كاتب الموضوع :
كاميليا العشق
المنتدى :
الارشيف
شكراً لجميع من اكرمني بدخوله الكريم لذا ..سامحوني ^^ ارغب في البعد قليلاً عن هذا المحيط الغالي
شكراً لسوسو المتابعة الجديدة وانا بانتظارك عيوش وعشوقة .. اه عشوقة شكراً للاهتمام ويسعدني عودتك لولو لقصتي واهلاً وسهلاً ميس اورانج الدلوعة
نعود للقصة ... تفضلوا ^^
******************************************************
تصدع حاجز البلور
قامت ميري التاسعة صباحاً على صوت كارول المزعج وهي تغني من الحمام ... عضت على أصبعها من القهر ثم قفزت من السرير وهرعت مسرعة نحو الباب صاحت وهي تطرقه بقدمها :
_ كارو ... يكفي يا فتاة صوتك مزعج ...
فتحت كارول الباب وكادت ميري أن تقع لأنها كانت تسند رأسها على الباب لكنها تمالكت نفسها ورددت وهي تدخل الحمام :
_ صوتك يشبه صوت عجوز لديها التهاب حنجرة فأخذت تلعق الليمون حتى جف ريقها ثم ذهبت إلى الطبيب و...
وضعت كارول يدها على فم ميري وهي تتحمض وتتمتم بقرف :
_ اللعنة .. أشعر بأن ريقي جف حقاً ..!!
ثم خرجت من الحمام وهي تحمل منشفتها الصغيرة بعد أن وضعت فرشاة أسنانها محلها ، بدأت تخلع منامتها الوردية وأبدلتها ببنطال جينز قصير مقطع وقميص أسود عليه خطوط حمراء متوازية ... وضعت أخيراً عطرها الرجالي وخرجت من غرفتها لتذهب وتشرب الكثير من المياه ثم عادت الغرفة لتصطدم بمادلي التي كانت في الداخل تأخذ فرشاة شعر من تسريحة ميري ، سألتها كارول بغرابة :
_ ألا يوجد لدى السيدة مادونا فرشاة شعر ..
ردت عليها مادلي وهي تسرح شعرها :
_ بلى لكنها ناعمة وشعري فيه الكثير من التجعيدات المنسقة والتي تحتاج إلى فرشاة واسعة لأحافظ على التموجات ، ثم ما دخلكِ أنتِ أيتها المشاكسة .. ليس لديكِ شعر لتسرحيه حتى ..؟!
وشدت شعر كارول القصير والناعم ثم أخذت تضحك عليها وهي تسرحه من الخلف للأمام وكارول تصيح ، خرجت مادونا من غرفتها على أثر هذا الصراخ العنيف ، اتسعت عيناها بذهول ثم صاحت على مادلي :
_ أوه .. كارول المسكينة .. يكفي مادلي تؤلمينها ..!!
رفعت كارول رأسها بعد تركتها مادلي ليبدو شكلها وكأنها خارجة من حلبة مصارعة مما أثار ضحكات الجميع حتى ميري التي كانت تقف عند باب الحمام وتستمتع بمنظر السيدة غراب ... في بداية الأمر كادت كارولينا أن تبكي لكن ولدى رؤيتهم يضحكون جلست تضحك معهم وهي تفرك رأسها المتألم ودموعها تتناثر من عينيها بينما بقي أنفها محمر للغاية .
نزلت كارولين للشارع وهي تضع قبعة سوداء جلدية وتوجهت لمحل السيدة سيسي كالعادة ، وصلت كارول مبكرة وارتدت مريلة صفراء عليها نقوش وردة دوار الشمس ثم شرعت ترتب الورود في المزهريات وتقص أطرافها وتسقيها بلطف وروية ... العمل عند السيدة سيسي يشابه العمل عند مدام بولغاري ... كله يحتاج للقص والعقص ..!!
رنت الأجراس الصغيرة الموضوعة فوق باب المحل لتنذر بقدوم احدهم ... استدارت كارول وهي تندد بسيل من الشتائم شريكتها لولي لكن ... يا للخيبة ... ليست لولي ..؟! بلعت كارول ريقها ثم رسمت ابتسامة ساذجة على محياها لترحب بالزائر الشاب :
_ أهلاً بك سيدي في محلات نارسيس للاهتمام بالورود والشتلات الصناعية ..!!
وأشارت له بيدها لتريه محتويات العرض حيث كان هناك أكثر من كتالوج مرتب لإرضاء رغبة الزبائن والكثير من النماذج للسلال والربطات وحتى الشرائط الملونة لترتيب الزهور وجعلها أجمل ولكن ... يتطلب هذا المزيد من الفرنكات ..!!
اقترب الشاب صاحب الشعر الذهبي المرتب ثم أستند على الطاولة وقال بغرور وتكبر :
_ جهزي لي شتلتين من نبات الياقوت ..!!
لم يعجبها كارول طريقة حديثه لأنه أولاً ذكر طلبه بطريقة متعجرفة ... ثانياً لا يمكن أن يكون لزهرة الياقوت شتلات ... المعنى أنها زهور جميلة ذات طابع خاص ولا تزرع بسهولة كما يبدو على الشاب أنه يظن ... شعر الشاب أنها ربما بلهاء فأعاد طلبه بطريقة استفزازية ...
طفح الكيل بكارول فصاحت به غاضبة :
_ اللعنة ... أخرج خارجاً أنت وشتلاتك التافهة ثم رمته بالكأس البلاستيكية التي كانت أمامها في حين شهد على هذا الموقف الزائر الثاني ...
_ آنستي ... أتمنى من بائعة الورود أن تكون وردة بين زهورها الخلابة ...
خجلت كارول وعلا وجهها الصغير نظرة ندم فأحنت رأسها وأخذت تعتذر للشاب الذي خرج من المحل وهو غاضب ، أقترب منها الزبون المهذب ثم تمتم وهو يضع الورود على الطاولة ويردد بلطف :
_ الزهور الجميلة يجب أن لا ترمى ...
ثم رفع ذقنها وابتسم لها ... كان لطيفاً ذو ابتسامة عذبة ... بالرغم من كونه صاحب ملامح عادية جداً إلا أن عينيه التي كانت تغطيها نظارته السوداء تزيده لطفاً وجمالاً ... هز شعره البني ثم خلع نظارته لتتبدل ملامحه فجأة ويزداد جمالاً وكأنه الفتيات ... في حقيقة الأمر لا تبدو نبرته ذكورية جداً لكن ...
_ أنا روزا سوفيان ... تشرفت بكِ ...!!
وضعت كارول يدها على فمها ثم تمتمت بسعادة :
_ واو .. أنتِ فتاة ...؟؟
زادت ابتسامة روزا وتابعت قائلة وهي تزيح شعرها عن وجهها :
_ الجميع يخطئ في البداية لكن لا بأس ...
تنهدت كارول ثم عادت للعمل وهي تحاكي روزا التي اتخذت لها مقعداً :
_ في البداية كنت أظنكِ شاب لكن ... بدوتِ جميلة وأنتِ تخلعين هذه النظارات ، حتى أنا أحب ارتداء ثياب تشبه الشبان لكوني لا أشعر برغبة في الفساتين ...
_ لا أظن ...
اتسعت عينا كارول و استدارت نحو روزا التي تابعت بحذاقة :
_ أعتقد أنكِ تفضلين هذا الشكل لخوفكِ من مشكلة أنكِ فتاة في حارة داخلية مثل هذه الحارة ... لكن لو ارتديتِ فستان فستبدين شديدة الأنوثة
ألقت كارول سؤالاً بديهيا ً :
_ لماذا لا ترغبين إذاً بارتداء فستان ..؟؟
إجابتها روزا بهدوء وهي تضع نظارتها على ركبتيها :
_ لي أسبابي الخاصة لكنني لا أكره الفساتين .. ففي النهاية أنا فتاة ..!!
تنبهتا مرة أخرى لصوت الجرس لكن هذه المرة كان الزبون شاباً حقيقياً دون أي شك ...شعره الأشقر المصفوف بدقة والمنسدل فوق أكتافه بينما فُتحت أزرار قميصه الأسود قليلاً ليظهر عقده الفضي الثمين وتهادى ماشياً ببنطال رمادي بتصميم نحيل من الأعلى ومنفرج من الأسفل ... ردد بنبرته الجذابة :
_ روزا ... ألم أطلب منكِ عدم الابتعاد ..؟؟!
أبدت الأخيرة انزعاجها وردت عليه حانقة :
_ خذ بائعة الورود بدلاً عني وسأعمل بدلاً عنها ...
ثم انقلبت نحو كارول المذهولة بشخصيته الجذابة وسألتها بلطف وكأنها تترجاها :
_ صديقتي الجديدة والوحيدة لما لا تذهبين مع جوزيف إلى محل بيع الثياب وتقومي بشراء فستانين لي ولكِ خصوصاً وأننا نبدو بذات المقاس
أنكرت عليها كارول هذه الطريقة المبتذلة ...- صديقتي الجديدة والوحيدة -... (( أنها تجعل الأمر يبدو محرجاً لي حقاً )) أخرج الشاب سلسلة المفاتيح ثم تقدم نحو كارول وجذبها من يدها وهو يتمتم غاضباً :
_ هيا ...
في تلك اللحظة بدت كارول وكأن القط أكل لسانها ... حرفياً !!
وصل الشاب بها حتى سيارته الكاديلاك الحمراء مفتوحة الغطاء ، قفز فوق باب السيارة ثم فتح لها الباب وهو يردد ساخراً بتهذيب (( أسلوب ستعتاد عليه قريباً كارولينا الشقية ))..
_ يبدو أنها أول مرة تركبين بها هكذا سيارة يا ....
أدارت كارول له ظهرها ثم قالت بعنجهية لا تلاءم الموقف :
_ كيف اركب مع رجل غريب ... تظنني حقيرة أو فتاة .. سيئة .. ثم أنني أملك أسماً ... أتعرف الاسم الذي يعطونه للطفل عندما يولد لتناديه به الناس .. ثم أن كلمة داموزيل لم تكن لتخسرك شيئاً من وقتك الثمين و....
وضع الشاب يده على فمها ثم رماها في السيارة وقفز من فوقها إلى مقعده وشغل المحرك ثم أنطلق بسرعة جنونية جعلتها تصرخ طالبة النجدة ...
كان شعرهما يتطاير بعنف بينما توقفت كارول عن الصراخ بعد أن شعرت بأنها جرحت حلقها من شدة الصراخ والبكاء ، كان الشاب يضع أغنية لمايكل جاكسون >> كالعادة شباب صايع >> ويغني معه متجاهلاً إياها ... سئمت كارول هذا الوضع خصوصاً وأنه أكثر من مرة كادوا أن يصطدموا بمخلوق من مخلوقات الكرة الأرضية وهذا يتضمن البشر والحيوانات وحتى الأشجار لم تكن لتسلم والإشارات ... تباً انه متهور ، ضغطت زراً لتوقف الأغنية لكن وبدلاً عن هذا ضج الشارع بالصوت أكثر كما يبدو وأنها قامت بضغط زر تشغيل الستريو .. صاح الشاب بسعادة وأخذ يغني بقوة وهو يرقص ليغيظها ...لا أفهم سر كرهه الشديد لي ...!!
توقف فجأة أمام أفخم المحلات بليون والمتمثلة بالمجمع الهرمي والذي تنتظم فيه الأسواق بشكل يشبه الهرم نزل الشاب ثم تقدم نحو بابها وفتحه لها وقال وهو ينحني بلباقة :
_ تفضلي مادموزيل أسم ..!!
قطبت حاجبيها بغيظ أولاً لكنها شعرت بتهذيبه فخرجت من السيارة ، امسك بيدها ثم تأبط ذراعها وبدأ يمشي بها حتى وصلا إلى محل واجهته فساتين قصيرة وباهظة الثمن كما يبدو من الأسعار المكتوبة عليه ، دخل بها الشاب المحل ثم قال وكأنه يعلن عن قدومه :
_ جوزيف سوفيان هنا ... مرحباً جدتي ..!!
رفعت سيدة قديرة رأسها ليلتمع شعرها الأحمر ببريق لامع . رحبت بالقادمة بلطف :
_ جاين سوفيان ..!
تقدمت منها وهي تردد ببعض الاستغراب :
_ تقابلنا قبلاً ..؟؟
رد جوزيف وهو يفتح علبة صودا :
_ ربما ... روزا أخبرتني أنها صديقتها الجديدة والوحيدة
شبكت جاين يديها ببعضهما البعض وهي تردد بحبور :
_ حقاً ...؟؟
جذبتها ثم أجلستها على كرسي جانبي وبدأت تسألها إذا كانت روزا واقعة في غرام أحدهم وما إذا كانت تأكل شيئاً معيناً وهكذا أسئلة روتينية ... كانت كارول تشعر بالإحراج خصوصاً وأن جوزيف لم يزل نظراته عنها ، حسناً في البداية لم تكن وقحة لكنها الآن صارت مثيرة للغضب خصوصاً وأنه يحدق أكثر في فخذيها العاريين بحكم أن بنطالها قصير ، كانت كارول تهز قدمه بقوة مما كان يجعل المنظر أكثر متعة لجوزيف صاحب العينين الرماديتين ...
تمتمت بأدب جم وهي تشد بنطالها للأسفل في طريقة منها لرد أنظاره عنها :
_ أنا لم أتعرف على روزا سوى اليوم فقط سيدة ... جاين
وضعت جاين يدها على فمها متعذرة ثم أخذت تتأسف من كارول وهي تقول بلطف :
_ اعذريني حبيبتي ... حقاً أنا مزعجة
قامت كارول ثم تمتمت بتهذيب :
_ أسمحي لي بالرحيل لدي عمل ... وهل يمكنني أن أطلب منكِ أن تدعي روزا معي ..؟؟
نظرت جاين نحو الساعة ثم قالت بحزم :
_ أريدها الساعة الثالثة عندي لأنه لدينا رحلة ثانية إلى لندن من أجل عرض الأزياء القادم ...لقد فوتّنا رحلة الخامسة صباحاً بسبب تعنتها الشديد ..!!
لم تشأ كارول التدخل أكثر لكنها فهمت من كلامها أنها على عجلة من أمرها خصوصاً وأن المحل يبدو مهترئاً بالرغم من جمال قطعه والواضح أنه ظل مغلقاً فترة طويلة ، خرجت كارول من المحل ليلحق بها جوزيف ... بدا أكثر عقلانية هذه المرة وهو يمشي برزانة ولباقة وراءها :
_ حسناً يبدو أنني قدمت انطباعاً سيئاً عني منذ أول مرة ...
لم ترد كارول عليه لكنه تابع وهو يمشي بمحاذاتها :
_ إذا ... ما هو الاسم الذي أطلقه والديكِ عليكِ لدى مولدكِ ..؟؟
ردت عليه بسخرية وكأنها تدعي الغباء :
_ أسم ...!!
بدا وكأنها غاضبة حقاً ففضل جوزيف الانسحاب بعد أن رمى بكلمة لطيفة أو في الحقيقة جملة جميلة :
_ أنظري ما لذي على فخذك يا آنسة أسم ...!!
انحنت كارول وبدأت تبحث في فخذها عن شيء غريب ... وفجأة ضج الشارع بصراخها المهيب :
_ عنكبوت ....
كان عنكبوت صغير جداً يتحرك على فخذها دون أن تشعر .. مؤكد أنه من ذلك المحل إذ أنه يبدو مغلق منذ فترة لا بأس بها ...!!
عاد جوزيف لها ثم نفض العنكبوت الذي وصل ساقها وهي تبكي وتصرخ ... ابتسم لها جوزيف ثم انبرى عائداً لولا أنها استوقفته متعذرة بحياء :
_ لا أعرف طريق العودة ...!!
[/QUOTE]
|