لمشاكل التسجيل ودخول المنتدى يرجى مراسلتنا على الايميل liilasvb3@gmail.com






العودة   منتديات ليلاس > قسم الارشيف والمواضيع القديمة > الارشيف
التسجيل

بحث بشبكة ليلاس الثقافية

الارشيف يحتوي على مواضيع قديمة او مواضيع مكررة او محتوى روابط غير عاملة لقدمها


 
نسخ الرابط
نسخ للمنتديات
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 30-05-06, 12:31 PM   المشاركة رقم: 31
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
~ أبـو أحمد ~

البيانات
التسجيل: Mar 2005
العضوية: 2
المشاركات: 7,684
الجنس ذكر
معدل التقييم: مجموعة إنسان عضو جوهرة التقييممجموعة إنسان عضو جوهرة التقييممجموعة إنسان عضو جوهرة التقييممجموعة إنسان عضو جوهرة التقييممجموعة إنسان عضو جوهرة التقييممجموعة إنسان عضو جوهرة التقييممجموعة إنسان عضو جوهرة التقييممجموعة إنسان عضو جوهرة التقييممجموعة إنسان عضو جوهرة التقييممجموعة إنسان عضو جوهرة التقييم
نقاط التقييم: 1424

االدولة
البلدSaudiArabia
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
مجموعة إنسان غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : النغمه الحزينه المنتدى : الارشيف
افتراضي

 

الحلقة الثامنة


* * * * * * * *

ذات يوم
و فيما كنا أنا و نديم و بعض شركاء الزنزانة نسلي أنفسنا باللعب بالحصى ، و هي لعبة سخيفة اخترعناها من أجل قطع الوقت الذي لا ينتهي ، و كنا نسر أو نتظاهر بالسرور أو نقنع أنفسنا به ، فتح الباب و دخل مجموعة من العساكر .

توقفنا جميعا عن اللعب ، و انسابت أنظارنا نحوهم . لم نكن نشعر بأي طمأنينة لدى دخول إي منهم ... فمجيئهم ينذر بالشر و الخطر

بدأ العساكر يجولون بأبصارهم فيما بيننا بازدراء و تقزز . ثم تقدم أوسطهم خطوة للأمام و قال :
" نديم وجيه "

و جعل ينقل بصره من واحد لآخر
نديم أجاب بعد برهة :
" أنا "

استدار العسكري إلى رفاقه و أومأ إليهم

تقدّم اثنان منهم و أقبلا نحو نديم ... و قالا بحدة :
" انهض "

نهض نديم ببرود ، فإذا بهما يطبقان عليه بشراسة و يقودانه نحو الباب ...

نديم سار معهما دون مقاومة ، فيما كانت أفئدتنا وجلة متوقعة شرا .


لم ينبس أحدنا ببنت شفة ، و بقينا في صمت رهيب و نحن نراقب نديم بقلق ، فيستدير هذا الأخير ليلقي علينا نظرة و يبتسم

خرج العساكر بنديم و أقفلوا الباب و بقينا في صمت فظيع لبضع دقائق ...

كنت أنا أول من أصدر صوتا اخترق جدار الصمت الموحش حين قلت :

" إلى أين أخذوه ؟ "

هز البقية رؤوسهم في حيرة و تساؤل ...

مضت ساعتان أو أكثر و نحن في هدوء و قلق ... في انتظار عودة نديم و بدا أنه لن يعود ..

بدأت أذرع الزنزانة ذهابا و جيئة و أنا أدعو الله ألا يكون نديم قد أعدم ...

و بينما أنا كذلك ، إذا بالباب يفتح مجددا ، و يدخل اثنان من العساكر يحملان نديم و يلقيان به أرضا ، ثم ينصرفان ...

أقبلنا بسرعة نحو نديم فإذا بالدماء تلطخ جسمه و ملابسه

و إذا بالجروح و الكدمات الملتهبة تغطي جسده ...


" نديم ! ماذا فعلوا بك ؟؟ "

صرخت في ذعر و أنا أرفع رأسه و أسنده على ركبتي ...

لم يكن نديم بقادر على الكلام من شدة الإعياء

و كان جليا لنا أنه تعرض لتعذيب شديد ...

تناوبنا جميعا في العناية به حتى بدأت الحياة تجري في عروقه .

أخبرنا فيما بعد بأنهم أوسعوه ضربا من أجل الإدلاء بمعلومات لا علم له بها ...
و أنهم في طريقهم لإعدامه حتما

في اليوم التالي ، حضر العساكر أيضا ، و ما أن دخلوا السجن حتى ارتعشت قلوبنا جميعا و اشرأبت أعناقنا و تعلقت أبصارنا بهم في حالة لا توصف من الذعر

في تلك اللحظة كنت أجلس جوار نديم أنظف بعض جروحه و بلا شعور مني أمسكت بذراعه بقوة خشية أن يأخذوه ...

هتف أحدهم :
" معتز أنور "

انتفضنا جميعا ، و كان معتز ، و هو أحد زملاء الزنزانة ، و أحد مجرمي السياسة، أكثرنا انتفاضا و ذعرا

صرخ معتز بفزع :
" لا "

و تقدم العساكر نحوه ، و هو يتراجع للوراء و يداه ترتجفان و العرق يغرق جسمه الهزيل ...

تقدم العساكر بلا رحمة و أمسكوا به و هو يصرخ و يقاوم في عجز ، و قادوه خارجا .

و ما هي إلا ساعة و نصف الساعة ، حتى أعيد إلينا بحالة سيئة ، مليئا بالجروح و الكسور أيضا .

أصبحنا نعيش حالة مستمرة من الخوف الشديد ، و لم يستطع أحدنا النوم بعدها .

و أصبحنا لمجرد سماعنا لأي صوت يصدر من ناحية الباب ، يركبنا الفزع المهول

و جاء اليوم التالي ، و جاء العساكر مجددا ...

كنا جميعا متكومين قرب بعضنا البعض ، و أعيننا محدقة بهم ، و كل منا في خشية من أن يكون التالي ...

" وليد شاكر "

عندما نطق باسمي صعقت ، بل و صعق جميع من معي ...

أخذ قلبي يخفق بعنف ، و أنا أراقب العساكر يتقدمون نحوي خطوة خطوة

صرخت :
" لكنني لست على علاقة بالسياسة "

لم أكد أنهي جملتي إلا و العساكر قد أمسكوا بي ...

حاولت سحب يدي من بين أيدهم بكل ما استطاعت عضلاتي إمدادي به القوة ...

و فشلت ...

" أنا هنا لجريمة قتل ... لا شأن لي بالسياسة "

حاولت مستميتا التخلص منهم و مقاومتهم دون جدوى

قادوني عنوة نحو الباب و لم يستطع أحد زملائي النطق بكلمة واحدة

و أنا أسحب إلى الخارج نظرت إلى نديم و قلت :

" ماذا سيفعلون بي ؟ ما الذي فعلته أنا ؟ "
نديم أغمض عينيه بقوة ، في أسف و ألم و كأنه يقول : أرثي لك ، ويل لك مما ستلقى ...

و لقيت ، ما لم ألقه في حياتي مطلقا ...

لقيت

أصنافا من العذاب التي أتوجع و أتلوّى من مجرد ذكرها ...

عذابا ... ينسي المرء اسمه و جنسه

تمنيت ساعتها ، لو أن أمي لم تلدني

لو أنني قتلت نفسي يوم قتلت عمّار

لو أن الله خلقني بلا أعصاب و إحساس ...

و لا قلب ...

و لو أن الدنيا خلت من اسم العذاب

و اسم السجون

و حتى من اسم رغد ...

الأوقات الوحيدة في حياتي كلها ، التي تمنيت فيها لو أن رغد لم تكن ... و لم توجد ...

أصبت بكسر في أنفي جعل شكله يتغير و تظهر انحناءة صغيرة أعلاه .

بقيت ممدا على سريري بلا حراك ليومين ، كان فيها من بقى من زملائي سالما يعتني بي ، و بنديم و معتز ، و اثنين آخرين ...

بعدها بأيام ، علمنا من الحارس أن اسمي قد أدرج خطأ ضمن قائمة المجرمين السياسيين !

مجرد خطأ ... !

كان ذلك بعد عدة أشهر من زيارة سيف الأولى و قبل أشهر أخرى من زيارته التالية و التي ابتدأها بقول :
" وليد ! ماذا فعلت بأنفك !؟ "

سردت على سيف ما حصل ، و وعدني بان يتم ذكر هذا في ملفي .

عندما سألته عما جد في موضوعي أخبرني بأن والده لا يزال يدرس الأمر ،

و لدى سؤالي عن أهلي قال :
" اختفوا ! "

زاد ذلك ضيقي و إحباطي الشديدين و قضى على بقايا الأمل بالخروج من هذا المكان ...

بدأت أؤمن بأنهم قد قتلوا جميعا في الحرب ... و إن كان الأمر كذلك ، فإنني لا أرغب في الخروج ...

بل أرغب في الموت ....

أحقا لم يعد لأهلي أي وجود ؟؟

أماتوا ؟

أم تخلوا عني ؟

أم ماذا ؟؟

و رغد ؟؟

ماذا حل برغد ؟؟

في تلك الليلة ، رأيت كابوسا أفزعني ...

رغد و سامر يلهوان بالدراجة الهوائية ، ثم يهويان في حفرة مليئة بالجمر المتقد

ثم تشتعل النيران و تكبر ، و تحرق منزلنا ...

و آتي صارخا أحاول إخراج رغد من الحفرة ...

و أمد يدي فإذا بي أخرج حزاما طويلا تأكله النيران ...

و أقرب وجهي من الحفرة ، فإذا بي أرى وجه عمّار في الداخل ، يبتسم ثم يقهقه

و أسمع صراخا يدوي السماء

صراخ رغد ...

" و ليـــــــــد ... أنا خائفة ... تعال "

أفقت من نومي مذعورا ، و العرق يبلل ملابسي و فراشي ، كما تبلل الدموع وجهي المفزوع ...

كنت أرتجف ، و أتنفس بصعوبة بالغة ... و بلا إدراك اهتف

" رغد ... رغد "

صديقي نديم أقبل نحوي و أخذ يهدئني و يطمئنني.

" هوّن عليك يا وليد ... لم يكن إلا كابوسا "

لم أشعر بنفسي و أنا ارتمي على صدر نديم و أبكي بقوة و أهذي ...

" أريد العودة لأهلي ... دعوني أراهم و لو مرة واحدة ثم اقتلوني ... لا أريد الموت قبل ذلك ... أريد أن أحقق أحلامي ...

أريد أن أكمل دراستي ..

أريد العودة إلى رغد ..

كان يجب أن أقتله ..

انتظريني يا رغد فأنا قادم ... "

و نهضت كالمجنون ... و توجهت نحو الباب و أخذت أضربه بعنف و أصرخ :

" أخرجوني من هنا ... أخرجوني من هنا أيها الأوغاد "

لحق بي نديم ليمنعني من إثارة مشكلة ألا أنني أبعدته عني بركلة قوية من رجلي ... و ظللت أركل الباب بشدة و أنا مستمر في الصراخ ...

حضر مجموعة من الحراس و فتحوا الباب ، ثم انهالوا علي ضربا بعصيهم حتى شلوا حركتي ... و انصرفوا ...

لم يجرؤ أحد السجناء على فعل شيء حتى لا يلقى ذات المصير

و منع عني الطعام في اليوم التالي

تدهورت صحتي الجسدية و النفسية بشدة بعد تلك الليلة ، و قضيت عدة أسابيع طريح الفراش ...

و ربما هذا ما منع العساكر من تطبيق نظام التعذيب اليومي على جسدي ...

إلا إن أدركوا أنهم كانوا مخطئين !

جسدي ، و الذي كان ضخما و قويا ، تحول إلى عظام متراكمة فوق بعضها البعض
بلا حول و لا قوة ...

بعد فترة وجيزة ، صدر قرار يمنع زيارة السجناء ، و لم يعد سيف للظهور مجددا

و انتهى أملي الوهمي بالخروج من هنا ....

و استسلمت أخيرا لحياة السجون ....

حاولت أن أصف لكم بعض الذي قاسيته في ذلك السجن الذي قضيت فيه فترة شبابي اليافع ... و التي ضاعت سدا ...

فترة جافة قاسية أكسبتني جفافا و خشونة لم أولد بهما و لم أتربى عليهما
و غيرت في بعض طباعي ، و بدأت أدخن السجائر

كان الحارس يتصدق علينا بسيجارة واحدة ، ندور بها فيما بين شفاهنا جميعا ...

و تقتسم همومنا و نقتسم سمومها ....

و مر عام آخر ...

و أكثر ...

ألمّ المرض بصديقي نديم من جراء التعذيب المستمر ...

كان على فراشه ، و كنت اعتني بجروحه و إصاباته التي لم شملت حتى أطراف أصابعه ...

" وليد .. "

" نعم يا عزيزي ؟ "

" يجب أن تخرج من هنا ... "

قال نديم ذلك ثم رفع يده و مسح على رأسي ، ثم وضعها فوق كتفي .

" يجب أن تخرج من هنا يا وليد و إلا لقيت حتفك "

" إنني هالك لا محالة ... لا جدوى و لا أجمل ... "

" افعل شيئا يا وليد و غادر هذا المكان ... إنك لا زلت شابا صغيرا ... "

كنت الأصغر سنا بين الجميع ، و أكثرهم تذمرا و شكوى ، و بكاءا ، ألا أنني هدأت و استسلمت لما فرضته الأقدار علي ... و لم يعد الأمر يفرق معي ...

ابتسمت ابتسامة استهتار و سخرية ، و يأس ...

نديم كان ينظر إلي بعين عطف شديد و محبة أخوية ... قال :

" اسمعني يا وليد ...
لدي مزرعة في المدينة الشمالية ، حيث كنت أعيش مع ابنتي و زوجتي ...
متى ما خرجت من هنا ... فاذهب إليهما و أخبرهما بأنني كنت أفتقدهما كثيرا
و أنني بقيت على أمل العودة إليهما دون يأس لآخر لحظة في حياتي ... "

" نديم ... "

قاطعني قائلا :
" لا تنس ذلك يا وليد ... و إن احتاجتا مساعدة منك ... فأرجوك ... ابذل ما باستطاعتك "

أقلقتني الطريقة التي كان نديم يتحدث بها ، هززت رأسي و قلت :

" لماذا تقول ذلك يا نديم ...؟ "

و انتظرت أن يجيب

لكنه لم يجب ...

و تحركت يده الممدودة على كتفي ، ثم هوت للأسفل ... و ارتطمت بالفراش ... و سكنت سكون الموت ...

إنا لله ... و إنا إليه راجعون ....

بعد سنتين من ذلك ...

و في أحد الأيام ...

و فيما أنا مضطجع على سريري بكسل و عدم إكتراث ، أدخن بقايا السيجارة

بلا مبالاة ، و انظر إلى السقف و أرى الحشرات تتجول دون أن يثير ذلك أي اهتمام لدي ...

إذا بالباب يفتح ، ثم يدخل بعض الضباط

معظم زملائي وقفوا في قلق ...

أما أنا ، فلم أحرك ساكنا ... و بقيت أراقب سحابة الدخان التي نفثتها من صدري ترتفع للأعلى ... و تتلاشى ...

" وليد شاكر "

هتف أحد الضباط ...

فقمت بتململ و التفت إليه ببرود

لم يعد يهمني إن كان لدي أي درس جديد في الضرب أو غيره ...

عاد الضابط يهتف بحدّة :
" وليد شاكر "

نهضت عن فراشي و وقفت ازاء الضباط و أجبت بضجر :

" نعم ؟ "

و أقبل بعضهم نحوي ، فرميت بالسيجارة أرضا و سحقتها باستسلام ...

أمسكوا بي و قادوني نحو الباب ، فسرت بخضوع تام ...

عندما صرت أمام الضابط الذي ناداني ، رمقني بنظرة احتقار شديدة

و هي نظرة قد اعتدت عليها و لم تعد تؤثر بشعوري ...

قال :
" وليد شاكر ؟ "

أجبت :
" نعم أنا ، و لا علاقة لي بالسياسة ، أرجو أن تتاكد من ذلك جيدا "

رفع الضابط يده و صفعني على وجهي صفعة قوية كادت تكسر فكي ...

ثم قال :
" هذه تذكار "

التفت إلى زملائي و عيني تقدح بالشر ، و قابلتني نظراتهم بالتحذير ...

فكتمت ما في صدري ، ثم قلت :
" ثم ماذا ؟ "
ابتسم الضابط ابتسامة خبيثة دنيئة ، ثم قال :

" لاشيء ! فقط ... أطلقنا سراحك ! "





يتبـــــــــــــــع..

 
 

 

عرض البوم صور مجموعة إنسان  
قديم 30-05-06, 12:33 PM   المشاركة رقم: 32
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
~ أبـو أحمد ~

البيانات
التسجيل: Mar 2005
العضوية: 2
المشاركات: 7,684
الجنس ذكر
معدل التقييم: مجموعة إنسان عضو جوهرة التقييممجموعة إنسان عضو جوهرة التقييممجموعة إنسان عضو جوهرة التقييممجموعة إنسان عضو جوهرة التقييممجموعة إنسان عضو جوهرة التقييممجموعة إنسان عضو جوهرة التقييممجموعة إنسان عضو جوهرة التقييممجموعة إنسان عضو جوهرة التقييممجموعة إنسان عضو جوهرة التقييممجموعة إنسان عضو جوهرة التقييم
نقاط التقييم: 1424

االدولة
البلدSaudiArabia
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
مجموعة إنسان غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : النغمه الحزينه المنتدى : الارشيف
افتراضي

 

الحلقةالتاسعة



********









أخيرا جاء دوري !




صرتم تعرفونني جميعا ...



اسمي رغد ، و أنا يتيمة الأبوين أعيش في بيت عمّي الوحيد شاكر منذ الطفولة .

أنهيت دراستي الثانوية مؤخرا و أفكر في الالتحاق بكلية للفنون و الرسم . أعشق الرسم كثيرا و أنا ماهرة فيه .



الجميع يعرفني برغد المدللة ، حيث أنني تعودت منذ الصغر الحصول على كل ما أريد ، و بأي طريقة !



اليوم نقيم في منزلنا الصغير حفلة متواضعة بمناسبة تخرجي من المدرسة الثانوية . لم يتسن لنا إقامتها قبل الآن لأن والدتي ـ أي زوجة عمي ـ كانت متوعكة الصحة .


في الواقع ، صحة والدتي ليست على ما يرام منذ سنين ...









دانه تبالغ في وضع المساحيق لتبدو ملفتة للنظر !


رغم أنها لم تكن ترحب بفكرة الحفلة ، إذ أننا لم نقم حفلة عند تخرجها ، ألا أنها مصرة على سرقة الأضواء مني هذه الليلة !



" إنها حفلة بسيطة و لا تقتض منك كل هذا ! تبدين كعروس بكامل زينتها ! "



قلت لها و أنا واقفة أراقبها و هي ( مزروعة ) أمام المرآة منذ ساعات !



لم تلتفت إلي ، و قالت :


" ما دمنا قد دعوناهن، فلنبهرهن ! قد تعجب بي إحداهن فتخطبي لأخيها مثلا ! "



و ابتسمت بدهاء !



أنا أعرف من تقصد تحديدا ... لديها صديقة من عائلة ثرية جدا و شقيقها رجل تحلم نصف فتيات العالم بالزواج منه ، أما النصف الآخر فيبغضه بشدة !


إنه لاعب كرة قدم مشهور و صوره تملأ الصحف و المجلات و برامج التلفاز أيضا!


قلت :


" لا أعرف ما الذي يعجبكن في شخصية كهذه ! إنه حتى لا يتوقف عن توزيع الضحك و الابتسامات و كأنه مهرج ! "




نظرت إلي بحدة من خلال المرآة ، ثم قالت :



" على كل ٍ ، الأمر لا يعنيك فأنت أخذت نصيبك و انتهى دورك ! "





ثم انشغلت بتزيين خصلة من شعرها بسائل ملمّع ...





صرفت نظري عنها ، إلى يدي اليمنى ، بالتحديد إلى إصبعي البنصر ، و بمعنى أدق ، إلى خاتم الخطوبة الذي أضعه منذ سنين ...





بمجرد أن بلغت الرابعة عشر من عمري أي قبل ثلاث سنوات و أكثر ، تم عقد قراني على ابن عمي سامر ...

و بقينا مخطوبين حتى إشعار آخر .




سامر ... يكبرني بخمس سنوات تقريبا ، و ما أن تخرج من الثانوية حتى بادر بطلب الزواج مني




والدي ، بل و والدتي و دانة أيضا ... الجميع كان يريد ذلك ، فأنا أصبحت فتاة بالغة و لم يكن من الممكن بقائي و ابن عمي في بيت واحد دون حرج على كلينا




عدا عن ذلك ، فإن سامر يحبني بجنون !




كما و أنني كنت السبب في الحادث الذي شوه وجهه ، و قلل فرصه لنيل إعجاب الفتيات قطعا



أما أنا ، و بالرغم من كوني جميلة أيضا ، ألا أن هذا الخاتم يصرف الجميع عن الالتفات إلي ...



على أية حال نحن لا نفكر في الزواج الآن فسامر لا يزال يبحث عن وظيفة
و أنا أطمح إلى الحصول على شهادة جامعية ...






نبهتني دانة من شرودي الذي لاحظته من خلال انقطاعي عن التعليق المستمر على مظهرها



قالت :


" أين سرحت ؟ ألن تبدلي ملابسك ؟ إنهن على وشك الوصول ! "




غادرت غرفتها و اتجهت إلى غرفتي ، حيث ارتديت فستاني الجديد الرائع ... و الذي أضطر والدي لشرائه لي رغم ارتفاع ثمنه ، فقط لأنني قلت : أريده لي !




كان فستانا خمري اللون مطرزا بخيوط ذهبية ، طويل الذيل ، و بدون كمّين ، مما يسمح للندبة القديمة في ذراعي اليسرى بالظهور ...






أكملت زينتي و تحليت بطقم العقد الذهبي الذي أهدتني إياه والدتي قبل أيام ...



حينما لففت السوار حول معصمي الأيسر ، لم يبدُ منظره متناسقا مع الساعة ...

إذ أن السوار ذهبي بينما الساعة فضية اللون ...



هممت بخلعها ، لكنني لم أستطع ... لا أريد أن أبقيها بعيدة عني في هذه الليلة ...



لطالما كانت قريبة مني و ملتصقة بي ...



لم أكن آبه لتعليقات زميلاتي المزعجة حول ارتدائي لساعة رجالية !

إنها شيء لا أستطيع التخلص منه ... تماما كهذه الندبة !





نزعت السوار الذهبي ، و حاولت لفه حول معصمي الأيمن ففشلت !


" سحقا ! "


صحت بغضب ، في ذات اللحظة الذي طرق فيها الباب ...


لابد أنها دانه جاءت تقارن بين مظهرينا كالعادة !



" ادخل "




قلت ذلك و أنا مازلت أحاول إغلاق السوار بيدي اليسرى حول معصمي الأيمن دون جدوى



" مساء الخير ! "



لم يكن هذا صوت دانه ، بل سامر



رفعت بصري إليه و باندفاع قلت :



" سامر ، هل لا أغلقت هذه قبل أن أحطمها ؟ "



و أقبلت نحوه أمد إليه بمعصمي الأيمن و بالسوار ...




" رويدك ! هاتي .. "







و أغلق السوار حول يدي اليمنى ، فسحبتها ألا أنه أمسك بها و قال :



" تبدين رائعة ! جدا "




تورد خداي خجلا .. ثم قلت :



" مساء النور ... ! هل قلت ُ ذلك ؟ "


ابتسم ، و قال :


" لا أظن ! "


" إذن مساء النور ! "





ثم سحبت يدي فأطلقها



توجهت إلى سريري ألملم الأشياء التي بعثرتها أثناء تزيين نفسي ، و دخل سامر و أغلق الباب ...




" رغد "



ناداني بصوت مرح و بابتسامة مشرقة ، و سعادة تملأ عينيه


" نعم ؟ "


أقبل نحوي ، و عاد يمسك بيدي و قال :


" لدي خبر سار جدا "



ابتسمت و قلت :


" هات ؟ "


" لقد عثرت على فرصة ذهبية للعمل في وظيفة مرموقة "




فرحت كثيرا ! قلت بسرور :



" حقا ! أوه أخيرا ... ممتاز ! "




شد سامر قبضته على يدي و قال منفعلا :




" أخيرا ! كم أنا سعيد و لا يتسع صدري لفرحتي هذه ! سأحصل على راتب عظيم ! "





بالنسبة لنا فهذا شيء مهم جدا ، لأن أحوالنا المادية كانت في انحطاط بسبب ظروف الحرب ، و كنا بحاجة لدعم مادي جيد .




قلت :



" متى تباشر العمل ؟ "


" حالما أنهي الإجراءات اللازمة . سأحاول إتمامها خلال يومين أو ثلاثة "


" وفقك الله "



قرب سامر يدي من صدره ، و قال :



" يجب أن نحدد موعد الزواج "




تفاجأت ، فنحن لم نتحدث عن الزواج بجدية بعد ...



حالما رأى سامر علامات التعجب ظاهرة على وجهي قال :



" عملي سيكون في مدينة أخرى ، و أريد أخذك معي "



سحبت يدي مجددا ، في توتر ..



فالخبر قد فاجأني ، و لم يعجبني ... قلت :


" في مدينة أخرى ؟ ... لم عليك الذهاب لمدينة أخرى ؟ "

قال :


" تعرفين كم هو صعب العثور على وظيفة جيدة بسبب ظروف البلد ... إنها فرصة لا يمكنني رفضها مطلقا . أخبرت والدي ّ فشجعا ذهابي "



صرفت نظري عنه إلى الأرض بضع ثوان ، ثم عدت أنظر إليه و قلت :


" و شجعا زواجنا ؟ "



ابتسم ، و قال :


" لم أذكر ذلك لهما بعد . أود أن نناقش الأمر نحن أولا "




من البرود الذي اعترى تعابيري أدرك سامر عدم موافقتي ، فقال :


" لم لا ؟ "


قلت :


" و الكلية ؟؟ "


قال :


" الكلية ... هل هناك ضرورة لها ؟ "

" بالطبع ... أريد أن أدرس ، إنها فرصتي "





صمت سامر قليلا ، ثم قال :


" اصرفي نظر عنها يا رغد أرجوك ... أنا لا أريد تضييع الفرصة ، كما لا أريد العيش وحيدا هناك ... تعلمين أنني لا أستطيع الابتعاد عنك ... "







و أخذ ينظر إلى نظرات رجاء و أمل ...


كنت على وشك قول : لنؤجل النقاش في الأمر لوقت أنسب لأن ضيفاتي على وشك الوصول



ألا أن طرق الباب سبقني ، و دخلت دانة مباشرة و هي تقول :



" رغد ! ألم تنتهي ؟ وصلت نهلة ! "



التفتنا أنا و سامر نحو دانة ، و التي أخذت تحدق بي قليلا ثم التفتت إلى سامر و قالت :



" أنت هنا سامر ؟ قل لي كيف أبدو ؟ أليس فستاني أكثر جمالا من فستان رغد ؟ "



سامر أخذ يدور ببصره بيننا ثم قال مداعبا :



" أنا لا أصلح للحكم بين خطيبتي و أختي ! فخطيبتي ستبدو أجمل في كل مرة ! "




ثم انصرف مسرعا و هو يضحك .



بقينا نحن الاثنتان كل منا تتأمل الأخرى ، حتى وقعت عينا دانه على ساعة يدي ، فقالت بحدة :



" رغد ! ستبدين في منتهى السخافة هكذا ! اخلعيها و لا تحرجينا أمامهن ! "



نظرت إليها بغضب و قلت بعناد :


" لن أخلعها ، و سأظل الأجمل أيضا ! "










في غرفة الضيوف حيث نقيم الحفلة ، وجدت نهلة و سارة ، ابنتا خالتي قد وصلتا و كانتا أول من حضر .





" واو ! فستان رائع ! ما أجمله يا رغد ! "


قالت نهلة و هي تبعد يدها بعد مصافحتي ...


نهلة كانت صديقة طفولتي الأولى ، و انتقلت مع عائلتها للعيش في هذه المدينة مثلنا أيضا منذ سنين ، و لا تزال أفضل صديقة لدي .


أما سارة فهي الشقيقة الوحيدة لنهلة ، و تصغرني بست سنوات ، و تلازم نهلة كالظل !




" هل أعجبك حقا ؟ اشتراه والدي بسعر مرتفع ! إنني أعامله كأي قطعة من حليي هذه ! "



ابتسمت نهلة و قالت :



" كم أحسدك ! لديك أب يدللك كما لا يدلل والد ابنته ! رغم أنك لست ابنته الحقيقية ! "






هذه الكلمة تزعجني كثيرا ، فأنا لا أحب أن يشير أحد إلى والدي ّ بأنهما ليسا والدي ّ الحقيقيين . إنني اعتبرتهما كذلك منذ الصغر و لا أعرف والدين غيرهما مطلقا .




قلت بنبرة مازحة :


" لأنني البنت الصغرى ، و آخر العنقود ... يجب أن أتدلل ! "


ثم نظرت إلى سارة و قلت :


" أليس كذلك سارة ؟ "


أجابت ببرود :


" كما تقول أختي "


رفعت نظري عن هذه الفتاة البليدة ، و عدت أخاطب نهلة :


" و كيف حال خالتي و زوج خالتي ؟ و حسام ؟ "


أجابت :


" بخير جميعا ! حسام أوصلنا إلى هنا و أظنه يلقي التحية على والدك الآن "


ثم أضافت ، و هي تنظر إلي من زاوية عينها بخبث :


" و على فكرة ، هو يبعث إليك أيضا بتحية حارة مشتعلة !! "



رفعت إصبعي السبابة الأيمن و ضربت جبينها ضربة خفيفة و أنا أقول :


" لا تتوبين ! "


و انبعث ضحكاتنا تملأ الأجواء .







ما إن حضرت صديقتنا الثرية حتى استقبلتها دانه استقبالا حميما ، و أولتها اهتماما مركزا طوال الحفلة !



أتساءل ... هل هذا ما يحدث مع جميع الفتيات !

هل يجذبن العرسان إليهن بهذه الطريقة ؟؟

حقيقة لا أعرف !











بينما كنا في أحاديثنا المتواصلة في الحفلة ، سألتني هذه الصديقة :


" هل أنت مخطوبة ! "


و كانت تنظر إلى خاتم الخطوبة المطوق لإصبعي ، و في دهشة واضحة !



تولت دانة الإجابة بسرعة :


" ألم أخبرك مسبقا ؟ إنها و شقيقي مرتبطان منذ زمن ! "



قالت الصديقة :


" و لكن ... تبدين صغيرة ! "


و مرة أخرى تدخلت دانة قائلة :


" تصغرني بعامين و بضعة أشهر ، لكن حجمها صغير ! "




صحيح أن طولي لا يقارن بطول دانه أو سامر ، لكنني لست قصيرة ! بل هما الطويلان كما هما أبي و أمي !



إنني أبدو بالفعل لست من هذه العائلة !



قلت مداعبة :


" هذا يجعلني قادرة على ارتداء الأحذية الأنيقة ذات الكعب العالي المتماشية مع الموضة ! على العكس من دانة ! "




و ضحكنا جميعا بمرح ...










قضينا سهرة ممتعة أنستني تماما موضوع سامر الأخير .



و بعد الحفلة ، أويت إلى فراشي مباشرة و نمت بسرعة ، دون أن يخطر الموضوع ببالي .



في اليوم التالي ، و فيما أنا منشغلة برسم لوحة جديدة في غرفتي ، جاءني سامر ...





" ألم تتعبي ؟ قضيت فترة طويلة في الرسم ! "

" الرسم لا يتعبني مطلقا يا سامر ، بل أهواه و أجد راحة كبرى أثنائه و سعادة غامرة لا أجدها مع أي شيء آخر "


قال :


" و لا حتى معي أنا ؟؟ "




كان سامر يقف إلى جانبي يتأمل رسمي الجديد ... و كنت أنا أدقق النظر في اللوحة و ألقي عليه نظرة بين الفينة و الأخرى



و حين نطق بجملته الأخيرة هذه ، أطلت النظر إليه ، فشعرت بالخجل و طأطأت رأسي





" رغد ... "



لم أجب ...


مد سامر يده فامسك بوجهي و رفعه للأعلى ...



قال :


" رغد ... هل فكرت بموضوعنا ؟ "





في تلك اللحظة فقط تذكرت الموضوع !

آه يا إلهي كم هي ضعيفة ذاكرتي !




سامر كان يتحدث باهتمام ... فالأمر يعني له الكثير ، و قد قضى وقتا طويلا في البحث عن عمل ...



لم أشأ أن أصيبه بخيبة بقولي : كلا



فقلت :

" لازلت أفكر ... "




سامر قال بنبرة مليئة بالرجاء :


" أرجوك يا رغد ... يجب أن أبدأ الإجراءات المطلوبة قبل أن تضيع الوظيفة "


نظرت إليه و قلت :


" ماذا لو ... عملت أنت هناك ، و أكملت دراستي أنا هنا ... ثم ... "



لم أتم جملتي ، إذ أن سامر هز رأسه اعتراضا و قال :


" لا ... إما أن نذهب سويا ... أو نبقى سويا ... "






كنت أدرك أن سامر لا يستطيع الابتعاد عنا ، كما أن علاقاته بالآخرين محدودة و كثيرا ما كان يتجنب الاجتماعات المختلفة ، ليتلافى الحرج من وجهه المشوه .



حتى أنه حين أراد إكمال دراسته ، اختار مجالا لا يدع له الفرصة للاحتكاك بالآخرين
إلا نادرا


سامر ... هو شخص هادئ و مسالم ... و طيب القلب ...



قلت :


" دعنا نأخذ برأي أبي و أمي كذلك ... يجب أن تتم أنت الإجراءات الآن ، فيما نفكر بروية "


ابتسم سامر و قال :



" سأذهب الآن لإنجاز ذلك ، و أعرض الأمر على والدي ّ الليلة ! سنفاجئهما ! "




ابتسمت ابتسامة قلقة حائرة ، و تركته يذهب و واصلت رسم لوحتي ...

كنت مصرة على إنجاز تلك اللوحة بأسرع وقت ...






و في الليل ، تركت سامر يذهب إلى غرفة والدي لعرض الفكرة ، فيما بقيت في غرفتي في قلق و حيرة ... و أخذت أفكر ...




و يبدو أن كثرة التحديق في اللوحة أصابت عيني بل و جسدي بالإعياء ، فأغمضتهما و لدهشتي استسلمت للنوم !






أفقت بعد ذلك فزعة على صوت طرق متواصل على الباب ...




نهضت عن سريري بفزع ... و أصغيت إلى الهتاف ...



" رغد ... رغد افتحي ... افتحي بسرعة ! "




كانت دانة !


سرت إلى الباب بسرعة و ارتعاش و أنا في قمة القلق ...



و قبل أن أصل إليه رأيته ينفتح و تدخل دانة في انفعال ...




كانت في حالة يصعب علي وصفها ...



كان جسدها يرتعش ، و أنفاسها تتضارب و تتلاحق بسرعة عبر فيها المفغور ... ذراعاها مفتوحتين ... و يداها مرفوعتين

و أصابعها منفرجة ، و تهتز بشدة ...

و الدموع تنهمر بغزارة على خديها



قلت في هلع و أنا أرفع يدي إلى قلبي من الذعر :


" دانه ... ماذا حدث ؟؟ "

" رغد ... رغد ... "

و عادت تلهث ...

" رغد ... رغد ... أخي ... أخي ... "

تجمّدت و انحبس نفسي الأخير في صدري ...

حاولت قول : ماذا ...

ألا أنني عجزت من الذعر ...





هززت رأسي و أنا أشد الضغط بيدي على صدري فوق قلبي ، كمن يحاول حماية قلبه من تلقي صدمة ما ...



كانت دانة تحاول النطق و عجزت إلا عن إصدار أصوات مبهمة ، و أشارت إلي أن اقترب ...



خطوت خطوة نحوها و نطقت أخيرا :


" سامر ... "



هزّت دانة رأسها و قالت بصوت لا أعرف من أين خرج ...




" و ...

و ...

وليد ...

وليد عـــــــــــــــــــــــــــــاد "

























للحظة ... ظللت أحدق في دانة ... في تشتت

لم أكن أعرف ... هل هذا واقع أم أحد أحلامي ... ؟

تلفت من حولي علّي أرى شيئا واضحا أكيدا بالنسبة لي ...

كل شيء كان مبهما ...






دانة عادت تقول :


" وليد قد عاد ... عاد يا رغد ... عاد "





لم تكن كلمات واضحة بالنسبة لي ... و بقيت واقفة على نفس الوضع ...

فأقبلت دانة نحوي و أمسكت بكتفي و ضغطت عليهما ...




لمجرد إحساسي بيديها على كتفي أدركت أنه ليس حلما








لم أشعر بأي شيء يتحرك في جسدي لكنني رأيت الجدران تتحرك بسرعة و الأرض تجري من تحت قدمي ّ و الطريق يقودني إلى خارج الغرفة ...

و أطير ...

أطير ...

نحو مصدر أصوات البكاء التي أسمعها منبعثة من مكان ما في المنزل ...

بالتحديد ... مدخل المنزل ...






و عند أعلى الدرجات المؤدية إلى المدخل ...

توقف الكون فجأة عن الحركة من حولي ...





و ترنحت ذراعاي إلى جانبي ّ ...


و تشبثت أنظاري بالصورة التي ظهرت أمامي ...


و تمركزت فوق العينين السوداوين اللتين تعلوان الرأس العريض الثابت فوق ذلك الجسد الطويل ....





يتبـــــــــــــــع..

 
 

 

عرض البوم صور مجموعة إنسان  
قديم 30-05-06, 05:36 PM   المشاركة رقم: 33
المعلومات
الكاتب:
اللقب:

البيانات
التسجيل: May 2006
العضوية: 4594
المشاركات: 129
الجنس أنثى
معدل التقييم: adila.a عضو بحاجه الى تحسين وضعه
نقاط التقييم: 11

االدولة
البلدUnited_States
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
adila.a غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : النغمه الحزينه المنتدى : الارشيف
افتراضي

 

شكراً لك اخي الكريم على تكملة القصة لن انسى لك هذا الجميل ابدا :) :) :) :encore:

 
 

 

عرض البوم صور adila.a  
قديم 30-05-06, 05:39 PM   المشاركة رقم: 34
المعلومات
الكاتب:
اللقب:

البيانات
التسجيل: May 2006
العضوية: 5051
المشاركات: 78
الجنس أنثى
معدل التقييم: for ever عضو بحاجه الى تحسين وضعه
نقاط التقييم: 11

االدولة
البلدEgypt
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
for ever غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : النغمه الحزينه المنتدى : الارشيف
افتراضي

 

القصة ديه موجودة في اكتر من منتدي لكن وبكل اسف مش كاملة
في اي منتدي يا تري بقي القصة ديه هتتكتب هنا كاملة ولا لا؟؟؟؟؟؟؟؟؟

 
 

 

عرض البوم صور for ever  
قديم 05-06-06, 11:05 PM   المشاركة رقم: 35
المعلومات
الكاتب:
اللقب:

البيانات
التسجيل: May 2006
العضوية: 4594
المشاركات: 129
الجنس أنثى
معدل التقييم: adila.a عضو بحاجه الى تحسين وضعه
نقاط التقييم: 11

االدولة
البلدUnited_States
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
adila.a غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : النغمه الحزينه المنتدى : الارشيف
افتراضي

 

الحلقةالعاشرة



*******







ما أن خرجت من السور الضخم العملاق المحيط ببنايات السجن ، حتى وجدت سيارة تقف على الطريق المقابل ، و إلى جانبها يقف رجل عرفت فورا أنه صديقي الحميم سيف ...




كنت أسير ببطء شديد ، خشية أن أفيق مما ظننته مجرد حلم ... حلم الحرية ...



أنظر إلى السماء فأرى الشمس المشرقة تبعث إلى بتحياتها و أشواقها الحارة


و أرى الطيور تسبح بحرية في ساحة الكون ... بلا قيود و لا حواجز ...


و أتلفت يمنة و يسرة فتلفحني أنسام الهواء النقية ... عوضا عن أنفاس المساجين المختلطة بدخان السجائر ...


لن أطيل في وصفي لشعوري ساعتها فأنا عاجز عن التصوير ...





تعانقنا أنا و صديقي سيف عناقا حارا جدا و لا أعرف لماذا لم تنصهر دموعي ذلك الوقت !


أ لأنني قد استنفذتها في السنوات الماضية ؟؟

أم لأنني كنت في حالة عدم تصديق ؟؟

أم لأنني فقدت مشاعري و تحجر قلبي و تبلد إحساسي ...؟؟





" حمد لله على خروجك سالما أيها العزيز "



قال سيف و هو يعانقني وسط بحر من الدموع ...


و يدقق النظر إلى تعابير وجهي الغريبة و عيني الجامدة

و أنفي كذلك !



قلت :


" عدا عن كسر بسيط في الأنف ! "




و ضحكنا !






قلت :


" فعلها والدك ؟ "




ابتسم و قال مداعبا :



" والدي و أنا ! بكم تدين لي ؟؟ "


" بعشر سنين من عمري أهديها لك !"






ركبنا السيارة و ابتدأ مشوار العودة ... الطويل



كان المقعد جلدي قد أحرقته الشمس ، و ما إن جلست عليه حتى سرت حرارته في جسدي فحركت فيه حياة كانت ميتة ...



طوال الوقت ، كنت فقط أراقب الأشياء تتحرك من حولي ...

الطريق ...

الشارع ...

الأشجار

كل شيء يتحرك ...

بعد أن قضيت 8 سنوات من الجمود و السكون و الموت ...





8 سنوات من عمري ، ضاعت سدى ... فمن يضمن لي العيش ثمان سنوات أخرى ...

أو أكثر

أو أقل ؟؟





دهشت لدى رؤية آثار الحرب و الدمار ... تخرب البلد ...




الطريق كان شاقا و الشوارع مدمرة ، و كان علينا عبور مناطق لا شوارع بها وقد حضر سيف بسيارة مناسبة للسير فوق الرمال




بين الفينة و الأخرى ألقي نظرة على ساعة السيارة ، و دونا عن بقية الأشياء من حولي ،لا أشعر بها هي بالذات تتحرك ...





إنني في أشد الشوق لرؤية أهلي ... منزلي ... مدينتي ...

و شديد اللهفة إلى صغيرتي رغد !

آه يا رغد !

ها أنا أعود ...

فهل أنا في حلم ؟؟







كانت الشمس قد استأذنت للرحيل على وعد بالحضور صباحا ، لحظة أن فتحت عيني على صوت يناديني ...




" وصلنا ! انهض عزيزي "




لم أشعر بنفسي حين نمت مقدارا لا أعلمه من الوقت ، ألا أنني الآن أفقت بسرعة و بقوة ...

كان جسدي معرقا و ملتصقا بملابسي و بالمقعد ... و مع ذلك لم أشعر بأي انزعاج أثناء النوم ...




" وصلنا ! إلى أين ؟ "




قلت ذلك و أنا أتلفت يمنة و يسرى و أرى الدنيا مظلمة ... إلا عن أنوار بسيطة تتبعثر من مصابيح موزعة فيما حولي ...


قال سيف :




" إنه منزلي يا وليد "


حدقت بسيف برهة ، ثم قلت :




" خذني إلى منزلي رجاءا ! "


سيف علاه شيء من الحزن و قال :



" كما تعرف يا وليد ... أهلك قد غادروا ... ستبقى معي لحين نهتدي إليهم سبيلا "









قضيت تلك الليلة ، أول ليالي الحرية ، في بيت العزيز سيف .




هل لكم بتصور شعوري عندما وضعت أطباق العشاء أمامي ؟؟

طبخات لم أذقها منذ ثمان سنين ، شعرت بالخجل و أنا مقبل على الطعام بشراهة فيما سيف يراقبني و يبتسم !





" أنا آسف ! إنني جائع جدا ! "



قلت ذلك و أنا مطأطئ بعيني نحو الأسفل خجلا ، ألا أن سيف ضحك و قال :




" هيا يا رجل كل قدر ما تشاء و اطلب المزيد ! بالهناء و العافية "



رفعت بصري إليه و قلت :



" لو تعلم كيف كان طعامي هناك ... ! "



هز سيف رأسه و قال :




" انس ذلك ... لقد كان كابوسا و انتهى ، الحمد لله "




هل انتهى حقا ... ؟؟







رغم أنه كان سريرا ناعما واسعا نظيفا و عطرا ، ألا أنني لم استطع النوم جيدا تلك الليلة ...


كيف تغمض لي عين و أنا مشغول البال و التفكير ... بأهلي ...







و بعد صلاة الفجر ، و حينما عادت الشمس موفية بوعدها ، و اطمأننت إلى أنها صادقة و ستظهر لتشرق حياتي كل يوم ، فتحت النافذة لأسمح بأشعتها للتسرب إلى الغرفة و معانقة جسدي بعد فراق طويل ...





رأيت أشياء كثيرة و مزعجة في نومي ...

سمعت صوت نديم يناديني ...

" انهض يا وليد ، جاء دورك "


كان العساكر يقفون عند باب السجن ينظرون إلي ... لم أشأ النهوض ...


هززت رأسي معترضا ، لكن نديم ظل يناديني



أفقت ، و فتحت عيني لأنظر إليه ، و أرى السقف و الشقوق التي تملأه ، و تخزن عشرات الحشرات بداخلها ...



لكنني رأيت سقفا نظيفا و مزخرف ... منظر لم أعتد رؤيته ... نهضت بسرعة و نظرت من حولي ...






" وليد ! هل أفزعتك ! أنا آسف ! "




كان صديقي سيف يقف إلى جانبي ...


قلت و أنا شبه واع ، و شبه حالم :


" أنت وليد ؟ أم نديم ؟؟ هل أنا في السجن ؟ أم ... "




سيف مد يده و أمسك بيدي بعطف و قال :


" عزيزي ... إنك في بيتي هنا ، لا تقلق ... "




خشيت أن يكون حلما و ينتهي ، حركت يدي الأخرى حتى أطبقت على يد سيف بكلتيهما ، و قلت :



" سيف ! أهي حقيقة ؟ أرجوك لا تجعلني أفيق فجأة فأكتشف أنه مجرد حلم ! هل خرجت أنا من السجن حقا ؟؟ "






الآن فقط ، تفجرت الدموع التي كانت محبوسة في بئر عيني ّ












بعد ذلك ، أصررت على الذهاب للمنزل حتى مع علمي بأن أحدا لم يعد يسكنه

و كلما اقتربنا في طريقنا من الوصول ، كلما تسارعت نبضات قلبي حتى وصلنا و كادت تتوقف !



اتجهت نحو الباب و جعلت أقرع الجرس ، و سيف ينظر إلي بأسى

لم يفتحه أحد ...




جالت بخاطري ذكرى تلك الأيام ، حينما كانت رغد و دانة تتسابقان و تتشاجران من أجل فتح الباب !



التفت إلى الخلف حيث يقف سيف ، و كانت تعابير وجهه تقول : يكفي يا وليد


لكنني كنت في شوق لا يكبح لدخول بيتي ...



نظرت من حولي ، ثم أقبلت إلى السور ، و هممت بتسلقه !



" وليد ! ما الذي تفعله !؟ "



أجبت و أنا أقفز محاولا الوصول بيدي إلى أعلى السور :



" سأفتح الباب ، انتظرني "





و بعد أن قفزت إلى الداخل فتحت الباب فدخل سيف ...



" و لكن لا جدوى ! كيف ستدخل للداخل ؟ "





بالطبع ستكون الأبواب و النوافذ جميعها مغلقة و موصدة من الداخل ، ألا أنني أستطيع تدبر الأمر !



قلت :


" سترى ! "


و انطلقت نحو الحديقة ...




لم تعد حديقتنا كما كانت في السابق ، خضراء نظرة ... بل تحولت إلى صحراء صفراء جافة ...



انقبض قلبي لدى رؤيتها بهذا الشكل ...



أخذت أتلفت فيما حولي و سيف يراقبني باستغراب


وقعت أنظاري على أدوات الشي التي نضعها في إحدى الزوايا ، في الحديقة

كم كانت أوقاتا سعيدة تلك التي كنا نقضيها في الشواء





توجهت إليها و أخذت احفر الرمال ...


" ما الذي تفعله بربك يا وليد ؟؟! هل أخفيت كنزا هناك ؟؟ "


و ما أن أتم سيف جملته حتى استخرجت مفتاحا من تحت الرمال !



تبادلت أنا و سيف النظرات و الابتسامات ، ثم قال :



" عقلية فذة ! كما كنت دائما ! "

و ضحكنا ...



كنت أخفي مفتاحا احتياطيا في تلك الزاوية تحت الرمال منذ عدة سنوات ...




و أخيرا دخلت المنزل





للحظة الأولى أصابت جسدي القشعريرة لرؤية الأشياء في غير أمكنتها ...

تجولت في الممرات و شعرت بالضيق للسكون الرهيب المخيم على المنزل ...

عادة ما كان البيت يعج بأصوات الأطفال و صراخهم ...





صعدت إلى للطابق العلوي قاصدا غرفة نومي ، حيث تركت ذكريات عمري الماضي ... و حين هممت بفتح الباب ، وجدتها مقفلة ...



" تبا ! "



توجهت بعد ذلك إلى غرفة رغد الصغيرة ، المجاورة لغرفتي مباشرة .. مددت يدي و أمسكت بالمقبض ، و أغمضت عيني ، و أدرت المقبض ، فلم ينفتح الباب ...

كانت هي الأخرى مقفلة

أدرت المقبض بعنف ، و ضربت الباب غيظا ... و ركلته من فرط اليأس ...








أخذت أحاول فتح بقية الغرف لكنني وجدتها جميعا مقفلة

فشعرت و كأن الدنيا كلها ... مقفلة أبوابها أمامي ...





عدت إلى غرفة رغد و أنا منهار ...


جثوت على الأرض و أطلقت العنان لعبراتي لتسبح كيفما تشاء ...



" أين ذهبتم ... و تركتموني ؟؟ ... "


أغمضت عيني و تخيلت ...


تخيلت الباب ينفتح ، فأرى ما بالداخل ...


على ذلك السرير تجلس رغد بدفاتر تلوينها ، منهمكة في التلوين ...


و حين تحس بدخولي ترفع رأسها و تبتسم و تهتف : وليــــــــد !


ثم تقفز من سريرها و تركض إلي ... فألتقطها بين ذراعي و أحملها عاليا !





" أين أنتم ؟ عودوا أرجوكم ... لا تتركوني وحيدا ... "






كنت أبكي بحرقة و مرارة و عيناي تجولان في أنحاء المنزل و أتخيل أهلي من حولي ... هنا و هناك ...


و أتوهم سماع أصواتهم ...


لقد رحلوا ... و تركوا المنزل خاليا و الأبواب مقفلة ... و وليد وحيدا تائها ...


هل تخلوا عني ؟؟

هل أصبحت في نظرهم ماض يجب نسيانه ؟

مجرما يجب إلغائه من الحسبان ؟؟

كيف يمتنعون عن زيارتي و السؤال عني كل هذه السنين ...

ثم يرحلون ...


أخرجت الصورتين اللتين احتفظ بهما منذ سنين من أحد جيوبي ... و جعلت أتأمل وجوه أهلي و أناديهم ... واحدا تلو الآخر كالمجنون ...

أبي ...

أمي ...

سامر ...

دانه ...

رغد ...

لقد عدت !

أين أنتم ؟؟

أجيبوا أرجوكم ...










سيف ظل واقفا يراقب عن بعد ...



كنت لا أزال جاثيا عند باب غرفة رغد غارقا في الحزن و البكاء المرير ... حين لمحت شيئا لم أكن لألمحه لو لم أجثو بهذا الوضع ...



من بين دموعي المشوشة للرؤية أبصرت شيئا تحت باب غرفتي


مددت أصابعي و أخرجته ببعض الصعوبة ، فإذا به قصاصة ورق صغيرة مثنية


و حين فتحتها وجدت التالي :




( وليد ، لقد ذهبت مع أمي و أبي و دانة و سامر إلى المدينة الصناعية . عندما تعود تعال إلينا . أنا أنتظرك كما اتفقنا . رغد )




لكم أن تعذروا سيف للذهول الذي أصابه حين رآني أنهض واقفا فجأة ، و أطلق ضحكة قوية بين نهري الدموع الجاريين !




" وليد !! ماذا دهاك ؟؟ "




نظرت إليه و أنا أكاد أقفز فرحا و قلت :


" إنها رغد العزيزة تخبرني بأنهم في المدينة الصناعية ! هل رأيت شيئا كهذا ؟؟ "



و أخذت أحضن الورقة و الصور بجنون !



سيف قال :


" عقلية ... فذة ... أظن ذلك ! ! "





و ضحكنا من جديد .











و بعد يومين ، حين رتب سيف أموره للسفر ، انطلقنا أنا و هو بالسيارة ميممين وجهينا شطر المدينة الصناعية ...





لقد تكبلنا مشاقا لا حصر لها أثناء الطريق ، إذ أن الشوارع كانت مدمرة و اضطررنا لسلك طرق ملتوية و مطولة جدا ...



كما و أننا واجهنا عقبات مع الشرطة المحليين



إنني لمجرد روية شرطي ، ارتعش و أصاب بالذعر ... حتى و إن كان مجرد شرطي مرور ...



لن أطيل في وصف الرحلة ، لم يكن ذلك مهما ... فرأسي و قلبي و كلي ... مشغول بأهلي و أهلي فقط ...


و أولهم ... مدللتي الصغيرة الحبيبة ...

رغد ...

رغد ...

أنا قادم إليك أخيرا ...

قادم أخيرا ...











وصلنا للمدينة الصناعية مساء اليوم التالث ، و قد نال منا التعب ما نال

لذا فإن سيف أراد استئجار شقة نقضي فيها ليلتنا لنبدأ البحث في اليوم التالي ...



" ماذا ؟ لا أرجوك ! لا أستطيع الانتظار لحظة بعد ! "


تنهد سيف و قال :


" يا عزيزي دعنا نبات الليلة و غدا نذهب إلى بلدية المدينة و نسألهم عن أهلك ! أين تريدنا أن نبحث الآن ؟؟ نطرق أبواب المنازل واحدا بعد الآخر ؟؟ "



" أجل ! أنا مستعد لفعل ذلك ! "



ابتسم سيف ، ثم ربت على كتفي و قال :


" صبرت كثيرا ! اصبر ليلة أخرى بعد ! "




لم تمر علي ساعات أبطأ من هذه من قبل ...

لم أنم حتى لحظة واحدة و أصابني الإعياء الشديد و الصداع

و في اليوم التالي ، وقفنا عند إحدى محطات الوقود ، و ذهب سيف لشراء بعض الطعام و هممت باللحاق به ، لكنني شعرت بالتعب الشديد ...




عندما عاد سيف ، التفت نحوي مقدما بعض الطعام إلي :


" تفضل حصتك ! "


هززت رأسيا ممتنعا ، فأنا لا أشعر بأي رغبة في الطعام فيما أنا قد أكون على بعد قاب قوسين أو أدنى من أهلي ...




أسندت رأسي على المعقد و رفعت يدي إلى جبيني و ضغطت على رأسي محاولا طرد الصداع منه ...



" أ أنت بخير ؟؟ "


سألني سيف ، فأجبت :


" صداع شديد "


" خذ تناول بعض الطعام و إلا فإنك ستنهار ! "




و هززت رأسي مجددا ...

ثم التفت إليه و قلت :


" هل لي ببعض المال ؟؟ "



أخرج سيف محفظته من جيبه و دفعها إلي ... فأخذتها ، و فتحت الباب قاصدا النزول و الذهاب إلى البقالة المجاورة ...




ما كدت أقف على قدمي حتى انتابني دوار شديد فانهرت على المقعد ...




" وليد ! "




تركت رجلي متدليتين خارج السيارة و أنا عاجز عن رفعهما


سيف أسرع فعدّل من وضعي و سأل بقلق :




" أ أنت بخير ؟؟ "


" دوار ... "



أسرع سيف فقرب عبوة عصير من شفتي و قال :


" اشرب قليلا "


رشفت رشفتين أو ثلاث ، و اكتفيت . سيف كان قلقا و ظل يلح علي بتناول بعض الطعام ألا أنني لم أكن أشعر بأدنى رغبة حتى في شم رائحته ...




بعد قليل ، زال الدوار جزئيا و فتحت عيني ، و مددت بالمحفظة إلى سيف و قلت :



" هل لي بعلبة سجائر ؟ "













...تتمة..




__________________


*
*
ت
ح
ي
ا
ت
*
*



~TumrHenna@yahoo.Com~

 
 

 

عرض البوم صور adila.a  
 

مواقع النشر (المفضلة)
facebook




جديد مواضيع قسم الارشيف
أدوات الموضوع
مشاهدة صفحة طباعة الموضوع مشاهدة صفحة طباعة الموضوع
تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة



الساعة الآن 05:21 AM.


 



Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
SEO by vBSEO 3.3.0 ©2009, Crawlability, Inc.
شبكة ليلاس الثقافية