أنني سأنام معه على نفس الفراش!!
ضحكت نور و الفتاة فقلت غاضبا:
- لأن زواجنا على الورق و يجب أن يبقى كذلك!!
قالت نور:
- من يسمعكما يتصور أن عبد الرحمن هو الفتاة و أنت الرجل!!
ثم انفجرتا ضاحكتين فنهضت غاضبا و ذهبت للغرفة عندها لحقتني نور و صديقتها و قالت نور:
- عبد الرحمن!؟! هل غضبت!؟!
قالت الفتاة:
- لقد كنا نمزح و حسب!!
قلت:
- اذهبا و أكملا مزاحكما!! فأنا لا مزاج لي اليوم لسماع أي نكتة!!
التفتت نور نحو الفتاة و خرجتا و أنا أسمع الفتاة تقول:
- هل هو دائما هكذا!؟!
ثم نور ترد قائلة:
- أبدا!! إنه في العادة يتقبل المزحة بصدر واسع!!
ثم أكملت:
- أظنه بسبب إصابته!!
قالت الفتاة:
- آمل أن لا يظل غاضبا طوال اليوم!! فمظهره مخيف!!
ضحكت نور و قالت:
- أوافقك على هذا!! لا أحب ان أرى وجهه عندما يلتقي حاجباه!!
قالت الفتاة:
- بعد أن ضرب ذلك الجندي أصبحت أخافه أكثر!! فقد بدى قويا للغاية!! اتمنى أن لا أكون في طريق اي من ضرباته!!
ضحكت نور و قالت:
- قد يضطر لتأديبك!!
ضحكت الفتاة و قالت:
- تخيلي المنظر!!
فجأة سمعت صوت فتح الباب ثم صوت مريم تقول:
- صباح الخير!!
ردت الاثنتان عليها التحية فقالت:
- أين عبد الرحمن!؟! لا تقولا لي أنه نائم!!
قالت نور:
- في غرفته!! غاضب!!
عندها قالت مريم باهتمام و تعجب:
- لماذا!؟!
قالت نور:
- لقد كنا نمزح و يبدو أن ليس في مزاج جيد اليوم!!
قالت مريم:
- لا شك أنه ما يزال يعاني بعض الآلام!! فالضربات التي نالها ليست سهلة!!
نهضت و خرجت لأرى مريم التي ابتسمت لي و قالت:
- حبيبي!! كيف تشعر!؟!
قلت:
- أفضل بكثير!!
قالت:
- دعني أرى!!
و اشارت لي أن أخلع فانيلتي فقلت:
- لا داع!! أنا بخير!! و الحمد لله!!
قالت مريم:
- ما الأمر!؟! هل تخجل!! لا يوجد هنا سوى شقيقتيك و زوجتك!!
تنهدت و تمنيت لو أنهم يتوقفون عن قول زوجتي!! فزواجنا على الورق!! و فعليا هي ليس زوجتي!!
دخلت الغرفة و خلعت فانيلتي فنظرت مريم لإصاباتي و قالت:
- تقريبا شفيت!!
ثم قالت:
- لا شك أن نادين كانت ممرضة ممتازة حتى تتحسن بهذه السرعة!!
ثم غمزت لي و هي تضحك، ارتديت فانيلتي و خرجت خلف مريم التي قدمت لها الفتاة كوب قهوة و قالت:
- و كيف حاله!؟!
قالت مريم:
- لا تقلقي!! زوجك العزيز سيكون بخير!!
ابتسمت الفتاة و قالت:
- يسعدني سماع ذلك!! – و نظرت نحوي – فأنا قد خططت بعض المشاريع!!
قلت متعجبا و قد التقى حاجبي بامتعاض:
- ماذا!؟
قالت:
- هناك بعض الأشياء الناقصة!!
تعجبت و قلت:
- لقد اشتريت كل شيء البارحة!!
ضحكت الفتاة و قالت:
- كنت أمزح معك!!
قالت مريم:
- لا تمزحي معه اليوم!! ربما غدا!
قالت نور و هي تنضم لمريم:
- هل نسيت ما وعدتنا به!؟!
ابتسمت مريم و نظرت نحو الفتاة ثم نور ثم قالت:
- حسنا!! هيا بنا!!
التفتت الفتاة نحوي و قالت:
- ساذهب مع الفتيات إن لم تكن تمانع!!
تعجبت و قلت:
- ماذا تخططون!؟!
قالت نور و هي تجر يد الفتاة:
- أمور خاصة بالفتيات!!
ثم شدت الفتاة من يدها و ركضت خارجة و مشت مريم خلفهم و عندما وصلت لباب الشقة التفتت نحوي و قالت:
- لا تقلق!! لن تتأخر!!
ثم غمزت لي و أغلقت الباب، عدت أدراجي لغرفتي و أخرجت منشفة لي و دخلت الحمام و فككت الضمادات و استحممت بماء دافيء و شعرت براحة شديدة و أنا أشعر بحرارة المياه تريح عضلاتي المجهدة من الضرب الذي نالته، و صفى ذهني من كل الأمور ما عدا صورة واحدة كانت ملتصقة بعيناي فإن أغلقتهما رأيت وجها طفوليا مبتسما واسع العينين و إن فتحت عيناي سمعت صوتا يقول لي "أنت زوجي" غسلت شعري و أظنني بالغت في غسله آملا أن آصل لدماغي و أغسله من الأفكار التي باشرت بالنمو فيه، أسبوع فقط و تعود خطوط الهاتف للعمل في المدينة الساحلية و عندها سيأتي شقيقها لأخذها و لن أراها بعد ذلك أبدا!! لن أفيق في الصباح لأجد الفطور اللذيذ جاهزا لي، لن أجد الغداء اللذيذ و لن يطردني أحد من سريري، سأعود كما كنت!! سأعود لوظيفتي المملة و أتسكع مع أصدقائي و أمارس الرياضة و أصمم البرامج و أشاهد المسلسلات الأجنبية و لن أسمع سخريات في الصباح لا منها و لا من نور، و لن تغمز لي مريم في كل مرة تتحدث عنها....!!!
ما الذي أصابني!؟! لم يمضي على بقاءها هنا سوى يوم و هذا صباح اليوم الثاني!؟! لماذا عششت في دماغي!؟! و لماذا اسمع صوتها!؟! و لماذا ارى صورتها كلما أغلقت عيناي!؟! لماذا أفكر بها بهذا الشكل اليائس!؟! خفضت بصري و نظرت نحو صدري، لمست المكان الذي لمسته يدها الناعمة!! لم تكن يدي بصغر حجم يدها!! و لم تكن بنعومتها!! لم أشعر بشيء!! حتى مريم عندما لمستني لم أشعر بشيء!! أما عندما لمستني يدها تقلصت عضلاتي!! انتفض بدني!! بل انتفضت خلاياي!! شعرت بحرارة تنبع من يدها و تسري في كل جسدي!! شعرت بقشعريرة تنفض أطرافي!!
ما هذه الحال التي أصابتني!؟! لم أستطع التوقف عن التفكير بها!! خرجت من تحت الدش و التقطت المنشفة و لففتها على وسطي و اتكأت على المغسلة!! نظرت للمرآة!! هذه ليست عيناي!! هذا ليس وجهي!!لم ذبلت ملامحي!؟! لم اسود وجهي!؟! من أين ظهر هذان الواديان على جانبي وجهي!؟! من أين ظهر هذا الشعر على وجهي!؟! لم أحلق ذقني منذ رأيت وجهها!! نظرت نحو شفرة الحلاقة!! و لكنني لست في مزاج يخولني للحلاقة!! إن مددت يدي لتلك الشفرة فسأنحر نفسي!! ما الذي دهاني!؟! أشحت بوجهي عن المرآة و خرجت من الغرفة و ما إن خرجت من الغرفة حتى رأيتها أمامي!! لا أدري إن كانت قد خرجت من رأسي أم دخلت من باب الغرفة!! لا أدري إن كانت حقيقية أم أنها مجرد خيال!! حدقت بها لثوان و أنا أظن أنها ستتبخر!! لكنها لم تتبخر!! بل حدقت بي و احمر وجهها و خفضت بصرها و قالت:
- لم أقصد!!
و ركضت خارج الغرفة!! بقيت في مكاني لثوان!!هل ما رأيته حقيقي!؟! هل هي نفسها نادين!؟! أم أنها الصورة التي تتراقص أمام رموش عيني!؟! سرت نحو خزانة الملابس و أخرجت منها أول شيء أمسكت به يدي و ارتديته على عجل و خرجت من الغرفة و قطرات الماء تتساقط من شعري، رأيتها جالسة على الأريكة في غرفة الجلوس أمام التلفاز، كان التلفاز مطفأ و هي سارحة!! عندما خرجت التفتت نحوي و نظرت نحوي ثم احمر وجهها و طأطأت رأسها بخجل و قالت:
- لم أكن أعلم أنك تستحم!! آسفة!!
قلت على الفور السؤال الذي كان يدور بذهني:
- لم لست مع مريم و نور!؟!
نظرت نحوي بتعجب و قالت:
- لقد خرجت معهن قبل ساعة!!
التفت نحوي الساعة المعلقة على الحائط لأجد أنني قد أمضيت ساعة في الحمام!! تعجبت و حدقت بالساعة غير مصدق!! لا يمكن!! لا شك أن الساعة معطلة!! و هل الفتاة مخطئة!؟! أم أن أعصابي أنا هي التالفة!؟!
نظرت نحوها لأجدها ما تزال تحدق بحذاءها فقلت:
- لا عليك!!
نظرت نحوي فابتسمت و قلت:
- ألست زوجتي!؟!
ابتسمت لي و قالت:
- أرى أن مزاجك قد تحسن بعد الاستحمام!!
ثم قالت:
- أتريد مشاهدة التلفاز!؟!
و التقطت جهاز التحكم عن بعد و شغلت التلفاز و تنقلت بسرعة بين المحطات ثم توقفت على محطة غنائية و قد كان بها مغني أجنبي قالت:
- متى صور هذه الأغنية!؟!
كنت قد جلست على أريكتي نظرت نحو التلفاز و قلت:
- و من يهتم!؟!
ثم قلت باحتقار لهذا الرجل:
- لا أدري من يستمع لأغانيه!!؟
التفتت الفتاة نحوي و قالت:
- أنا!!
تعجبت و قلت:
- هل تستمعين إليه!؟!
قالت:
- هل تمزح!؟! أنا أعشق أغانيه!! إن له صوت رائعا!!
تعجبت و قلت:
- صوته أخاذ!؟! بل إنه معاق!!
نظرت نحوي لثوان بتشكك ثم قالت:
- هل سبق لك أن أغلقت عينيك و أنصت لصوته!؟!
قلت:
- لا نية لدي لأفعل ذلك!!
قالت
- أما أنا فلدي كل الاستعداد!!
ثم أغلقت عينيها و انصتت للأغنية باستمتاع تام و أنا أحدق بها بتعجب و عندما انتهت الأغنية تنهدت بعمق و قالت:
- يا الهي!!
قلت:
- بالفعل!!
التفتت نحوي ثم ابتسمت عندما قرأت التعجب على وجهي و قالت:
- لكل شخص منا تصرف غريب!!
قلت:
- لا أظن أنني أتصرف بشكل غريب!!
نظرت نحوي لثوان و ابتسامة خبيثة ترتسم على شفتيها فقلت:
- ماذا!؟!
قالت:
- هلا قلت لي لماذا كسرت الآنية في الحائط عندما أخبرتك نور عما فعله ابن عمي!؟!
و كأنها مست وترا حساسا قلت غاضبا:
- و ماذا كنت تتوقعين!؟! أنا لا أقبل تصرفا قذرا مثل تصرفه!!
ابتسمت و اقتربت مني و قالت:
- ألم تعتريك الغيرة!؟!
تعجبت و تراجعت للخلف و التصقت بظهر الأريكة و قلت:
- غيرة!؟! و لماذا أغار!؟!
عندها رجعت للخلف و قالت:
- صحيح!؟؟! فزواجنا على الورق!! ألن تغضب لو قال لك أحدهم أنه نال من زوجتك و أنت لم تنل منها شيئا!!
حدقت بالفتاة متعجبا و قلت:
- ألا تخجلين من قول هذا الكلام أمامي!؟!
ضحكت و قالت:
- و ما العيب في ذلك!؟! ألست محقة!؟! أم أنه يتوجب علي ان أكون لبقة و مهذبة و خجولة و أن لا أقول أمورا لا يتوجب علي قولها!! لم يسبق لأحد أن تضايق مني!! فأنا أقول الحقيقة!! و الحقيقة لا تضر أحدأ!! حتى إخواني لم يغضبوا مني!! فأخي خالد كان دوما يضحك مني و يقول أنني سأسقط في يد رجل يخجل من النظر في عيني!!
ثم نظرت إلي و قالت:
- و أظنه كان محقا بعض الشيء!!
قلت:
- لا أظنني أعتبر رجلك بمعنى الكلمة!!
ابتسمت و قالت:
- رسميا أنت زوجي و رجلي!! و لكن فعليا...!!
و لم تكمل فقلت:
- و فعليا ماذا!؟!
قالت:
- فعليا أنا حرة!! مثلك تماما!! قل لي يا عبد الرحمن!! هل تحب!؟!
تعجبت من جرأتها الغير معقولة و قلت:
- أحب!؟! ما هذا الكلام!؟!
قالت:
- ألا تحب فتاة معينة و تود الزواج منها!؟!
قلت:
- ما هذا الكلام السخيف!؟!
قالت:
- دعك من التمثيل!! ألا توجد فتاة تود الزواج منها!! قل لي!! و سأخطبها لك!!
هل سبق لكم أن رأيتم فتاة تقول لزوجها أطلب أي فتاة و سأخطبها لك!؟! لا أظن ذلك!! وجدت الموقف مضحكا و لذلك ضحكت!! ضحكت من أعماق قلبي!! كيف لا أضحك من هذا الموقف!؟!
قالت:
- تضحك!؟! هذا يعني أنني محقة!! قل لي!! من هي!؟!
|